موقع 24:
2025-04-17@19:10:35 GMT

سوريا.. التغيير لن يكون سهلاً

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

سوريا.. التغيير لن يكون سهلاً

تبدو الصورة شبه مكتملة لواقع جديد في سوريا، المعطيات تتوالى بسرعة عجيبة لتأكيد حدوث الواقع المستجد، لكن كيف سيكون وما هي ملامحه وطبيعته، ذلك ما لا يمكن التنبؤ به الآن، لأن الأحداث تسير بشكل دراماتيكي متسارع، لكن ما يمكن توقعه بناءً على آخر المعطيات والمواقف أن نظام الحكم السوري في مأزق صعب لن يتجاوزه إلا بحدوث معجزة احتمالاتها ضعيفة جداً وربما مستحيلة.

صباح يوم أمس ذكرت صحيفة النيويورك تايمز أن إيران «بدأت في إجلاء قادتها العسكريين وأفرادها من سوريا، وفقاً لمسؤولين إقليميين وإيرانيين، في إشارة على عدم قدرة إيران على المساعدة في إبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة بينما يواجه هجوماً متعاظماً من المعارضة المسلحة»، وفي التوقيت نفسه قال مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة الشرق الأوسط في خبر نشرته في عدد يوم أمس إن روسيا لن تتدخل عسكرياً بشكل واسع في سوريا برغم التطورات المتسارعة. ورداً على سؤال حول ما هي الخطوط الحمراء التي يدفع تجاوزها لتدخل روسي كبير، قال الدبلوماسي إنه «لا خطوط حمراء لدينا»، متوقعاً أن تسيطر الفصائل على حمص، وتتقدم نحو دمشق. 
هذان الخبران يشيران إلى أن النظام السوري فقد الداعمَين الرئيسيين الأساسيين له، الموقف الإيراني تغير بسرعة مفاجئة رغم إعلانه سابقاً أنه سيرسل دعماً عسكرياً إضافياً للنظام، وروسيا تصرفت بشكل يشير إلى أنها سحبت غطاءها عنه، ولن تقدم أي شكل من الدعم حتى لو كان سياسياً. وعندما نضيف إلى ذلك الموقف التركي الذي تمثّل في تصريح يتمنى وصول الفصائل المسلحة المعارضة إلى دمشق دون مشاكل، ومع العلم بالتنسيق الروسي التركي بشأن أوضاع سوريا، يتضح حجم مأزق النظام وصعوبته.
سوريا دولة عربية كبيرة ومهمةٌ جيوسياسياً واستراتيجياً في المنطقة، تعاني مشاكل مستمرة منذ موجة الثورات عام 2011، تمكن نظامها من المقاومة والاستمرار، لكن ليس انطلاقاً من قوة ذاتية وإنما بشكل أساسي نتيجة الدعم الإيراني الروسي، لكن متغيرات السياسة أعادت ترتيب أولويات وأهميات البلدين، روسيا منذ دخولها الحرب مع أوكرانيا، وإيران بعد حرب أكتوبر 2023، وبالتأكيد فإن أمريكا ليست غائبة عن ترتيبات هذه المتغيرات في الساحة السورية حتى وإن لم تعلن موقفاً واضحاً ومباشراً إزاءها.
إذا استمر تقدم الفصائل المسلحة المعارضة بهذا الإيقاع والسرعة فليس هناك ما يحول بينها وبين العاصمة دمشق، وعندما يحدث ذلك فإننا أمام واقع جديد سيكون في غاية الاضطراب لفترة طويلة، وليس بالمثالية التي تحدث بها زعيم الفصائل المسلحة، أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع لقناة CNN مساء الخميس. سيكون الوضع حرجاً في سوريا، وستبدأ أزمة جديدة تضاف إلى ملف الأزمات العربية. التغيير لن يكون سهلاً، ولا نملك سوى الدعاء للشعب السوري بأن لا تطول محنته.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

تقرير: الجميع سيكون خاسرا إذا نفذ ترامب حربه الاقتصادية

سلط تقرير نشره موقع "لو ديبلومات" الضوء على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحمائية وحرب الرسوم الجمركية التي يريد من خلالها تقليص عجز الميزان التجاري الأمريكي، معتبرا أن المضي قدما في هذه القرارات قد يعني خسارة اقتصادية للجميع ونهاية حقبة التجارة الحرة.

