مشاهد من حياة النساء في أسواق النخاسة.. سقوط الأسد يجدد المخاوف من دولة «داعش»
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
حالة من الفوضى العارمة وتطورات متسارعة للأحداث تشهدها سوريا خلال الساعات الماضية بعد مغادرة بشار الأسد البلاد وانتقال السيطرة إلى المعارضة، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» داخل الدولة من ممارسة العبودية في المناطق التي سيطر عليها منذ عام 2011 وتباهيه باستعباد النساء والأطفال، وسعي التنظيم المتشدد إلى نشر نظام الرعب الذي يتّبعه خارج المشرق العربي وصولًا إلى ليبيا وأفغانستان وجنوب شرق آسيا.
ومنذ أن توّغل تنظيم الدولة الإسلامية داعش داخل بلاد المشرق العربي وخارجها، لم يتوانَ عن استخدام النساء كأحد موارده، خاصة بعدما كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أسواق النخاسة التي أنشأها تنظيم داعش داخل سوريا، فأصبحت بعدها الدولة بصدد مواجهة ظاهرة تجارة التنظيمات الإرهابية بالرقيق كمورد لتمويل نشاطتها، وحذر في تصريحات صحيفة سابقة قائلًا: «نواجه مجموعات مسلحة لا تكتفي بالضلوع في استرقاق البشر وفرض التشغيل سخرة، بل تجادل بأن عملها شرعي، وفي سوريا أقام داعش أسواق نخاسة، ونشر كتبًا تُرشد مقاتليها إلى كيفية جمع الفتيات والنساء والسيطرة عليهن والاتجار بهنّ».
هذه العمليات من الإتجار في النساء والتربح من خلالهنّ نظمها التنظيم الإرهابي بحجة بدعة جهاد النكاح، فكان النساء اللاتي يحملن الجنسية السورية يُجرى استقدامهم كسبايا في السوق وبيعهم بأسعار تتراوح ما بين 500 و2000 دولار حينها، ووفقًا لما ذكره موقع «CNN» فقد ابتدع التنظيم المتشدد مسابقة لمن يحفظ القرآن ويفوز بالمراتب الثلاث الأولى، وحددت جوائز لهم تمثلت بإهدائهم سبية كمنهج تظليلي للمواطنين، فضلًا عن بيع البنات اللاتي لم تتعدّ أعمارهم الـ10 سنوات بـ100 دولار.
ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي في مناطق النزاع زينب بانغورا، كانت قد حصلت على وثيقة خصصها تنظيم داعش تحدد لائحة بأسعار النساء والأطفال، لافتة إلى أنّ هؤلاء النساء يُبعن في السوق بطريقة تشبه بيع براميل البنزين، موضحة: «يمكن لخمسة أو ستة رجال شراء فتاة واحدة، وتكون الأولوية للقادة في التنظيم، إذ يسمح لهم باختيار الفتاة التي تعجبهم من الرهينات، أما اللواتي لم يخترهن أحد، يخضعن للبيع في مزاد علني أمام السكان الأثرياء، كما يبيع مقاتلو داعش الفتيات أحيانًا إلى أسرهم بآلاف الدولارات كفدية».
ووفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، كانت لوائح داعش تُملي ما يجب على النساء ارتداؤه، ومن يخالطن، ومكان عملهن، فضلًا عن قصص الزواج القسري المؤلمة لفتيات لا تتجاوز أعمارهن الثالثة عشرة من مقاتلي داعش، فضلًا عن الاعتداء والإساءة المروعة للنساء والفتيات من الطائفة اليزيدية، بعد اختطافهن من العراق وبيعهنّ في سوق النخاسة الجنسية في سوريا ومعاملتهن بوحشية لسنوات، إذ لا تزال أكثر من 2000 امرأة أيزيدية في عداد المفقودين، حيث يُعتقد أنهن ما زلن في الأسر لدى خلايا داعش النائمة بعد 10 سنوات من المذابح بحق تلك الأقلية الدينية التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها «إبادة جماعية».
رغبة يائسة للنساء الأجانب بالعودة إلى أوطانهنوانضم إلى النساء والفتيات من الطائفة اليزيدية، عشرات النساء اللواتي ينتمين لدول أجنبية، اللاتي أعربن عن رغبتهن اليائسة بالعودة إلى أوطانهن بعد أن مر نحو 5 أعوام على وجودهن في مخيمين شمالي سوريا بحسب تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، وهن نساء بريطانيات وأستراليات وبلجيكيات وألمانيات وهولنديات ومن منطقة البحر الكاريبي تعرضن للاغتصاب أو الخداع للذهاب إلى سوريا.
وكانت العديد من الدول شهدت سفر مواطنيها إلى الشرق الأوسط تلبية لدعوة تنظيم داعش لإنشاء ما يسمى بـ «دولة الخلافة» في العام 2014، وتعرضت السيدات الأجانب حينها إلى الخداع من قِبل أزواجهن، إذ كنّ ضحية «زواج غريب» بعد أن غرر بهن عناصر من التنظيم عبر الإنترنت، إذ يعاني غالبية هؤلا النسوة من عدم حصولهنّ على المال الكافي لسد حاجاتهن الأساسية كمياه الشرب النظيفة، وسوء النظافة والرعاية الطبية، وغياب المشورة ونقص التعليم وسوء التغذية والعيش في حدود أسوار مغلقة وكاميرات مراقبة.
