إنفلونزا الطيور على بعد طفرة واحدة من التحول إلى جائحة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تفيد نتائج دراسة حديثة بأن سلالة فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 المنتشرة بين الأبقار الأمريكية لا تبعد سوى طفرة واحدة محددة عن الارتباط بسهولة أكبر بالخلايا البشرية، "وهو شرط أساسي للانتقال بين البشر" للتحول إلى جائحة.
ويقول المؤلف المشارك في الدراسة جيمس بولسون، أستاذ في قسم الطب الجزيئي في سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا: "في صورته الحالية، يعتبر فيروس H5N1 أكثر قدرة على إصابة أنواع معينة من الحيوانات من البشر.
وبحسب "مجلة تايم"، كانت أغلب حالات الإصابة البشرية بين عمال المزارع.
ويشير هذا إلى أنه ـ على الرغم من أن فيروس إنفلونزا الطيور ليس جيداً في إصابة البشر ـ فإنه يجد أحياناً طريقة ما عندما يتعرض الناس لتركيزات عالية منه، مثل الاتصال الوثيق بالحيوانات المريضة.
لكن وفق "نيو ساينتست"، فإن طفرة واحدة قد تسمح له بإصابة الخلايا المبطنة لأنف الإنسان وحنجرته، ما يزيد من احتمالية انتقاله عبر الهواء.
الطفرةوهذا التغيير وحده لا يكفي لكي يكون الفيروس قادراً على التسبب في جائحة. ومع ذلك، إذا قام فيروس يحمل هذه الطفرة بتبادل الجينات مع فيروس إنفلونزا بشري، فقد يكتسب القدرة على التسبب في جائحة على الفور تقريباً.
يقول إيان ويلسون من معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا: "كلما زاد عدد الأشخاص المصابين، زادت احتمالية حدوث شيء كهذا". وعلى الرغم من هذا، يعتقد ويلسون أن المخاطر تظل منخفضة.
وقد ركز فريقه على الخطوة الأولى في هذه العملية: كيف يحتاج الفيروس إلى التغير حتى يتمكن من الارتباط بسهولة بالخلايا البشرية.
سلالة المختبروفي المختبر، درسوا شكلاً اصطناعياً من جين من السلالة الفيروسية المنتشرة حالياً بين الأبقار.
وقاموا بإجراء طفرات مستهدفة لمعرفة كيف غيرت التحولات من قدرته على الارتباط بالخلايا البشرية.
ويقول بولسون: "النتيجة المدهشة هي أن طفرة واحدة محددة بدت كافية. كانت الأبحاث السابقة حول H5N1، بما في ذلك بحث بولسون، قد أشارت إلى أن المزيد من التغييرات ستكون مطلوبة.
إن المسؤولين الصحيين يراقبون الوضع عن كثب، وقد تم بالفعل توثيق بعض الملاحظات المثيرة للقلق.
حالة المراهق الكنديوفي الآونة الأخيرة، تم نقل مراهق كندي مصاب بإنفلونزا الطيور إلى المستشفى. وعندما قام العلماء بتحليل التسلسل الجيني للفيروس المأخوذ من المراهق، وجدوا أنه تحوّر بطريقة قد تجعله أكثر قابلية للانتقال بين البشر، على غرار الطفرة التي حددها فريق بولسون في دراستهم.
ولكن لحسن الحظ، لا يبدو أن المراهق قد أصاب أي شخص آخر بالعدوى.
ورغم عدم وجود دليل على انتشار الفيروس من شخص إلى آخر حتى الآن، يقول بولسون إن السلطات الصحية يجب أن تستعد لانتشار أوسع لإنفلونزا الطيور كإجراء احترازي. ويقول إن الأمر يستحق تخزين لقاحات إنفلونزا الطيور ووضع خطط لكيفية توزيعها إذا أصبحت ضرورية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إنفلونزا الطيور إنفلونزا الطیور
إقرأ أيضاً:
هزائم الأنبياء
بقلم : هادي جلو مرعي ..
من قال إن الأنبياء والرسل: إنما بعثوا لإنهاء المشكلة؟ في الواقع إنهم جاءوا بإشارات، ورسائل محددة تتعلق بالتوحيد والإصلاح والتغيير، ولكنهم لم يجبروا أحدا على إتباعهم ( من شاء فليكفر.ومن شاء فليؤمن).
قد يتوهم متوهم إن عصور الأنبياء هي العصور المثالية، ولكن الوقائع تشير الى غير ذلك. فمعظمهم عاشوا في ظروف غاية في التعقيد، وكانت نسبة الفقر والحرمان عالية، بينما ظواهر النفاق مستشرية، والظلم يشتد، ويستهدف المستضعفين الذين كانوا يلقون من الأنبياء المواساة، ولم يتغير حالهم تماما فالعدالة الإجتماعية، وتوزيع الثروات، وتحسين ظروف المعيشة، ونظام الحكم تحتاج الى مدى أوسع من المخصص للنبي والرسول، فهناك إمتداد زماني ومكاني قد لايتلائم والتعقيدات المحيطة بمسيرة كل واحد منهم، ولذلك كانت الحوادث والوقائع تشير الى إنهم بعثوا للتنبيه الى وجود الخالق، أما انظمة الحكم فهي شأن بشري يرتبط بثقافات الشعوب، وحاجاتها، ونوع القادة فيها المسؤولين عن وضع آليات الحكم الرشيد الذي يستلهم الأحكام الدينية، أو يضع القوانين وفقا لمعادلات يعتمدها العقلاء، والدليل: إن ثلاثة ارباع البشر عبر تاريخ الإنسانية الطويل يعيشون ويحكمون دون أن يؤمنوا بماجاء به أنبياء بعينهم. مايريده الرب يتميز بالوحدة الموضوعية: وهي أن البشر جميعهم في النهاية يعودون الى ذات القوة ويستسلمون لجبروتها، وهم يميزون بين الحق والباطل، وعليهم أن يتمسكوا بنظم العدالة.
في بلدان عدة هناك مئات ملايين البشر لايعترفون بوجود الإله الواحد، ومنهم من يتوسل بالأبقار والأشجار، ويقدس الأفعى والقرد والنار، ولكنهم يعيشون ويبحثون عن ذات الملاذات والطموحات التي يبحث عنها من يعيش بترف مادي، ويدعي انه مؤمن بالإله الواحد، ويمارس أشكال الملذات، بينما الفقراء الذين لايملكون قوت يومهم يهتمون ببعضهم، ويعملون بصدق دون أن يتنبهوا الى ماتبحث فيه الأديان الكبرى.
عظمة الإله الواحد تقتضي طي الأشياء وتفاهتها في مقابل تلك العظمة، ولعل اصدق وصف لذلك ماقاله الشاعر:
ألا كل شيء ماخلا الله باطل
وكل نعيم لامحالة زائل