إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تناول جون راينك، مستشار أول في مجال البحوث الجيوسياسية، في تحليل مفصل كيفية إجبار الحملات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة إيران على إعادة تقييم حاسمة لاستراتيجيتها الجيوسياسية بعد قيام إسرائيل بشن عدة ضربات قوية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية وأنظمة الصواريخ التي تمتلكها والقدرات العملياتية لجماعات تابعة لها مثل حزب الله.
المأزق الحالي الذي تعيشه طهران عمل متوازن دقيق
وأوضح الكاتب في تحليله بموقعي "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" البحثي الأمريكي، أن هذه الخسائر تركت قيادة إيران في مأزق استراتيجي. أربعة تحديات رئيسية تواجه إيران 1. شفافية عمليات الحرس الثوري الإيراني وأشار راينك إلى أن قدرات إسرائيل المتقدمة في المراقبة والضربات الدقيقة كشفت عن نقاط الضعف العملياتية للحرس الثوري الإيراني؛ فاستهداف إسرائيل الناجح لقادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني يشكل خطراً بالغاً على شبكة وكلاء إيران. علاوة على ذلك، ازدادت التحديات اللوجستية لإيران، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى تعطيل طرق الإمداد عبر سوريا بشدة. 2. حرية إسرائيل الإقليمية في العمل
وقال الكاتب إن إسرائيل نجحت في إنشاء ما أسماه "منطقة إطلاق نار حرة" في جميع أنحاء المنطقة، مما ساعدها على إطلاق عمليات في عمق الأراضي ذات السيادة دون قيود سياسية كبيرة، بما في ذلك استخدام تكتيكات التخريب غير التقليدية مثل عملية تفجير أجهزة النداء الآلي في جنوب لبنان.
“Iran's options range from unpalatable to outright ugly…deterrence is clearly in ruins...there's a rethink happening in Tehran”. @AliVaez tells me “Israel is historically good at winning tactically but the Iranians are very good at winning strategically & playing the long game” pic.twitter.com/PSD0R7OzEZ
— Christiane Amanpour (@amanpour) September 30, 2024 3. خفض عتبة الانتقام الإسرائيلي ولفت الكاتب النظر إلى أن إسرائيل تخلت عن نموذجها السابق المتمثل في المناوشات المحدودة مع إيران وحزب الله. فعلى مدى عقود من الزمان، عمل الجانبان في إطار غير معلن من حرب المنطقة الرمادية. والآن، انخفض تسامح إسرائيل مع الجماعات المدعومة من إيران بشكل حاد.وتتعطل الاستراتيجيات العملياتية لإيران بشكل أكبر بسبب الوتيرة العالية للضربات الإسرائيلية، والتي دمرت القواعد والشبكات الأمامية في المنطقة.
ورأى راينك أن إعادة بناء هذه الشبكات ليست بالمهمة البسيطة، حيث أوضحت إسرائيل أنها سترد بقوة على أي محاولات من هذا القبيل. علاوة على ذلك، كشف اغتيال حسن نصر الله، وهو شخصية محورية في حزب الله، عن عجز طهران عن حماية حلفائها بشكل كاف. وهذا الفشل يقوض مصداقية طهران وقدرتها على فرض قوتها من خلال وكلائها. 4. هشاشة شبكة وكلاء إيران
وأشار الكاتب إلى التعقيدات اللوجستية والسياسية المترتبة على الحفاظ على شبكة وكلاء إيران. وأدت خسارة نصر الله إلى إضعاف تماسك حزب الله، حيث كانت قيادته أداة فعالة في الحفاظ على تماسك فصائله. علاوة على ذلك، فإن العمليات غير المتكافئة، التي كانت ذات يوم تشكل محوراً لاستراتيجية طهران، تخاطر الآن بإثارة انتقام إسرائيلي هائل. وتترك هذه الديناميكية لطهران خيارات قليلة قابلة للتطبيق للحفاظ على نفوذها دون مخاطر كبيرة.
