بشهادة المؤسسات الدولية.. كيف نجحت مصر في القضاء على فيروس سي؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
سلسلة من المبادرات الصحية نفذتها الدولة تحت شعار «100 مليون صحة»، لتحسين خدمات التشخيص والعلاج، لخفض معدلات الإصابة بشكل مستدام، وتوفير العلاج والرعاية اللازمة بأحدث المعايير والبروتوكولات العالمية.
وحرصت الدولة من خلال القوافل الطبية المتنقلة على الانتشار في أنحاء الجمهورية، بما يسهم في فعالية الجهود للكشف عن مرضى فيروس سي، مع الاعتماد على أحدث التقنيات العلاجية، بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية، لتنجح بذلك في تقديم تجربة ملهمة أشادت بها المؤسسات الدولية على نطاق واسع.
ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريرًا تضمن إنفوجرافا، تسلط الضوء على نجاح مصر في القضاء على فيروس سي بشهادة المؤسسات الدولية، ضمن جهودها للارتقاء بالمنظومة الصحية.
واستعرض التقرير أهم إنجازات مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، مشيرا إلى أنه جرى إطلاق المبادرة عام 2018 تحت شعار 100 مليون صحة، وجرى خلالها فحص 63 مليون مواطن على مستوى الجمهورية، وعلاج 4.6 مليون مواطن، بتكلفة 3.8 مليار جنيه.
تقديم العلاج بالمجانوأوضح التقرير أنه جرى تقديم العلاج بالمجان لأكثر من 105.5 ألف وافد بالتعاون مع المنظمات الدولية، حيث بلغ معدل الشفاء للأشخاص الذين تلقوا العلاج 98.5%، بينما بلغت التكاليف الطبية المباشرة التي تم توفيرها من خلال التشخيص المبكر للحالات وعلاجها نحو 16 مليار جنيه.
وأشار التقرير إلى أنه من المستهدف فحص 2.2 مليون طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي، لدى طلاب المدارس بالصف الأول الإعدادي خلال العام الدراسي الحالي.
وفيما يتعلق بنقل التجربة المصرية للعالم، بين التقرير أنه جرى إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مليون أفريقي من فيروس سي عام 2019، وكذلك قامت مصر بتبادل خبرتها مع أكثر من 60 دولة من خلال عقد ورش العمل وجلسات تبادل المعرفة والتعاون الدولي والشراكات القوية مع المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والأوبئة والمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
أوضح التقرير الرؤية الدولية بالجهود المصرية المبذولة للقضاء على فيروس سي، حيث أكد بيوتر كرامارز، كبير العلماء بالمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والأوبئة ECDC، أن مصر أثبتت أن القضاء على مرض مثل فيروس سي ليس حلما بل هدف يمكن تحقيقه، مع تطلعه لبناء استراتيجيات مستدامة تساعد دول العالم على محاكات هذه التجربة الملهمة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن مصر انتقلت من إحدى أعلى الدول في العالم لديها معدلات الإصابة بفيروس سي إلى أنها أول دولة تحصل على شهادة المستوى الذهبي على مسار القضاء على فيروس سي، في حين أكد البنك الدولي أن العلاجات المضادة لفيروس سي المصنعة محليا، تعد عاملاً رئيسياً في نجاح المبادرة، وترتب عليه خفض أسعار الأدوية في جميع أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، أوضح تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة، أن التجربة المصرية في التعامل مع فيروس سي تعد من التجارب والنماذج الرائدة التي يحتذى بها على مستوى العالم، وذلك بفضل الحملة القومية للقضاء على الفيروس التي أطلقتها مصر.
بدوره، ذكر المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن نجاحات مصر في القضاء على فيروس سي تتجاوز حدودها، حيث تعكس المبادرة الرئاسية لعلاج مليون أفريقي التزام مصر بمشاركة معرفتها ومواردها وتصنيع الأدوية والمنتجات الطبية محليا، لتعزيز إمكانية الوصول إلى العلاج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البنك الدولي التجربة المصرية التشخيص المبكر التعاون الدولي التنمية البشرية الجهود المصرية 100 مليون صحة القضاء على فیروس سی لمکافحة الأمراض
إقرأ أيضاً:
تقرير مقلق: 263 مليون إصابة بالملاريا في 2022 وخطط القضاء عليها تواجه صعوبات
سجل العالم زيادة قدرها 11 مليونا لدى عدد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الملاريا في 2022، ليصل مجمل عدد الإصابات حول العالم إلى 263 مليون حالة في العام الماضي، وجاء ذلك بينما تعثرت خطط القضاء على المرض الذي ينقله البعوض، وفقًا لتقرير جديد.
استطاع العالم أن يتجنب إصابة 2.2 مليار شخص بالملاريا، وأن يتفادى موت 12.7 مليون حالة منذ عام 2000، بفضل الجهود الصحية العالمية المتعلقة بهذا المرض.
لكن نقص التمويل في السنوات الأخيرة كان له دور في تغيير الوضع، كما أن هناك تأثيرا لجائحة كوفيد-19 على النظم الصحية وعدم الاستقرار السياسي في البلدان التي تكافح الملاريا، علاوة على ذلك هناك مجموعة من التحديات الأخرى.
