«معلومات الوزراء»: تقليص المسافات الاقتصادية يوفر فرصا هائلة للدول النامية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلا جديدا حول «المسافة الاقتصادية»، تناول التحليل العوامل التي تؤثر في المسافة الاقتصادية بين الدول، فضلًا عن التفاوتات في الوقت اللازم للامتثال للوائح التصدير والاستيراد بين الدول وفق مستوى الدخل، إضافة إلى الفجوة في أوقات انتظار سفن الحاويات في المواني بين الدول النامية والمتقدمة، وأهم السياسات المقترحة لتقليص المسافة الاقتصادية في الدول النامية.
وأشار التحليل إلى أنّه رغم انخفاض تكاليف النقل في الدول مرتفعة الدخل على مدى العقود القليلة الماضية، فإنّ إيجاد اقتصاد متكامل واحد لا يزال هدفًا بعيد المنال؛ حيث تواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل أسعار نقل أعلى من الدول مرتفعة الدخل لكل من الشحنات الدولية والمحلية، كما تواجه أوقات شحن أطول، لذا من الممكن أن تؤدي معالجة هذا التحدي إلى زيادة الدخل والرفاهة العامة، وتحسين حياة الأفراد في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتقليص المسافة الاقتصادية - التي تُعرف في مجال النقل بأنّها تكلفة المسافة بين مكانين أو أكثر وفقًا للأنواع المختلفة من وسائل النقل من حيث تكاليف النقل والتكاليف المرتبطة بالوقت - من شأنه أن يعود بفوائد جمة على الدول النامية من خلال تعزيز الإنتاجية، وخلق فرص عمل، ورفع مستوى الدخل، وتعزيز الأمن الغذائي، وخفض الانبعاثات الكربونية. ولتحقيق هذه الفوائد ينبغي توفير وسائل نقل فعالة وعالية الجودة.
تعدد العوامل التي تؤثر في المسافة الاقتصادية بين الدولولفت التحليل إلى تعدد العوامل التي تؤثر في المسافة الاقتصادية بين الدول، ووفقًا للتقرير الصادر عن البنك الدولي فإنها تتمثل فيما يلي:
- العوامل الجغرافية: فكلما ازدادت المسافة بنسبة 10%، أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري بنسبة تتراوح بين 0.3%، و2.6%.
- البنية التحتية للمواني: يوفر تحسين أداء المواني مكاسب محتملة هائلة، فتصدير الشحنة نفسها من ميناء عالي الأداء «المُصنف ضمن أفضل 25% من المواني من حيث الأداء المرتبط بالوقت» يخفض تكاليف الشحن بنسبة 37% في المتوسط مقارنةً بتصديرها من ميناء منخفض الأداء «المُصنف ضمن أدنى 25% من المواني».
- القطاع الخاص وتأثيره في الكفاءة والتكلفة: تتمتع مواني الحاويات التي يديرها القطاع الخاص بكفاءة أعلى بنسبة 7%؛ ما يؤدي إلى انخفاض تكاليف الشحن بنسبة 4%. وكذا فإنّ تشجيع المنافسة في الموانئ وبين المشغلين في الميناء ذاته من شأنه أن يحسن الأداء، ويخفض التكاليف.
- هيكل السوق في صناعة الشحن البحري: على صعيد شركات شحن الحاويات، هناك تركز واضح في السوق؛ حيث تمكنت 4 شركات فقط من الاستحواذ على 59% من حصة السوق في عام 2023، كما استحوذت 10 شركات فقط على 86% من حصة السوق في العام ذاته. لذا، يمكن أن يؤدي الاندماج والتعاون بين الشركات إلى خفض معدلات التكلفة، وذلك يرجع إلى وفورات الحجم.
أوضح التحليل أنّ نقل البضائع في الدول النامية يستغرق وقتًا أطول بشكل ملحوظ مقارنةً بالدول المتقدمة، وذلك لكل من الشحنات الدولية والمحلية.
ووفق التقرير الصادر عن البنك الدولي فإنّ متوسط الوقت اللازم للامتثال للوائح التصدير يتراوح من 24 ساعة في الدول مرتفعة الدخل، إلى 97 ساعة في الدول منخفضة الدخل.