واشتركن النسوة من جنسيات متعددة جميعهنّ بأن أكثر الأسباب التي تمنع عودتهن إلى بلدانهن الأصلية هو وجود أطفال وُلدوا في سوريا من جنسيات متعددة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا تنظیم داعش
إقرأ أيضاً:
رويترز: روسيا ستحتفظ بقواعدها في سوريا .. هل تسلّم الأسد إلى دمشق؟
سرايا - قالت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر، إن روسيا قررت الاحتفاظ بقواعدها في سوريا، وأبرزها قاعدتا حميميم وطرطوس البحرية.
وحول تسليم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، ذكرت "رويترز" أن الجانب الروسي قال إن هذه المسألة لن تقبل بها روسيا، علاوة على أنها لم تتلق طلبا لتسليم الأسد من قبل الإدارة السورية الجديدة.
وتاليا تقرير "رويترز" كاملا، والذي يتضمن نقاطا حول الديون على النظام المخلوع، وسعي الرئيس السوري أحمد الشرع لعدم الالتزام بها، لأن من كبّل سوريا بها هو النظام المخلوع:
على مدى سنوات كان جنود من قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا يتجولون بحرية في المدن الساحلية. وكانت الطائرات الحربية تنطلق من المجمع لقصف المتمردين الإسلاميين الذين يقاتلون نظام بشار الأسد القمعي.
ولكن مع رحيل الأسد، تتولى مجموعات صغيرة من المتمردين السابقين حراسة مداخل قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس البحرية الروسية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب، حيث تسيطر قوة إسلامية تعرف باسم هيئة تحرير الشام على البلاد الآن.
وقال حراس يرتدون الزي الكاكي لمراسلي "رويترز" الذين زاروا المنطقة الأسبوع الماضي إن هؤلاء الحراس يرافقون أي قوافل روسية تغادر المنطقة.
وقال أحد الحراس، رافضاً التحدث علناً: "يتعين عليهم إخطارنا قبل مغادرتهم".
ويبقى مستقبل القواعد، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، في أيدي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.
يريد بوتين إعادة التفاوض على عقد الإيجار السخي لمدة 49 عاما في عهد الأسد لمدينة طرطوس وعقد الإيجار غير المحدد لحميميم من أجل تأمين شروط أفضل، لكنه لا يبدو أنه يريد استبعاد موسكو تماما.
ولكن يبدو أن القواعد قد تبقى في سوريا مقابل الدعم الدبلوماسي والتعويض المالي من روسيا، التي شاركت بشكل عميق في الاقتصاد والدفاع في سوريا لمدة سبعة عقود قبل أن تنضم إلى الحرب الأهلية في عام 2015 وتسببت في دمار ساعد في إبقاء الأسد في السلطة لسنوات.
لقد سقط الأسد في كانون الأول/ ديسمبر ففر إلى روسيا عبر قاعدة حميميم. والآن تنخرط القيادة الإسلامية السورية ــ التي كانت ذات يوم هدفاً لغارات جوية روسية متواصلة ــ في مفاوضات مع موسكو.
وفي هذه القصة، تحدثت "رويترز" إلى ثمانية مصادر سورية وروسية ودبلوماسية قدمت تفاصيل لم تنشر من قبل من الاجتماع الأول رفيع المستوى بين الشرع ومبعوث أرسله الرئيس فلاديمير بوتين، بما في ذلك مطالب تتعلق بديون بمليارات الدولارات، ومستقبل الأسد، وإعادة الأموال السورية المزعومة الموجودة في روسيا.
وعلى غرار آخرين في القصة، طلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها للحديث عن أمور حساسة.
إن وضع العداوة جانباً يعود بالنفع على الطرفين. فعلى الرغم من تخفيف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لبعض العقوبات المفروضة على سوريا، فإن القيود المتبقية تجعل من الصعب ممارسة الأعمال التجارية مع الدولة التي مزقتها الحرب وأفقرت 23 مليون نسمة.
إن استعادة الإمدادات الروسية التقليدية من الأسلحة والوقود والقمح قد تكون بمثابة شريان حياة. وعلى هذا فإن زعماء البلاد على استعداد "لإحلال السلام، حتى مع أعدائهم السابقين"، كما قال دبلوماسي مقيم في دمشق لوكالة رويترز.
وتقول آنا بورشفسكايا من معهد واشنطن: "لا يزال لدى موسكو ما تقدمه لسوريا"، وهي قوية للغاية وراسخة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.
وقالت: "إن روسيا تحتاج ببساطة إلى حكومة في دمشق تضمن مصالحها، وستكون مستعدة لإبرام صفقة مع هذه الحكومة". وقال أحد مصادر المساعدات التابعة للأمم المتحدة إن روسيا لم تصدر حبوبا إلى سوريا في ظل الإدارة الجديدة.
