نظمت جمعية الشارقة الخيرية اليوم الأحد بقصر الثقافة، محاضرة توعوية للمشاركين في العُرس الجماعي العاشر المقرر تنظيمه غدا الثلاثاء برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة.
وقد ألقى المحاضرة على العرسان الحاضرين الدكتور إسماعيل البريمي مستشار ومدرب في العلاقات الأسرية، مؤكدا أن فهم الذات أولاً هو بداية الطريق لفهم الآخرين وأن مخاطبة القلوب والعقول فنٌ لا يجيده إلا من ملكَ أدواته وهو أحد مكونات الشخصية الإيجابية، موضحا الفروق بين عقل الرجل وعقل المرأة وحب الرجل وحب المرأة ونظرة كل منهما للحياة الزوجية.


وركز المحاضر على أهمية الزواج بوصفة أية من آيات الله وسنته في كونه ودعوة الخالق لعباده إلى الزواج كونه الطريق الشرعي نحو توارث الأجيال واستمرار النسل وفق قيم مجتمعية تعزز ترابط أفراد المجتمع وتقوي أواصر الأسرة وتنشئ الحب والمودة بين الزوجين، مثمنا مشروع العُرس الجماعي الذي تحرص عليه الجمعية بشكل متواصل في مساعدة الشباب على بناء أسرة تقوم على الاستقرار والصفاء الذهني من إرهاق الفكر في تدبير نفقات الزواج والتي تفوق قدرات الكثيرين من الشباب، داعيا الحضور من العرسان وزوجاتهن إلى التحلي بالمودة في الحياة الزوجية والتماس طريق الرحمة والاحترام بين كلاهما ليتحقق الاستقرار الأسري.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الزواج... «حلم و راح»

داليا.. أمى دخلت السجن عشان تجهزنى..وأحمد فسخ الخطوبة لعدم قدرته على إيجاد شقة

 

نار ارتفاع الأسعار طالت كل شيء دون رقابة على الأسواق، وفى ظل هذه الظروف القاسية، أصبح الزواج حلمًا مستحيلًا لدى غالبية الشباب والفتيات، ففى الوقت الذى ترتفع فيه أسعار كل شيء بشكل جنونى، مازالت الرواتب هزيلة، لا تكفى لسد احتياجات أيامًا قليلة من الشهر، فما بالنا بالشباب المقبلين على الزواج والمطلوب منهم ومن أسرهم إعداد منزل متكامل، وفى ظل هذه الظروف الحالكة بات التخلى عن الأشياء غير الأساسية واجبًا والاهتمام بتجهيز الشقة بالأثاث الضرورى فقط، ورغم ذلك فحتى هذه التجهيزات الأساسية فاقت قدرة الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، فالإيجارات مرتفعة جدا، ومقدم أقل شقة يحتاج إلى ثروة، فضلًا عن اسعار الأجهزة الكهربائية والمفروشات ولذلك يجب أن تكون هناك إجراءات صارمة من الدولة لايجاد حلول لايقاف قطار الأسعار، وضرورة وجود رقابة للسيطرة على الأسعار للقضاء على مشكلة العنوسة التى تفاقمت وستتفاقم أكثر فى السنوا المقبلة.

الناس هاتموت 
التقت «الوفد» العروس «داليا» أثناء توجهها لشراء جهازها من منطقة العتبة حيث الأسعار اقل بحسب ما قالت، وبدأت حكايتها قائلة مخطوبة منذ عامين، والدى متوفى ووالدتى هى من تعيلنا، ولى ثلاث شقيقات، ودخلنا الأساسى هو معاش والدى الضئيل ووالدتى عاملة بسيطة وراتبها لا يكفى لسد احتياجاتنا، ولكنها تحاول العمل ليل نهار وانا أساعدها، وبعد خطبتى دخلنا جمعية لشراء الجهاز ولكن ارتفاع الأسعار بشكل جنونى فاق قدرتنا وتحملنا، أقل طقم ملاية تجاوز ال 400 جنيه وقماشتها رديئة جدا والأطقم الأفضل تبدأ من 800 جنيه، وأقل طقم حلل بـ 8 آلاف جنيها والصينى يبدأ من 9 آلاف، بخلاف الرفايع، والهم الأكبر هو شراء الأجهزة الكهربائية التى زادت فى عام واحد أضعاف ثمنها، وأضافت: سألنا على بوتاجاز منذ عام وعلمنا سعره، ولم نستطع شراءه، وانتظرنا حى نقبض الجمعية التى دخلتها أنا وأمى من رواتبنا، وحينما توجهنا لشرائه لم نستطع بسبب ارتفاع سعره ضعفى السعر الذى سمعناه منذ أقل من عام، واختتمت حديثها قائلة: إذا استمر الارتفاع الجنونى فى الأسعار بهذا الشكل فـ «الناس ستموت منفجرة».

