موقع 24:
2025-01-11@08:22:19 GMT

إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي

تناول جون راينك، مستشار أول في مجال البحوث الجيوسياسية، في تحليل مفصل كيفية إجبار الحملات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة إيران على إعادة تقييم حاسمة لاستراتيجيتها الجيوسياسية بعد قيام إسرائيل بشن عدة ضربات قوية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية وأنظمة الصواريخ التي تمتلكها والقدرات العملياتية لجماعات تابعة لها مثل حزب الله.

المأزق الحالي الذي تعيشه طهران عمل متوازن دقيق


وأوضح الكاتب في تحليله بموقعي "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" البحثي الأمريكي، أن هذه الخسائر تركت قيادة إيران في مأزق استراتيجي. أربعة تحديات رئيسية تواجه إيران 1. شفافية عمليات الحرس الثوري الإيراني وأشار راينك إلى أن قدرات إسرائيل المتقدمة في المراقبة والضربات الدقيقة كشفت عن نقاط الضعف العملياتية للحرس الثوري الإيراني؛ فاستهداف إسرائيل الناجح لقادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني يشكل خطراً بالغاً على شبكة وكلاء إيران. علاوة على ذلك، ازدادت التحديات اللوجستية لإيران، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى تعطيل طرق الإمداد عبر سوريا بشدة. 2. حرية إسرائيل الإقليمية في العمل

وقال الكاتب إن إسرائيل نجحت في إنشاء ما أسماه "منطقة إطلاق نار حرة" في جميع أنحاء المنطقة، مما ساعدها على إطلاق عمليات في عمق الأراضي ذات السيادة دون قيود سياسية كبيرة، بما في ذلك استخدام تكتيكات التخريب غير التقليدية مثل عملية تفجير أجهزة النداء الآلي في جنوب لبنان.

“Iran's options range from unpalatable to outright ugly…deterrence is clearly in ruins...there's a rethink happening in Tehran”. @AliVaez tells me “Israel is historically good at winning tactically but the Iranians are very good at winning strategically & playing the long game” pic.twitter.com/PSD0R7OzEZ

— Christiane Amanpour (@amanpour) September 30, 2024 3. خفض عتبة الانتقام الإسرائيلي ولفت الكاتب النظر إلى أن إسرائيل تخلت عن نموذجها السابق المتمثل في المناوشات المحدودة مع إيران وحزب الله. فعلى مدى عقود من الزمان، عمل الجانبان في إطار غير معلن من حرب المنطقة الرمادية. والآن، انخفض تسامح إسرائيل مع الجماعات المدعومة من إيران بشكل حاد.
وتتعطل الاستراتيجيات العملياتية لإيران بشكل أكبر بسبب الوتيرة العالية للضربات الإسرائيلية، والتي دمرت القواعد والشبكات الأمامية في المنطقة.
ورأى راينك أن إعادة بناء هذه الشبكات ليست بالمهمة البسيطة، حيث أوضحت إسرائيل أنها سترد بقوة على أي محاولات من هذا القبيل. علاوة على ذلك، كشف اغتيال حسن نصر الله، وهو شخصية محورية في حزب الله، عن عجز طهران عن حماية حلفائها بشكل كاف. وهذا الفشل يقوض مصداقية طهران وقدرتها على فرض قوتها من خلال وكلائها. 4. هشاشة شبكة وكلاء إيران

وأشار الكاتب إلى التعقيدات اللوجستية والسياسية المترتبة على الحفاظ على شبكة وكلاء إيران. وأدت خسارة نصر الله إلى إضعاف تماسك حزب الله، حيث كانت قيادته أداة فعالة في الحفاظ على تماسك فصائله. علاوة على ذلك، فإن العمليات غير المتكافئة، التي كانت ذات يوم تشكل محوراً لاستراتيجية طهران، تخاطر الآن بإثارة انتقام إسرائيلي هائل. وتترك هذه الديناميكية لطهران خيارات قليلة قابلة للتطبيق للحفاظ على نفوذها دون مخاطر كبيرة. 

