بعد لقاء زيلينسكي وترامب في فرنسا.. هل يستمر الدعم الأمريكي لأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الضوء على لقاء رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي، مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في قصر الإليزيه في باريس، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش احتفالية إعادة افتتاح كنيسة نوتردام أمس السبت.
هل تحول الموقف الأمريكي؟وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع الثلاثي يأتي في وقت تزداد فيه مخاوف أوكرانيا من تحول الموقف الأمريكي الداعم لها في حربها ضد روسيا، بعد وصول ترامب للحكم في العشرين من الشهر المقبل.
ولفت التقرير إلى تأكيد الرئيس الأوكراني على أن أي تسوية للصراع بين القوات الروسية والأوكرانية يجب ألا تأتي على حساب مصالح بلاده، موضحا أن اللقاء يعد الأول من نوعه بين زيلينسكي وترامب منذ نجاحه في الانتخابات الأمريكية الشهر الماضي.
وأشار إلى تأكيد الرئيس الأوكراني على أهمية إحلال السلام شريطة أن يكون عادلا وغير مجحف لطرف من الأطراف، كما أنه يجب أن يوفر ضمانات أمنية لأوكرانيا.
مساعدات بقيمة 988 مليون دولاروأوضح التقرير أن الإدارة الأمريكية الحالية للرئيس جو بايدن أعلنت بعد ساعات من اجتماع باريس تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 988 مليون دولار، تشمل طائرات دون طيار وذخائر وراجمات صواريخ موجهة من طراز هيمارس وقطع غيار مدرعات وغيرها من العتاد العسكري.
كما أشار إلى أن الاجتماع يمثل أهمية خاصة بالنسبة للرئيس الأوكراني على ضوء المخاوف التي تنتاب كييف في الوقت الراهن خشية أن يفرض عليها الرئيس الأمريكي القادم تنازلات من أجل وضع نهاية لتلك الحرب التي استمرت لما يقرب من ثلاث سنوات، خاصة في ظل إصرار ترامب على إيقاف هذه الحرب بعد 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض.
وأوضح أن الاجتماع يتيح كذلك فرصة ذهبية للرئيس الفرنسي للتعرف عن قرب على سياسات الرئيس الأمريكي القادم للبيت الأبيض الشهر القادم، مشيرا إلى أن زيارة ترامب لباريس هي الأولى منذ نجاحه في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر الماضي.
وأشار إلى أن المخاوف الأوكرانية تأتي على خلفية اعتراض الرئيس ترامب على تقديم مساعدات أمريكية لكييف بلغت مليارات الدولارات منذ نشوب الحرب هناك في وقت يسعى فيه لوضع نهاية سريعة للصراع بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وذكر التقرير- في الختام- أن عودة الحزب الجمهوري للبيت الأبيض مرة أخرى أثارت قلق العديد من العواصم الأوروبية بسبب تصريحات ترامب التي أكد فيها عزمه إنهاء الحرب في أوكرانيا بعد 24 ساعة من توليه السلطة وفرض رسوم جمركية على شركاء أمريكا التجاريين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ترامب زيلينسكي روسيا أوكرانيا كييف الحرب الروسية الأوكرانية إلى أن
إقرأ أيضاً:
محلل: الدعم الصهيوني لأكراد سوريا يتحول لأوكرانيا بأوامر أمريكا
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري علي عبيد: إن الأوضاع السياسية في سوريا تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، خصوصًا في المناطق الشمالية والشرقية مع استمرار الأزمة المحيطة بالأكراد، موضحا أن هذه الأزمة تُعتبر واحدة من القضايا الرئيسية التي تعترض جهود حكومة دمشق الجديدة لتوحيد البلاد.
وأضاف أنه مع تزايد المطالب الكردية للحصول على دعم إسرائيلي مباشر لحمايتهم، تظل الولايات المتحدة الأمريكية مترددة في تقديم الأسلحة اللازمة لهم، علما بأن الجيش الصهيوني استغل حالة الفوضى التي شهدها النظام السوري عقب إنهياره في الثامن من ديسمبر من العام المنصرم، ليقوم بتوسيع نطاق توغله البري في عدة مناطق تمتد عبر الجولان، بدءًا من جبل الشيخ في أقصى الشمال، وصولًا إلى قرية المعرية في محافظة درعا، متجهًا نحو الحدود الأردنية السورية في الجنوب.
وتابع أنه في تطور جديد كشفت القناة الإسرائيلية 14 أن تل أبيب شرعت في إرسال كميات كبيرة من الأسلحة الروسية والسوفيتية التي حصلت عليها كغنائم خلال المعارك في جنوب سوريا، بالإضافة إلى تلك التي استولت عليها من حزب الله في جنوب لبنان، إلى أوكرانيا لدعمها في صراعها ضد روسيا، وبحسب تقرير إعلامي إسرائيلي يستند إلى مصادر أوكرانية، فقد تم استخدام طائرات نقل أمريكية لنقل هذه الأسلحة من الأراضي الإسرائيلية إلى بولندا.