وعلى صعيد متوسط الوقت اللازم للامتثال للوائح الاستيراد، يتراوح بين 22 ساعة في الدول مرتفعة الدخل، إلى 126 ساعة في الدول منخفضة الدخل. فضلًا عن أنّ متوسط أوقات الاستيراد أطول من أوقات التصدير في كل من الدول متوسطة ومنخفضة الدخل.
علاوةً على ذلك، أوضح التقرير أنّ متوسط الوقت الذي تقضيه سفن الحاويات في الموانئ يرتفع في الدول منخفضة الدخل إلى أكثر من ضعفي مثيلتها في الدول ذات الدخل المرتفع. كما أوضح أنّ سرعة الطرق بين المدن تكون أسرع في الدول مرتفعة الدخل بمقدار ضعفين مقارنةً بنظيرتها في الدول ذات الدخل المنخفض.
أضاف التحليل أنّ الاكتظاظ المزمن في الدول النامية يرجع إلى مكوث سفن الحاويات وقتًا أطول في مواني الدول النامية مقارنةً بالدول المتقدمة، ويمكن إرجاع سبب ذلك إلى البنية التحتية الأفضل في الدول المتقدمة، وأوقات التخليص الجمركي الأسرع فيها، وارتفاع إنتاجية العمالة في المواني بها.
تأثر أوقات الانتظار في الدول المتقدمة بشكل أكبر أثناء جائحة «كوفيد-19»ومع ذلك، تأثرت أوقات الانتظار في الدول المتقدمة بشكل أكبر في أثناء جائحة «كوفيد-19» متجاوزة بذلك أوقات الانتظار بالدول النامية في بداية عام 2022. ومع ارتفاع الطلب على البضائع المعبأة في حاويات بالدول المتقدمة، خاصة خلال فترات الإغلاق، لم تستطع المواني مواكبة زيادة الأحجام، وعانت حالات الاكتظاظ، خاصةً في مواني أمريكا الشمالية، وبعض المواني الأوروبية، أما بعد انحسار جائحة كوفيد-19، تمكنت الدول المتقدمة من خفض زمن الانتظار وصولًا إلى مستوياتها قبل الجائحة.
خفض تكاليف النقل في الدول النامية يشكل تحديًا كبيرًاأشار التحليل إلى أنّ خفض تكاليف النقل في الدول النامية يشكل تحديًا كبيرًا، ولكن يمكن تحقيقه من خلال بذل مزيد من الجهود في 3 مجالات تتمثل في الآتي:
1- تحرير قطاع النقل من القيود التنظيمية وزيادة المنافسة به:
أسواق خدمات النقل في عديد من الدول النامية لا تتسم بالقدرة التنافسية، ويمكن إرجاع ذلك إلى سياسة تنظيم الأسعار، والحواجز الرسمية وغير الرسمية أمام دخول السوق، وتأكيدًا على ما سبق، نجد أنّ 31 دولة من أصل 94 دولة نامية لا تسمح للشاحنات القادمة من الدول المجاورة بتسليم البضائع؛ مما يضطرهم إلى تفريغ شحناتهم، ثم إعادة تحميلها على شاحنات محلية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه عندما تقوم الحكومات بإزالة العوائق التي تحول دون دخول الشركات صناعة النقل بالشاحنات، وتسمح لشركات النقل التي تتولى شحن ونقل البضائع بتحديد الأسعار بحرية، تنخفض الأسعار وتتحسن جودة الخدمة.
انخفاض أسعار النقل بالشاحنات بنسبة تتراوح بين 25%واتصالًا لما سبق، نجد أنّه في غضون 5 سنوات من تحرير صناعة النقل بالشاحنات، انخفضت أسعار النقل بالشاحنات بنسبة تتراوح بين 25%، و35% في الولايات المتحدة، و23% في المكسيك.
2- الحد من وسائل النقل التي تسير فارغة، والناتجة عن الاختلالات في تدفقات الشحن بين المناطق الجغرافية:
تكون بعض المناطق الجغرافية مستوردة صافية وأخرى مصدرة صافية، فضلًا عن أنّ القيود المفروضة على شركات النقل، والتي تعمل على حماية شركات النقل المحلية من خلال منع شركات النقل الأجنبية من شحن البضائع؛ ما يؤدي إلى عودة الشاحنات وسفن الحاويات فارغة بعد الانتهاء من التسليم الدولي للبضائع، فعلى سبيل المثال تقطع (ناقلات البضائع السائبة) 42% من الأميال البحرية فارغة، وأما الشاحنات فتسير فارغة بنسبة تتراوح بين 15%، و45% من الكيلومترات التي تقطعها.
