سوريا.. جرس انذار للبرهان
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
سوريا.. جرس انذار للبرهان
عثمان ميرغني
تطورات دراماتيكية سريعة جعلت أنظار العالم تتجه نحو سوريا.. بدون مقدمات اندفعت قوات المعارضة لتحصد المدن الكبرى حلب وحماة ثم حمص وتدق أبواب دمشق.. التي غالبا عندما تصل هذه السطور لأعين القارئ ربما تكون أنهت الفصل الأخير في حكم الأسد وحزب البعث السوري.
المفاجأة لم تكن في سرعة السقوط وحدها.
وبعيدا عن تقلبات الأوضاع في سوريا وعلامة الاستفهام الكبرى حول توقعات النظام الجديد يظل السؤال الذي يعني الشعب السوداني.. ما هو تأثير ما يحدث في سوريا على السودان؟ سلبا أو ايجابا.
من الحكمة التحديق بعمق في رقعة الشطرنج السياسية الدولية.. الأسد عول كثيرا على الدعم الروسي والايراني ومضى إلى آخر المطاف يرفض أي حلول أو تسوية سياسية تفضي لتوسيع دائرة المشاركة في الحكم.. ربما بحسابات طائفية وشخصية ضيقة.. ويبدو أن عودته إلى حضن الجامعة العربية منحه احساسا كاملا بالنصر الذي يستوجب مزيدا من العناد والانفراد بالسلطة..
في غمرة هذا الزهو.. كانت ترتيبات دولية تجري خلف الكواليس.. اللاعبون الكبار لا ينظرون إلى الوضع في سوريا بمعزل عن كامل الصورة للشرق الأوسط الجديد الذي عنوانه (الاستقرار أولا..).
هذا العنوان محور ارتكازه في طهران.. ايران اللاعب الأساسي في المنطقة.. أنشأت أذرعا تابعة لها عضويا ومباشرة.. في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن. فبدأت الترتيبات الدولية بتفكيك هذه الأذرع بدءا من حماس في غزة.. وحزب الله في لبنان.. وحاليا الأسد في سوريا.. وبالضرورة الدور التالي على الحوثي في اليمن.. لتجد ايران نفسها وحيدة في مواجهة عالم متحد ضد أجندتها الخارجية.
في السودان.. ظلت الحكومة ترفض الرجاءات الدولية والاقليمية للانخراط البناء في مفاوضات تنهي الحرب.. وترفض فتح المسار السياسي ليقود تسوية كبرى تنهي الصراعات في البلاد وإلى الأبد.. ويعول رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان على توازنات خارجية وداخلية تحافظ عليه في سدة الحكم.
مثل هذا الوضع غير قابل للاستمرار طويلا.. تحت العنوان الجديد للشرق الأوسط الجديد (الاستقرار أولا).. بكل يقين ستبدأ ترتيبات دولية واقليمية في محاولة ترسيم أوضاع جديدة في السودان تتجاوز البرهان وغيره من اللاعبين السياسيين المعولين على مبدأ العناد ورفض الانخراط في سيناريوهات التعافي السياسي مدخلا للاستقرار.
اختار البرهان أن يفرغ جهاز الدولة من مؤسساته العليا لينفرد بالقرار.. وربما ساعده في ذلك حساسية الأوضاع في ظل الحرب وهواجس الانقسام التي يخشاها الجميع.. لكن الوضع الآن تخطى الحدود التي يمكن المراهنة عليها في إبقاء الأوضاع كما يرغب البرهان.
من الحكمة أن ينتبه البرهان أنه في مفترق طرق.. اما أن يقود مرحلة جديدة للتعافي في السودان بنية خالصة من أجل الوطن ومستقبله.. أو سيجد نفسه محاصرا بسيناريوهات اليوم التالي.
الخطوة الأولى المطلوبة من البرهان أن يضع مصلحة السودان أولا قبل أية اعتبارات أخرى.. بلا أدنى تردد.. فمحاولة الربط بين مصير السودان ومصيره الشخصي أو أية جهة سياسية ستكون عاقبتها وخيمة على البلاد كلها وليس عليه أو على أية جهة سياسية محددة.
