عربي21:
2025-01-11@05:01:27 GMT

ما هي خيارات الرئيس الفرنسي بعد حجب الثقة عن حكومته؟

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

ما هي خيارات الرئيس الفرنسي بعد حجب الثقة عن حكومته؟

أمست فرنسا تعيش أزمة سياسية متواصلة بدأت منذ حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبرلمان وأجرى انتخابات مبكرة، بالتزامن مع حجب الجمعية الوطنية الثقة عن الحكومة المُشكلة.

ويثير حجب الثقة تساؤلات عن المستفيد من هذا القرار، وما هي خيارات الرئيس الفرنسي، خاصة أنه أصر على تكليف شخصية ليست من إحدى الكتل التي حازت على مقاعد أكثر عدد من غيرها.



وتتزامن هذه الأزمة السياسية مع أخرى اقتصادية، حيث ارتفعت توقعات عجز الميزانية لهذا العام من حوالي 5 في المائة إلى أكثر من 6 في المائة من الناتج المحلي.

وسعى رئيس الوزراء ميشال بارنييه إلى تمرير خطة اقتصادية بالارتباط مع التصويت على الثقة، إلا أن مسعاه فشل في ظل الخلاف بين الكتل البرلمانية مع الرئيس ماكرون الذي صدم هذه الكتل بتعيينه شخص من خارجها كرئيس للوزراء.


رفض جماعي لماكرون
ومن ضمن الأسئلة التي تُثار الآن، من المستفيد من حجب الثقة، هل أقصى اليسار الفائزون في الانتخابات أم أقصى اليمين الذي فاز بانتخابات البرلمان الأوروبي؟

الصحفي المتخصص بالشأن الأوروبي وسام أبو الهيجا قال إن "ظاهر الأزمة التي أطاحت بحكومة بارنييه هو الخلاف حول الميزانية التقشفية لعام ٢٠٢٥، التي حاول رئيس الوزراء الفرنسي أن يقنع بها سيدة فرنسا القوية من اليمين المتطرف مارين لوبان".

وتابع أبو الهيجا في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، "أما باطنها فهو رغبة لوبان في استغلال تراجع شعبية الرئيس ماكرون إلى حدها الأدنى وفق آخر الاستطلاعات، والحالة الاقتصادية المتردية في البلاد لخلق فوضى سياسية في فرنسا تجبر الرئيس ماكرون على التنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل موعدها المحدد عام ٢٠٢٧".

وأوضح أن "لوبان تأمل في الوصول إلى قصر الإليزيه والحصول على الحصانة الرئاسية قبل نهاية آذار/ مارس القادم، هرباً من الحكم بالسجن وحرمانها من المشاركة في الحياة السياسية حال إدانتها في قضية اختلاس أموال البرلمان الأوروبي التي تلاحقها".

ويكمل: "أما على الجانب الآخر، تأمل الكتلة اليسارية في الجمعية الوطنية أن يؤدي انعدام الفرص أمام الرئيس ماكرون في إيجاد سياسات توافقية بين الكتل الثلاث التي تقود الجمعية الوطنية إلى تنحيه مبكراً، حيث يطمح اليساري المخضرم جان لوك ميلانشون يطمح للوصول إلى قصر الإليزيه بدعم من تحالف اليسار بعد الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات الأخيرة، وهو ما أدركته لوبان حينما دعمت طلب الكتلة اليسارية بإجراء تصويت على سحب الثقة من حكومة ميشيل بارنييه.


شخصية توافقية أو حل البرلمان
ولم يعلن الرئيس الفرنسي حتى الآن ما إذا كان سيكلف بارنييه بتصريف أعمال الحكومة أم أنه سيكلف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة، ما يطرح تساؤلات عن خيارات ماكرون.

المحلل السياسي حسام شاكر قال: "إن ما حصل هو حدث تاريخي في السياق السياسي الفرنسي، لأنها أول مرة تُسحب فيها الثقة من الحكومة منذ 62عاما، وبلا شك هذا الحدث تجاوز التوقعات، وهو يؤكد أن فرنسا تعيش أزمة سياسية وليس مجرد حدث سياسي عابر".

