من يراقبك في صمت دون أن تعلم؟ القصة الخفية وراء أعين غير مرئية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبح مفهوم "المراقبة" أكثر انتشارًا وتعقيدًا مما كان عليه في أي وقت مضى. ما كان يُعتبر في الماضي خيالًا علميًا، أصبح الآن واقعًا يعيش بيننا.
هناك الكثير من الجهات أو الأنظمة التي قد تراقبنا في صمت دون أن ندرك، وبعضها ظاهر وواضح، وبعضها الآخر يعمل في الخفاء بطرق ذكية وغير مرئية، بحسب ما نشره موقع بيزنس والتي تشمل ما يلي .
أجهزة الهواتف الذكية
الهاتف الذي نحمله يوميًا قد يكون أداة مراقبة قوية، فالتطبيقات التي نقوم بتنزيلها تطلب أذونات للوصول إلى الكاميرا، الميكروفون، وحتى موقعنا الجغرافي، بعضها يستخدم هذه الأذونات لأغراض شرعية مثل تحسين الخدمات، لكن البعض الآخر قد يُسيء استخدامها لجمع بياناتنا الشخصية.
الأجهزة المنزلية الذكية
المنزل الذكي يضيف رفاهية كبيرة لحياتنا، لكنه قد يحمل أيضًا مخاطر خفية، على سبيل المثال:
أجهزة المساعد الصوتي مثل تستمع دائمًا في انتظار الأوامر.
الكاميرات قد تكون عرضة للاختراق.
حتى التلفزيونات الذكية تجمع بيانات حول عادات المشاهدة الخاصة بك.
شبكات التواصل الاجتماعي
عندما تنشر صورة أو تعليقًا، أو حتى تعجب بمحتوى معين، فأنت تُشارك بيانات يمكن للشركات تحليلها لتكوين صورة عن اهتماماتك وعاداتك. خوارزميات هذه الشبكات تراقبك لتحديد ما تراه في المستقبل.
2. من يراقبك ولماذا؟الشركات التقنية والإعلانات
معظم المراقبة اليوم تتم بغرض جمع البيانات لتحسين استهداف الإعلانات. على سبيل المثال، إذا تحدثت عن شراء حذاء رياضي، قد تجد إعلانًا عنه في اليوم التالي على هاتفك أو حاسوبك. هذا ليس صدفة، بل هو نتيجة لتحليل بياناتك بواسطة الذكاء الاصطناعي.
القراصنة (الهاكرز)
يمكن أن تكون هناك مراقبة غير قانونية من قِبل قراصنة الإنترنت الذين يستهدفون سرقة المعلومات الحساسة مثل كلمات المرور أو الحسابات البنكية. قد يستخدمون برامج خبيثة للوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون دون علمك.
الأفراد الفضوليون
في حياتك الشخصية، قد يكون هناك شخص يراقبك بدافع الفضول أو الغيرة. يمكن أن يحدث ذلك عبر مراقبة حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو محاولة الوصول إلى معلوماتك الخاصة.
3. كيف تحمي نفسك؟حماية الأجهزة الذكية
قم بتحديث نظام التشغيل والتطبيقات بشكل دوري.
لا تمنح التطبيقات أذونات أكثر مما تحتاجه.
غطِّ كاميرا الكمبيوتر المحمول بشريط لاصق إذا كنت لا تستخدمها.
استخدام الشبكات الاجتماعية بحذر
تحكم في إعدادات الخصوصية الخاصة بك على وسائل التواصل.
لا تنشر معلومات حساسة أو شخصية يمكن أن تُستغل ضدك.
الحذر من البرامج الخبيثة
لا تضغط على روابط غير موثوقة.
استخدم برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة.
استخدام شبكات التشفير التام
يمكن لبعض الشبكات تشفير اتصالك بالإنترنت، مما يجعل من الصعب على أي جهة مراقبة نشاطاتك عبر الإنترنت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مراقبة تشفير مشفرة متصل المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
سحر الاعتذار.. تعلم من حياة الأنبياء الاعتراف بالذنب
الاعتذار ليس مجرد كلمات تخرج من اللسان، بل هو فعل يعكس طهارة النفس ونضج القلب، إذ إنه ينبع من التواضع والإقرار بخطأ ارتكبته.
