في مشهد ساحر.. لندن تكتسي بالأضواء بمناسبة عيد الميلاد| فيديو
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تتزين شوارع لندن بعروض ضوئية مبهرة تحتفي بموسم أعياد الميلاد، فتحوّل المدينة إلى لوحة فنية تسحر الزوار رغم برودة الطقس. وتتصدر ساحة كوفنت جاردن المشهد بشجرة عملاقة مزينة بـ30 ألف مصباح LED، بينما تضيء كرات الديسكو وأجراس الزينة السقف بألوان متلألئة.
وفي منطقة مايفير الراقية، يلفت نادي "أنابيلز" الأنظار بعرض طاووس مضيء، في مبادرة تهدف لدعم حملة "الغذاء من القلب" لمساعدة الأطفال المحتاجين.
وعلى بوند ستريت، تتحول متاجر "شانيل" و"كارتييه" إلى لوحات ضوئية مبهرة، بينما تتألق واجهات "فورتنام وميسون" و"ليبرتي" بأضواء وموسيقى تجذب المتسوقين، وجاء ذلك ضمن تقرير عرضته فضائية يورونيوز.
ويستعيد شارع ريجنت ستريت تقليده السنوي بإضاءة 50 تمثالًا مضيئًا للملائكة تحت شعار "روح عيد الميلاد"، في مشهد مستوحى من قيم الاحتفال العالمي. ومن سانت مارتن لين إلى أفق عين لندن المطلة على نهر التايمز، تنتشر الأضواء في كل زاوية، لتصبح لندن في الأعياد وجهة لا تُنسى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لندن نهر التايمز يورونيوز صدى البلد توك شو موسم أعياد الميلاد المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
وداعاً ساحر السينما المستقلة.. دافيد لينش
الفاهم محمد
رحل مؤخراً المخرج السينمائي الأميركي الشهير دافيد لينش، أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما العالمية. يُعتبر لينش، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 77 عاماً، من أكثر المخرجين إثارة للجدل والإعجاب في آن واحد، بفضل أسلوبه الفريد الذي يجمع بين الغموض، السوريالية، والواقعية المظلمة. على مدار مسيرته، أبدع لينش أعمالاً خالدة حيث استكشف أعماق النفس البشرية، وألغاز الحياة بطريقة غير تقليدية. كان يتمتع بقدرة استثنائية على خلق أجواء مشحونة بالتوتر والغموض، مما جعل أفلامه تجذب جمهوراً واسعاً من مختلف الأجيال. كما عُرف بشغفه بالفن التشكيلي والموسيقى، حيث أثرى أعماله برؤى فنية متميزة. ترك لينش إرثاً ثقافياً غنياً سيظل محفوراً في ذاكرة السينما، ويتردد صداه في أعمال العديد من المخرجين الجدد الذين تأثروا برؤيته الفنية المبتكرة.
وُلد دافيد لينش في عام 1946 في مونتانا بالولايات المتحدة، وبدأ مسيرته الفنية كرسام قبل أن ينتقل إلى عالم السينما، وتميزت أعماله بالخروج عن المألوف، حيث مزج بين الواقع والخيال بطريقة جعلت أفلامه تحمل طابعاً شخصياً عميقاً. يُعتبر فيلمه «رأس الممحاة» (1977) بداية انطلاقته الحقيقية، لكنه حقق شهرة عالمية مع فيلم «الرجل الفيل» (1980)، الذي جمع بين الدراما والرعب.
يستكشف دافيد لينش النفس البشرية، من خلال عناصر غير تقليدية، حيث يخلق أجواء مشحونة بالتوتر والغموض. يتميز بتصويره البصري الفريد، واستخدامه المتقن للصوت والموسيقى، مما يعزز التجربة السينمائية. كما تُظهر أعماله اهتماماً كبيراً بالتفاصيل، حيث تُعتبر كل لقطة بمثابة عمل فني مستقل. هذا المزيج من العناصر يجعل من كل فيلم تجربة فريدة، تأخذ المشاهد في رحلة عميقة نحو أعماق النفس البشرية.
غموض وتأملات
أسلوب دافيد لينش السينمائي يتميز بسمات بارزة عدة، تجعله فريداً ومؤثراً في عالم السينما. أولاً، يتمتع لينش بقدرة فريدة على إدراج عناصر الغموض والسوريالية في سرد القصص، مما يخلق شعوراً بالارتباك والتساؤل لدى المشاهدين. كما يستكشف الجوانب المظلمة للوجود البشري، بما في ذلك العنف والخيانة والجنون، مما يضيف عمقاً نفسياً لأعماله.
«يصف لينش عملية الإبداع بأنها «رحلة إلى المجهول»، حيث يقول: «عندما أبدأ في صناعة فيلم، أشعر أنني أخطو في منطقة مظلمة، لكنني أثق بأن الضوء سيأتي من حيث لا أتوقع».
