ظاهرة غامضة في قاع البحر الميت تنذر بكارثة وشيكة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
البحر الميت هو بحيرة مالحة مغلقة، تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الإفريقي ويشتهر بملوحته، حيث يكون أكثر ملوحة بعشر مرات من المحيط، وهذه الملوحة في ازدياد مستمر.
واكتشف العلماء حديثا "مدخنات بيضاء"، وهي أعمدة ملحية شاهقة تنفث مياها حارة "لامعة"، في قاع البحر الميت ويبدو أن هذه الظاهرة قد تكون علامة على دمار قادم.
وتصل الأعمدة الملحية إلى ارتفاع 7 أمتار (23 قدما)، وقد تصبح أداة تنبؤ مبكرة للانهيارات الأرضية التي تهدد الحياة، وهي ظاهرة شائعة في المنطقة.
وعلى مدى الخمسين عاما الماضية، كان البحر الميت يتقلص بسرعة بسبب الجفاف المحلي والتبخر وقد أدى ذلك أيضا إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية، ما جعل من الصعب على الدول المجاورة الوصول إلى موارد المياه الجوفية، وفقا للمسح الجيولوجي الأمريكي.
وأثناء التحقيق في هذه الموارد، اكتشف كريستيان سيبرت، أخصائي البيئة المائية في مركز هيلمهولتز للبحث البيئي في ألمانيا، الذي قاد الدراسة، وفريقه من الغواصين، وجود أعمدة ملحية كبيرة وغارقة تحت الماء والتي كانت تنفث سائلا لامعا. وهذه الأعمدة تعرف بالـ"المدخنات البيضاء" (white smokers).
وكان ارتفاع معظم الأعمدة يتراوح بين 1 إلى 2 متر (من 3 إلى 7 قدم)، على الرغم من أن بعضها وصل إلى 7 أمتار (23 قدما)، وامتدت حتى 3 أمتار (10 قدم) في القطر.
وأشار سيبرت في حديث لموقع "لايف ساينس"، إلى أن ظاهرة "المدخنات البيضاء" التي تنتج سائلا لامعا، والتي اكتشفها هو وفريقه في البحر الأحمر، هي ظاهرة غير مسبوقة ولم تُسجل في أي مكان آخر من قبل في العالم.
وعند التحقيق، تبين أن السائل اللامع هو مياه جوفية تأتي من الأحواض المائية تحت الأرض في المناطق المحيطة بالبحر الميت التي تسربت عبر طبقات الصخور المالحة السميكة في قاع البحر الميت.
ومع تدفق هذه المياه الجوفية عبر الصخور، يذوب بعض الملح داخلها، ما يؤدي إلى تكوين ماء مالح عالي التركيز.
ويوضح العلماء أن ذوبان الملح في الماء يزيد من كثافته، لذا فإن مياه البحر الميت أكثر كثافة من هذه المياه المالحة اللامعة، ما يؤدي إلى صعود هذه المياه المالحة مثل الدخان. وما يخرج من هذه الأعمدة ليس مجرد ماء عادي، بل هو مزيج عالي التركيز من الماء والملح المذاب الذي يتسرب من طبقات الأرض.
ونظرا لاختلاف تكوين المياه، يتبلور الملح خارج المحلول الملحي في اللحظة التي يختلط فيها السائلان، ما يشكل أعمدة ملحية رفيعة ترتفع من الرواسب.
ويمكن لهذه "المدخنات البيضاء" أن تنمو بعدة سنتيمترات كل يوم. ولكن في الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة Science of The Total Environment، كشف الفريق أن "المدخنات البيضاء" قد تكون أيضا علامة على شيء أكثر سوءا.
ويوضح العلماء أن الانهيارات الأرضية تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة المحيطة بالبحر الميت. ويحدث ذلك بسبب تآكل الصخور المالحة تحت سطح البحر، ما يؤدي إلى تكوّن تجاويف كبيرة تحت الأرض.