وأوضح المحلل، أن مصادر أوكرانية أكدت أن طائرات الشحن الأمريكية، لعبت دورًا رئيسيًا في هذه العملية، وأشارت إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في كل من جنوب لبنان وسوريا أسفرت عن الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد الحربي، تضمنت قاذفات صواريخ مضادة للدروع، صواريخ آر بي جي، أنظمة دفاع جوي، وذخائر متنوعة.
وطبقًا لما ذكرته المصادر ذاتها، فقد كان من المفترض توجيه هذه الأسلحة إلى قوات سوريا الديموقراطية "قسد" المسيطرة على مناطق الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا، إلا أن إسرائيل وجدت نفسها مضطرة للامتثال للضغوط الأمريكية التي شددت على ضرورة إرسالها إلى أوكرانيا لتعزيز قواتها، وقد أدى هذا القرار إلى وضع إسرائيل في موقف دبلوماسي حساس أمام كلٍّ من "قسد" وروسيا.
واستطرد المحلل، أن الإدارة الذاتية تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، وهي الفصيل الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن تركيا تعتبره امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كيانًا إرهابيًا وتشدد على أنه يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وفي سياق متصل، صرّحت إلهام أحمد، التي تشغل منصب الرئيس المشارك لما يُعرف بدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، بأن إسرائيل ينبغي أن تكون جزءًا من الجهود الرامية لإرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع تصاعد التوتر بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات الحاكمة الجديدة في دمشق.
وكانت وسائل الإعلام الكردية، استنادًا إلى مصادرها، قد أشارت في وقت سابق إلى وجود مفاوضات سرية سبقت تصريحات إلهام أحمد، حيث ناقشت إمكانية تزويد "قسد" بشحنات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك العتاد الذي استولى عليه الجيش الإسرائيلي خلال عملياته في جنوب لبنان، فضلًا عن الأسلحة التي حصل عليها إثر توغله في بعض المناطق السورية.
ووفقًا لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية أعاقت هذه المفاوضات، لتتضح لاحقًا حقيقة مفادها أن الأسلحة المصادرة من الجيش السوري وحزب الله لم تكن متجهة إلى شمال سوريا كما كان متوقعًا، وإنما تم تخصيصها لدعم أوكرانيا، التي أصبحت إحدى أولويات السياسة الأمريكية في ظل الصراع الدائر مع روسيا.
وأوضح الباحث في الشئون السياسية علي عبيد، أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى بكل السبل إلى المحافظة على موقعها المستقل في الشمال السوري، رافضةً الاندماج الكامل تحت سلطة دمشق أو تسليم أسلحتها للقيادة الجديدة في العاصمة.
وأشار إلى أن هذه القوات طلبت مؤخراً من الجانب الأمريكي الحصول على دعم تسليحي إضافي، بعد تواصلٍ مع أطراف إسرائيلية أبدت استعدادها لإمدادهم بما يلزم من عتاد. غير أنّ الولايات المتحدة، في هذه المرحلة، فضّلت توجيه معظم إمكاناتها العسكرية والمالية نحو أوكرانيا، ما انعكس في شكل ضغط على قرار تزويد “قسد” بالسلاح.
وأضاف عبيد، أن هذا التوجّه الأمريكي أثار قلقاً كبيراً لدى قيادة "قسد"، لا سيّما عقب تداول معلومات داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بشأن خطط مستقبلية لسحب الوحدات القتالية من الأراضي السورية، وترافق ذلك مع إصرار تركي واضح على المضي في عملية عسكرية ضد الأكراد، بالتنسيق مع الحكم الجديد في دمشق، بهدف إعادة مناطق الشمال إلى السيطرة الحكومية.
وفي السياق ذاته، قال قائد "قسد" مظلوم عبدي في تصريحات صحفية إن هدف قواته هو تطبيق إدارة لا مركزية في سوريا، متّهماً أنقرة بأنّ طموحها الحقيقي يبدأ من مدينة عين العرب (كوباني) ليمتدّ إلى إحكام هيمنتها على كامل البلاد. من جهته، جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطالبه للمسلحين الأكراد بضرورة تسليم أسلحتهم، ملوحاً بأن من يرفض ذلك سيُدفن في الأرض السورية.
أما فيما يتعلق بالأوضاع الميدانية والسياسية، فقد لفت عبيد إلى أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بات يمتلك نفوذاً عسكرياً متنامياً، خصوصاً في ضوء التنسيق الوثيق مع الأتراك، والاعتراف الدولي التدريجي بحكومته، هذا الواقع يقلق تل أبيب، التي سعت إلى ترجيح كفة الأكراد بدعمٍ إضافي، لكنّ واشنطن قطعت الطريق أمام أي مساعدات إسرائيلية تجاه "قسد".
واختتم حديثه بالإشارة إلى أنّ المشهد السوري ما يزال عالقاً وسط ضبابية كبيرة، إذ لم تحسم الولايات المتحدة خياراتها النهائية حيال الملف، رغم تبدّل قيادتها السياسية ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ونصح في الوقت ذاته الإدارة السورية الحالية، بقيادة أحمد الشرع، بألّا تنساق وراء التصعيد الذي تريده بعض الجهات، وأن تولي مصالح جميع السوريين أولوية مطلقة بعيداً عن الأجندات الخارجية.