Iran's proxies, Hamas and Hezbollah, have taken a major hit in the war, and Tehran now fears the Assad regime's collapse. For Khamenei, this is a nightmare: the US and Israel dismantling Iran's regional defenses to focus on Tehran. pic.twitter.com/1Uli05dpys
— Yossi Mansharof (@Yossi_Mansharof) December 7, 2024 مسار نحو خفض التصعيد؟ أظهرت إيران ضبط النفس في ردود أفعالها على الرغم من خطابها الصاخب في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وأوضح الكاتب أن هذه الإجراءات المدروسة تعد جهوداً للدفاع عن سمعة إيران مع تجنب التصعيد، مشيراً إلى عدم القدرة على توقع ما ستفعله إيران مع ترامب، موضحاً أن حملة "الضغط الأقصى" التي شنها ترامب ضد إيران واغتيال قاسم سليماني حددت سياسة ولايته الأولى تجاه إيران.ولفت الكاتب النظر إلى العوامل المحلية التي تحفز طهران بشكل أكبر على السعي إلى خفض التصعيد، مشيراً إلى أن الخلافة الوشيكة للمرشد الأعلى علي خامنئي تتطلب إدارة حذرة لضمان الاستمرارية والاستقرار.
وفي الوقت نفسه، تواجه القيادة في طهران استياءً عاماً متزايداً بسبب إخفاقاتها الاقتصادية والاجتماعية. وتنتقد الأجيال الأصغر سناً، على وجه الخصوص، تورط إيران في صراعات خارجية مكلفة، ينظرون إليها على أنها تشتيت الانتباه عن الأولويات المحلية الملحة.
وقال الكاتب إن قدرة القيادة على إظهار الثقة خلال فترة الانتقال هذه ستعتمد على معالجة هذه التحديات الداخلية. ومن الممكن أن تساعد السياسة الخارجية الأكثر براغماتية في تخفيف التوترات الداخلية مع الحفاظ على المبادئ الأساسية للثورة. التداعيات على المنطقة وأشار الكاتب إلى أن هناك تداعيات كبيرة على المنطقة ستنشأ من إعادة ضبط إيران استراتيجيتها. فوقف إطلاق النار الهش بين لبنان وإسرائيل، فضلاً عن بقاء الأسد في سوريا، يتوقف على الخطوات التالية لطهران. وفي حين تظل القيادة الإيرانية ملتزمة ببقاء الثورة، فإن قدرتها على الحفاظ على نفوذها قد تعتمد على تبني نهج أكثر براغماتية وأقل مواجهة.
ما تزال المقاومة لخفض التصعيد مستمرة داخل الحرس الثوري الإيراني، الذي يرى المتشددون فيه أن مثل هذا التحول يشكل تهديداً لقوتهم ونفوذهم.
ومع ذلك، فإن إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي.
وفي نهاية المطاف، يصور راينك المأزق الحالي الذي تعيشه طهران على أنه عمل متوازن دقيق، حيث تشكّل إعادة الضبط الاستراتيجي ضرورة ومخاطرة في الوقت نفسه. وما يزال من غير المؤكد ما إذا كانت إيران قادرة على الخروج من مأزقها الاستراتيجي مع الحفاظ على نفوذها الإقليمي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الثوری الإیرانی الحفاظ على حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
سياسي أنصار الله: الثورة الإسلامية الإيرانية جسدت التغيير الاستراتيجي في المنطقة
الثورة نت/..
تقدم المكتب السياسي لأنصار الله بأسمى التهاني إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران وكافة المؤسسات الرسمية والشعب الإيراني بمناسبة الذكرى ال46 لانتصار الثورة الإسلامية.
وأكد سياسي أنصار الله في بيان له اليوم الاثنين، أن الثورة الإيرانية مثلت متغيرًا كبيرًا واستراتيجيًا في المنطقة، ولا تزال مستهدفة بمؤامرات ومخططات المشروع الصهيوأمريكي.
وأشار إلى أن الثورة الإسلامية كانت داعمة للقضية الفلسطينية منذ اليوم الأول لتأسيسها، وأعلنت بوضوح مساندتها لكل الشعوب المستضعفة في مواجهة الهيمنة والاستكبار العالمي.
وأوضح أنه في ذكرى الثورة، تمكنت المقاومة الفلسطينية ومحور الجهاد والقدس من إدارة “معركة طوفان الأقصى” بكفاءة عالية، مشيدًا بالدور البطولي الذي قامت به الجمهورية الإسلامية في إيران وجيشها وحرسها الثوري في مواجهة الكيان الصهيوني.
وثمن المواقف المبدئية والشجاعة للجمهورية الإسلامية وما قدمته من تضحيات جسيمة في سبيل القدس، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون وتطوير عوامل الانتصار في مختلف الأبعاد العسكرية والسياسية والإعلامية.
واختتم سياسي أنصار الله بالتأكيد على صمود الجمهورية الإسلامية وثبات مواقفها في مواجهة التهديدات والضغوط الأمريكية والغربية، مع تقديره لمواقف إيران في دعم الشعب اليمني ومساعدته على مواجهة الحصار والعدوان الخارجي.