على أنغام وكلمات فرقة «عرب الفيوم»، تراقص عشرات الأجانب من مختلف الجنسيات على الأغاني البدوية داخل مركز الفيوم للفنون بقرية تونس السياحية على ضفاف بحيرة قارون، في حركة جديدة أبهرت الأجانب، يصاحبها تقديم «بسكويت الكريسماس»، وبعض الأكلات التي قدمها الزوجان السويسري ماركوس والهولندية مريم، يجاورهما بازار يحتضن عشرات المنتجات اليدوية المميزة لمصريين وأجانب توفر آلاف الهدايا للكريسماس بأسعار مميزة.

«كروشيه، أطعمة أورجانيك، بسكويت وحلوى الكريسماس، ملابس بدوية، إكسسوارات نحاس وأحجار كريمة، تحف نُحتت في الأخشاب، وعرائس صنعت من الأوراق، ورسائل من قش الأرز»، الكثير من الأعمال اليدوية التي أقبل على شرائها السائحون والزوار من البازار، معبرين عن انبهارهم بجمالها وروعتها وكذلك أسعارها، إذ إنها أنقذتهم من التفكير فى «هدايا الكريسماس».

عام كامل من التحضير للبازار

عام كامل، استغرقته السويسرية «آنّا عبلة» تجمع فيه أصحاب الحرف اليدوية، ليعرضوا منتجاتهم معًا في يوم مهرجان الكريسماس بمركز الفيوم للفنون الذي يحتضن متحف الكاريكاتير في قرية تونس السياحية.

آنّا سويسرية تعيش في الفيوم منذ 7 سنوات

وتحكي «آنّا» لـ«الوطن» أنها تعيش في مصر منذ 7 سنوات، وتحديدًا في قرية تونس السياحية، رفقة زوجها إبراهيم عبلة، وعشقت منذ فترة طويلة الحرف اليدوية: «المصريون عندهم تاريخ عريق جدًا ومتنوع من البراعة في فنون وأنواع الحرف اليدوية، ولاحظت أنها كانت مهددة بالاندثار، وستكون خسارة كبيرة إذ اندثرت هذه الفنون، ففكرت في طريقة تستخدم مكانها في نشر وإنعاش هذه الحرف، وقررت تنظيم مهرجان الكريسماس ليوفر منصة لصانعي الحرف اليدوية ليستطيعوا عرض منتجاتهم، خصوصًا الأجانب بيتوافدوا على تونس ويعلمون جيدًا أنهم هنا سيجدون تحفًا فنية يدوية بجودة عالية».

فرصة مميزة لأصحاب الحرف اليدوية

وذكرت أنها تحرص على عمل مهرجان الكريسماس مبكرًا في مطلع شهر ديسمبر، لتوفر الهدايا اللازمة للأجانب، لأنّ الكثير منهم يعودون إلى أوطانهم للاحتفال بالكريسماس مع أسرهم، فتستغل هذه الفرصة لتزيد نسبة المبيعات لدى أصحاب الحرف اليدوية.

وأشارت إلى أنّ اهتمامها الأكبر هي ومركز الفيوم للفنون ليس الكريسماس، ولكنها تهتم بشدة لإتاحة فرصة مميزة لأصحاب الحرف اليدوية إنّهم يزيدوا من مبيعاتهم وينعشوا حرفهم، ويجدوا منصة ينشروا عملهم من خلالها، ويتبادلوا الخبرات، وكذلك يتعرفوا على مشترين من دول مختلفة، موضحةً إنّهم وفروا منصة للكثير من المؤسسات التي تعمل عملًا أهليًا من الحطابة، ودار السلام، والكثير من المناطق، وهذا ما يدعوها للتفكير في تنظيم المعرض مرة أخرى خلال العام لإتاحة الفرصة أمامهم بشكل أكبر.

أحداث الكريسماس مقتبسة من العرب

وأكدت إنّ أحداث الكريسماس في الأساس حدثت لدى العرب وليس لدى الغرب، فهي حدثت في بيت لحم بفلسطين، والغرب اقتبسها من الوطن العربي، وهي أجواء جميلة تشبه الثقافة الإسلامية في تجمع كل أفراد الأسرة وإعداد الطعام مثل إعداد الكحك في رمضان، وهي بتفرح بالأجواء الاحتفالية، والأعياد المتنوعة في قرية تونس.