عجز
الحاجة «خديجة» أم لثلاث بنات قالت: زوجى موظف وأنا بساعده بعمل أكلًا جاهزًا وأبيعه وكانت الحياة ماشية على أد الحال والبنات كبرن ولكن مع الارتفاع الشديد فى الأسعار الحياة أصبحت صعبة علينا، فابنتى الكبرى البالغة من العمر 25 عامًا، تم خطبتها منذ عامين والى الآن لم نستطع شراء جهازها كاملا بسبب ارتفاع الأسعار، فقد اشترينا بعض «الرفايع البسيطة» ولكننا عجزنا عن شراء الأجهزة الكهربائية وباقى المستلزمات، وبسبب تأخرنا فى شراء الجهاز حدثت خلافات مع العريس وأهله وانتهت بفسخ الخطبة، وتساءلت الأم بحزن: إذا كنا عجزنا عن تجهيز بنت واحدة فماذا سنفعل مع الثلاث الأخريات؟ مضيفة كل يوم نشعر بالعجز أكثر من سابقه نحن نرى بناتنا تذبلن أمامنا، ولكن ما باليد حيلة.
وقالت إيمان: تمت خطبتى منذ أشهر مع ارتفاع الأسعار بشكل جنونى، قررنا شراء الأساسيات فقط التى لا يمكن الاستغناء عنها فى البيت ولكن هذه الأساسيات أسعارها جنونية، فالأجهزة الكهربائية «غسالة ثلاجة بوتاجاز» أسعارها تفوق إمكانيات الكثيرين، رغم أنها من أقل الماركات وبأقل إمكانيات، فضلًا عن باقى الجهاز والرفايع والمطبخ وغيرها، وإذا استمر الحال على ذلك بعد 4 أو5 سنوات ستتلاشى فكرة الزواج نهائيًا.

الجوازة باظت
ويقول أحمد موظف 34 عامًا: أنا خاطب منذ 3 سنوات وحتى الآن لم أستطع أن أكمل الجهاز ولا عارف أجيب شقة، وكل ما أكمل مقدم شقة ترتفع الأسعار، لذلك تحدثت مع أهل خطيبتى وقررنا الزواج بشكل مؤقت فى شقة إيجار ولكن وجدنا أقل ايجار 4 آلاف جنيه فى الشهر، فكيف لى أن أدفع هذا المبلغ، غير الكهرباء والغاز ومصاريف المنزل، وراتبى لن يكفى لسد نصف هذه التكاليف، لذلك فسخت خطبتى، وأضاف: أى شاب يمكنه أن يتزوج فى الوقت الحالى وأسعار كل شيء تفوق قدرات الجميع، فأسعارغرف النوم تجاوزت الخمسين ألف جنيه، فما بالنا بباقى تجهيز الشقة:
وتساءل أحمد: أنا موظف صباحا وبشتغل بعد الظهر بائع بمحل، أعمل إيه تانى؟ والشباب يعمل ايه؟ مش عارفين يدفعوا مقدم شقة صغيرة بالتقسيط، ولا حتى شقة إيجار وشقق الإسكان الاجتماعى أسعارها بعد انتهاء الأقساط بفوائد البنك أضعاف ثمنها، بالإضافة إلى أن اللى يقدم عليها لازم يستنى 3 أو 4 سنين ويمكن متجيش، نعمل إيه حرام، لحد إمتى سيستمر الارتفاع الجنونى فى الأسعار دون أى تدخل من الدولة لرفع المعاناة عن الشباب.

«أمى دخلت السجن عشان تجوزنى»
قالت «ندى» 34 عامًا، دخلت والدتى السجن بعد زواجى بفترة بسبب عدم قدرتها على سد ديون الجهاز، وأخفت عنى أنها استدانت، ومضت إيصالات أمانة لصاحب معرض ولجارتها التى أخذت منها 20 ألف جنيه لدفع المقدم لصاحب المعرض، ولم أعلم أنها فعلت كل هذا من أجلى فقد أخبرتنى انها باعت ذهبًا كانت تحتفظ بيه لتجهيزى، وبعد زواجى بعدة أشهر تم القبض عليها.

