عربي21:
2025-05-02@11:36:11 GMT

ما هي خيارات الرئيس الفرنسي بعد حجب الثقة عن حكومته؟

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

ما هي خيارات الرئيس الفرنسي بعد حجب الثقة عن حكومته؟

أمست فرنسا تعيش أزمة سياسية متواصلة بدأت منذ حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبرلمان وأجرى انتخابات مبكرة، بالتزامن مع حجب الجمعية الوطنية الثقة عن الحكومة المُشكلة.

ويثير حجب الثقة تساؤلات عن المستفيد من هذا القرار، وما هي خيارات الرئيس الفرنسي، خاصة أنه أصر على تكليف شخصية ليست من إحدى الكتل التي حازت على مقاعد أكثر عدد من غيرها.



وتتزامن هذه الأزمة السياسية مع أخرى اقتصادية، حيث ارتفعت توقعات عجز الميزانية لهذا العام من حوالي 5 في المائة إلى أكثر من 6 في المائة من الناتج المحلي.

وسعى رئيس الوزراء ميشال بارنييه إلى تمرير خطة اقتصادية بالارتباط مع التصويت على الثقة، إلا أن مسعاه فشل في ظل الخلاف بين الكتل البرلمانية مع الرئيس ماكرون الذي صدم هذه الكتل بتعيينه شخص من خارجها كرئيس للوزراء.


رفض جماعي لماكرون
ومن ضمن الأسئلة التي تُثار الآن، من المستفيد من حجب الثقة، هل أقصى اليسار الفائزون في الانتخابات أم أقصى اليمين الذي فاز بانتخابات البرلمان الأوروبي؟

الصحفي المتخصص بالشأن الأوروبي وسام أبو الهيجا قال إن "ظاهر الأزمة التي أطاحت بحكومة بارنييه هو الخلاف حول الميزانية التقشفية لعام ٢٠٢٥، التي حاول رئيس الوزراء الفرنسي أن يقنع بها سيدة فرنسا القوية من اليمين المتطرف مارين لوبان".

وتابع أبو الهيجا في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، "أما باطنها فهو رغبة لوبان في استغلال تراجع شعبية الرئيس ماكرون إلى حدها الأدنى وفق آخر الاستطلاعات، والحالة الاقتصادية المتردية في البلاد لخلق فوضى سياسية في فرنسا تجبر الرئيس ماكرون على التنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل موعدها المحدد عام ٢٠٢٧".

وأوضح أن "لوبان تأمل في الوصول إلى قصر الإليزيه والحصول على الحصانة الرئاسية قبل نهاية آذار/ مارس القادم، هرباً من الحكم بالسجن وحرمانها من المشاركة في الحياة السياسية حال إدانتها في قضية اختلاس أموال البرلمان الأوروبي التي تلاحقها".

ويكمل: "أما على الجانب الآخر، تأمل الكتلة اليسارية في الجمعية الوطنية أن يؤدي انعدام الفرص أمام الرئيس ماكرون في إيجاد سياسات توافقية بين الكتل الثلاث التي تقود الجمعية الوطنية إلى تنحيه مبكراً، حيث يطمح اليساري المخضرم جان لوك ميلانشون يطمح للوصول إلى قصر الإليزيه بدعم من تحالف اليسار بعد الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات الأخيرة، وهو ما أدركته لوبان حينما دعمت طلب الكتلة اليسارية بإجراء تصويت على سحب الثقة من حكومة ميشيل بارنييه.


شخصية توافقية أو حل البرلمان
ولم يعلن الرئيس الفرنسي حتى الآن ما إذا كان سيكلف بارنييه بتصريف أعمال الحكومة أم أنه سيكلف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة، ما يطرح تساؤلات عن خيارات ماكرون.

المحلل السياسي حسام شاكر قال: "إن ما حصل هو حدث تاريخي في السياق السياسي الفرنسي، لأنها أول مرة تُسحب فيها الثقة من الحكومة منذ 62عاما، وبلا شك هذا الحدث تجاوز التوقعات، وهو يؤكد أن فرنسا تعيش أزمة سياسية وليس مجرد حدث سياسي عابر".

وأوضح شاكر خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الأزمة لا تنفك عن مُقدمات واضحة كالتي استدعت من الرئيس الفرنسي ماكرون أن يعلن التوجه إلى انتخابات مبكرة في شهر حزيران الماضي، وإذ بالبرلمان يأتي مجزأ على ثلاثة كتل أساسية تعجز كل منها بمفردها عن تشكيل أغلبية تصويتية وبالتالي تشكلت حكومة أقلية انهارت في أول اختبار لها".