مصلحة السودان الآن.. اليوم وقبل الغد.. صناعة توافق سياسي مع الشعب أولا.. قبل المكونات الحزبية التي هي الأخرى باحثة بنهم عن مصالحها الضيقة..
الشعب السوداني واعي.. إذا توجه الخطاب السياسي إليه مباشرة بلا وسيط.. وبمنتهى الشجاعة والصراحة.. فسيكون الداعم الاول لتعاف سياسي يصنع دولة جديدة على أنقاض الدمار الكبير.
الفرصة الآن في يد البرهان.. أن يَتَغيّر.. أو يُغَيّر..
*حديث المدينة الأحد 7 ديسمبر 2024
الوسومالبرهان الشرق الأوسط حرب السودان سورياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان الشرق الأوسط حرب السودان سوريا
إقرأ أيضاً:
حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
د. احمد التيجاني سيد احمد
قرات لعدد من اصحاب النوايا الطيبة، و اتصل بي اخرون محذرين منذرين بان اقامة اي سلطة في الاراضي التي تحتلها قوات الدعم السريع (٧٠ ٪ من حملة اراضي السودان ) ما هي إلا نذير شؤم بالانقسام ؟
**انقسام عن ماذا ؟ **
هل يعتقدون بان وحدة السودان غير ممكنة إلا تحت سماء حكومة بورسودان الارهابية الانفصالية التي لا تتمتع بشرعية و لا باعتراف دولي او اقليمي ؟ حكومة بامر فلول الكيزان و سند من حكومة مصر العدو الأكبر للثورة السودانية ؟
ولماذا الاصرار علي ان حكومة السلام والوحدة لن توحد البلاد و البندقية ؟ :
• * لمً تعلن قوات الدعم السريع بانها ستبيع اراضي او مواني او قواعد لروسيا او الصين اوً تعطيها كهبات لتركيا وًمصر وًقطر
• *لم تعلن قوات الدعم السريع بانها ضد الحكم المدني وضد توحيد البندقية وانشاء جيش وطني موحد بعيد عن السياسة خاضع لدستور قومي
• *لم تمنع قوات الدعم السريع وصول الإغاثة و الغذاء للنازحين و المهجرين
• *لمً تعلن قوات الدعم السريع بانها ستقف عائقا امام عودة النازحين و انما ستعمل علي تسهيل عودتهم و الترحيب بهم تحت حماية الامم المتحدة و الاتحاد الأفريقي
**نعم** أعلنت قوات الدعم السريع نواياها في تحرير الأراضي التي تعاني من الحكم الاسلاموي الدموي الشمولي
**نعم** أعلنت قوات الدعم السريع إستعدادها لمد اليد لكل الحركات المسلحة و الغير مسلحة و لكل المكونات المدنية و الشعبية
**نعم** في راي ان هذه الحكومةً ستكون قادرة علي الانتشار
افقيا تحت حماية المجتمع الافريقي والدولي الي بورسودان وًحلفا و شندي و عطبرة و القضارق و الدمازين ..
اري بانها ستكون حكومة كل الشعب السوداني بدون تطرف او جهوية اًو قبلية .. و لن تقتصر علي المهمشين دون الغير مهمشين و لا علي جهة دون جهة و سيكون مقرها الخرطوم العاصمة القومية
**كلمة اخيرة**: يا ايها المثقفون وًالمترددون والشموليون و اليساريون : لقد ضيعنا ٦٩ عاما وانتم تنظرون و تنتظرون مفاجاءات سارة من السماء . **حان الان وقت العمل** . حكومة السلام وًالوحدة متاحة لعيش كريم لكل اهل السودان حتي المنبوذين الكيزان ..
نواصل
د. احمد التيجاني سيد احمد
مطار اديس ابابا - ١٠ يناير ٢٠٢٥
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com