الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تدعو إلى شكيل جبهة وطنية لإسقاط القرار الوزاري المشترك، والمرسوم الحكومي المتعلق بالدعم
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أعلن المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أنه اطلع بكثير من الصدمة والامتعاض، على محتوى القرار الوزاري المشترك رقم 2345.24، الموقع من لدن وزير الشباب والثقافة والتواصل، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، والمرتبط بالمرسوم الحكومي الذي كان قد صدر في 22 دجنبر 2023 بشأن الدعم العمومي الموجه للصحافة والنشر والتوزيع والطباعة.
واعتبر المكتب التنفيذي المجتمع يوم الخميس 5 دجنبر بالبيضاء، أن هذا القرار جاء مكرسا بشكل فظيع وبشع للاحتكار والإقصاء، ومقررا لحكم الإعدام على المقاولات الصغرى والمتوسطة والصحافة الجهوية، ومفتقدا للمنطق والموضوعية، ومخالفا لمنطوق القانون.
وقال “إذا كانت المادة 7 من قانون الصحافة والنشر تنص على أن قطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع تستفيد من الدعم العمومي، بناء على مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص والحياد، فإن المكتب التنفيذي للفيدرالية يؤكد أن هذا القرار الوزاري المشؤوم، وقبله المرسوم الحكومي، لا يتوفر لا على شفافية ولا على تكافؤ فرص ولا على حياد”.
وأما وأن نفس المادة السابعة في قانون الصحافة والنشر قد حددت أهداف الدعم العمومي للصحافة في «تنمية القراءة وتعزيز التعددية، ودعم مواردها البشرية» فإن المكتب التنفيذي أكد أيضا أن القرار الوزاري المشترك، يعتبر خرقاً فادحا وفاضحا للقانون، بحيث يستبدل تنمية القراءة ببدعة حجم رقم المعاملات لتنمية التجارة، ويضرب التعددية في مقتل، ويهدد الموارد البشرية بآلاف التسريحات في مقاولات وضعت أمام معايير سوريالية فصلت على مقاس مقاولات محسوبة على رؤوس أصابع اليد الواحدة.
وأضصاف المكتب التنفيذي، بان الأغرب في هذه القرارات الانفرادية التي تتخذها وزارة الاتصال أن هذا الدعم الذي تضاعف ليصل إلى 30 مليار سنتيم، سنجد أن 4 مقاولات فقط، بهذه المعايير الخطيرة، ستستحوذ على 10 ملايير وهو ضعف الدعم المخصص للصحافة في قانون مالية 2025، فيما ستقتسم ما تبقى المقاولات التي يتراوح رقم معاملاتها ما بين 2 و10 مليون درهم، وستحرم مئات المقاولات الوطنية من أي دعم، جزء كبير منها استفاد منه لما يفوق العشرين سنة.
وهو نفس الشيء جرى في المعايير الخاصة بدعم المطابع التي فصلت على مقاس مؤسستين فيما هناك مطابع عمرها عقود ستقصى، ليكون عنوان هذا العبث هو التخبط والارتجال.
واستنكرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، غياب تشاور حقيقي مع ممثلي الناشرين، وإقصاء مقصود للفيدرالية لمعرفتهم بأنها لن تزكي أبدا هذا المخطط الجهنمي، وإقدام الوزارة على بدعة تصنيف المنظمات المهنية، ومن فيها هو الأكثر تمثيلية دون معايير موضوعية ولا قانونية إلا ما كان من مزاجية ومحاباة لدرجة الوصول إلى اللعب بقضايا مصيرية بالنسبة للقطاع.
وقالت إن التنصيص على رقم معاملات الشركة الناشرة، وتحديد حجمه كمعيار، في سابقة في العالم، يطرح مشكلة حقيقية بالنسبة لعلاقة دعم الدولة للصحافة بالرأسمال في هذا القطاع. وإن ما اقترفته الوزارة في نص القرار الوزاري المشترك هو مخالف للارادة الملكية كما تجسدت في رسالة جلالة الملك لأسرة الصحافة سنة 2002 وسعي للتحكم الحكومي في الاعلام وللقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للمقاولات الصغرى والمتوسطة والصحافة الجهوية عموما وفي جهات الأقاليم الجنوبية الموجودة على خطوط التماس على وجه الخصوص .
