دراسة تكشف العلاقة بين الدهون والإصابة بمرض ألزهايمر
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
في دراسة رائدة تبحث في العلاقة بين توزيع الدهون في الجسم والعلامات المبكرة لمرض ألزهايمرأوضحت نتائج دراسة أجراها علماء من جامعة واشنطن أن الدهون الحشوية (الدهون العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية)، ترتبط بتراكم غير طبيعي للبروتين في المخ مرتبط بمرض ألزهايمر.
ويبدو أن هذا الارتباط ظهر قبل 20 عاماً من ظهور الأعراض الأولى للخرف، وهو ما يوفر رؤى جديدة بشأن استراتيجيات الوقاية المحتملة.
وركز فريق البحث، بقيادة الدكتورة مهسا دولاتشاهي، في معهد مالينكرودت للأشعة التابع لكلية الطب بجامعة واشنطن، على البالغين في منتصف العمر، وهي فترة حرجة قد يكون فيها التدخل أكثر فعالية.
وقد أجريت الدراسة على 80 فردًا طبيعيًا من الناحية الإدراكية بمتوسط عمر 49.4 عامًا، باستخدام مزيج من فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار الـ"بوزيتروني" للدماغ، وتصوير الجسم بالرنين المغناطيسي والتقييمات الأيضية، وما يميز هذا البحث هو تركيزه على المشاركين في منتصف العمر، قبل عقود من ظهور الأعراض النموذجية.
وتوضح دولاتشاهي: "تم اكتشاف هذه النتيجة الحاسمة لأننا حققنا في علم أمراض مرض ألزهايمر في وقت مبكر من منتصف العمر، في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، عندما يكون علم أمراض المرض في مراحله الأولى".
وكشفت النتائج عن ارتباط مذهل، إذ إن ارتفاع مستويات الدهون الحشوية كان مسؤولاً عن 77% من العلاقة بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وتراكم "الأميلويد" في الدماغ ومن المهم أن أنواعاً أخرى من الدهون في الجسم لم تظهر نفس الارتباط بعلم أمراض ألزهايمر.
ووجدت الدراسة أيضاً أن ارتفاع مقاومة الأنسولين وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد كانا مرتبطين بزيادة "الأميلويد" في الدماغ، في حين بدا أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيد يحمي جزئياً من آثار الدهون الحشوية.
وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة بالنظر إلى المشهد الصحي الحالي في أمريكا. ويقول الدكتور سايروس راجي، الأستاذ المشارك في الأشعة ومؤلف الدراسة الرئيسي: "سيكون لهذا العمل تأثير كبير على الصحة العامة لأن ما يقرب من 3 من كل 4 أمريكيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة".
ويشير البحث إلى أن الأساليب المستهدفة لتقليل الدهون الحشوية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في استراتيجيات الوقاية من مرض ألزهايمر.
وبحسب مجلة "scienceblog" في دراسة ذات صلة، وجد فريق البحث أن الأفراد الذين لديهم نسبة عالية من الدهون الحشوية أظهروا انخفاضًا في تدفق الدم إلى المخ بالكامل، في حين لم يكن للدهون تحت الجلد أي تأثير كبير على تدفق الدم إلى المخ. يعزز هذا الاكتشاف الإضافي من الحجة لصالح التركيز على تقليل الدهون الحشوية كإجراء وقائي محتمل ضد مرض ألزهايمر.
الدهون الحشوية، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الدهون المخفية"، هي نوع من الدهون المخزنة في الجسم في أعماق تجويف البطن. وعلى عكس الدهون تحت الجلد، والتي تقع أسفل الجلد مباشرة، تحيط الدهون الحشوية بأعضاء حيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، وفي حين أن بعض الدهون ضرورية للتخفيف من الصدمات وتخزين الطاقة، فإن الدهون الحشوية الزائدة تشكل مخاطر صحية كبيرة.
هذا النوع من الدهون نشط أيضيًا، ما يعني أنه يفرز هرمونات ومواد كيميائية يمكن أن تعطل وظائف الجسم الطبيعية. ترتبط المستويات المرتفعة من الدهون الحشوية بحالات مزمنة مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، كما أنها تسهم في الالتهاب ومقاومة الأنسولين، ما يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات الصحية.
يتأثر تراكم الدهون الحشوية بعوامل مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والعوامل الوراثية والإجهاد، وتعد الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة والسكريات، إلى جانب نمط الحياة المستقر، من الأسباب الشائعة. ومع ذلك، من الممكن تقليل الدهون الحشوية من خلال استراتيجيات مستهدفة. يمكن أن تساعد التمارين الهوائية المنتظمة وتمارين القوة واتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الكاملة، كما أن إدارة الإجهاد وضمان النوم الكافي أمران بالقدر نفسه من الأهمية.
إن فهم الدهون الحشوية ومعالجتها لا يتعلقان بالجانب الجمالي فحسب، بل يتعلقان أيضًا بالصحة، إن اتخاذ خطوات استباقية من شأنه أن يحسن بشكل كبير من الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدهون الحشوية الزهايمر واشنطن مؤشر كتلة الجسم الأميلويد مقاومة الأنسولين الكوليسترول الدهون الحشویة مرض ألزهایمر من الدهون
إقرأ أيضاً:
جمعية ألزهايمر تستعرض جهودها ومبادراتها ضمن لقاء بخبيرة حقوق كبار السن في الأمم المتحدة
المناطق_متابعات
استعرض لقاء عُقد بمقر الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر بالرياض، ستة مسارات رئيسة تركّز على التوعية والتثقيف، والتنمية والتمكين والرعاية الصحية والتدريب التأهيلي لمقدمي الرعاية وبرامج الترفيه الاجتماعي ودمج الفن المعاصر في التعبير عن مراحل المرض.
وأبرز اللقاء الذي حضرته خبيرة الأمم المتحدة المعنية بحقوق كبار السن الدكتورة كلوديا ماهلر، والوفد المرافق لها، إنجازات الجمعية وشراكاتها الإستراتيجية ودور وزارة الصحة والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في دعم هذه الجهود.
واستضافت الجمعية خلال اللقاء رئيس الجمعية السعودية لطب كبار السن الدكتور خالد الحركان وممثلة هيئة التخصصات الصحية الدكتورة فدا الجاسر، واطلع الوفد على عرض تعريفي تناول أبرز مسارات التحول والتمكين في مبادرات الجمعية، التي تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة لكبار السن المصابين بمرض ألزهايمر.
حضر اللقاء المدير التنفيذي للجمعية رنا عبدالله المرعي، واستشاري أمراض الأعصاب والإدراك والسلوك والذاكرة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني عضو الجمعية الدكتور فواز البراهيم، ومدير إدارة التثقيف الصحي ورعاية المرضى وذويهم بالجمعية رؤى مليباري.