وتابع: "المشكلة الأخرى أن هذا الانهيار الحكومي يأتي مشفوعا بأزمة المديونية الفرنسية، والتي تُمثل مؤشرات تهديدية للاقتصاد الفرنسي إن لم تتدارك القيادة الفرنسية ذلك سريعا وتتخذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها، وتدير حوار توافقيا بشأنها في الساحة السياسية والمجتمعية.

وحول خيارات ماكرون قال شاكر: "عموما نستطيع القول بأن هذه أزمة سياسية جادة والكرة الان في ملعب الرئيس الفرنسي وكيف سيتصرف؟ طريقة تصرف الرئيس الفرنسي ثم أيضا كيفية تعامل الكتل البرلمانية مع الحكومة المقبلة ومع ما سيُعرض على البرلمان من مشروعات وقوانين سيكون على المحك، أيضا سيفرض على فرنسا اختبارات جادة".

ولفت إلى أن "الاحتمالات القائمة هي بين تكليف رئيس الوزراء الحالي ميشيل بارنييه بالاستمرار في تصريف الأعمال حتى اشعار اخر، وهذا الخيار سيمثل مشكلة لفرنسا، لأن مجرد تصريف الأعمال لن يجعل الحكومة قادرة على اتخاذ قرار تحتاجه البلاد على وجه السرعة للتعامل مع أزمة المديونية".

وأما الخيار الأخر وفق شاكر: "هو تكليف شخصية أخرى لرئاسة الحكومة، وهذا ما سيكون الخيار الأرجح وواقعي أكثر، شرط أن تكون هذه الشخصية قادرة على كسب إحدى الكتلتين البرلمانية في أقصى اليمين وأقصى اليسار، حتى تستطيع أن تحظى بثقة البرلمان ويمكن أن تضمن تعاونه معها".

وتابع: "لكن إن لم تتمكن الشخصية التي سيختارها ماكرون لتولي رئاسة الحكومة من الحصول على ثقة البرلمان، فهذا يعني أنها رسالة موجهة لماكرون ذاته الذي عليه أن يختار بين إما تكرار المحاولة وعقد حوارات أكثر مع القوى السياسية وإما أن يلجأ إلى خيار صعب يتعلق بمصيره السياسي أو بمصير البرلمان وبالتالي الذهاب لحل المجلس في حال تعذر تشكيل حكومة".


خيارات محدودة
الصحفي وسام أبو الهيجا "يرى أن الرئيس الفرنسي لا يملك الكثير من الخيارات للتخلص من المأزق السياسي الذي بات يهدد وجوده في الإليزيه بشكل أو بآخر، فهو لا يملك أغلبية برلمانية تمنحه حرية تشكيل الحكومة والمضي بالإصلاحات".

ويعتقد أن "ماكرون سيحاول إيجاد شخصية توافقية لرئاسة الحكومة خلال الفترة القادمة للتعايش مع كتلتي اليمين واليسار في الجمعية الوطنية، كما أن الرئيس الفرنسي لا يملك صلاحية حل البرلمان قبل تموز/يوليو القادم وفق الدستور".

وتوقع أبو الهيجا أن "يستمر ماكرون بالتجديف نحو بر الأمان بحكومة عرجاء وبميزانية العام السابق دون إصلاحات اقتصادية وخطط تقشفية وديون مرتفعة، حيث تسمح التشريعات الفرنسية للحكومة باستمرار العمل بميزانية العام السابق حال تعثر إقرار الميزانية الجديدة".

وخلص بالقول، "لضمان نجاحه في تخطي الأزمة، يحتاج الرئيس ماكرون وكتلته في الجمعية الوطنية إلى توافقات تبدو صعبة المنال مع كتلة اليسار لمواجهة الفخ الذي نصبه اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية فرنسا أزمة ماكرون الانتخابات فرنسا أزمة الانتخابات ماكرون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجمعیة الوطنیة الرئیس الفرنسی الرئیس ماکرون أبو الهیجا

إقرأ أيضاً:

"جامعة القاهرة تكرّم فريق تنظيم زيارة ماكرون تقديرًا لتميّزهم"

كرّم مجلس جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، فريق العمل الذي شارك في التنظيم الناجح لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجامعة، والتي شهدت فعاليات "ملتقى الجامعات المصرية والفرنسية" وتوقيع عدد من بروتوكولات التعاون لدعم الشراكات الأكاديمية والبحثية. جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الذي انعقد بقاعة الاحتفالات الكبرى، بحضور الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وعمداء الكليات، ومستشاري رئيس الجامعة.