وذكر المكتب التنفيذي بأن نفس المجزرة التي تجري اليوم لمبادئ القانون ومبادئ الإنصاف جرت في ما يتعلق بالتنظيم الذاتي، بحيث تم صم الآذان عن الأسس الدستورية لضرورة انتخاب مجلس وطني للصحافة، وإخراج بدعة لجنة مؤقتة نعاين اليوم عملا حثيثا لاستدامتها أو إخراج قوانين للصحافة على المقاس لا علاقة لها لا بتنظيم المهنة ولا بالنهوض بالقطاع.
وأعلن المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن التعبئة الشاملة لكافة أعضائه في المركز وفي الفروع ضد هذا الاستهداف الخطير لتسعين بالمائة من النسيج المقاولاتي المهني، مع تسطير برنامج احتجاجي على الصعيد الوطني، ويدعو إلى تشكيل جبهة وطنية من كافة المنظمات المهنية الغيورة إلى حين إسقاط هذا القرار الوزاري المشترك، والمرسوم الحكومي المتعلق بالدعم، والالتزام بمنطوق المادة 7 من قانون الصحافة، ونهج مقاربة تشاركية تكون فيها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بوصفها المنظمة الأكثر تمثيلية للناشرين في قلب أوراش الإصلاح.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: المغربیة لناشری الصحف المکتب التنفیذی
إقرأ أيضاً:
محللون: إسرائيل غير مهيأة لإسقاط اتفاق الهدنة.. ودور مصر والوسطاء أساسي لاستمرار وقف إطلاق النار
تصاعدت وتيرة الأحداث الفلسطينية الإسرائيلية بشكل سريع، وسط تخوفات من انهيار اتفاق الهدنة بين الجانبين على إثر التعنت الإسرائيلي الذي دفع حركة المقاومة الفلسطينية حماس إلى إعلان تأجيل تسليم دفعة الرهائن الإسرائيلية لعدم التزام تل أبيب بالإستحقاقات الزمنية للهدنة.
ويرى محللون أن إسرائيل غير مهيئة للتراجع عن اتفاق الهدنة في الوقت الراهن، منتقدين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانحيازه المُطلق للجانب الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه يعولون على الدور التفاوضي الذي تقوم به مصر والشركاء للوصول إلى حل سياسي وتسوية دبلوماسية للأزمة وضمان سريان الاتفاق وعدم انهيار الهدنة.
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية وخبير دراسات الأمن القومي والشئون الإسرائيلة، قال إن حركة حماس أصدرت بيانًا فجر اليوم أكدت فيه التزامها ببنود اتفاق الهدنة حال التزمت به الحكومة الإسرائيلية، وذلك استكمالا للبيان الأول الخاص بتأجيل الإفراج عن الدفعة المقبلة من الرهائن الإسرائيلية، كما أشارت حماس إلى أنها نفذت كل ما عليها من التزامات بدقة وفقًا للمعايير والمواعيد المحددة.
وأضاف الدكتور طارق فهمي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إسرائيل هي من أخل بالإستحقاقات الزمنية للهدنة لأنها أجلت المفاوضات بناء على قرار من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإرسال وفد فني لقطر ولم يكن له أي صلاحيات “وعاد كما ذهب”، مشيرًا إلى أن ذلك يؤكد مضي الاحتلال الإسرائيلي في التفاوض والضغط في هذا الإطار ، بدليل أنها أعادت تشكيل وفدها المفاوض وأشركت وزير الشؤون الاستراتيجية رون ناديمر الوزير المقرب من نتنياهو بالإضافة إلى رئيسي الشاباك وأمان وممثلين الجيش.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه من الواضح للجميع أن نتنياهو يستقوي بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينين إلى خارج قطاع غزة، وهذا بالطبع يتماشى مع الموقف الرسمي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي ورغبتها في التأكيد على قوة مركزها التفاوضي.
