بنك الخرطوم يعلن اكتمال استعدادته لاستبدال العملة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
قالت الرئيس التنفيذي المكلف للبنك لمياء كمال ساتي، إن البنك يتفهم تماماً الأهمية الوطنية والاقتصادية لهذا المشروع، وهو مستعد لتحمل مسؤوليته تجاهه
التغيير: بورتسودان
أعلن بنك الخرطوم، عن اكتمال كافة استعداداته لتنفيذ مشروع استبدال العملة الوطنية وفق ضوابط بنك السودان المركزي.
وقالت الرئيس التنفيذي المكلف للبنك لمياء كمال ساتي، إن البنك يتفهم تماماً الأهمية الوطنية والاقتصادية لهذا المشروع، وهو مستعد لتحمل مسؤوليته تجاهه.
وأضافت في تصريح صحفي، أن البنك أكمل المرحلة الأولى من المشروع وتشمل تجهيز 48 فرعًا في مختلف الولايات السودانية.
وأشارت إلى أن أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن إضافة 100 منفذ آخر، سيتم الإعلان عن تفاصيلها في وقت لاحق. وقالت “نحن في بنك الخرطوم جاهزون لتلبية أي احتياجات أو نقص في هذا الشأن”.
وأوضحت أن البنك قد فعل خدمة فتح الحسابات أون لاين منذ نحو عامين، مما يسهم في تسهيل إجراءات العملاء.
كما تم تحديد الفروع المشاركة في المشروع، التي تشمل العديد من المدن والولايات، مثل: فرع وادي حلفا فرع بورتسودان فرع أمدرمان فرع القضارف فرع الأبيض إلى جانب سبع منافذ إضافية أخرى سيتم تشغيلها في إطار المشروع.
الوسوماستبدال العملة بنك الخرطوم بنك السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: استبدال العملة بنك الخرطوم بنك السودان
إقرأ أيضاً:
بين انهيار الدولة الوطنية والمشروع الصهيوني
#سواليف
بين #انهيار_الدولة_الوطنية و #المشروع_الصهيوني
د. #حسن_براري_العجارمة
سيكتشف أي مراقب ذكي ولمّاح لطبيعة النقاش النخبوي الدائر في المنطقة العربية في حاضر العالم العربي حالة من الاختزال غير المسبوق لكل ما يجري بقضية فلسطين وبخاصة مع بداية عصر إسرائيل. وعليه، هناك القليل من النقاش الحقيقي لاحتمال انهيار النموذج الفيبري التقليدي للدولة، وهو ما يفتح الباب أمام إعادة ترتيب الهويات السياسية والإقليمية في المنطقة. هذا النموذج الذي وضعه ماكس فيبر، والذي يعرف الدولة بأنها الكيان الذي يمتلك الشرعية من خلال الاحتكار المشروع لاستخدام القوة داخل حدوده الجغرافية، يبدو اليوم مهددًا في منطقة المشرق، بل ومن الممكن أن يؤدي انهياره إلى إضعاف مفهوم الدولة الوطنية ما يساهم في تفتيت الهويات الوطنية ويضعف قدرة هذه الدول على مواجهة التحديات الكبرى، ويجعلها أكثر عرضة للنفوذ الخارجي، وفي مقدمته المشروع الصهيوني.
مقالات ذات صلة شهداء وجرحى في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال شمال قطاع غزة 2024/12/10كان النموذج الفيبري للدولة في السياق العربي قد ترسخ مع تأسيس الدول الوطنية بعد انهيار الإمبراطوريات العثمانية وزوال الاستعمار الغربي. طبعا، كان من المفترض أن تكون هذه الدول مبنية على مبدأ السيادة الوطنية التي تمتلك فيها السلطة القادرة على فرض القانون وحماية الحدود. لكن مع مرور الزمن، تآكل هذا النموذج في عدة دول في المشرق العرقي لا سيما في سوريا والعراق ولبنان، نتيجة لتعددية الهويات الطائفية والإثنية، وتفاقم الصراعات الداخلية، والسيطرة الخارجية وتغييب الديمقراطية. وفي ظل غياب أو ضعف السيادة داخل هذه الدول، يتزايد احتمال انهيار النموذج الفيبري بعد أن أصبح الاحتكار المشروع للقوة مهددًا بوجود ميليشيات مسلحة ذات ولاءات خارجية، وحروب أهلية لا نهاية لها، فضلاً عن تدخلات القوى الإقليمية والدولية. هذا التفكك السياسي والاجتماعي، الذي يعصف بالقدرة على بناء دولة مركزية قادرة على فرض حكمها، يعزز من احتمال هدم فكرة الدولة القومية – أو للدقة نقول الوطنية – في المشرق.
