في ذكرى ميلاده.. صدفة قادت الفنان محمود قابيل لدخول عالم الفن
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
استطاع الفنان محمود قابيل وضع اسمه وسط عمالقة التمثيل من خلال تقديم الكثير من الأدوار الفنية الناجحة، التي تركت بصمة فريدة في نفوس جمهوره ومحبيه، وتحل اليوم الموافق 8 ديسمبر ذكرى عيد ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم من عام 1946 فى القاهرة ومر بعدة محطات في حياته حتى انطلق في عالم الفن والتمثيل.
لم يكن العمل في المجال الفني ضمن مخططات الفنان الكبير محمود قابيل، لأن حلمه كان متوجهًا منذ الطفولة إلى الالتحاق بالكلية الحربية، وبالفعل استطاع تحقيق حلمه وشارك بعد تخرجه في حرب 1967 وحرب الاستنزاف وأصيب عدّة مرات خلال العمليات الحربية ما منعه من المشاركة في حرب 6 أكتوبر، وفي تلك الأثناء قادته صدفة قديمة للتفكير في دخول عالم الفن والأضواء، وفق لقاء تليفزيوني سابق له في برنامج واحد من الناس.
كان المخرج الراحل يوسف شاهين هو سبب دخول محمود قابيل مجال الفن والتمثيل، حسب ما أضافه الأخير في الحوار التليفزيوني، إذ التقي بشاهين بالصدفة في إجازة صيف عام 1964 بمنطقة العجمي في الإسكندرية وتذكر دوره في فيلم باب الحديد الذي كان مُغرمًا به، وعندما تحدث شاهين معه وعلم منه أنه يدرس في المرحلة الثانوية اقترح عليه أن يدرس في معهد السينما عقب الانتهاء من امتحانات الثانوية.
ظّل محمود قابيل متحيرًا لفترة بين اختيار الدراسة في الكلية الحربية حلم طفولته أو الالتحاق بمعهد السينما، ولكنه بعد تفكير قرر الالتحاق بالأولى، وبعدما تخرج وقضى عدة سنوات يشارك في العمليات الحربية، قرر أثناء اصابته عقب حرب الاستنزاف أن يذهب للعجمي ويلتقي بالمخرج يوسف شاهين ليبدأ بذلك خطواته الأولى نحو عالم الفن والسينما، وبدأ مشواره الفني بالمشاركة في فيلم العصفور مع صلاح قابيل ومحسنة توفيق عام 1972.
أبرز أعماله الفنيةانطلق محمود قابيل بعد ذلك في عالم السينما والدراما وشارك في عدد من الأفلام الناجحة، منها كفانى يا قلب، عجايب يا زمن، القاضى والجلاد والملاعين، كلهم فى النار و دانتيلا، كما شارك في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة مثل هوانم جاردن سيتى، كوكب الشرق، والرقص على سلالم متحركة ونجمة الجماهير وأين قلبي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمود قابيل السينما الدراما يوسف شاهين محمود قابیل عالم الفن
إقرأ أيضاً:
معرض “عندما تتكلم الألوان” لجيراير باروساليان… لوحات تجريدية تروي حكاية أمل سوري
دمشق-سانا
استضاف مقر الجمعية العمومية الأرمنية في دمشق معرضاً بعنوان “عندما تتكلم الألوان”، للفنان الهاوي جيراير باروساليان، الذي حوّل رحلةً من المعاناة إلى لوحات تجريدية تتنفس تفاؤلاً.
نظمت المعرض الأول للفنان لجنة السيدات في الجمعية على مدى ثلاثة أيام، وجسد من خلاله رسالةً صامتةً عن صمود الشعب السوري أثناء وبعد سنوات الحرب التي فرضها النظام البائد على سوريا وشعبها، والذي أثبت قدرته على تجاوز الصعاب.
الفنان باروساليان: من ورشة الأحذية إلى قاعات الفنلم يكن الرسم مجرد هواية عند الفنان باروساليان، بل لغة للتعبير عن رحلةٍ طويلة بدأها منذ سنوات، لكن الدعم الأكاديمي من أخته وابنته، اللتين تنتميان إلى عالم الفن الأكاديمي، شكّل نقطة تحول في بدء مسيرته الفنية، ما دفعه لأخذ زمام المبادرة وإقامة هذا المعرض.
وقال باروساليان في تصريح لـ سانا: “الرسم كان هروباً من ضجيج الحياة اليومية في ورشة الأحذية التي أعمل بها، والتي كنت أستخدم فيها المهارات ذاتها في تصميماتي”.
المعرض الأول لباروساليان: 40 لوحة تجريدية تحمل رسالة الحياةيضم هذا المعرض الأول لباروساليان 40 لوحةً أنجزها خلال عامين، مستخدماً تقنية ألوان الأكريليك التي تمنح أعماله كثافةً لونيةً وحيوية، حيث تتداخل الألوان لتُشكل حواراً بصرياً مع المشاهد.
وتوزعت أعمال المعرض بين عدة محاور: منها الدمار الذي يولد منه التفاؤل، فإحدى اللوحات جسدت النار والرماد كرمز لنهاية مرحلة وبداية جديدة، وأخرى عكست التصحر الذي اجتاح سوريا، لكنها تحوي في تفاصيلها إشارات خفية إلى اخضرارٍ قادم.
وقدم الفنان فكرة استمرارية الحياة من خلال لوحات تُظهر حركة السير اليومية، أو تحمل ألواناً متدفقةً كأنها نبضٌ لا يتوقف، إلى جانب رسائل ملوَّنة للمشاهدين قدمها الفنان، فترك لهم حرية تأويل كل لوحة، وعن ذلك قال باروساليان: “أترك للون أن يلامس روح المشاهد ويُحرّك ذاكرته”.
سنوات الحرب: من البصيرة إلى اللوحةلم تكن سنوات الحرب في سوريا مجرد خلفيةٍ للمعرض، بل وقود إبداعي، و عن ذلك قال الفنان باروساليان: “المخزون البصري من الدمار والوجوه التي رأيتها تحوّل إلى ألوان… أردت أن أُظهر أن الجمال يولد من رحم المعاناة”، ورغم ذلك، تحمل أغلب اللوحات نظرةً تفاؤلية، كأنها إصرارٌ على أن “الفن والثقافة لن يتوقفا ودورهما مهم جدا في تنمية الوعي” على حد تعبيره.
ونصح باروساليان الجيل الجديد بضرورة “تذوق الفن ليكون لسان حال سوريا المثقفة بعد انتصار الثورة”.
ورأى عدد من زوار المعرض في الأعمال سرداً بصرياً لتاريخ سوريا الحديث؛ وعبرت إحدى الزائرات عن انطباعها بالقول: “الألوان هنا تُذكرنا بأن الحرب لم تستطع قتل الإبداع”.