ولم يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كثيراً عن سوريا منذ توليه منصبه، لكنه سعى إلى إصلاح العلاقات الأمريكية مع موسكو. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن رحيل الأسد يتيح الفرصة لسوريا "لكي تتوقف عن الخضوع لهيمنة النفوذ الإيراني أو الروسي وزعزعة استقرارها".
لكن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تريد أن تبقى روسيا بمثابة حصن ضد النفوذ التركي، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة.
وقال مصدران لوكالة رويترز، إن الشرع سعى خلال الاجتماع الذي عقد في 29 كانون الثاني/ يناير في دمشق إلى إلغاء القروض المبرمة مع روسيا في عهد الأسد. وقال وزير المالية محمد أبازيد الشهر الماضي إن سوريا التي كانت خالية إلى حد كبير من الديون الخارجية قبل الحرب لديها حاليا التزامات خارجية تتراوح بين 20 و23 مليار دولار دون تحديد حجم الديون المستحقة لروسيا.
وقال أحد المصادر إن المسؤولين السوريين أثاروا خلال اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قضية رئيسية أخرى، وهي عودة الأسد إلى سوريا، ولكن بشكل عام فقط، مشيرين إلى أنها ليست عقبة كبيرة أمام إعادة بناء العلاقات. وقال مصدر روسي رفيع المستوى إن روسيا لن توافق على تسليم الأسد، ولم يُطلب منها ذلك.
ودعا الشرع أيضا إلى إعادة الأموال السورية التي تعتقد حكومته أن الأسد أودعها في موسكو، لكن الوفد الروسي بقيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف نفى وجود مثل هذه الأموال، وفقا لدبلوماسي مقيم في سوريا مطلع على المحادثات.
ولم يستجب مكتب الشرع ومجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لطلبات التعليق.
وفي بيان صدر بعد الاجتماع، قالت الحكومة السورية إن الشرع أكد على ضرورة معالجة الأخطاء السابقة في العلاقات الجديدة، وطالب بتعويضات عن الدمار الذي أحدثته روسيا. وقالت جميع المصادر إن الاجتماع سار بسلاسة نسبية. ووصف الكرملين المكالمة الهاتفية التي جرت بين الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبل أسبوعين بأنها كانت بناءة .
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال من "رويترز" يوم الثلاثاء عما إذا كانت المحادثات بين موسكو ودمشق بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية تتقدم: "نحن نواصل اتصالاتنا مع السلطات السورية".
وأضاف: "حسنًا، دعونا نقول فقط إن عملية العمل جارية". ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب التعليق.
وقال سيرغي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، هذا الشهر إن الأمور تبدو جيدة بالنسبة لموسكو.
وكتب على تليغرام: "السلطات السورية الجديدة لا ترى في روسيا دولة معادية. لكن سيتعين على روسيا أن تفعل شيئًا مفيدًا للحكومة السورية مقابل هذه القواعد".
معضلة سوريا
وفي مقابلة مع قناة العربية الإخبارية السعودية في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، أقر الشرع بـ "المصالح الاستراتيجية" لسوريا مع روسيا، التي زودت الجيش المنحل في البلاد لأجيال، ومولت محطات الطاقة والسدود إلى جانب البنية التحتية الرئيسية الأخرى.
في المقابل، فإنه مع وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، والقوات التركية في الشمال والقوات الإسرائيلية الجديدة في جنوب سوريا، فإن روسيا مصممة على الحفاظ على قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط.
ومن شأن هذا أن يساعد موسكو على الاحتفاظ بالنفوذ السياسي في خضم الصراع الدبلوماسي على النفوذ على دمشق بعد سقوط الأسد.
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي محادثات في أنقرة يوم الاثنين. وقال مصدر تركي إن المحادثات شملت سوريا. ولم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب التعليق.
وتطالب دمشق بتعويضات عن الدمار الذي خلفته الحرب. ومن المتوقع أن تبلغ تكاليف إعادة الإعمار 400 مليار دولار، وفقاً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).
وقال مصدر مطلع على وجهة نظر روسيا في هذا الشأن، إنه من غير المرجح أن تقبل موسكو المسؤولية، لكنها قد تعرض بدلا من ذلك المساعدات الإنسانية.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، عرض بوتن استخدام القواعد كمراكز لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن تحالف روسيا مع سوريا "ليس مرتبطا بأي نظام". وقال مصدر مساعدات الأمم المتحدة إنهم لا علم لهم بنقل أي مساعدات عبر القواعد.
مصير الأسد
إن مصير الأسد ورفاقه الذين فروا إلى موسكو مسألة حساسة. وتقول المصادر الروسية والدبلوماسية إن روسيا لا تزال تعارض تسليم الأسد، وتصر على الاستمرارية في تحالفاتها.
وقال المصدر الروسي الكبير: "إن روسيا لا تتخلى عن أشخاص لمجرد أن الرياح تغير اتجاهها".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1296
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-03-2025 06:14 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...