Iran's proxies, Hamas and Hezbollah, have taken a major hit in the war, and Tehran now fears the Assad regime's collapse. For Khamenei, this is a nightmare: the US and Israel dismantling Iran's regional defenses to focus on Tehran. pic.twitter.com/1Uli05dpys

— Yossi Mansharof (@Yossi_Mansharof) December 7, 2024 مسار نحو خفض التصعيد؟ أظهرت إيران ضبط النفس في ردود أفعالها على الرغم من خطابها الصاخب في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وأوضح الكاتب أن هذه الإجراءات المدروسة تعد جهوداً للدفاع عن سمعة إيران مع تجنب التصعيد، مشيراً إلى عدم القدرة على توقع ما ستفعله إيران مع ترامب، موضحاً أن حملة "الضغط الأقصى" التي شنها ترامب ضد إيران واغتيال قاسم سليماني حددت سياسة ولايته الأولى تجاه إيران.
ولفت الكاتب النظر إلى العوامل المحلية التي تحفز طهران بشكل أكبر على السعي إلى خفض التصعيد، مشيراً إلى أن الخلافة الوشيكة للمرشد الأعلى علي خامنئي تتطلب إدارة حذرة لضمان الاستمرارية والاستقرار.
وفي الوقت نفسه، تواجه القيادة في طهران استياءً عاماً متزايداً بسبب إخفاقاتها الاقتصادية والاجتماعية. وتنتقد الأجيال الأصغر سناً، على وجه الخصوص، تورط إيران في صراعات خارجية مكلفة، ينظرون إليها على أنها تشتيت الانتباه عن الأولويات المحلية الملحة.
وقال الكاتب إن قدرة القيادة على إظهار الثقة خلال فترة الانتقال هذه ستعتمد على معالجة هذه التحديات الداخلية. ومن الممكن أن تساعد السياسة الخارجية الأكثر براغماتية في تخفيف التوترات الداخلية مع الحفاظ على المبادئ الأساسية للثورة. التداعيات على المنطقة وأشار الكاتب إلى أن هناك تداعيات كبيرة على المنطقة ستنشأ من إعادة ضبط إيران استراتيجيتها. فوقف إطلاق النار الهش بين لبنان وإسرائيل، فضلاً عن بقاء الأسد في سوريا، يتوقف على الخطوات التالية لطهران. وفي حين تظل القيادة الإيرانية ملتزمة ببقاء الثورة، فإن قدرتها على الحفاظ على نفوذها قد تعتمد على تبني نهج أكثر براغماتية وأقل مواجهة.
ما تزال المقاومة لخفض التصعيد مستمرة داخل الحرس الثوري الإيراني، الذي يرى المتشددون فيه أن مثل هذا التحول يشكل تهديداً لقوتهم ونفوذهم.
ومع ذلك، فإن إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي.


وفي نهاية المطاف، يصور راينك المأزق الحالي الذي تعيشه طهران على أنه عمل متوازن دقيق، حيث تشكّل إعادة الضبط الاستراتيجي ضرورة ومخاطرة في الوقت نفسه. وما يزال من غير المؤكد ما إذا كانت إيران قادرة على الخروج من مأزقها الاستراتيجي مع الحفاظ على نفوذها الإقليمي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الثوری الإیرانی الحفاظ على حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف أصبحت طهران عبئا على إيران بعد 235 عاما؟.. مكران تهيّئ نفسها

كشفت المتحدثة باسم الحكومة الإيراني، فاطمة مهاجراني، إن بلادها تفكر في نقل العاصمة من مدينة طهران، إلى مكران، جنوب البلاد.

ما اللافت في الأمر؟

إذا أعلنت إيران تغيير العاصمة فستكون المرة الأولى منذ 235 عاما حيث انتقلت العاصمة من شيراز إلى طهران عام 1789 عند تأسيس الدولة القاجارية على يد آغا محمد خان قاجار.