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب يفكر من منظور المكاسب النسبية وليس المصالح المطلقة، وهذا ما يجعل منه محاربا في ساحة معركة، وليس تاجرا في حلبة منافسة اقتصادية.

منطق ترامب
يرى الموقع أن هناك من يعتبر ترامب مجنونا، لكن ذلك غير صحيح، فهناك اتساق في سياساته الحمائية، إذ يحمل لواء الطبقة الوسطى الأمريكية، ويريد وضع نهاية للتجارة الحرة لأن العولمة جعلت من أمريكا دولة تعتمد على بقية العالم، من خلال نقل الصناعات كثيفة العمالة إلى الخارج.

لكن ما يقوض هذا الاتساق وفقا للموقع، هو أن ترامب يحدد نسبة الرسوم الجمركية وفق منطق طالب في الصف الثاني الابتدائي، فإذا كانت هناك واردات بقيمة 300 مليار دولار وعجز قدره 200 مليار دولار، فإن الرسوم تكون بنسبة 33 بالمئة.

تبدو هذه الاستراتيجية شديدة التطرف إذ إن فرضها بشكل مفاجئ بين عشية وضحاها يُشبه إلى حد كبير "ثورة شاملة" في مجال التجارة العالمية، وقد يُدخل العالم في أزمة اقتصادية كبرى تشبه الكساد العظيم عام 1929.


ويرى الموقع أن ترامب كان يستطيع أن ينفذ سياسته الحمائية بشكل أكثر ذكاء، من خلال زيادة النسب الضريبية تدريجيا، لفسح المجال للنظام الاقتصادي للتكيّف مع المتغيرات.

هل ستقع الحرب؟
يقول الموقع إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب الابتعاد عن النهج الاقتصادي البحت في التحليل والنظر إلى المعطيات الراهنة من منظور استراتيجي يأخذ في الاعتبار المنطق العسكري.

يشرح الموقع بأن الأزمات تقع في لحظات التحول التي تقرر فيها قوتان تراقبان بعضهما البعض الدخول في صراع، إما لأن القوة المهيمنة تريد كسر عظام منافس ناشئ، أو لأن المنافس يعتقد أنه قادر على تحدي الطرف الأقوى في النظام. وفي هذه الحالة، قرر ترامب أن يوجه ضربة قوية للصين قبل فوات الأوان.

وحسب الموقع، تكمن تعقيدات هذه اللحظات المفصلية في أن كل شيء يعتمد على تقدير الطرف المهاجم لموازين القوة، وإذا كانت هذه التقديرات خاطئة، فقد يتحول الهجوم الوقائي أو الانقلاب الجيوسياسي إلى كارثة. وعلى سبيل المثال، دفعت ألمانيا القيصرية، التي اعتقدت أنها قادرة على سحق روسيا قبل أن تصبح دولة صناعية، ثمنًا باهظًا عام 1918.

ويضيف الموقع أن ترامب يعتقد حاليا أنه قادر على إخضاع الصين، حتى لو تطلّب الأمر استنزاف حلفائه. ويشبه الأمر قيام روما، من أجل الإطاحة بقرطاج، بفرض ضرائب على جميع مقاطعاتها لتمويل فيالقها التي تحارب العدو.

وليس هذا هو المثال الأول الذي تراهن فيه واشنطن بكل أوراقها، كما في لعبة البوكر، لإجبار خصمها على اللجوء إلى احتياطياته. فقد وجّه الرئيس السابق رونالد ريغان الضربة القاضية للاتحاد السوفيتي من خلال إطلاق برنامجه الفضائي. وفي الثمانينيات، فرضت واشنطن على اليابان سياسة التقييد الذاتي في المبادلات التجارية.

