إيران تسرّع تخصيب اليورانيوم وسط تحذيرات دولية من نوايا عسكرية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
اعتبر مصدر دبلوماسي غربي، أمس السبت، أن تسريع إيران لعملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تلك اللازمة لتصنيع الأسلحة النووية يعد "خطيرا للغاية"، مؤكدا أن هذه الخطوة لا تخدم أي أغراض مدنية مشروعة وتتناقض مع تصريحات طهران بشأن استعدادها للدخول في مفاوضات نووية جادة.
وكشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران تعمل بشكل مكثف على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة جدا من الـ90% المطلوبة لتصنيع الأسلحة النووية.
وأظهر تقرير سري للوكالة أن طهران باشرت تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة داخل منشأة فوردو، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
وأضاف التقرير أن الكميات الجديدة المنتجة شهريا تُعادل أكثر من 7 أضعاف ما كانت تنتجه إيران في الفترة السابقة، وهذا يثير قلقا دوليا متزايدا بشأن نوايا إيران.
وردا على هذه التقارير، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن البرنامج النووي الإيراني يتم تنفيذه وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال إن جميع الأنشطة النووية تتم بشفافية تامة، وإن الوكالة تطلع باستمرار على جميع المستجدات في هذا المجال.
إعلانويأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والدول الغربية، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران. وإزاء ذلك، خفضت طهران التزامها بالاتفاق ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%.
ورغم تأكيد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية، إلا أن الدول الغربية تشكك في نواياها، معتبرة أن تسريع التخصيب لا يهدف إلا لتطوير سلاح نووي.
موقف الوكالة الدولية للطاقة الذريةوطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بتقديم ضمانات تقنية "موثوقة" تؤكد أن منشآتها النووية لن تستخدم لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة تتجاوز ما تم إعلانه.
واعتبر مدير الوكالة أن الخطوات الإيرانية الأخيرة تشكل ردا مباشرا على قرار الوكالة الشهر الماضي الذي أدان عدم تعاون إيران مع المجتمع الدولي.
ويشير خبراء إلى أن الخطوات الإيرانية قد تزيد من تعقيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط وتعرقل أي جهود لإحياء الاتفاق النووي. ومع استمرار التصعيد، تزداد المخاوف من احتمالية دخول المنطقة في أزمة أعمق في الأمن والاستقرار.
ولا يزال المجتمع الدولي يترقب خطوات إيران التالية، حيث يشكل التخصيب المتسارع تحديا كبيرا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق جديد يلزم إيران بحدود واضحة لبرنامجها النووي، مع ضمان عدم تطويرها لأسلحة نووية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدولیة للطاقة الذریة تخصیب الیورانیوم
إقرأ أيضاً:
الترويكا الأوروبية تطالب إيران بوقف فوري للتصعيد النووي
حثّت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إيران، الثلاثاء، على "الوقف الفوري للتصعيد النووي"، وفقاً للمتحدثين باسم وزارات الخارجية الذين ندّدوا بالإجراءات التي اتخذتها طهران لزيادة معدّل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بشكل حاد.
واستنكروا في بيان مشترك "تصرّفات إيران التي ستزيد مخزون اليورانيوم عالي التخصيب الذي ليس له أي مبرّر مدني مقنع، والتي تتم من دون أن يكون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوقت الكافي لتنفيذ تدابير الضمان الإضافية اللازمة".تتمسّك إيران بحقّها في استخدام النووي لأغراض مدنية، لا سيما منها توليد الطاقة، نافية اتهامات الغرب لها بالسعي إلى تطوير قنبلة ذرية. إيران تهدد بالرد على "آلية الزناد" - موقع 24قال السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني، إن أي تهديد بتنفيذ "آلية الزناد" لن يكون غير بناء فحسب، بل سيقابل برد إيراني حاسم. وبدأت طهران بتغذية أجهزة طرد مركزي جديدة من شأنها أن تسمح لها بزيادة وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب "بشدّة"، بحسب معلومات حصلت عليها وكالة فرانس برس من تقرير سرّي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن شأن هذا التغيير في منشأة فوردو أن يتيح "زيادة ملحوظة في نسبة إنتاج اليورانيوم المخصّب إلى 60%"، بحسب ما أفاد التقرير الذي تسنّى لوكالة فرانس برس الاطلاع على نسخة منه.
وقد تزداد هذه النسبة التي تحسب على أساس شهري سبع مرّات مقارنة بتلك المسجّلة "في فترة التقرير السابقة" بحدود 4,7 كيلوغرامات من اليورانيوم، وفق الوكالة الأممية.
وأعربت باريس وبرلين ولندن في بيانها المشترك، عن "قلق كبير من جرّاء اكتشاف أن إيران عزّزت قدرات التخصيب مع زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة، والبدء بالتحضير لإقامة بنى تحتية جديدة للتخصيب".
وهي ذكّرت باللقاء الذي جرى في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) بجنيف مع المفاوضين الإيرانيين للتطرّق إلى البرنامج النووي الإيراني ومسألة العقوبات، "مع إعادة التأكيد على الالتزام بالحوار والسلوك البنّاء".
وتسعى البلدان الأوروبية الثلاثة في المجموعة المعروفة اختصارا بـ"E3" إلى التفاوض مع إيران للإشراف على برنامجها النووي.
#إنفوغراف24| #إيران تقترب من 12 قنبلة نوويةhttps://t.co/nCDAMBUiD0 pic.twitter.com/8iF7FudOAA
— 24.ae (@20fourMedia) December 6, 2024 وفي العام 2015، أبرمت إيران في فيينا اتفاقاً مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة لهذا الغرض.وكان الاتفاق ينصّ على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران في مقابل تقييد برنامجها النووي.
لكن في العام 2018، سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلده من الاتفاق بشكل أحادي وأعاد فرض عقوبات شديدة.
وفي المقابل، زادت طهران احتياطي المواد المخصّبة ورفعت إلى 60% نسبة التخصيب مقتربة من نسبة 90% اللازمة لإنتاج سلاح ذري، وفق تصنيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأبدت باريس وبرلين ولندن أسفها لقيام طهران بإفراغ الاتفاق من فحواه "بعد أكثر"، على ضوء التطوّرات الأخيرة.