تظهر شخصياته سمات غير تقليدية، مما يعكس تعقيد النفس البشرية، ويثير التعاطف والتوتر في آن واحد. ومن الناحية البصرية، يتميز بتصوير فني رائع، حيث يستخدم الإضاءة والظلال بطرق غير تقليدية، مما يسهم في خلق أجواء مميزة. كما تلعب الموسيقى دوراً حيوياً في أفلامه، حيث تستخدم لتعزيز المشاعر وتحديد الأجواء بشكل فعال.
تُعتبر أفلام دافيد لينش تجسيداً لأسلوبه السينمائي الفريد، حيث تتداخل فيها عناصر الغموض والسوريالية مع استكشاف الجوانب المظلمة للطبيعة البشرية. من أبرز أعماله، نجد «توأم بيك» (Twin Peaks) 1992 الذي يجسد بشكل مثير التوتر بين الحياة اليومية والشخصيات الغريبة. تدور أحداث الفيلم حول جريمة قتل في بلدة صغيرة، لكن لينش يضيف طبقات من الغموض من خلال تقديم شخصيات متعددة الأبعاد والأحداث الغريبة التي تتحدى توقعات المشاهد، مما يجعله تجربة مشوقة مليئة بالتساؤلات.
ثم يأتي «بلو فلفيت» (Blue Velvet) 1986 الذي يُعتبر تحليلاً دقيقاً للواقع المظلم الذي يمكن أن يكمن خلف واجهة الحياة الهادئة. يستكشف الفيلم كيف يمكن للشر أن يتواجد في أماكن غير متوقعة، مقدماً رؤية عميقة عن العنف والانحراف. من خلال تصويره لعالم تحت السطح، يُظهر لينش كيف يمكن للفضول أن يقود الشخص إلى اكتشاف أشياء مروعة.
فيلم «طريق مولهولاند» 2001 (Mulholland Drive) هو مثال آخر على عبقرية لينش في استخدام السرد غير الخطي. يتلاعب الفيلم بالواقع والأحلام، مما يجعل المشاهد يتساءل عن الهوية والحقيقة. تتداخل الحبكة بشكل معقد، مما يجعله تجربة سينمائية مثيرة للتفكير، حيث يُجبر المشاهد على إعادة تقييم ما يحدث أمامه.
أما في فيلم الرجل الفيل (The Éléphant Man)، فيُظهر قدرة لينش على خلق تعاطف مع الشخصيات الغريبة والمهمشة. يستند الفيلم إلى قصة حقيقية، حيث يتناول معاناة «جون ميريك»، الذي يعاني من تشوهات جسدية. يتناول الفيلم مواضيع مثل الإنسانية والقبول، ويعكس التعقيدات النفسية للشخصيات بشكل مؤثر. في تحليله لهذا الفيلم يشير لينش إلى أنه يعكس «صراع الإنسان بين الجانب المظلم والجانب المضيء في داخله»، مضيفاً: «كل شخص يحمل في داخله وحشاً، لكن السؤال هو كيف نتعامل معه».
أخيراً، فيلم امبراطورية انلاند (Inland Empire) 2006 يُعد تجربة فريدة من نوعها، حيث يُظهر لينش شغفه بالسرد غير التقليدي. يجمع بين عناصر الأحلام والواقع بطريقة معقدة وصعبة الفهم، مما يخلق تجربة سينمائية تترك أثراً عميقاً في نفس المشاهد. يعكس الفيلم كيف يمكن للفن أن يفتح آفاقاً جديدة للتفكير، حيث تتداخل الأحلام مع الحقيقة بشكل يجعل المشاهد يتساءل عن طبيعة الواقع نفسه. لينش يعتبر أن الفن يجب أن يكون تجربة شخصية عميقة، حيث يقول: «أنا لا أصنع أفلاماً لأشرح شيئاً، بل لأصنع تجربة تشعر بها الروح».
رحيل الأيقونة
لم يكن دافيد لينش مجرد مخرج سينمائي عادي، بل كان فناناً متعدد الأوجه، يجمع بين الإخراج، التلحين، الرسم، والكتابة. تميز أسلوبه الفني بالتفرد والعمق، مما جعله أيقونة للسينما المستقلة، وأحد أبرز المبدعين الذين استطاعوا صنع عوالم سينمائية خاصة، مليئة بالرموز والأسرار التي تتحدى المشاهد وتدفعه إلى التأمل وفك طلاسمها. رحيل لينش يُعتبر خسارة فادحة لعالم الفن والسينما، لكن إرثه الإبداعي سيظل خالداً في ذاكرة عشاق السينما حول العالم. أعماله، التي جمعت بين الغموض والجمال، ستستمر في إلهام الأجيال القادمة، وتذكرنا بأن الفن الحقيقي يتجاوز الحدود الزمانية والمكانية.