من ناحيته ذكر إبراهيم عبلة، إنّ قرية تونس لها طبيعة خاصة وبها جاليات أجنبية كثيرة يعيشون بها منذ سنين وعقود، وفي النهاية الجميع يحب المكان وثقافته ويحرصوا عليها من الاندثار فوفروا بالتنسيق مع الهيئة العامة لقصور الثقافة حفل لفرقة بدوية وهي «عرب الفيوم» وذلك حفاظًا على أصل المكان، وليكون المهرجان ملتقى بين مختلف الجنسيات وتعريفهم بثقافتنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حفل الكريسماس الغناء البدوي عرب الفيوم قرية تونس السياحية قرية تونس بحيرة قارون محافظة الفيوم الحرف الیدویة قریة تونس

إقرأ أيضاً:

الفاروق عبد العزيز: السينما كانت نافذتي للعالم والرقابة أوقفت مسيرتي بمصر

واستعرض عبد العزيز مسيرته في حلقة جديدة من برنامج "المقابلة" أشار فيها إلى أن تفوقه الدراسي حال دون تحقيق حلمه في دراسة السينما، إذ أوصاه أحد أعضاء لجنة القبول بالاتجاه إلى تخصص أكاديمي آخر يناسب معدله المرتفع.

وأضاف الفاروق عبد العزيز أنه التحق بكلية التجارة في جامعة القاهرة، لكنه لم يجد شغفه هناك، فانتقل إلى كلية الآداب حيث تخصص في الأدب الإنجليزي، وهو ما أسهم في تعميق اهتمامه بالنقد السينمائي والترجمة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نجيب محفوظ وفن الكوميكس.. هل يفتح الفن التاسع آفاقا جديدة للأدب العربي؟list 2 of 4الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والسينما المصريةlist 3 of 4"شباب امرأة" و"شمس الزناتي".. إعادة الأعمال القديمة استثمار النجاح أم أزمة إبداع؟list 4 of 4قبطان السينما و"عمدة الأهلاوية".. وفاة الفنان المصري نبيل الحلفاويend of list

وخلال دراسته الجامعية، انضم إلى المسرح الأكاديمي، وبدأ في ترجمة القصص المصورة "الكوميكس" لمجلات عالمية بنسختها العربية، مما فتح له أبواب العمل في الصحافة الثقافية بعد تخرجه.

وأشار إلى أن مسيرته المهنية انطلقت من النقد التشكيلي في الصحافة المصرية والإذاعة، إلى جانب مراسلة عدد من الصحف العربية، مما جعله جزءا من المشهد الثقافي النشط خلال عقدي الستينيات والسبعينيات.

لكنه تعرض لمضايقات رسمية بعد أن استضاف المخرج الكوبي الثوري توماس غوتيريس أليا في برنامجه الإذاعي، إذ وجّه الضيف انتقادات حادة للإمبريالية الأميركية، وهو ما دفع وزير الثقافة آنذاك يوسف السباعي إلى وقف البرنامج وحظر ظهور عبد العزيز إعلاميا.

إعلان النشأة والدراسة

وُلد عبد العزيز بمدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية بمصر عام 1946 في بيئة تجمع بين الطابعين الصناعي والريفي، وأسهم عمل والده في شركة مصر للغزل والنسيج في تكوين شخصيته، إذ تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس نموذجية بُنيت لعمال الشركة، قبل أن ينتقل إلى التعليم النظامي ويبرز تفوقه الأكاديمي.

وأوضح أن شغفه بالقراءة بدأ منذ الطفولة، إذ اعتاد مطالعة الصحف والمجلات، مما منحه معرفة موسوعية في سن مبكرة، وهو ما انعكس لاحقًا على أسلوبه النقدي في الصحافة.

وأضاف أن تعلقه بالسينما لم يكن مجرد اهتمام ترفيهي، بل كان بمنزلة نافذة على العالم، إذ تعرّف من خلالها على تاريخ الحروب والثقافات المختلفة، وهو ما جعله يطمح لدراسة التمثيل، غير أن لجنة القبول في معهد السينما نصحته بعدم إضاعة مستقبله الأكاديمي في المجال الفني.

وكشف الفاروق عبد العزيز عن أن حبه للتمثيل قاده إلى تقديم عروض مسرحية في الحي الذي نشأ فيه، حيث كان يجمع الأطفال لعرض مسرحيات يؤديها بنفسه، قبل أن يحاول الالتحاق بمعهد السينما.

لكن بعد رفضه في اختبارات القبول، قرر التوجه إلى النقد والكتابة السينمائية، حيث انخرط في الفرق المسرحية الجامعية، وتولى أدوارا قيادية في المسرح الأكاديمي، مما ساعده لاحقًا على دخول عالم الصحافة والإذاعة.