صاحب معرض: الأجهزة زادت 300 %
أكد عبده الجعيدى صاحب محل للأجهزة الكهربائية والملابس والمواد الغذائية، وجود حالة ركود كبيرة جدًا فى حركة البيع والشراء بالأسواق على الرغم من العروض الكبيرة التى تقدمها الشركات منذ عدة أشهر وحتى الآن، حيث تصل التخفيضات على الأجهزة الى 50% وذلك لأسباب عديدة أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها المجتمع وعدم التخوف من ارتفاع الأسعار فى الوقت القريب بعد استقرار سعر الدولار.
وأشار الى أن المستهلك اندفع بصورة كبيرة للشراء فى العام الماضى بسبب التخوف الكبير من الارتفاع المرتبط بعدم استقرار سعر صرف العملة الصعبة ولكن مع وجود استقرار فى الاسعار وسعر الدولار حالياً سيطر الركود على السوق بصورة كبيرة.
وأضاف أن الكثير من الراغبين فى الزواج خلال الفترة الحالية قاموا بشراء الأجهزة والمفروشات الخاصة بالزواج منذ شهور وتخزينها خوفًا من زيادة أسعارها فى المستقبل، والمستهلك فى الفترة الحالية لا يشترى إلا للضرورة القصوى. 
وأوضح أن نسبه الزيادة فى الأجهزة الكهربائية وصلت الى 300% منذ شهر 7 عام 2022 وحتى الأن حيث كان سعر الثلاجة توشيبا 14 قدم 7000 جنيه فقط بينما وصل سعرها الآن إلى 22500 جنيه، ونفس الأمر ينطبق على البوتاجازات حيث كان سعر بوتاجاز يونيون اير خمسة شعله 5000 جنيه وصل الآن إلى 12 الف جنيه، والأربعة شعلة منه كان سعره 2500 جنيه والآن 6500 جنيه وارتفع سعر بوتاجاز الفريش كامل الامكانيات الى 16 ألف جنيه.
وأشار إلى أن الزيادة فى أسعار الشاشات والغسالات وصلت للضعف حيث كانت الغسالة فول اتوماتيك 8 كيلو بـ 8000 جنيه والآن أصبحت بـ 15 ألف جنيه، والـ 6 كيلو يتراوح سعرها الآن بين 15000 جنيها حتى 50,000 جنيه، أما الشاشة السامسونج 43 بوصة فمان سعرها 7000 جنيه وصلت الآن الى 11500 جنيه. 
وأضاف أن اجمالى تكلفة شراء الأجهزة الكهربائية الأساسية التى تحتاجها أى عروس فى المستوى المتوسط وبعد التخلى عن الكماليات والرفاهيات تصل إلى 100 ألف جنيه ويمكن أن تقل الى 70 ألف جنيه فى حاله شراء أقل امكانيات متوفرة فى السوق.


وأشار الى أن حوالى 5% من التجار تعرضوا لخسائر كبيرة، وتعثروا فى السداد للموردين وكبار التجار بسبب حاله الركود الحالية حيث تعتبر الخسائر فى عام 2024 هى الاكبر فى آخر 15 عامًا تقريبًا فى الوقت التى حقق تجار أعلى نسبه بيع خلال فتره كورونا.
وأوضح أن سوق المفروشات والملابس يعانى من ضعف شديد فى حركة البيع بشكل عام وفى احتياجات العرائس بشكل خاص حيث يلجا المستهلك إلى شراء المستلزمات الضرورية فقط مع تقليص عدد القطع أو قيمتها، والغالبية العظمى الآن تبحث عن التوفير قبل الجودة. 
وتابع أن معدل الإقبال على الشراء فى الريف أعلى من المدن بسبب العادات والتقاليد المتبعة فى تجهيز العرائس بكميات أكبر فى المفروشات والملابس والأجهزة، أما المدن فتلجا العروس الى شراء المستلزمات الضرورية فقط دون الاهتمام بالعدد. 
وأوضح أن متوسط القيمة الاجمالية لشراء احتياجات العروس من المفروشات والملابس قد يصل إلى 100 الف جنيه تقريبا، ولكنه لن يقل 70 ألف جنيه إذا تنازلت العروس وأسرتها عن الجودة، وهذا أيضا مبلغ يفوق قدرة الكثير من الاسر.

