صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-12@02:34:47 GMT

سوريا.. جرس انذار للبرهان

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

سوريا.. جرس انذار للبرهان

 

سوريا.. جرس انذار للبرهان

عثمان ميرغني

تطورات دراماتيكية سريعة جعلت أنظار العالم تتجه نحو سوريا.. بدون مقدمات اندفعت قوات المعارضة لتحصد المدن الكبرى حلب وحماة ثم حمص وتدق أبواب دمشق.. التي غالبا عندما تصل هذه السطور لأعين القارئ ربما تكون أنهت الفصل الأخير في حكم الأسد وحزب البعث السوري.

المفاجأة لم تكن في سرعة السقوط وحدها.

. بل في وقوف الداعمين الكبار لنظام الأسد وكأنهم يباركون تقدم المعارضة.. ويقلبون الصفحة بلا استشارة الأسد.. روسيا أجلت قواعدها العسكرية وايران خطفت بعثتها الدبلوماسية وعائلاتهم بسرعة ورحلت.

وبعيدا عن تقلبات الأوضاع في سوريا وعلامة الاستفهام الكبرى حول توقعات النظام الجديد يظل السؤال الذي يعني الشعب السوداني.. ما هو تأثير ما يحدث في سوريا على السودان؟ سلبا أو ايجابا.

من الحكمة التحديق بعمق في رقعة الشطرنج السياسية الدولية.. الأسد عول كثيرا على الدعم الروسي والايراني ومضى إلى آخر المطاف يرفض أي حلول أو تسوية سياسية تفضي لتوسيع دائرة المشاركة في الحكم.. ربما بحسابات طائفية وشخصية ضيقة.. ويبدو أن عودته إلى حضن الجامعة العربية منحه احساسا كاملا بالنصر الذي يستوجب مزيدا من العناد والانفراد بالسلطة..

في غمرة هذا الزهو.. كانت ترتيبات دولية تجري خلف الكواليس.. اللاعبون الكبار لا ينظرون إلى الوضع في سوريا بمعزل عن كامل الصورة للشرق الأوسط الجديد الذي عنوانه (الاستقرار أولا..).

هذا العنوان محور ارتكازه في طهران.. ايران اللاعب الأساسي في المنطقة.. أنشأت أذرعا تابعة لها عضويا ومباشرة.. في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن. فبدأت الترتيبات الدولية بتفكيك هذه الأذرع بدءا من حماس في غزة.. وحزب الله في لبنان.. وحاليا الأسد في سوريا.. وبالضرورة الدور التالي على الحوثي في اليمن.. لتجد ايران نفسها وحيدة في مواجهة عالم متحد ضد أجندتها الخارجية.

في السودان.. ظلت الحكومة ترفض الرجاءات الدولية والاقليمية للانخراط البناء في مفاوضات تنهي الحرب.. وترفض فتح المسار السياسي ليقود تسوية كبرى تنهي الصراعات في البلاد وإلى الأبد.. ويعول رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان على توازنات خارجية وداخلية تحافظ عليه في سدة الحكم.

مثل هذا الوضع غير قابل للاستمرار طويلا.. تحت العنوان الجديد للشرق الأوسط الجديد (الاستقرار أولا).. بكل يقين ستبدأ ترتيبات دولية واقليمية في محاولة ترسيم أوضاع جديدة في السودان تتجاوز البرهان وغيره من اللاعبين السياسيين المعولين على مبدأ العناد ورفض الانخراط في سيناريوهات التعافي السياسي مدخلا للاستقرار.

اختار البرهان أن يفرغ جهاز الدولة من مؤسساته العليا لينفرد  بالقرار.. وربما ساعده في ذلك حساسية الأوضاع في ظل الحرب وهواجس الانقسام التي يخشاها الجميع.. لكن الوضع الآن تخطى الحدود التي يمكن المراهنة عليها في إبقاء الأوضاع كما يرغب البرهان.

من الحكمة أن ينتبه البرهان أنه في مفترق طرق.. اما أن يقود مرحلة جديدة للتعافي في السودان بنية خالصة من أجل الوطن ومستقبله.. أو سيجد نفسه محاصرا بسيناريوهات اليوم التالي.