لذا فإنّ إزالة القيود التي تحد من قدرة الشاحنات وسفن الحاويات على استلام البضائع في الوجهة المخصصة لذلك، وتحسين مطابقة العرض والطلب، يمكن أن يقلل المسافات التي تقطعها الشاحنات أو سفن الحاويات فارغة؛ مما يوفر على شركات النقل النقود والوقت، وتجعل البضائع المتداولة أقل تكلفة.
3- الاستثمار في البنية التحتية عالية الجودة وتحسين تشغيلها:
نظرًا لكون البنية التحتية عالية الجودة ضرورية للحد من الصعوبات الناتجة عن المسافة والتضاريس. فالطرق القصيرة والمباشرة تعمل على خفض تكلفة نقل البضائع، فيمكن أن يؤدي خفض مسافة الشحن في المتوسط بمقدار 100 كيلومتر في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل إلى خفض أسعار النقل بنسبة 20%. فضلًا عن أنّ نقل البضائع على الطرق السريعة بدلًا من الطرق ذات الجودة المنخفضة يخفض أسعار النقل في المتوسط بنسبة 19%. كما أنّ العوامل الخارجية كالتغيرات المناخية تفاقم تأثير ضعف البنية التحتية؛ فتزداد تكلفة الشحنات خلال مواسم الأمطار بنسبة 6% في المتوسط مقارنةً بتكلفة الشحنات خلال المواسم الأخرى. لذا، فإنّ توافر البنية التحتية متعددة الوسائط ذات جودة عالية التي تعمل بكفاءة يمكن أن يزيد المنافسة بين مختلف الوسائط، وبالتالي تنخفض تكاليف النقل.
وأفاد التحليل بأنّه رغم أنّ تقليص المسافة الاقتصادية ليس بالأمر اليسير، فإنّ العوائد المترتبة على ذلك جوهرية، وتتمثل أولويات الدول النامية في خلق أسواق فعالة، والتي تتطلب معالجة إخفاقات السوق والصعوبات على طول سلسلة الإمداد بقطاع النقل، بالإضافة إلى التأكد من أن جميع الأماكن في شبكة النقل -من الطرق والسكك الحديدية والممرات المائية والموانئ- مخططة بشكل صحيح، وتعمل بطريقة تسمح بالحركة السلسة للبضائع.
وفي هذا السياق، نجد أنّ تقليص المسافة الاقتصادية من شأنه أن يوفر فرصًا هائلة للدول النامية، ويُمكِّنها من المشاركة بشكل أكثر اكتمالًا في التجارة العالمية، وتقليل التفاوتات الجغرافية، وتحسين جودة الحياة لملايين البشر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانبعاثات الكربونية البضائع المتداولة البنك الدولي البنية التحتية التجارة العالمية التغيرات المناخية الشاحنات فی الدول النامیة بنسبة تتراوح بین فی الدول منخفضة الدول المتقدمة البنیة التحتیة ساعة فی الدول منخفضة الدخل تکالیف النقل سفن الحاویات شرکات النقل نقل البضائع أسعار النقل خفض تکالیف فی المتوسط بین الدول من الدول النقل فی السوق فی فضل ا عن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء»: البودكاست طفرة أخرى تستحوذ على اهتمام العالم الرقمي
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً عن «البودكاست»، أشار خلاله إلى ظهور طفرة أخرى استحوذت على اهتمام العالم الرقمي بعد أن كانت طفرة بث الفيديو هي السائدة في عالم الإنترنت بين المستخدمين، حيث باتت اليوم تقنيات بث المحتوى الصوتي أو ما يُعرف بالبودكاست Podcast من أبرز المحتويات التقنية التي يقضي المستخدمون أوقاتهم عليها، حيث يشهد عالم البث الصوتي ازدهارًا كبيرًا، إذ يستمع الملايين إلى برامج البث الصوتي للحصول على ما يريدونه من الترفيه والتعليم الصوتي.
