لا جدوى من الهتاف في المقابر
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بات واضحا ان سقوط دمشق، ومن بعدها بغداد وبيروت يعني بداية عصور مظلمة ليس لها ملامح، ولا يمكن التكهن بشكلها المخيف وتفاصيلها المرعبة. .
لقد اضطررنا للابتعاد عن ساحات الملاعب السياسية القذرة، بعد أن أدركنا إننا لن نغير شيئا في هذه السيناريوهات المزعجة، سيما أن كبار اللاعبين لن يقرأوا مقالاتنا، ولن يعملوا برأينا، ولا شغل لهم بنا.
يتحدث عامة الناس هذه الايام عن الظلم والمظلومية في أماكن متفرقة من العالم، ويتحدثون ايضاً بصوت عال عن الشعوب العربية المضطهدة، وعن الديمقراطية المسلحة. .
أمر عجيب والله. صارت المعارضة تمتلك دبابات وطائرات مسيّرة وغواصات وصواريخ فرط صوتية، ولديها تقنيات قتالية مرتبطة بالأقمار الاصطناعية، لكن عامة الناس لا يسألون انفسهم كيف حصلت (المعارضة) العربية على المليارات اللازمة لتفعيل التمرد ضد أنظمتها الحاكمة ؟، وكيف توحدت صفوف قادة المعارضة مع فيالق جيوش النيتو ؟. وكأنهم يريدون ان يقولوا لنا ان امريكا واخواتها هي الراعية الاولى للسلم العالمي، وهي الداعمة للعرب والمسلمين من المحيط إلى الخليج . .
حبذا لو يبحث المتحذلقون قليلا عن الثروات الطبيعية الكامنة في المياه العربية (شرق المتوسط) لكي يتعرفوا على الاسباب والمسببات والدوافع والغايات. لقد خصصوا 2000 مليار دولار لإسقاط النظام السوري منذ اكثر من عشرة أعوام بعد اكتشاف حقل ليفياثان الغازي، وهو حقل كبير، يتمدد من شمال طرطوس إلى جنوب غزة في حوض البحر الأبيض المتوسط
فعادوا إلى خرائط برنارد لويس لتقسيم المنطقة، التي جرى تقسيمها على أيديهم عام 1916. لكن التقسيم الموعود سوف ينبعث هذه المرة من برميل البارود الطائفي الموروث من العصر الدموي. وهذا يفسر رغبة العرب لخوض حروب التقسيم في سوريا والعراق وربما في الأردن برعاية غربية مدعومة من حلف النيتو من اجل انتاج دويلات ضعيفة تدين بالولاء الشامل للقوى الدولية المتحكمة بالشرق الأوسط. .
وليعلم المتفلسفون ان المعارضة المصطنعة هي التي سوف تتنازل للطامعين عن حقولنا وحدودنا البحرية والبرية. .
المشكلة ليست في تواطؤ هؤلاء، وانما في رؤية القيادات المتخاصمة مع بعضها البعض، والتي لا ترى أي ضير من إبرام الصفقات مع الشيطان نفسه من اجل الحفاظ على مكاسبها، والدليل على ذلك سعيها الحثيث لترحيل نفط البصرة إلى العقبة، ومنها إلى شرم الشيخ، والدليل الآخر النفط العراقي المتدفق بالأنابيب من حقول كردستان إلى ميناء جيهان ومنه إلى ميناء حيفا عن طريق البحر. .
اما بخصوص الشأن العراقي، فقد اصبحنا كمن يرى النيران تلتهم بيته ومزرعته من دون ان يمتلك معدات إخماد الحريق: اولا: لاننا لا نستطيع المساس بقدسية قادة البلاد مهما ارتكبوا من حماقات. . ثانياً: لاننا محاصرون بجيوشهم الاكترونية التي أولها في الفاو وآخرها في زاخو. . ثالثا: ان الرأي العام (وبسبب الهجمات التسقيطية المتلاحقة) صار ينظر الينا وكأننا نحن الذين سلمنا مفاتيح بغداد للغزاة، ونحن الذين تسببنا بسقوط الخلافة الاسلامية. وبالتالي: لا فائدة من النوح والعويل في المقابر القديمة. .
وأخيرا صدق الذي قال: الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل، لأن الأغلبية الجاهلة هي التي تتحكم بمصيرنا. فما بالك إذا كانت الديمقراطية مدججة بالأسلحة الفتاكة ؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المشدد 10 سنوات لعاطل لاتهامه بالتعدي على طفل داخل المقابر بطوخ
عاقبت محكمة جنايات بنها، عاطل بالسجن لمدة 10 سنوات، لاتهامه بخطف طفل واقتياده داخل المقابر، والتعدي عليه، بدائرة مركز شرطة طوخ.
جاء في أمر الإحالة في القضية رقم 7521 لسنة 2024 جنايات طفل طوخ، أن المتهم "محمد ا س"، عاطل، 32 سنة، أنه خطف بالإكراه المجنى عليه "ي أ ص"، والذي لم يبلغ سنه 18 سنة ميلادية كاملة، بأن جذبه عنوة من يده واقتاده إلى داخل المقابر فباعد بينه وبين ذويه.
ذكر أمر الإحالة، أنه اقترنت بتلك الجناية جناية أخرى هي أنه في ذات الزمان والمكان سالفي الذكر تعدى على المجنى عليه الطفل سالف الذكر، بالقوة والذى لم يبلغ 18 سنة ميلادية كاملة، بأنه وما أن ظفر به على إثر ارتكاب جريمته محل الاتهام بعاليه تعدي عليه وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
وأوضح أمر الإحالة، أن المتهم عرض الطفل المجنى عليه للخطر بأن عرض أمنه وأخلاقه للخطر مرتكبًا الجرائم محل التهم السابقة بما يهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.