صفقة إسرائيل الخبيثة وجس نبض حماسولفت خبير دراسات الأمن القومي، إلى أن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى عرض صفقة “خبيثة” بين المرحلة الأولى والثانية” بشكل جزئي قبل الانخراط في التفاصيل الخاصة بالمرحلة الثانية التي قد تستغرق فترة زمية أطول خاصة في ظل تجدد الاعتراضات الداخلية والتظاهرات في الداخل الإسرائيلي للمطالبة بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وانهاء الحرب بقرار رسمي متوافق عليه.
وأوضح أن تولي إيال زمير مهامه في رئاسة الأركان الإسرائيلية سيدفعه إلى جس نبض حركة حماس، خاصة مع وجود عسكريين جدد في المشهد الإسرائيلي ورغبتهم في استئناف المواجهات بدليل إلغاء الإجازات المقررة اليوم في إسرائيل للضباط والجنود.
حماس تضغط على نتنياهووشدد على أن حركة حماس لها حسابات مختلفة أهمها التخوف من إبعادها من المشهد واحتمالية تدخل الولايات المتحدة الأمريكية على خط المواجهات المحتملة، لذلك تسعى الحركة إلى زعزعة ثقة الداخل الإسرائيلي في حكومته وتحميل نتنياهو شخصيًا المسئولية كاملة في الوضع الراهن، ونقل رسالة إلى ترامب بأن حماس مازالت وموجودة في قطاع غزة بقوة وأنها الطرف الرئيسي في أي معادلة تُشكل في الفترة الراهنة والمحتملة، كما تسعى إلى دفع الوسيطين المصري والقطري للضغط على الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى التفاوض وتسليم الأسرى.
محلل فلسطيني يتنقد تصريحات ترامبفي سياق متصل، انتقد د. إبراهيم ربايعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الفلسطينية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع.
وقال إنها تقود إلى توتر المشهد وليست معزولة عن سلوكه السياسي المتطرف سياسيا تجاه الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن التهديدات التي يلوح بها ترامب تعيد للأذهان تصريحاته السابقة قبل وصوله البيت الأبيض حول أن تعطيل اتفاقية الهدنة أو تسليم الرهائن سيؤدي إلى جحيم.
قلق إسرائيلي من تصريحات ترامبوأشار في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى وجود قلق إسرائيلي داخلي نتيجة الأثر السلبي لتصريحات ترامب على إطلاق سراح الرهائن، وأن العديد من الأصوات داخل إسرائيل تلقت تلك التصريحات على أنها مجرد حالة صوتية لا قدرة ولا رغبة لدى ترامب بتحويلها إلى شيء عملي.
وشدد على أن تصريحات الرئيس الأمريكي لم تضغط على حركة حماس بقدر ما ستوتر المشهد على الضفتين بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن الوضع في الضفة الغربية صعب جدًا فهناك تهجير قسري لحوالي 40 ألف فلسطيني من 3 أو 4 مخيمات في شمال الضفة الغربية.
واعتبر ذلك نموذجًا أو تصورًا تسعى إسرائيل لتعميمه بالضفة وإحداث تدمير شامل للمخيمات الأربعة ومنع السكان العودة إليها، وبالتالي تطبيق ذلك بشكل أوسع حال تسلمت تل أبين الضوء الأخضر من واشنطن على مستوى كل الضفة الغربية .
نتنياهو الخاسر الأكبر حال فشل الهدنةوكشف ربايعة أن إسرائيل من الداخل ليست مهيئة لسقوط اتفاق الهدنة وتبادل الرهائن والأسرى، وأن نتنياهو سيكون الخاسر الأكبر حال فشلها، مؤكدًا أن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين شكل حالة غضب في الشارع الإسرائيلي وأنه لا يجوز لحكومة نتنياهو إبقاء أي أسير لدى حماس والمقاومة يوم واحد إضافي.
وأعرب رباعية عن تفاؤله باللقاءات العربية مع الرئيس الأمريكي، التي وصفها بأنها ربما تكون مؤثرة على مستقبلها للمنطقة وستشكل حالة من القراءة والقدرة على استشراف مستقبل المنطقة بناء على نتائجها، معولًا على الدور المصري الكبير والقطري أيضًا في ضمان عدم سقوط الهدنة.