الترجمة والصحافة

وتحدث عن تجربته في الترجمة قبل دخوله الجامعة، إذ عمل لدى مجلة "ميكي" الشهيرة، مشيرا إلى أن إتقانه للغة الإنجليزية جاء نتيجة مزيج من القراءة ومشاهدة الأفلام، إذ كان يقلد أبطال الأفلام الأجنبية حتى تمكن من استيعاب اللغة واستخدامها بطلاقة.

وفي حديثه عن مسيرته الصحفية، أوضح أنه عمل ناقدا سينمائيا ومترجما ومراسلا ثقافيا لعدة مجلات، كما انضم إلى مجلة "الطليعة"، التي كانت محسوبة على التيار اليساري، وهو ما جعله يصنَّف لاحقا على أنه شيوعي رغم أنه لم ينتم إلى أي حزب.

إعلان

وأضاف أن عمله في الصحافة السينمائية، إلى جانب ارتباطه بنادي السينما المصري، جعله هدفا للرقابة، خاصة بعد تقديمه برامج نقدية في التلفزيون والإذاعة، حيث اتخذت السلطات قرارًا بإقصائه عن المشهد الإعلامي.

وفي سرد لمسيرته بعد مغادرته مصر، أوضح عبد العزيز أنه سافر إلى العراق لحضور مهرجان بغداد للأفلام الفلسطينية عام 1976، ومن هناك توجه إلى الكويت، حيث التقى الإعلامي محمد السنعوسي، الذي عرض عليه إدارة نادي السينما الكويتي.

بيئة منفتحة

وأكد أنه وجد في الكويت بيئة ثقافية منفتحة، سمحت له بتنظيم أكثر من 60 مهرجانا سينمائيا بين عامي 1977 و1992، إضافة إلى تقديمه برنامجا نقديا استمر 15 عامًا، وساهم في نشر الثقافة السينمائية في الخليج.

وأشار إلى أنه رغم محاولته تجنب العمل التلفزيوني، فإنه اضطر إلى تقديم برنامج "نادي السينما" بعد إلحاح المسؤولين، مؤكدا أنه حرص على تقديم مادة نقدية دقيقة لا يمكن الطعن في مصداقيتها، وهو ما جعله يحظى بجمهور واسع في الكويت وخارجها.

وفي حديثه عن السينما في الكويت قبل الغزو العراقي عام 1990 وبعده، أوضح أن المشهد الثقافي تغير جذريا بعد الحرب، حيث رحل كثير من المثقفين العرب، مما أثر على النشاط السينمائي والثقافي.

وأضاف أن اهتمامه بالسينما لم يتوقف عند النقد، بل امتد إلى الإنتاج والإخراج، فلقد قدّم أعمالا وثائقية، من بينها فيلم "مرحبا" عن تركيا، إضافة إلى تعاونه مع التلفزيون الياباني لإنتاج النسخة الدولية من مسلسل "طريق الحرير".

ويشدد عبد العزيز على أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة ثقافية وسياسية تعكس هوية المجتمعات، مؤكدا أهمية النقد السينمائي في تشكيل وعي الجمهور وتعزيز الذائقة الفنية.

10/2/2025

مقالات مشابهة

  • زاهي حواس: اشترطت على مستر بيست التأكيد للعالم أن المصريين هم بناة الأهرامات
  • هدايا يومية.. «تجارية بورسعيد» تنهي استعداداتها لافتتاح معرض أهلا رمضان غدا
  • أرخص أماكن لبيع هدايا عيد الحب بشرم الشيخ.. أبرزها الورود والإكسسوارات
  • التراث السعودي يبهر زوار مهرجان أسترالي
  • برج الأسد .. حظك اليوم الإثنين 10 فبراير 2025: تقديم هدايا مفاجئة
  • الفاروق عبد العزيز: السينما كانت نافذتي للعالم والرقابة أوقفت مسيرتي بمصر
  • افتتاح معرض الحرف اليدوية في مدينة بلطيم ضمن مبادرة «بداية جديدة»
  • عوض تاج الدين: التكنولوجيا في المجال الطبي بمصر متطورة ومواكبة للعالم
  • توأمة بين الأحساء ومأدبا الأردنية.. و5 منح دراسية للطلاب في ”الحرف اليدوية“
  • محافظة الإسماعيلية تتألق في معرض "أيادي مصر" للحرف اليدوية والتراثية بكفر الشيخ