ولم تكن جائحة فيروس كورونا هي البداية للبث الصوتي، حيث سبق ذلك محاولات عديدة لبعض الشركات منها محاولة شركة Apple عندما أدرجت في عام 2012 تطبيقًا للبودكاست في هواتفها الذكية، والذي قدم نظام مكتبة أثبت شعبيته بين المستمعين، حيث استجاب للرغبات والاحتياجات المتطورة للمستمعين الشباب الذين لا يريدون فقط تشغيل الراديو في سياراتهم.
وفي عام 2014، حدث تحول ثقافي هائل، فدخل الملايين إلى صيغة البث الصوتي، حتى وصل عدد المستمعين إلى نحو 464.7 مليون مستمع للبودكاست حول العالم في عام 2024. ويتميز البودكاست بالتنوع في المحتوى، فقد يكون الموضوع أدبيًّا، أو تاريخيًّا، أو تكنولوجيًّا أو غير ذلك، حيث يمكن تحويل كل الموضوعات الحياتية حتى الرياضية إلى محتوى صوتي.
وأشار مركز المعلومات، في تحليله إلى ظهور مصطلح بودكاست podcast لأول مرة في عام 2004، كنوع من الابتكار التكنولوجي استخدمته محطات الراديو في الغالب لتأخير البرامج، ويمكن نشره على الإنترنت، ليتم تنزيله حسب رغبة المستمع، وقد صاغ المصطلح الصحفي "بن هامرسلاي" Ben Hammersley" من صحيفة الجارديان The Guardian، ومنذ ذلك الحين، تحولت الإذاعة تدريجيًّا من البث المباشر إلى البودكاست ليتم رفعه على الإنترنت للتحميل والاستماع بما يناسب أوقات المستمعين.
ويمكن تعريف البودكاست أو التدوين والبث الصوتي على أنه أحد أنواع وسائل الإعلام الرقمية التي تتكون من ملفات صوتية أو مرئية يتم توزيعها عبر الإنترنت من خلال منصات رقمية للاستماع إليها أو لمشاهدتها. وقد شهدت منصات البودكاست تحولًا كبيرًا في تفضيلات وأذواق المستمعين، كما يُعد البث الصوتي خدمة سهلة ومتاحة مجانًا للمستخدمين لتجربة العديد من الأنواع كالأخبار والتعليم والصحة واللياقة البدنية والكوميديا والخيال بالإضافة إلى تحديثات الصناعة والتفاصيل التي يمكن تنزيلها أو بثها عبر الإنترنت، كما يُبقي البث الصوتي الإخباري والسياسي المستمعين على اطلاع دائم بالأخبار أو السياسة المحلية أو العالمية، وغالبًا ما يركز على موضوع معين باستخدام مصادر إعلامية موجودة مثل: الصحف أو المجلات.
أشار التحليل إلى أن ارتفاع البث الصوتي في عام 2024 كان له تأثير كبير على وسائل الإعلام السائدة، ولكنه لا يشير بالضرورة إلى نهاية الوسائط الإعلامية التقليدية، بل إنه يعكس تحولًا في كيفية استهلاك الجماهير للمحتوى وتنويع منصات الوسائط، فوفقًا لدراسة صادرة عن شركة أبحاث السوق الأمريكية "Emarketer"، وُجد أن في عام 2021 كان المستمعون الأمريكيون يقضون وقتًا أكبر على وسائل التواصل التقليدية بنحو 5 ساعات يوميًّا (300 دقيقة)، وانخفض هذا الوقت في عام 2024 إلى نحو 4 ساعات في اليوم أي (258 دقيقة).
- حجم سوق البث الصوتي «البودكاست» ومعدل النمو: لقد نما حجم سوق البث الصوتي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، فوفقًا لتقرير "سوق البث الصوتي العالمي 2025" الصادر عن شركة “أبحاث الأعمال” “The Business Research Company” وهي شركة عالمية لأبحاث السوق والاستشارات تقدم تحليلات متعمقة للصناعة، بلغ حجم سوق البث الصوتي 36.28 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو ليصل إلى 47.83 مليار دولار في عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب «CAGR» يبلغ 31.8٪. ويمكن أن يُعزى النمو في الفترة إلى ارتفاع المحتوى عند الطلب، وانتشار الإنترنت، والشعبية المتزايدة لخدمات البث الصوتي عند الطلب، وزيادة الطلب على المحتوى المخصص، وتنويع المنصات.