فحينما يعترف الإنسان بخطأه، يعكس بذلك شجاعة نادرة تعني القدرة على تحمل المسؤولية وتعديل المسار، وهو ما يجعل الاعتذار قيمة عظيمة في التعامل بين الأفراد.
الاعتذار في الإسلام:في الإسلام، يُعتبر الاعتذار جزءًا من الرحمة والتواضع، وهو فعل يتطلب الإيمان والتقوى. الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يتوبوا ويستغفروا عندما يخطئون. وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشير إلى أهمية التوبة والاعتراف بالذنب. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا" [الفرقان: 70].
لكن الاعتذار لا يقتصر فقط على البشر، بل يتجلى في حياة الأنبياء بشكل واضح. فقد تعلمنا من الأنبياء الذين قدّموا أعظم الأمثلة في التوبة والاعتراف بالذنب، كيف أن الاعتذار ليس من الضعف بل هو من قوة الشخصية.
مثال من حياة سيدنا موسى عليه السلام:سيدنا موسى عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين قدموا نموذجًا رائعًا في الاعتراف بالخطأ والاعتذار. فقد ورد في القرآن الكريم أن موسى عليه السلام قتل أحد المصريين خطأً، وعندما اكتشف ذلك، شعر بالندم الشديد وقال لله: "رَبُّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" [البقرة: 286]. في هذا السياق، نرى موسى عليه السلام يطلب من الله المغفرة على ذنب لم يكن يقصده، وكان ذلك اعترافًا صادقًا واعتذارًا لله.
وبالإضافة إلى ذلك، كان موسى عليه السلام في موقف آخر مع بني إسرائيل عندما عبدوا العجل، فغضب وتوعدهم. ولكنه بعد ذلك شعر بالندم، وأقبل على ربه يتوب ويطلب المغفرة. هذا الموقف يبرز كيف أن الأنبياء، حتى وهم في أعلى درجات الطهارة، يعترفون بأخطائهم ويسعون دائمًا للعودة إلى الله.
مثال من حياة سيدنا آدم عليه السلام:أما سيدنا آدم عليه السلام، فقد خالف أمر الله في الجنة عندما أكل من الشجرة المحرمة، فحدثت أول معصية في التاريخ. ومع ذلك، فور أن شعر بالندم على ما فعله، توجه إلى الله قائلاً: "رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [الأعراف: 23]. وهذا الموقف هو مثال آخر على اعتذار الأنبياء وإقرارهم بخطأهم، وهو دليل على أن الاعتذار لا يعني العجز بل هو دلالة على الوعي الروحي.
من الأمثلة الأخرى التي نستطيع أن نتعلم منها هي اعتذار سيدنا يونس عليه السلام، الذي ابتلعه الحوت بسبب تهوره في ترك قومه. في بطن الحوت، توجه يونس إلى الله قائلاً: "لَا إِلٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" [الأنبياء: 87]. هذا الاعتذار كان اعترافًا قويًا بالخطأ وطلبًا للمغفرة.
دروس من حياة الأنبياء:ما يعنينا من هذه المواقف هو أن الاعتذار ليس عيبًا بل هو عمل شريف يدل على النضج والتواضع. الأنبياء الذين هم أفضل خلق الله لم يرفضوا الاعتذار أو التوبة حينما أخطأوا، بل قدموا لنا نموذجًا في كيفية العودة إلى الله والاعتراف بالذنب. كما أن اعتذارهم لم يكن فقط لله، بل أيضًا للناس عندما احتاج الأمر لذلك.
الاعتذار هو من أسمى صور التواضع، وهو عامل مهم لبناء علاقات صحية ومستدامة. فكلما اعتذرنا بصدق، كلما أقويّنا روابطنا مع الآخرين وزرعنا بذور المحبة والتفاهم.