وأوضح شاكر خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الأزمة لا تنفك عن مُقدمات واضحة كالتي استدعت من الرئيس الفرنسي ماكرون أن يعلن التوجه إلى انتخابات مبكرة في شهر حزيران الماضي، وإذ بالبرلمان يأتي مجزأ على ثلاثة كتل أساسية تعجز كل منها بمفردها عن تشكيل أغلبية تصويتية وبالتالي تشكلت حكومة أقلية انهارت في أول اختبار لها".

وتابع: "المشكلة الأخرى أن هذا الانهيار الحكومي يأتي مشفوعا بأزمة المديونية الفرنسية، والتي تُمثل مؤشرات تهديدية للاقتصاد الفرنسي إن لم تتدارك القيادة الفرنسية ذلك سريعا وتتخذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها، وتدير حوار توافقيا بشأنها في الساحة السياسية والمجتمعية.

وحول خيارات ماكرون قال شاكر: "عموما نستطيع القول بأن هذه أزمة سياسية جادة والكرة الان في ملعب الرئيس الفرنسي وكيف سيتصرف؟ طريقة تصرف الرئيس الفرنسي ثم أيضا كيفية تعامل الكتل البرلمانية مع الحكومة المقبلة ومع ما سيُعرض على البرلمان من مشروعات وقوانين سيكون على المحك، أيضا سيفرض على فرنسا اختبارات جادة".

ولفت إلى أن "الاحتمالات القائمة هي بين تكليف رئيس الوزراء الحالي ميشيل بارنييه بالاستمرار في تصريف الأعمال حتى اشعار اخر، وهذا الخيار سيمثل مشكلة لفرنسا، لأن مجرد تصريف الأعمال لن يجعل الحكومة قادرة على اتخاذ قرار تحتاجه البلاد على وجه السرعة للتعامل مع أزمة المديونية".

وأما الخيار الأخر وفق شاكر: "هو تكليف شخصية أخرى لرئاسة الحكومة، وهذا ما سيكون الخيار الأرجح وواقعي أكثر، شرط أن تكون هذه الشخصية قادرة على كسب إحدى الكتلتين البرلمانية في أقصى اليمين وأقصى اليسار، حتى تستطيع أن تحظى بثقة البرلمان ويمكن أن تضمن تعاونه معها".

وتابع: "لكن إن لم تتمكن الشخصية التي سيختارها ماكرون لتولي رئاسة الحكومة من الحصول على ثقة البرلمان، فهذا يعني أنها رسالة موجهة لماكرون ذاته الذي عليه أن يختار بين إما تكرار المحاولة وعقد حوارات أكثر مع القوى السياسية وإما أن يلجأ إلى خيار صعب يتعلق بمصيره السياسي أو بمصير البرلمان وبالتالي الذهاب لحل المجلس في حال تعذر تشكيل حكومة".


خيارات محدودة
الصحفي وسام أبو الهيجا "يرى أن الرئيس الفرنسي لا يملك الكثير من الخيارات للتخلص من المأزق السياسي الذي بات يهدد وجوده في الإليزيه بشكل أو بآخر، فهو لا يملك أغلبية برلمانية تمنحه حرية تشكيل الحكومة والمضي بالإصلاحات".

ويعتقد أن "ماكرون سيحاول إيجاد شخصية توافقية لرئاسة الحكومة خلال الفترة القادمة للتعايش مع كتلتي اليمين واليسار في الجمعية الوطنية، كما أن الرئيس الفرنسي لا يملك صلاحية حل البرلمان قبل تموز/يوليو القادم وفق الدستور".