ووفقًا لشبكة "Podcastatistics" العالمية هناك أكثر من 464.7 مليون مستمع للبودكاست، وبحلول نهاية عام 2025، من المتوقع أن يصل عدد مستمعي البودكاست في جميع أنحاء العالم إلى 504.9 ملايين مستمع، كما وصل عدد البودكاست المنشور في جميع أنحاء العالم أيضًا إلى 4.3 ملايين بث صوتي في يناير 2025.
وفي المتوسط، يقضي مستمعو البث الصوتي حوالي 7 ساعات أسبوعيًّا في الاستماع إلى البث الصوتي على تطبيق البث الصوتي المفضل لديهم، حيث يفضل 86.1٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الاستماع إلى البث الصوتي على الهاتف المحمول، وكل شهر، يتم تنزيل نحو 103.3 ملايين بودكاست في جميع أنحاء العالم، ما يقرب من ثلث البودكاست يبلغ مدته من 20 إلى 40 دقيقة.
ذكر التحليل أنه وفقًا لأحدث بيانات لمؤشر البودكاست، وهو قاعدة بيانات عالمية مفتوحة ومصنفة للبودكاست"، تم نشر 317.8 ألف بودكاست في آخر 30 يومًا (حتى 19 يناير الجاري)، وتم نشر 468.6 ألف بودكاست في آخر ثلاثة أشهر (حتى 19 يناير الجاري).
أوضح التحليل أنه من المتوقع أن تنمو إيرادات سوق إعلانات البودكاست في جميع أنحاء العالم بنسبة 16.0% في عام 2025، لتصل إلى 4.46 مليارات دولار، مقابل 4.02 مليارات دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 5.03 مليارات دولار بحلول عام 2027، ويُعتقد أن هذه الزيادة في سوق إعلانات البودكاست ترجع إلى الزيادة السريعة في عدد مستمعي البودكاست في جميع أنحاء العالم. وأنه كان من المتوقع أن يبلغ متوسط الإيرادات لكل مستمع في سوق إعلانات البودكاست 8.69 دولارًا في عام 2024.
- الفئات العمرية المختلفة لمستمعي البودكاست: حيث استمع ثلثا البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا إلى البودكاست في الولايات المتحدة عام 2022، وفي الوقت نفسه، استمع 58% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عامًا إلى البودكاست في عام 2022، وعلى العكس من ذلك، استمع 28% فقط من البالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا إلى البودكاست وفقًا لمركز بيو للأبحاث، ولم يكن هناك فرق كبير بين حصة مستمعي البودكاست من الإناث والذكور.
ووفقًا لإحصائيات موقع Statista، في فبراير 2024 امتلكت البرازيل أعلى عدد من مستمعي البودكاست بين البلدان المختارة في جميع أنحاء العالم، حيث إن 51% من المستمعين في البرازيل يستمعون إلى البودكاست، وتأتي إندونيسيا في المركز الثاني، حيث يستمع 49% من الأشخاص فيها إلى البودكاست، بينما تم تسجيل اليابان باعتبارها صاحبة أدنى نسبة من الأشخاص الذين يستمعون إلى البودكاست 9% مقارنة بالدول الأخرى، إلى جانب ذلك، يستمع 18% فقط من الأشخاص في كوريا الجنوبية وباكستان والمغرب إلى البودكاست. وفي الوقت نفسه، يفضل 24% فقط من الأشخاص في الصين الاستماع إلى البودكاست.