الخطوة الأولى المطلوبة من البرهان أن يضع مصلحة السودان أولا قبل أية اعتبارات أخرى.. بلا أدنى تردد.. فمحاولة الربط بين مصير السودان ومصيره الشخصي أو أية جهة سياسية ستكون عاقبتها وخيمة على البلاد كلها وليس عليه أو على أية جهة سياسية محددة.

مصلحة السودان الآن.. اليوم وقبل الغد.. صناعة توافق سياسي مع الشعب أولا.. قبل المكونات الحزبية التي هي الأخرى باحثة بنهم عن مصالحها الضيقة..

الشعب السوداني واعي.. إذا توجه الخطاب السياسي إليه مباشرة بلا وسيط.. وبمنتهى الشجاعة والصراحة.. فسيكون الداعم الاول لتعاف سياسي يصنع دولة جديدة على أنقاض الدمار الكبير.

الفرصة الآن في يد البرهان.. أن يَتَغيّر.. أو يُغَيّر..

*حديث المدينة الأحد 7 ديسمبر 2024

الوسومالبرهان الشرق الأوسط حرب السودان سوريا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الشرق الأوسط حرب السودان سوريا

إقرأ أيضاً:

عاجل. رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية الفاسدة التي ورثناها من نظام الأسد

رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية الفاسدة التي ورثناها من نظام الأسد

اعلان

رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية الفاسدة التي ورثناها من نظام الأسد

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الخارجية الروسية: هناك خطر من أن يعاود تنظيم داعش نشاطه في سوريا مجددًا اغتيال وإعدامات وسرقات.. هل دخلت سوريا مرحلة الفوضى وتصفية الحسابات؟ ماذا نعرف عن محمد البشير رئيس الحكومة المكلّف من قبل هيئة تحرير الشام في سوريا؟ داعشسوريابشار الأسدتركيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. إطلاق صواريخ من القطاع وخامنئي يؤكد: ما حدث في سوريا خطط له في غرف القيادة الأمريكية والاسرائيلية يعرض الآن Next "موسكو أدت قسطها للعلا"... الأسد نُقل بطريقة "آمنة" إلى العاصمة الروسية ومسؤول يؤكد أنها لن تفرط فيه يعرض الآن Next وزير الدفاع في كوريا الجنوبية يحاول الانتحار في زنزانته بعد اعتقاله بقضية الأحكام العرفية يعرض الآن Next من بينها كوكاكولا وبيبسي ومارس.. اتهامات لشركات كبرى بتسويق منتجات "تسبب الإدمان" للأطفال يعرض الآن Next علم الثورة السورية: رمز معارض بألوان وأبعاد جديدة اعلانالاكثر قراءة بعد ساعات من سقوط الأسد.. إسرائيل تصل إلى ريف دمشق الجنوبي فهل نراها في العاصمة؟ إدانة دولية واسعة للتوغل الإسرائيلي في سوريا وسط تحذيرات من تقويض الاستقرار الإقليمي كيف تعمل أوزبكستان على الدفع نحو التعليم الشامل بالمشاركة مع the Tourism Committee of the Republic of Uzbekistan روسيا ترسل رسالة صاروخية قوية للغرب أسرع من الصوت لأول مرة.. تعرف على قدرات "أوريشنيك"؟ بعد مرواغة طويلة.. نتنياهو يدلي بشهادته وسط تحريض على المعاقبة: فهل تفعل المحكمة ما عجز عنه أعداؤه؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدروسيادونالد ترامبإسرائيلالحرب في أوكرانيا الحرب في سوريامحكمةاحتجاجاتالصحةالصينتنظيم القاعدةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • “البرهان” يبحث مع المبعوث البريطاني جهود إنهاء الحرب في السودان
  • عاجل. رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية الفاسدة التي ورثناها من نظام الأسد
  • سوريا: موجة جـديدة للثورات وتكرار النتائج والصيرورات
  • العبث السياسي!!
  • بعد تخليها عن النظام السوري: هل تدير روسيا ظهرها للبرهان؟
  • أبو الغيط في السودان.. ماذا حملت زيارة أمين عام الجامعة العربية للبرهان؟
  • سوريا، ووعد الله بالتمكين للشعوب
  • أبو الغيط يبحث مع البرهان وقف الاقتتال في السودان
  • الأسد والبرهان: كش ملك
  • الجيش جيش السودان … لا جيش الكيزان