شهدت الزيارة حضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، وعدد من الوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين، إلى جانب لفيف من رؤساء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، وأعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي بالسفارة الفرنسية بالقاهرة، وجمع كبير من طلاب جامعة القاهرة والجامعة الفرنسية في مصر، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

وأشاد الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالأداء الرفيع والتنظيم المتكامل، مؤكدًا أن جميع المشاركين أثبتوا التزامهم بروح الفريق الواحد، وعملوا بانسجام ودقة وانضباط يعكسون من خلالها مكانة جامعة القاهرة العريقة. وأضاف أن هذا الجهد الجماعي يؤكد وعي العاملين واعتزازهم بالانتماء للجامعة، وحرصهم على إخراج الحدث بصورة تليق بتاريخها وريادتها.

شمل التكريم العاملين في إدارات العلاقات العامة والإعلام، والمكتب الإعلامي، والأمن الجامعي، والشئون الإدارية، والشئون الهندسية، حيث حرص رئيس الجامعة على مصافحة كل المكرّمين وتسليمهم شهادات تقدير تعبيرًا عن الامتنان لجهودهم المبذولة.

قائمة المكرمين:

من الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام:
أشرف مدكور، هالة محمد إبراهيم، جلال علي الفولي، وليد عبد الحكيم العزب، ناهد فؤاد طه، أحمد أبو المجد، سوزان جبر، ندا فايز، أحمد مرجان، مدحت حسن، إبراهيم عماد، بسنت سلامة، أحمد مصطفى، هبة عادل، هاني الششتاوي، محمد إسماعيل، علي حامد، أحمد طه، معتز يحيى.

من الإدارة العامة للأمن:
اللواء عمرو محمد أو راية، العميد وليد عمرو، العميد حسام محمد، العميد محمد عاشور، العميد عبد العاطي سيد، حسين جمال، محمد محي، محمد علام، وسام نبيل، عبد الله أحمد، أحمد زغلول، أيمن إسماعيل، محمد سلامة، أحمد شرقاوي، أحمد الجالس، محمد شكري، علاء عطية.

من الإدارة العامة للشئون الإدارية:
المهندسة مروة صلاح محمد، المهندس إبراهيم عبد الجليل، مظلوم علي، أحمد محفوظ، أسامة سليمان، هشام محمد، عبد العظيم عزت، مجدي حنفي.

من الإدارة العامة للشئون الهندسية:
المهندسة حنان حمزة، المهندس محمد صلاح، المهندسة دينا القاضي، المهندسة معتزة مسلم، المهندسة آية راسم، المهندس أمير صالح، المهندس عبد الرحمن أحمد، المهندس خالد علاء الدين.

واختتم رئيس الجامعة كلمته بالتأكيد على أن ما تم تقديمه من أداء راقٍ وتنظيم احترافي لزيارة تاريخية بهذا الحجم هو نموذج يُحتذى به، ويستحق كل الشكر والدعم لمواصلة مسيرة التميز.

مقالات مشابهة

  • بنكيران يهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي إعترف بمغربية الصحراء : انت راك مدلول حيت ممعتارفش بفلسطين
  • ماكرون يعرض على إسرائيل المساعدة لمكافحة الحرائق
  • ما تداعيات حزمة المراسيم التي اتخذها الرئاسي الليبي.. وما مصير البرلمان والأعلى؟
  • تكريم فريق تنظيم زيارة ماكرون لجامعة القاهرة - صور
  • صناعة البرلمان: عمال مصر في صدارة اهتمام الدولة بفضل توجيهات الرئيس المستمرة
  • "جامعة القاهرة تكرّم فريق تنظيم زيارة ماكرون تقديرًا لتميّزهم"
  • تكريم فريق العمل المشارك فى تنظيم زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لجامعة القاهرة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • تركيا.. مؤشر الثقة الاقتصادية يسجل أسرع انخفاض في 20 شهراً
  • بعد مقتل مصلًّ في المسجد .. ماكرون يستقبل عميد المسجد الكبير بباريس