وأشار مركز المعلومات إلى منصات البث الصوتي الأكثر شهرة، موضحاً أن منصة البودكاست Spotify لا تزال المنصة الأكثر شعبية، حيث إن نحو 35.8% من الأشخاص في جميع أنحاء -اعتبارًا من يناير 2025- العالم يستمعون إلى البث الصوتي على Spotify. وتُعَد Apple Podcasts المنصة الثانية الأكثر تفضيلًا على مستوى العالم، حيث يفضل أكثر من ثلث الأشخاص الاستماع إلى البث الصوتي على Apple Podcasts، وتُعَد المنصات الأخرى هي متصفحات الويب، ومشغل Buzzsprout Embed، وتتنافس كل منصة على جذب المستمعين والاحتفاظ بهم من خلال المحتوى الحصري والميزات المتقدمة، ويتم أيضًا استخدام منصات مثل TikTok وYouTube بشكل متزايد لمشاركة مقاطع البث الصوتي، مما يؤدي إلى توسيع نطاق محتوى البث الصوتي إلى ما هو أبعد من المنصات الصوتية فقط. هذا، ويحتوي Spotify على أكثر من 6 ملايين عنوان بودكاست، كما توفر المنصة لمستخدميها 100 ألف بودكاست فيديو، ويستضيف"Apple Podcast" نحو 2.7 مليون بودكاست في يناير 2025، ويمثل هذا زيادة بنسبة 13.5% مقارنة بـ 2.33 مليون بودكاست مستضاف على Apple podcasts في سبتمبر 2021.
أما على مستوى التأثير على وسائل الإعلام الرئيسة، فقد أشار المركز إلى عدد من التأثيرات منها:
- التراجع في استهلاك وسائل الإعلام التقليدية: حيث يتراجع استهلاك التلفزيون التقليدي، لتهيمن القنوات الرقمية على 59% من استهلاك وسائل الإعلام في عام 2024، ويزداد هذا التحول وضوحًا بين الجماهير الأصغر سنًا (16 - 34) سنة، ويستمر عدد الذين لا يملكون اشتراكات تلفزيونية تقليدية في الارتفاع، مما يعكس اتجاهًا أوسع نحو المحتوى عند الطلب والمحتوى الرقمي.
- تنويع استهلاك المحتوى: يعتبر البث الصوتي جزءًا من اتجاه أوسع لتنويع وسائل الإعلام، حيث يستهلك الجمهور المحتوى عبر منصات متعددة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات البث والبث الصوتي، ويعني هذا التنويع أنه في حين قد تفقد وسائل الإعلام التقليدية بعض نفوذها، إلا أنها لا يحل محلها بديل واحد بل مجموعة متنوعة من الخيارات الرقمية وعند الطلب.
وأضاف تحليل المركز أنه عند الحديث عن المحتوى من المهم توضيح أنواع البودكاست، هناك أنواع عديدة ومختلفة من البودكاست، منها البودكاست: الترفيهي، والثقافي، والإخباري، والتحليلي، والروائي، والبودكاست التعليمي الذي يقدم محتوى تعليميًّا ومعرفيًّا في العلوم والتكنولوجيا والتاريخ والتنمية الشخصية.
ووفقًا لإحصائيات مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث (Pew Research Center)، ففي عام 2023 أعرب 3 من كل 4 مستمعين للبودكاست الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا في أمريكا أنهم يفضلون الاستماع إلى البودكاست للترفيه، وفي الوقت نفسه، ذكر 7 من كل 10 بالغين في الفئة العمرية نفسها أنهم يفضلون الاستماع إلى البودكاست لمجرد وجود شيء للاستماع إليه في أثناء القيام بشيء آخر، وعلى العكس من ذلك، ذكر 6 من كل 10 بالغين تزيد أعمارهم على 65 عامًا أنهم يستمعون إلى البودكاست لتعلُّم شيء جديد.
وتُعد الكوميديا من بين الأنواع الشائعة من البودكاست في الولايات المتحدة، إذ إنها النوع الأكثر تفضيلًا من البودكاست في الولايات المتحدة، ويأتي البودكاست الإخباري في المركز الثاني الأكثر تفضيلًا من البودكاست، ثم البودكاست المجتمعي والثقافي النوع الثالث الأكثر تفضيلًا، وفي الوقت نفسه يتمتع البودكاست الذي يتناول الجرائم الحقيقية والخيال بأعلى معدل إكمال.