لماذا الآن؟

تعاني طهران من عدة مشاكل اقتصادية، وسكانية، وبيئية، وينظر إلى خطة نقل العاصمة كحل لمشاكلها، ومحاولة لاستكشاف "الاقتصاد البحري" عبر نقل العاصمة إلى الساحل الجنوبي.

مؤخرا

شكلت السلطات مجلسين يناط بهما معالجة مشاكل العاصمة طهران، واستكشاف مزايا الاقتصاد البحري، بما في ذلك الخطط المحتملة لنقل العاصمة إلى مدينة مكران القريبة من خليج عمان.

ووجه الرئيس مسعود بزشكيان بتسريع وتيرة تطوير شواطئ مكران المطلة على بحر عمان عبر أربعة مقترحات أساسية.

جاء ذلك في اجتماع ترأسه بحضور مسؤولي وزارة الطرق وبناء المدن، ناقش خلاله تطوير شواطئ مكران وبعض التحديات الموجودة بهذه المنطقة.



وأشار الى أن شواطئ مكران من المقرر أن تمثل نموذجاً عصرياً للتطوير وقطباً اقتصادياً وسياساً للبلاد.

وشدد على عزم الحكومة في تطوير هذه المنطقة بشكل مطلوب، إذ تندرج ضمن الأولويات المعتمدة من قبل قائد الثورة واحتياجات البلاد.




ماذا قالوا؟

◼ قالت مهاجراني إن الأمر ليس ملحقا وفي طور الاستكشاف وتسعى الحكومة للحصول على المساعدة من الأكاديميين والخبراء والمهندسين والعلماء والاقتصاديين بهذا الخصوص.

◼ قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أحد أسباب التفكير في نقل العاصمة إلى الجنوب هو عدم التوازن بين موارد العاصمة طهران ونفقاتها، إلى جانب نقص موارد المياه.



◼ تابع بزشكيان بأن محاولة تطوير العاصمة طهران سيكون مضيعة للوقت، وسيتم السماح لسكانها بالانتقال إلى العاصمة الجديدة إن تم نقلها.

◼ قال أمين مجلس تنمية سواحل مكران حسين دهقان إن منطقة جبل مبارك على الساحل ستتحول إلى قطب لصناعة تكرير النفط وتصدير النفط في المنطقة.

◼ قال قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال شهرام إيراني، إنه سيتم افتتاح المرحلة الأولى للمنطقة البحرية الجديدة في شواطئ مكران المطلة على بحر عمان قريبا.

محاولة سابقة

اقترح رئيس السابق، محمود أحمدي نجاد خلال ولايته، نقل العاصمة طهران إلى مدينة برند لكن أحدا لم يعر القضية اهتماما.

نهاية عام 2013 وافق مجلس صيانة الدستور على تشكيل لجنة لدراسة خياري إنهاء مركزية العاصمة، أو نقلها، وتقديم مقترحات خلال عامين لكن المقترحات تأخرت حتى 2020، وضلت حبيسة كتيب أصدره المجلس وأوصى بعدم نقلها.

ماذا ننتظر؟

لن تتغير العاصمة الإيرانية طهران بين يوم وليلة، وقد تأخذ وقتا طويلا قبل أن تصبح واقعا، خصوصا أن مقترح حكومة بزشكيان ليس الأول من نوعه.

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل
  • رئيس CIA: إيران أصبحت في موقف ضعف
  • إيران تكشف قاعدة صواريخ تحت الأرض
  • عاجل.. فرنسا تستدعي سفير إيران احتجاجا على احتجاز رهائن لها في طهران
  • إيران.. انطلاق مناورة “السائرون الى القدس” في طهران
  • خبير عسكري: إسرائيل تتخذ إجراءات دفاعية بسبب الفراغ الأمني السوري
  • إيران تربط موعد عملية الوعد الصادق 3 بمدى تأثيرها الاستراتيجي
  • كيف أصبحت طهران عبئا على إيران بعد 235 عاما؟.. مكران تهيّئ نفسها
  • هل ينقذ اتفاق دفاعي بين إيران وروسيا وكلاء طهران؟
  • مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: تواجد طهران في سوريا قانوني