ركود
وقال إبراهيم أبو النور صاحب معرض أثاث إن هناك حالة ركود كبيرة، فقبل ارتفاع الاسعار الناس كانت تبحث عن الجودة، أما الان فهم يبحثون عن السعر الأقل بغض النظر عن الجودة، موضحا أن أقل سعر لغرفة النوم هو 30 ألف جنيه وهناك غرف تصل إلى 150 ألفا، وغرف الأطفال الأقل جودة 25 الفًا والأفضل 70 فيما فوق، والسفرة تبدأ من 30 ألفًا.
وتعليقا على ذلك قال الدكتور مصطفى كامل استشارى تدريب وتطوير دولى وخبير تربوى: أن الزواج يعتبر أحد أهم طموحات الشباب من الجنسين بعد الانتهاء من الدراسة وإيجاد فرصة عمل مناسبة ولكن للأسف الشديد وفى ظل هذه الظروف الصعبة والمليئة بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمادية التى يمر بها العالم كله، نتيجة لمتغيرات المفاهيم والعادات والتقاليد فى ظل العولمة والانفتاح والتقدم التكنولوجى والسماوات المفتوحة، أصبح من الصعب بل من المستحيل أن يحقق الشباب طموحه فى الاستقلال الأسرى وبناء بيت يجمعه مع من يحب فيحافظ على نفسه من الغرق والسقوط، ويشعر بلذة الحياة، وإشباع فطرته بالطريق السليم، إلى جانب مميزات أخرى يحققها الزواج.
فلماذا إذا تعسير الأمور وتعقيد الزواج، وتحطيم السعادة وإبعاد الفرحة، ولماذا إذا تلك العوائق التى تصد الشباب عن الزواج، من غلاء المهور، والشروط الكثيرة المعقدة، والتى لم يقرها الشرع، ولا العقل، أو تلك الأعذار بتأمين مستقبل العروسة أو المغالاة، فى تأثيث قصر الزوجية أو كما كان يطلق عليه فى الماضى بعش الزوجية، فضلا عن ارتفاع الأسعار.
لماذا لا نقف ونشجع الشباب على بناء حياة جديد لهم ولمستقبلهم لإقامة مجتمع سوى يخدم الوطن والبشرية؟ وذلك من خلال بعض المقترحات مثل: العمل على الحد من ظاهرة غلاء المهور وتيسيرها، والحد من مطالب الزواج ونفقاته التى تصل إلى أرقام فلكية، والحد من الاحتفال بالزواج وعدم المبالغة فيه، والتركيز على دور الآباء والأمهات وأهميته فى تيسير الزواج، ونشر النماذج والقدوات الناجحة فى هذا المجال، وإعانة الشباب ماديا من خلال مساعدات الأسرة والوالدين أو منح مالية، أو قروض حسنة خاصة بالزواج من خلال البنوك أو المؤسسات الاجتماعية، وإنشاء مشروعات خيرية خاصة بالزواج، عن طريق الشركات والمؤسسات الأهلية ودعمها من الدولة عن طريق خفض نسبة من الضرائب المستحقة عليهم، إلى جانب الاهتمام بجانب التوعية والتوجيه فى أمور الزواج وأهميته وفوائده، وعقد ندوات خاصة للشباب المقبلين على الزواج لتوعيتهم بسبل تقوية العلاقة بين الزوجين من خلال المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعى، والاهتمام والإعلان عن مكاتب الاستشارات الأسرية ومحاكم الأسرة للإصلاح الاجتماعى والأسرى، والتوفيق بين الطرفين للزواج، ومعالجة مسائل الخلاف، والتقليل من ظاهرة الطلاق، مع الاهتمام بمشاريع الزواج الجماعى من أجل تقليل المصاريف وإعانة المحتاجين، وعلى الدولة المساهمة فى تيسير الزواج على الشباب وذلك بتشجع المصانع والشركات لإقامة معارض تجهيز العرائس من سلع معمرة ومفروشات وأثاث منزلى بأسعار مخفضة، والاهتمام بمبادرات تمكين الشباب وتمكين المرأة لمساعدة هذة الفئات لإيجاد فرص عمل متنوعة ومناسبة.

مقالات مشابهة

  • الزواج... «حلم و راح»
  • تحضيرات مكثفة لنسخة استثنائية لطواف الشارقة الدولي العاشر للدراجات
  • زوج يطالب بإثبات نشوز زوجته بعد رفضها تنفيذ قرار الطاعة وهجرها منزل الزوجية بعد 3 أشهر من الزواج
  • سلطان بن أحمد: «العدل» تبذل جهوداً كبيرة لتحسين الخدمات القضائية والقانونية
  • أيام الشارقة المسرحية تكرم الفنانة مريم سلطان
  • سلطان بن أحمد يؤكد أهمية التعاون بين المؤسسات القضائية
  • «شمس» تنظم دورة تدريبية بعنوان «الأنماط الشخصية»
  • الصحة تنظم لقاء تعريفيا للحملة الوطنية التوعوية للفحص قبل الزواج
  • نائب حاكم الشارقة يبحث مع وزير العدل تعزيز التعاون القضائي
  • أيام الشارقة المسرحية تكرم مريم سلطان