موقع 24:
2025-02-11@09:13:36 GMT

وحدة سوريا خط أحمر

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

وحدة سوريا خط أحمر

تطغى الأحداث المتسارعة في سوريا على ما سواها من أزمات المنطقة، لما تحمله من تطورات خطيرة وتداعيات أخطر، تسعى إلى التغطية على الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة والمخططات الاستيطانية لضم الضفة الغربية والجرح المفتوح في لبنان، وخلق حالة من الفوضى الإقليمية، التي جرى التخطيط لها منذ أمد لصناعة دوامة جديدة من انعدام الاستقرار.

أطراف كثيرة أبدت تفاجؤها من الهجوم السريع للفصائل المتطرفة على عدد من المحافظات السورية واستيلائها على مدن كبرى مثل حلب وحماة، وما رافق ذلك من حرب نفسية وإعلامية وانسياق وراء الشائعات والتكهنات، فيما لا تخفي هذه الفصائل، التي خلعت بقدرة قادر جلباب الإرهاب، خطتها للاستيلاء على دمشق وإسقاط الدولة.
وكل ما ظهر من تفاصيل يظهر أن ما يجري، لم يكن وليد أيام أو أشهر، بل يحيل على سلسلة طويلة من المخططات لاستهداف الدول الوطنية في العالم العربي، مثلما حدث في الجولة الأولى مما يسمى «الربيع العربي» قبل أربعة عشر عاماً، حين ضاع أكثر من بلد وجرى تدمير مقوماته وانتهاك سيادته ودفعه إلى حالة من الفوضى المفتوحة على المجهول، وهو ما عانته سوريا على مدى سنوات، وكادت أن تتعافى، لكنّ أطرافاً إقليمية ودولية حافظت على قنابلها الموقوتة، وارتأت أن تفجرها في هذا التوقيت، مستغلة حالة القلق والهواجس التي تعصف بالمنطقة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وما رافقها من جولة قتال مع لبنان ومواجهة بين تل أبيب وطهران، حتى هذا التصعيد الجاري في سوريا، الذي لا يمكن لعاقل أن يفصله عن الأزمات الأخرى، بل هو حلقة مكملة لما سبق ومقدمة لما قد يأتي.
الآن، وفي خضم هذا المشهد، تقف سوريا، التي يجب أن تكون وحدتها خطاً أحمر غير مسموح بتجاوزه، في لحظة مصيرية، بعدما عادت مشاهد التحشيد المسلح على أكثر من جبهة، وبدأت تتشكل مخاطر تقسيم للوحدة الترابية ومآس إنسانية ونذر فتنة طائفية وتهديدات صريحة لضرب مؤسسات الدولة ومركزيتها، وكلها تطرح نقاط استفهام حول النتيجة النهائية ومآلات هذا المشهد المربك والمثير للفزع، الذي سيؤثر في مجمل الأزمات في المنطقة، ويعود إلى تسميم الأجواء الإقليمية التي حاولت في السنوات الماضية العمل على تجاوز جراحات الماضي، وإشاعة أجواء من التفاؤل والأمل في بناء إقليم مزدهر ومستقر ويعمل للمستقبل بعد التحرر من الصراعات الأهلية والفتن الطائفية ونزعات الإرهاب.
أخطر ما يمكن أن تواجهه المنطقة أن تعود مكرهة إلى ذلك الوضع المؤلم، الذي كان قبل بضع سنوات، حين سادت الكراهية وانتشرت الانقسامات وعمت الفوضى. ولتجنب تكرار التجارب المؤلمة، يستوجب هذا الوضع مواقف عربية أكثر قوة وصراحة في الدفاع عن الدولة الوطنية ومستقبل الشعوب، والرفض المطلق للإرهاب ولكل محاولات تجميله وسيناريوهات إعادته إلى المشهد، وعدم تمكينه من تحقيق أهدافه الخبيثة، وكل هذا يتطلب مقاربة إقليمية واضحة ترسم خطاً فاصلاً بين الوطنية والارتزاق، وتعمل على إعادة الأمل إلى شعوب عربية عانت طويلاً، ولا يجب أن تقع مجدداً في ذات الأخطاء والمآسي، لأن العاقبة ستكون أسوأ مما سبق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

الخارجية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة

دعت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأفريقي والامم المتحدة وجامعة الدول العربية لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة بعد مشاورات واسعة مع القوى الوطنية والمجتمعية باعتبارها تمثل توافقا وطنيا لإرساء السلام والاستقرار في البلاد واستكمال مهام الانتقات وفيما يلي تورد سونا نص البيان:-
مع تطورات الحرب المفروضة علي السودان وبعد النجاحات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة، مدعومة بكل جموع الشعب السوداني، وتضييق الخناق على المتمردين في مختلف المسارح طرحت قيادة الدولة وبعد مشاورات واسعة مع القوى الوطنية والمجتمعية، خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة التي ستتوج بعقد الانتخابات العامة الحرة والنزيهة.

تضمنت خارطة الطريق الآتي:
– إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، والترحيب بكل من يقف موقفا وطنيا ويرفع يده عن المعتدين وينحاز للصف الوطني.

– تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب.

– ٱجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية ومن ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل.

– تأكيد حرية الرأي والعمل السياسي دون هدم للوطن اوالمساس بالثوابت الوطنية، وعدم حرمان أي مواطن من حقه في الحصول علي جواز السفر.

– إشتراط وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات مع التمردوعدم القبول بالدعوة لوقف إطلاق نار ما لم يرفع الحصار عن الفاشر، على ان يتبع وقف أطلاق النار الانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور.
تدعو وزارة الخارجية المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأفريقي والامم المتحدة وجامعة الدول العربية لدعم خارطة الطريق باعتبارها تمثل توافقا وطنيا لإرساء السلام والاستقرار في البلاد واستكمال مهام الانتقال.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحقيل يوضح أكثر المناطق التي ستشهد نشاط للرياح
  • أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
  • إليكم السبب الذي قد يؤدي إلى رفض طلبكم نحو هذه الدولة الأوروبية
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • الخارجية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • خطاب البرهان الذي شاهدته يختلف عما يمكن أن تفهمه من تحرير بعض منصات الإعلام
  • خبير سياسي: مصر تقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل في المنطقة «فيديو»
  • أستاذ علوم سياسية: مصر ستقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل بالمنطقة
  • خبير أمني فلسطيني: الدولة المصرية تلعب دورًا كبيرًا في وحدة الفلسطينيين الداخلية
  • خبير أمني: الدولة المصرية تلعب دورًا كبيرًا في وحدة الفلسطينيين