يقول الدكتور جيمس تيبينديرانا عالم الأوبئة والرئيس التنفيذي لاتحاد الملاريا ومقره المملكة المتحدة في حديث مع يورونيوز: "نحن هنا بسبب التقدم الكبير الذي تم إحرازه". ففي عام 2023، حصلت أذربيجان وبليز والرأس الأخضر وطاجيكستان على شهادة خلو من الملاريا، وحصلت مصر على هذا التصنيف هذا العام، ويبدو أن جورجيا وتركيا في طريقهما إلى ذلك.
لكن ذلك لم يمنع الموت، إذ توفى ما يقدر بنحو 597,000 شخص بسبب الملاريا في عام 2023، وهو مستوى مساوٍ للعام السابق، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية. وكانت جميع الوفيات تقريبًا في أفريقيا.
وقال تيبينديرانا: "إن ما تبقى من هذه الرحلة يعتبر أكثر تعقيدًا مما شهدناه في السنوات العشرين الماضية". وذلك لأن الملاريا، التي لا تزال متوطنة في 83 دولة، تنتشر بين الناس عن طريق البعوض المصاب بالطفيليات، ما يجعل القضاء عليها أكثر تعقيدًا من الأمراض الأخرى.
"لن يأتي ممول جديد في الظروف الحالية"بلغ التمويل العالمي لمكافحة الملاريا 4 مليارات دولار (ما يقدر بـ 3.79 مليار يورو) في عام 2023. ويعتبر ذلك أقل من نصف المبلغ الذي تقول وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إنه مطلوب وهو 8.3 مليار دولار (7.87 مليار يورو).
وتؤدي هذه الفجوة إلى نقص الأدوية وشبكات الحماية من البعوض -التي تكون معالجة بمبيدات حشرية تقي من البعوض-، حسب التقرير.
Relatedالكاميرون أول دولة في العالم تطلق برنامج تلقيح الأطفال ضد الملاريا الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج الأدوية المحليةشاهد: الأولى في العالم.. الكاميرون تطلق برنامجا منتظما لتلقيح الأطفال ضد الملارياتقول الدكتورة ريجينا رابينوفيتش مديرة مبادرة القضاء على الملاريا في معهد برشلونة للصحة العالمية في حديثها مع يورونيوز: "لا أرى أن هناك ممولاً جديداً سيأتي إلى هذا المجال، في ظل الوضع المالي العالمي الحالي". وأضافت: "إن هناك الكثير من الاحتياجات، وهناك (تغير) المناخ، وهناك الحروب، وهذا تحدٍ حقيقي".
يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكلة. ففي باكستان على سبيل المثال، تسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في "وباء الملاريا" في عام 2022، عندما ارتفعت حالات الإصابة إلى خمسة أضعاف وفقًا للتقرير.
مشكلة أخرى: مقاومة مضادات الملاريايعتبر خطر مقاومة الأدوية المضادة للملاريا مشكلة متنامية أخرى. فعندما يتطور الطفيلي الحامل للملاريا، يرتفع خطر فشل العلاج، ويزداد احتمال وفاة المرضى المصابين بمرض شديد.
في الآونة الأخيرة، كانت هناك دلائل على أن الأطفال المصابين بنوع حاد من الملاريا في أوغندا يعانون من مقاومة جزئية للأرتيميسينين، وهو دواء مضاد للملاريا منقذ للحياة، وفقًا لدراسة صغيرة في مجلة جاما (JAMA) الطبية.
وتأكدت مقاومة الدواء هذا في إريتريا ورواندا وتنزانيا، وتشتبه منظمة الصحة العالمية في أن إثيوبيا والسودان وناميبيا وزامبيا تعاني أيضًا من هذه المقاومة. وقال تيبينديرانا إن هناك خطرا كذلك من أن يصبح البعوض محصنًا ضد المبيدات الحشرية المستخدمة في شكبات الحماية منها.
في الجانب المشرق، قال لتقرير لمنظمة الصحة العالمية إن 17 بلدًا جعل لقاحات الملاريا التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية جزءا من التطعيمات الروتينية للأطفال.
وحصل حوالي مليوني طفل على اللقاحات كجزء من الدراسات التجريبية في غانا وكينيا وملاوي بين عامي 2019 و2023، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 22 في المئة في حالات دخول المستشفيات بسبب الملاريا الحادة بين الأطفال المؤهلين لذلك.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السويد تخوض معركة ضد فيروس الورم الحليمي: هل تكون الأولى عالميًا في القضاء عليه؟ الدول الأكثر فساداً تعاني نقصاً في عدد الأطباء.. إليكم العلاقة الخفية بين الديمقراطية والصحة ارتفاع غير متوقع في الأشعة فوق البنفسجية بأوروبا: خطر يهدد الصحة العامة منظمة الصحة العالميةالصحةأفريقيالقاحمرضملاريا
الرئيس يجتمع مع وزير الخارجية.. وبيان رئاسي بالتفاصيل