ورحل الأسد بعد 24 عاما من الحكم وحرب أهلية عمرها 14 عاما
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
سرعان ما تحولت المظاهرات إلى حرب أهلية دموية، قتلت وهجّرت الملايين وتحول الصراع إلى نقطة استقطاب إقليمي حيث هبت روسيا وإيران وحزب الله لنجدة دمشق. في الجهة المقابلة أصبحت مناطق نفوذ المعارضة مرتعا لدخول تنظيمات متطرفة ومقاتلين أجانب من عدة جنسيات. فدخل داعش البلاد وأصبحت الرقة عاصمة له هناك.
بدخول الجماعات المسلحة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام العاصمة السورية دمشق، سقط نظام الرئيس بشار الأسد الذي دام حكمه للبلاد أكثر من عقدين منهما 14 عاما من الحرب الأهلية المدمرة التي قسّمت البلاد إلى مناطق نفوذ وشتتت ملايين السوريين بين تهجير جاخلي ولجوء في دول الجوار أو الخارج.
ويأتي سقوط الأسد في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة كما يتقاطع مع الأشهرالأولى لحكمه الذي بدأ بشكل غير متوقع قبل 24 عاما حيث كان يُنظر إلى الرئيس الشاب على أنه زعيم إصلاحي شاب يأتي إلى السلطة بعد ثلاثين عاما من حكم والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا بيد من حديد منذ توليه زمام الحكم بواسطة انقلاب عسكري عام 1970 حين كان وقتها وزير للدفاع.
كان الأسد الابن وقتها يبلغ من العمر 34 عاما ولم تكن حينها أية مؤشرات تنبئ بمسار سياسي لطبيب العيون هذا الهاوي لعالم التكنولوجيا والكمبيوتر وصاحب السلوك اللطيف.
في مارس 2011، شهدت البلاد مظاهرات تدعو لإسقاط نظام الحكم واجهتها السلطة بحملة قمع عنيفة على غرار الطريقة التي كان يستعملها الأسد الأب ضد معارضيه.
Relatedمحتجون في السويداء يدمرون صورة الرئيس الأسد.. وسط تصاعد الاحتجاجات ضد الحكومةالمعارضة المسلحة بقيادة جبهة تحرير الشام تتقدم باتجاه حمص والجولاني يعلنها صراحة.. نريد إسقاط الأسدسقوط النظام في دمشق والأسد يغادر البلاد بعد دخول المسلحين العاصمة السورية أردوغان يخاطب الأسد: مددنا لك يدنا فلم تستجب.. واجتماع بين طهران وموسكو وأنقرة بالدوحة لتهدئة النفوسوسرعان ما تحولت المظاهرات إلى حرب أهلية دموية، قتلت وهجّرت مئات الآلاف وتحول الصراع إلى نقط جذب واستقطاب إقليمي حيث هبت روسيا وإيران وحزب الله لنجدة النظام في دمشق.
في الجهة المقابلة أصبحت مناطق نفوذ المعارضة مرتعا لدخول تنظيمات متطرفة ومقاتلين أجانب من عدة جنسيات. فدخل داعش البلاد واتخذ الرقة عاصمة له في سوريا أما جبهة النصرة فقد سيطرت على إدلب قبل أن يتحول اسمها فيما بعد إلى هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني.
وقد أفادت منظمات حقوقية دولية بحدوث حالات تعذيب واسعة النطاق وإعدامات خارج نطاق القانون نفذتها الحكومة السورية داخل مراكز الاحتجاز التي تديرها الدولة إضافة لجرائم قتل وتعذيب واتجار بالبشر قامت بها أيضا بعض الجماعات المسلحة الأخرى.
Relatedترامب: الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراع في سورياحروب الشرق الأوسط.. خفتت أو كادت في لبنان واشتعلت في سوريا فما حقيقة ما يجري في حلب؟ روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان"حتى إشعار آخر".. العراق يعزز أمن الحدود ويغلق المعابر مع سوريا إثر التصعيد الأخيروقد أسفرت هذا المواجهة الدموية عن مقتل قرابة نصف مليون شخص وتهجير نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة. فقد نزح ملايين السوريين إلى الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا والعراق ولبنان، إضافة إلى دولة أوروبية أيضا.