وعن دمج البودكاست في التعليم، أشار التحليل إلى أنه في ديسمبر 2024، أعلنت National Public Radio (NPR) الأمريكية عن مسابقة تحدي البودكاست للطلاب لعام 2025، وهو العام السابع منذ إطلاقه للطلاب من الصف الرابع إلى الصف الثاني عشر، حيث يُطلب من المشاركين إنشاء بودكاست لا يتجاوز مدته ثماني دقائق، مع التركيز على جودة الصوت والمحتوى تحت إشراف المعلمين. تُوفر هذه المسابقة العديد من الفوائد للطلاب والمعلمين، كما تُسهم في تطوير مهارات أساسية تُعزز جاهزيتهم لمتطلبات المستقبل. كما أن استخدام البودكاست كأداة للحوار والمناقشة بين الطلاب والمعلمين حول الموضوعات المختلفة، يعزز التواصل والتفاعل ويشجع على المشاركة الفعّالة في العملية التعليمية. علاوة على ذلك، يثري إجراؤهم للمقابلات الشخصية من معلوماتهم ومهاراتهم الحياتية.
أما دمج الذكاء الاصطناعي في البث الصوتي، يستخدم حوالي 40% من مقدمي البث الصوتي أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين البث الصوتي الخاص بهم، فيمكن ملاحظة تبني الذكاء الاصطناعي بشكل رئيس في مجالات مثل: نسخ الحلقات، وإنشاء المحتوى المخصص، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في تبسيط عملية إنتاج البث الصوتي ويوفر للمستمعين تجربة مخصصة. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في البث الصوتي إلى 2.82 مليار دولار في عام 2024. وبالمقارنة، فإنه في عام 2023، بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمية في البث الصوتي 2.2 مليار دولار. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تنمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب قدره 28.3% بين الفترة المتوقعة من عام 2024 إلى عام 2033، لتصل إلى 26.6 مليار دولار.
أشار التحليل إلى أنه وفقًا لمنصة "Horizon Databook" العالمية وهي أكبر قاعدة بيانات لأبحاث السوق، حققت سوق البث الصوتي في مصر إيرادات بلغت 221.9 مليون دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى إيرادات قدرها 1، 696 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 33.7% من عام 2024 إلى عام 2030.
كما وجدت دراسة لمجموعة “YouGov Global Profiles" -وهي مجموعة دولية لتكنولوجيا البيانات والتحليلات البحثية عبر الإنترنت- على 47 دولة حول العالم، أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أصبحت من اللاعبين الرئيسين في التركيبة السكانية لمستمعي البودكاست، ما جعلها سوقًا رئيسة لمستمعي البودكاست العالميين في عام 2024. ففي جنوب إفريقيا يستمع 68% من الأشخاص بانتظام إلى البودكاست، وفي المملكة العربية السعودية يبلغ هذا الرقم 59%، ثم مصر، حيث أفاد (56%) من الأشخاص أنهم يقضون ساعة واحدة أو أكثر في سماع البودكاست في الأسبوع، وتأتي الإمارات العربية المتحدة بنحو (53%) والمغرب (45%)، وجميعها أعلى من المتوسط العالمي.
أشار التحليل في ختامه إلى أنه مع تطور الفضاء الرقمي، نجح البث الصوتي في جذب انتباه المستمعين لمدة أطول، ونتيجة لذلك، تستثمر حصة كبرى من الشركات والعلامات التجارية في جميع أنحاء العالم في إعلانات البث الصوتي، ومن المتوقع أن تنمو صناعة البث الصوتي بسرعة في المستقبل القريب، ولذلك تواجه وسائل الإعلام التقليدية تحديات في الحفاظ على جمهورها في عالم يقدم فيه البث الصوتي والمحتوى الرقمي خيارات استهلاك أكثر تخصيصًا ومرونة، فإن قدرة البث الصوتي على تقديم قصص عميقة ودقيقة ومخاطبة الأصوات غير الممثلة هي ميزة كبيرة لا تكاد وسائل الإعلام التقليدية تضاهيها، وسوف تحتاج وسائل الإعلام التقليدية إلى التكيف من خلال دمج الاستراتيجيات الرقمية، وتعزيز مشاركة الجمهور، والاستفادة من نقاط القوة في كلا الشكلين، لضمان استمرارها في تقديم محتواها.
اقرأ أيضاًبعد نجاحها في تقديم بودكاست «بيت نوني».. آسر ياسين يوجه رسالة دعم لوالدته
المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري ضيف الحلقة الثالثة من بودكاست «هنا التضامن»