رومانيا بلاد تمزج الأساطير بين قلعة دراكولا وضفاف البحر الأسود
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
وفي رحلته إلى رومانيا، يستعرض برنامج "المسافر" أسرار هذا البلد الساحر، بدءا بقلعة دراكولا الشهيرة التي أثارت مخيلة الكتاب والمخرجين السينمائيين ودفعتهم للإبداع في فن الرعب.
ورغم إدراك الزوار أن دراكولا شخصية خيالية، فإن غموض القلعة لا يزال يثير التوتر في نفوسهم.
وتنتقل الكاميرا إلى مدينة كونستانتا، التي تعد بوابة رومانيا على البحر الأسود ويقطنها 400 ألف نسمة، لكن مكانتها الثقافية والفنية جعلت كل الرومانيين يحرصون على زيارتها.
تأسست المدينة بوصفها مستعمرة يونانية في القرن السادس قبل الميلاد، وشهدت تعاقب الرومان والبيزنطيين والعثمانيين، مما انعكس على طرازها المعماري.
وتبرز في المدينة ساحة أوفيد المسماة على اسم الشاعر الروماني المنفي إليها سنة 8 ميلادية، كشاهد حي على امتزاج الثقافات، حيث تزين المنحوتات والتماثيل والآثار القديمة ممراتها ومداخلها، لتشكل تحية حية للتاريخ والأدب والحياة العصرية.
ووقفت كاميرا البرنامج على المسجد الكبير، أو مسجد المحمودية الذي يعد أحد أبرز معالم المدينة، وبُني عام 1910 بهندسة معقدة تجمع بين العناصر البيزنطية والرومانية، ورغم إهماله خلال الحكم الشيوعي، فإنه يحظى اليوم باهتمام كبير بوصفه رمزا للتعايش الثقافي ويخدم أكثر من 55 ألف مسلم على سواحل البحر الأسود.
إعلان
منعطفات أفعوانية
ولا تزال المدينة تحتفظ بتقاليدها البحرية المتوارثة، حيث يخرج الصيادون مع أول خيوط الشمس في مشهد لم يتغير منذ الأزل.
ويتحول جزء من صيدهم إلى حساء تقليدي مع البطاطا والجزر والأعشاب، في حين يُشوى الباقي مع التوابل ليشكل وجبة مفضلة للرومانيين لتنوع نكهاتها.
ومن المعالم الفريدة في رومانيا والتي أفرد البرنامج لها فقرة لطريق ترانسفاجاراسان الوطني الذي يمتد 150 كيلومترا، منها 90 كيلومترا طريق جبلي يعبر جبل فارجاس.
وبُني الطريق في السبعينيات كخطة إستراتيجية للنجاة من غزو سوفياتي محتمل، وراح ضحية بنائه مئات العمال والجنود والمهندسين.
ويشكل الطريق، الذي يرتفع إلى 2050 مترا ويربط ترانسلفانيا ببوخارست، تحفة هندسية تجذب عشاق السيارات الرياضية من كل أنحاء العالم لتجربة منعطفاته الأفعوانية وسط مناظر طبيعية خلابة.
وتكتمل تجربة زيارة كونستانتا مع غروب الشمس، حيث ترسم ألوانها الدافئة ظلالاً برتقالية ووردية وذهبية على سطح الماء، في وقت يمتزج فيه تلامس الأمواج اللطيف مع نسيم البحر البارد في أجواء حميمية تصنع ذكريات لا تُنسى في هذا البلد الساحر.
8/12/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
جوائز الشرف
بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)- رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح والأموال والممتلكات والآلام، ورغم الخسائر في مختلف الأنشطة الاقتصادية، ورغم الصورة الواضحة أمام الجميع لانحسار التواجد الفعلي على الأرض وتراجعه، ورغم الانقسام الداخلي الخطير، ورغم الخطر الذي بات يحيق بالبلاد أكثر من ذي قبل، يخرج علينا البعض ليعلن فرحته بالنصر وبالقدرة الهائلة على الصمود وعلى التحدي وعى قهر العدو البغيض ودحره.
ما هو الهدف أصلًا إذا لم يكن للبلاد صلة مباشرة بالصراع رغم الأخوة ورغم روح التضامن؟ ما الهدف في جر البلاد -وهو في ظروف دقيقة- إلى مواجهة مدمرة لا داعي لها؟ لا مكسب لهذا البلد في الانخراط في مواجهات عسكرية مع أحد، وخاصة وهو يمر بأحوال اقتصادية وسياسية دقيقة مثله كمثل كثير من البلاد الآن. الدمار ليس الا دمارا وهزيمة، ووقوع عشرات وآلاف الناس قتلى وجرحى وقيد الخطف وفي عداد المفقودين بلا هدف هو هزيمة، وانهيار اقتصاد الدولة هو هزيمة، وتراجع سيطرة الدولة عن أجزاء من أرضها هو هزيمة، وانتشار السلاح في الدولة ووجوده في أيدي غير يدي الدولة هو هزيمة، ولكن البعض يرى في ذلك نصرًا قيما وتقدما واضحًا على خطاهم المرسومة نحو الأفق غير المفهوم.
النصر الوحيد الذي ربما قد يرى في كل هذا الدمار والخسائر هو نصر للدولة التي تسعى إلى فرض هيمنتها السياسية والعسكرية على المنطقة باسم الدين ولصالحها وحدها دون غيرها قاطبة. ومنبع نصر تلك الدولة أنها ورطت بلدًا جديدًا بأكمله بعد أن كان جزئيًّا متورطًا في دائرة النفوذ الشرير. وبات البلد المظلوم عرضة للحرب والضرب والدمار من جنوبه الى شماله وشرقه وغربه من الآن فصاعدًا. والكذب اثم ديني وجريمة أخلاقية، ولكنه متاح لبعض من يضعون العمامة على رؤوسهم ويرتدون زي رجال الدين المخلصين وهم يكذبون على الناس -من أجل مصالح سياسية ومن أجل مكاسب شخصية- ويخدعون من الناس بعضًا، ويضطرون من الناس بعضًا الى اتباعهم، ويغرون من الناس بالمال بعضًا. فكثير من هم بحاجة إلى العمل والى لقمة العيش والى سداد التزاماتهم المالية التي لا تقف ولا تنخفض ولا تقل إلا بالموت. والكذابون يضعون قليلا من المال وكثيرًا من الموت على موائد الناس وهم يطمئنون الجميع إلى البطولات القادمة وإلى جوائز الشرف التي تنتظرهم في الدنيا والآخرة، ولكن لكل قلب وعقل وعينان يبصر بهم جميعًا.