وتوقع أبو الهيجا أن "يستمر ماكرون بالتجديف نحو بر الأمان بحكومة عرجاء وبميزانية العام السابق دون إصلاحات اقتصادية وخطط تقشفية وديون مرتفعة، حيث تسمح التشريعات الفرنسية للحكومة باستمرار العمل بميزانية العام السابق حال تعثر إقرار الميزانية الجديدة".

وخلص بالقول، "لضمان نجاحه في تخطي الأزمة، يحتاج الرئيس ماكرون وكتلته في الجمعية الوطنية إلى توافقات تبدو صعبة المنال مع كتلة اليسار لمواجهة الفخ الذي نصبه اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية فرنسا أزمة ماكرون الانتخابات فرنسا أزمة الانتخابات ماكرون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجمعیة الوطنیة الرئیس الفرنسی الرئیس ماکرون أبو الهیجا

إقرأ أيضاً:

دفاع النواب: زيارة السيسي للأكاديمية العسكرية رسالة تبني جسور الثقة بين الرئيس وأبنائه قادة المستقبل

أشاد اللواء إبراهيم المصري وكيل لجنة الدفاع والأمن والقومي بمجلس النواب بالزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الي الأكاديمية العسكرية المصرية ، مؤكداً بأن هذة الزيارات رسالة كبيرة ومؤثرة في نفوس طلبة الأكاديمية لأنها تبني جسور الثقة والمحبة بين الرئيس وأبنائه قادة المستقبل.

 

واضاف وكيل دفاع النواب في تصريحات للمحررين البرلمانيين اليوم ، بأن كلمات الرئيس السيسي لطلبة الأكاديمية العسكرية تبرهن علي الاستراتيجية التي تتبناها الدولة المصريه والتي تؤكد علي الحفاظ علي مقدرات الوطن ، من خلال الوعي بالاخطار والتحديات ، مشيداً بحث الرئيس للطلبه علي الاطلاع علي الأحداث داخليا و خارجياً ، الذي يساهم في تشكيل فرد مقاتل واعي مطلع ، قادر علي مواجهة التحديات.

وشدد إبراهيم المصري بأن حديث الرئيس السيسي يعزز التلاحم بين ابنائه ، ويعمل علي بناء انسان مصري صلب ، وان كلمات الرئيس ، ستكون دافع كبير لهم لبذل المزيد من الجهد التفاني في خدمه هذا الوطن.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تفقد فجر اليوم الجمعة، الأكاديمية العسكرية المصرية، حيث استهل الزيارة بمشاركة طلبة الأكاديمية العسكرية فى صلاة الفجر، اعقبها متابعته لطابور اللياقة الصباحي للطلبة.

كما ألقي الرئيس السيسى كلمة للطلبة، حثهم فيها على التفانى فى التدريب وتحصيل العلم، وأن يكونوا على وعى بما يدور من أحداث محلية وإقليمية ودولية.


 

 

مقالات مشابهة

  • "الأحرار" يثني على الحكومة التي يقودها عشية اجتماع مجلسه الوطني
  • ماكرون يغضب أفريقيا ويجدد السجال بشأن حقبة الاستعمار الفرنسي للقارة السمراء
  • دفاع النواب: زيارة السيسي للأكاديمية العسكرية رسالة تبني جسور الثقة بين الرئيس وأبنائه قادة المستقبل
  • الإليزيه: ماكرون يزور لبنان قريبا وفرنسا تدعم عون لتشكيل حكومة جديدة
  • وزير الاقتصاد: الرئيس الجديد يهدف إعادة الثقة في القطاع المصرفي اللبناني
  • تعلن عنها الحكومة قريبًا.. ما الذي تتضمنه حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة؟
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى البرلمان اللبناني لحضور جلسة انتخاب الرئيس الجديد
  • عن جلسة انتخاب الرئيس.. ماذا تمنى وزير الخارجية الفرنسي؟
  • مجلس الأمة يصدر بيانا ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي
  • خطاب ماكرون يثير سعار نظام العسكر: الجزائر التي نحب و نتشارك معها الكثير من الأبناء والقصص (فيديو)