اللافت أنه في الوقت الذي تركز فيه الطاقات الفكرية والسياسية على محاربة إسرائيل وفضح نموذجها العنصري والاستيطاني الإحلالي، يتم تجاهل المتطلب الأساسي الذي يجب أن يسبق أي مواجهة حقيقية، وهنا الحديث عن بناء الدولة، ذلك أن الفشل في بناء دولة ذات هوية وطنية متماسكة، ومؤسسات قادرة على فرض القانون، وشعب مستقر في إطار من العدالة الاجتماعية سيجعل كل محاولات المقاومة ضد الاحتلال مجرد مناوشات عقيمة، لا يمكنها إحداث تغيير حقيقي على الأرض.
متابعة ما يكتب إسرائيليا في المراكز البحثية من دراسات – وإن غلب عليها الطابع الاستشراقي إلا انها رصينة ومنهجية – يكشف لنا أن الإسرائيليين يعرفون ذلك ويستغلون كعب اخيل في المشرق لفرض هيمنة دولة الاحتلال. فالدراسات الإسرائيلية تشير إلى أن الدولة الوطنية في المشرق العربي لم تعد قادرة على تلبية احتياجات شعوب المنطقة، ولا على التعامل مع التحديات الجيوسياسية الكبرى التي تواجهها. فمع صعود التيارات الطائفية والتقسيمات الإثنية، فإن مفهوم الوطن الواحد يصبح في كثير من الحالات مجرد وهم.
فكما شهدنا في اليوم التالي لسقوط نظام بشار الأسد وسقوط النموذج الفيبري للدولة السورية، وجدت إسرائيل في ذلك فرصة نادرة للمشروع الصهيوني للامعان في تقويض إمكانية نشوء دولة قومية في المشرق العربي تكون قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني. الآن أصبح من السهل على إسرائيل استثمار هذه الفوضى لصالحها، مستغلة تفكك المنطقة وتشرذمها لصالح إقامة هيمنة إسرائيلية في المشرق العربي.
دعونا نتذكر ونستوعب أن النكسة كانت هزيمة جيوش لكن المشكلة الآن أننا نتجه نحو هزيمة تاريخية للأسف الشديد إن لم ننتبه لشروط النصر. وعليه، ينبغي أن يتحول الوعي السياسي من مجرد محاربة الاحتلال فقط إلى بناء الدولة في بعدها الشامل، القادر على تأمين الحقوق المدنية والاجتماعية لكل مواطن، وتعزيز القدرة العسكرية لمجابهة أي عدوان. يجب أن نخرج من دوامة التخوين والإقصاء، وأن نعيد البناء على أساس العدالة الاجتماعية والتعددية السياسية. لقد أصبح الصراع مع إسرائيل في الوعي الجمعي العربي يختزل كل الصراعات الداخلية والخارجية، وكأن “المقاومة” هي الحل الوحيد مسقطين من حساباتنا أي تفكير جاد في بناء دولة حقيقية قادرة على حماية شعوبها وتعزيز قدرتها على مواجهة أي تهديد خارجي.
بكلمة، إذا استمر الانشغال واختزال الصراع العربي الإسرائيلي في المواجهة العسكرية دون الانتباه إلى بناء الدول، فإننا نكون بذلك قد قدمنا الأرضية المثالية لتمرير المشاريع الخارجية، وفي مقدمها المشروع الصهيوني. هنا يأتي دور المثقف الحقيقي والمسيس وليس الحزبي بدلا من المثقف المرتجف الساعي لمكاسب من أنظمة عاجزة في كل شيء.