أما فيما يتعلق بالصين، فإن ترامب ينفذ -وفقا للموقع- مزيجا من الاستراتيجيتين: فهو يزيد بشكل كبير من تكلفة المواجهة (وهو ما قد يتسبب في تدمير أوروبا وإجبارها على الانسحاب من طاولة المفاوضات)، وفي الوقت نفسه يحاول تفكيك منظومة الصادرات الصينية.

عاملان أساسيان
ويرى الموقع أن ترامب يغفل بذلك عاملين أساسيين في المعادلة، الأول هو أنه من خلال معاقبة الأصدقاء والأعداء على حد سواء، قد يتسبب في رد فعل موحد قائم على مبدأ الأمن الجماعي، أي أن تتفق جميع الدول المؤيدة للتجارة الحرة على معاقبة واشنطن.

لذلك، فإن ترامب قد يتمكن من هزيمة الصين، لكن من الصعب أن يستطيع هزيمة النظام الدولي بأكمله، كما أن فكرة تحالف الصين وأوروبا ستكون خطيرة للغاية رغم أنها مازالت مجرد فكرة خيالية.
أما العامل الثاني الذي يتجاهله ترامب فهو الأسواق ذاتها، والتي لم تُعجبها على الإطلاق سياسات ترامب العدائية.


ويوضح الموقع أن قرارات الرئيس الأمريكي قد تعجب "المحافظين" المنسجمين مع سياساته، لكنها لن تلقى صدى إيجابيا لدى حلفائه من أصحاب الشركات الكبرى، وفي مقدمتهم إيلون ماسك الذي ينظر بقلق إلى تراجع أرقام مبيعات تسلا.

"الجميع خاسر"
يقول الموقع إنه في حال قرر ترامب تنفيذ خطته، فإن السؤال الأهم سيكون: ما سلسلة الأحداث الخطيرة التي قد تتوالى نتيجة لهذا القرار؟

وحسب الموقع، فإن السياسة الحمائية أشبه بسباق تسلح، فإذا تسلح أحد الأطراف، على الجميع أن يفعل الشيء ذاته، لذلك لن يكون أمام أوروبا والصين خيار سوى الرد على ترامب، ما يعني نهاية التجارة الحرة.

وفي هذه الحالة، سيكون الفائزون من الناحية النظرية هم أولئك الذين يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والسيادة. لكن عمليًا، فإن مستوى الترابط الاقتصادي الشديد يعني أن الجميع قد يخسر.

ويختم الموقع بأنه من مصلحة الجميع أن لا تندلع الحرب الاقتصادية، أو على الأقل أن لا تندلع في وقت قريب، وفي هذه الاثناء على الجميع أن يركز على إعادة التصنيع.

مقالات مشابهة

  • دريد لحام يعود بشكل مفاجئ إلى سوريا… والجمهور يتفاعل – فيديو
  • روسيا: التوافق مع واشنطن على السلام بأوكرانيا ليس سهلاً
  • إعلام عبري: واشنطن أبلغت تل أبيب ببدء سحب قواتها بشكل تدريجي من سوريا
  • إعلام عبري: واشنطن أبلغت تل أبيب بدء سحب قواتها بشكل تدريجي من سوريا
  • ترامب محبط من زيلينسكي.. وروسيا: اتفاق السلام ليس سهلاً
  • الناتو: إنهاء الحرب في أوكرانيا بوساطة واشنطن ليس سهلا
  • سيكون الأكبر في تركيا! تم إنجاز 85% من المشروع
  • الغويل: المستقبل في 20 سنة قادمة سيكون سيئاً جداً حول العالم
  • تقرير: الجميع سيكون خاسرا إذا نفذ ترامب حربه الاقتصادية
  • إيمينالو : لا أعلم من سيكون بطل الدوري .. فيديو