وبرحيل الرئيس السوري، ينتهي حكم آل الأسد الذي امتد على أكثر من نصف قرن وسط حالة من الغموض عما ستؤول إليه البلاد في قادم الأيام والسنين خصوصا مع وضع إقليمي متفجر مثخن بالحروب والتجاذبات السياسية والطائفية ناهيك عن التحديات الاقتصادية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مظاهرات حاشدة في كوريا الجنوبية دعمًا للرئيس يون سوك يول العاصفة "داراغ" تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل حركة السفر لمئات الآلاف في المملكة المتحدة وأيرلندا المفارقة الصادمة.. كيف يكون البلد الأكثر مساواة بين الجنسين هو الأشد عنفًا ضد النساء؟ غزةبشار الأسدإيرانروسياالحرب في سورياحزب اللهالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب بشار الأسد الحرب في سوريا روسيا فرنسا الجيش السوري دونالد ترامب بشار الأسد الحرب في سوريا روسيا فرنسا الجيش السوري غزة بشار الأسد إيران روسيا الحرب في سوريا حزب الله دونالد ترامب بشار الأسد الحرب في سوريا روسيا فرنسا الجيش السوري إسرائيل كنيسة نوتردام إيمانويل ماكرون مظاهرات عزل كوريا الجنوبية یعرض الآن Next فی سوریا
إقرأ أيضاً:
هكذا سخّر نظام الأسد الحواجز الأمنية لإرهاب السوريين وابتزازهم
للمرة الأولى منذ سنوات طويلة أصبح السوريون قادرين على التنقل في الشوارع والمدن بحرية ودون خوف، بعد أن كانت الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في كل مكان بمثابة مصيدة للاعتقال والتعذيب أو محطة للابتزاز من قبل أجهزة أمن النظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ويقول عمر -وهو سائق سيارة أجرة- إن الآلاف كانوا يُعتقلون عند الحواجز الأمنية في مدينة دمشق لمجرد الاشتباه بهم، فضلا عن تعرّض آخرين لصنوف من الإذلال والإهانة أو الابتزاز المالي، إذ أحالت الأجهزة الأمنية في عهد الأسد هذه الحواجز إلى مصدر تكسّب لها على حساب جيوب المواطنين وأمنهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد أسبوعين من توليه الحكم.. ترامب يزج بأميركا في أزمة قضائية غير مسبوقةlist 2 of 2الأسير المحرر ياسر الشرباتي: هذا ما سلبه السجن مني وهذا ما انتزعته منهend of listو"كانت الحواجز ونقاط التفتيش التابعة للنظام المخلوع تقطع أوصال مدينة دمشق وتفصلها عن بعضها، وتلاحق الناس في أرزاقهم ومصائرهم" كما أضاف عمر، شارحا لمراسل الجزيرة تامر الصمادي حجم المعاناة التي كان السوريون مجبرين على التعايش معها بسبب هذه الحواجز.
وفي دمشق وريفها فقط بلغ عدد الحواجز قرابة ألفي حاجز كانت موزعة في الأحياء الرئيسية وعلى الطرقات الحيوية.
أما الحواجز التي أقامها النظام المخلوع عند منطقة فرع فلسطين في دمشق فقد حفرت ذكريات مؤلمة في أذهان الكثير من السوريين، فلا تمر سيارة من الحاجز دون تفتيش، ومن كان حظه جيدا يخرج بعد ساعات من الاستجواب والتوقيف، أما الباقون فيكون الاعتقال مصيرهم وما يلحقه من شتى أصناف التعذيب والإذلال.
إعلانوأمام مبنى المخابرات الذي يعرف بفرع فلسطين تنتشر العديد من الغرف التي اتخذتها العناصر الأمنية بين مكاتب للتفتيش والتحقيق وأخرى لاستخداماتها الخاصة.
ويروي شهود عيان لمراسل الجزيرة كيف كانت العناصر الأمنية تنتشر بكثرة في هذه المنطقة وتمنع الناس العاديين من الوجود فيها.
وتنوعت الحواجز العسكرية واستخداماتها في عهد النظام المخلوع من أجل التضييق على السوريين، ويقول عمر "الناس كانوا يتعرضون للابتزاز على الحواجز وأخذ الرشى" تماما مثلما كان يحدث على حاجز "الكبّاس"، والذي يستهدف جميع من يمر عبر الحاجز، خاصة القادمين من العراق أو من دول الخليج أو غيرها.
أما قيمة الرشوة فتختلف حسب طبيعة السيارة، فهل هي خاصة أم عامة، وحسب طبيعة "حمولتها" كما يؤكد عمر.
وعند أحد الحواجز المؤقتة أو الطيارة كما يسميها السوريون سُرقت حرية محمد مرجان وزوجته وطفله الذي كان عمره 40 يوما وابنته التي لم تتجاوز سنة وشهرين، ويستذكر مرجان أهوال ذلك اليوم الثقيل، ويقول للجزيرة إنه تعرض للضرب أمام زوجته وأطفاله دون أن يعرف السبب.
ويروي مرجان أن عناصر النظام المخلوع ضربوه بقطعة من دولاب السيارة على رأسه أمام زوجته وطفليه الصغيرين، وظل 410 أيام رهن الاعتقال هو وعائلته، وسط معاناة يومية.
وتعبيرا عن ألمه وغضبه من ممارسات النظام السابق مزّق مرجان ملصقات خاصة بإدارة المخابرات العامة في أحد الشوارع، وهو يقول "إدارة المخابرات العامة هذه التي هدمتني، ونحن لا نقبل بالسماح"، في إشارة إلى رفضه التسامح مع من تسبب له ولعائلته بهذا الكابوس المرعب.
ورغم اختفاء الحواجز بعد سقوط نظام الأسد فإن ذاكرة السوريين ما زالت تحمل وجعها، وتأمل أن تتم معاقبة من تسبب في إرهابهم وإذلالهم طوال السنوات الماضية.
وكانت الجزيرة عرضت تقريرا عن "حاجز الرعب" على الطريق الواصل بين الحدود السورية والأردنية باتجاه دمشق، والذي تحول اليوم بعد سقوط نظام الأسد إلى حاجز مختلف يُعامل فيه السوريون معاملة طبيعية وإنسانية.
إعلانوانتقلت سوريا إلى مرحلة جديدة مع سقوط نظام بشار في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتعمل السلطات الجديدة على إزالة الحواجز العسكرية في عدد كبير من أحياء العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية بسبب عرقلتها تنقلات الناس.