وعندما ينهار الغطاء الرقيق من الصخور الذي يغطي هذه التجاويف فجأة، يتسبب في تكوّن حفرة ضخمة وهذه الحفرة قد تشكل خطرا كبيرا على البيئة والبنية التحتية في المنطقة.
وعلى مدار سنوات، بذل العلماء جهودا كبيرة لمحاولة التنبؤ بمواعيد وأماكن حدوث هذه الانهيارات الأرضية الخطيرة، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الانهيارات تحدث عادة دون أي تحذير مسبق، ما يجعل من الصعب تحديد وقت حدوثها ومكانها بدقة.
والآن، كشف سيبرت وزملاؤه أن هذه الانهيارات تحدث بشكل متكرر في المناطق التي تحتوي على "المدخنات البيضاء". وإذا تم تأكيد هذا الاكتشاف، يمكن رسم خرائط لهذه الأعمدة عبر قاع البحر الميت لتحديد المناطق الأكثر عرضة للانهيار.
وقال سيبرت: "إذا تم تأكيد هذه النتيجة، فسيكون هذا هو الأسلوب الوحيد حتى الآن والأكثر فعالية لتحديد المناطق التي قد تتعرض للانهيار الوشيك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحر الميت المياه الجوفية ألمانيا
إقرأ أيضاً:
زلزال إعفاءات يعصف بمسؤولي مكتب الكهرباء بأقاليم الشمال
زنقة 20 ا علي التومي
في قرارات غير مسبوقة، قررت الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء، بحر الأسبوع الماضي، إنهاء مهام مجموعة من المسؤولين الجهويين والإقليميين التابعين لها في وقت واحد.
وشملت هذه القرارات التي جاءت متلاحقة، المدراء المتواجدين بكل من إقليم طنجة وشفشاون على رأس المديرية الجهوية بطنجة وإلحاقهم بأحد الاقسام بالإدارة المركزية.
وهو نفس القرار حسب مصادر عليمة، الذي اتخذته لإدارة الوصية مع المدير الإقليمي بإقليم شفشاون الذي الحقته بدون سبب معين، بمديرية فاس مكلفا بمهمة لم تتضح بعد طبيعتها.
ولم يستبعد بعض المتتبعين أن تكون قرارات الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء مرتبطة بجملة من من الإختلالات والمشاكل التي يعرفها قطاع الكهرباء بمجموعة من مدن الشمال.
وتضيف نفس المصادر، أن هذه القرارات جاءت بالتوزاي مع إطلاق مناشادات لمواطنين ومنتخبين للنظر في مطالب سابقة حذرت من ضعف التجهيزات والبنية التحتية وجودة الخدمات الكهربائية بعدد من أقاليم الجهة وبالخصوص إقليمي الحسيمة والشاون.
وأشارت مصادر متطابقة، إلى أن الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء قد سبق لها أن أوفدت لجنة مركزية إلى إقليم شفشاون للتحقيق في مصير العديد من الأعمدة الكهربائية بالإقليم والتي حددها البعض في حوالي 2500 عمود
وقد توصلت هذه اللجنة بالفعل وفق ذات المصادر، إلى ما يفيد وجود تلاعبات وإحتلالات في توزيع هذه الاعمدة التي كان قد اقتناها المكتب الوطني للكهرباء في صفقة عمومية.
وكانت العديد من الجماعات الترابية بإقليم الشاون والحسيمة وطنجة والعرائش واصيلة قد أصبحت تعاني من مشكل الأعمدة الكهربائية سواء المتساقطة او المتهالكة مما يتسبب في حوادث خطيرة على المواطنين خاصة في ايام فصل الشتاء.
وتعالت اصوات حول هذه الأعمدة الكهربائية التي تسببت في إنقطاعات كهربائية متالتية كما تتسبب في صعقات كهربائية قاتلة تؤدي إلى خسائر بشرية إذا لم يتدارك الأمر واتخذت إجراءات عاجلة لإصلاحها و تبديلها بأخرى حديثة قادرة على تحمل كل الظروف الجوية.