وزير الصحة جال على مُستشفيات الجنوب والنبطية: مُلتزمون إعادة إعمار القطاع الصحّي
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
جال وزير الصحة العامة فراس الأبيض، على المستشفيات في محافظتي الجنوب والنبطية، حيث تفقد مستشفى تبنين الحكومي، واطلع على الاضرار الكبيرة التي تعرض لها المستشفى نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية. وألقى الأبيض كلمة إستهلها بالقول: "إن الأزمة التي عشناها كانت تتطلب أبطالا وكنتم أنتم، في القطاع الصحي، أبطالنا في مواجهة الأزمة".
ولفت إلى "أننا ندخل في مرحلة إعادة إعمار، مؤكدًا الإلتزام بإعادة إعمار القطاع الصحي والإستشفائي ولا سيما المستشفيات الحكومية لتعود أفضل مما كانت عليه مضيفا أن هذه المستشفيات تثبت تكرارًا أنها في الأزمات الملاذ الأول والأخير. وأكد التواصل مع البنك الإسلامي والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية لدعم مستشفى تبنين وإعادة إعمار أقسامها المتضررة وتجهيزها بالمعدات اللازمة وذلك بسرعة كي يستمر المستشفى بتقديم خدماته لأهلنا ومن بينهم النازحون الذين لن يتمكن عدد منهم من العودة إلى بلداتهم التي ستتطلب إعادة إعمارها وقتًا".
وتابع أنه بالنسبة إلى النازحين، أوضح الإستمرار في تغطية المرضى الذين يأتون إلى الطوارئ ولا يحتاجون إلى دخول مستشفى، من ضمن برنامج بدأ تطبيقه قبل ثلاثة أسابيع علمًا بأنه في المستشفى الحكومي ليس من سقف.
وختم الأبيض قائلا: "لدينا عدو يمتلك مقدرات كثيرة حصل عليها. ولكن الأمم والشعوب ليست في المقدرات بل في العزيمة والإرادة وأنتم أظهرتم عزيمة وإرادة صلبة وإنشالله سنعيد إعمار ما تهدم لبناء مستقبل أفضل".
إلى ذلك، زار وزير الصحة مستشفى جبل عامل، في حضور النائبين عن كتلة الوفاء للمقاومة حسن عزالدين وحسين جشي. وتحدث الأبيض خلال الجولة، شاكرا للقطاعين الصحي والاستشفائي ما قدموه خلال الحرب للأهالي، مشيدا بـ "صمودهم وتضحياتهم"، مضيفا "إن الجولة لشكر الكوادر الطبية والصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة على جهودهم والمخاطرة والقيام بواجباتهم حيال السكان، إن كان في الجنوب او في البقاع او في بيروت.
وتابع "اننا نتفقد هذه المؤسسات الصحية والطبية والاستشفائية والاسعافية، وخصوصا التي تم استهدافها من قبل العدو الاسرائيلي، وان هذا القطاع بحاجة إلى دعم، ونحن سنعمل على دعم هذا القطاع لاستعادة عافيته لخدمة مجتمعه". ثم إنتقل إلى مستشفى النبطية الحكومي. واختتم جولته في مستشفى راغب حرب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
شهادات مروعة عن اللحظات الأخيرة قبل قصف مستشفى المعمداني
#سواليف
ارتكب #جيش_الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة صباح اليوم الأحد، بقصفه لمستشفى الأهلي العربي ” #المعمداني “، آخر مرفق طبي يعمل في محافظة #غزة، كبرى محافظات القطاع.
وقد تسبب القصف بخروج المستشفى عن الخدمة، بعد أن سوّته #طائرات_الاحتلال بالأرض، غير مكترثة بمصير آلاف #المرضى و #الجرحى، الذين غادروه قسرًا تحت جنح الظلام، عقب تلقي إدارته تحذيرًا مسبقًا بالقصف.
دقائق مروعة قبل القصف
20 دقيقة فقط، كانت المدة الزمنية التي سمح بها جيش الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء المستشفى من جميع المرضى والجرحى والعاملين والنازحين، قبل أن تقصف طائراته مباني الاستقبال والطوارئ والجراحة والعمليات المركزية، فيما لحِق ضرر بالغ بمبنى الباطنية ومختبرات الدم، ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل.
وأفاد شهود عيان لمراسل “قدس برس” أنه في الدقائق التي تلت التحذير الإسرائيلي بقصف المستشفى، شنّ طيران الاحتلال عشرات الغارات الجوية في محيط المنطقة المحيطة بالمستشفى، ما أثار حالة من الذعر والخوف لدى العاملين والمرضى والجرحى، “لدرجة أن بعض الحالات الحرجة غادرت المستشفى وهي تزحف على بطنها، نظرًا لمحدودية توفر الأسرّة والكراسي المتحركة”.
وأكد شهود العيان أن “عشرات الحالات من مرضى كبار السن ومرضى غسيل الكلى غادروه وهم على أكتاف مرافقيهم، وبعضهم سقط مغشيًا عليه من شدة التعب والإرهاق الذي أصابهم خلال النزوح”.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام مختلفة تطاير شظايا القصف لمسافات بعيدة، وصل بعضها إلى نحو 300 متر، ما يشير إلى حجم القنابل والصواريخ الفتاكة التي استخدمها جيش الاحتلال في قصف المستشفى.
ويأتي القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي العربي – “المعمداني” – في إطار السياسات الإسرائيلية التي انتهجتها خلال الحرب الحالية، والمتمثلة في السعي لتدمير قطاع الصحة في غزة وإخراجه عن الخدمة.
وقد تعرض “المعمداني” طوال أشهر الحرب لعمليات قصف وتدمير طالت أقسامه، لكن المجزرة التي وقعت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023 شكّلت نقطة تحول في كشف النوايا الإسرائيلية، حين قصف طيران الاحتلال ساحة المستشفى وقتل أكثر من 500 فلسطيني، وأصاب آلافًا آخرين بحروق بدرجات بالغة.
التطور التاريخي للمستشفى
يعد المستشفى “المعمداني” واحدًا من أقدم مشافي القطاع، ويعود تاريخ بنائه إلى نهاية القرن الـ19 ميلادي، وقد أسسته البعثة التبشيرية التابعة للمملكة المتحدة، وأداره القس “أليوت”، وخلفه الدكتور “بيلي”، ثم الدكتور “ستيرلينغ”. وكان المستشفى الوحيد في المنطقة الممتدة ما بين “يافا” و”بورسعيد” في مصر، وكان يقدم خدماته لنحو 200 ألف نسمة آنذاك.
وفي الحرب العالمية الأولى، تعرض “المعمداني” للتدمير والسرقة والنهب، ثم أعيد بناؤه وسُمي “المستشفى الأهلي العربي” عام 1919. ويتبع المستشفى إداريًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، لكنه في الوقت ذاته يتلقى تمويلاً من “الجمعية المتحدة الفلسطينية بأميركا”.
الموقع الجغرافي
يقع “المعمداني” في حي الزيتون بقطاع غزة، وتحديدًا في البلدة القديمة من مدينة غزة. وعلى مقربة منه من الجهة الغربية تقع كنيسة “القديس فيليبس الإنجيلي”، وإلى الجنوب تقع كنيسة “برفيريوس الأرثوذكسية” اليونانية، التي بُنيت في القرن الخامس الميلادي. ويُعد المستشفى جزءًا من أرض كنيسة “دير اللاتين”، التي تضم دار عبادة خاصة بالراهبات.
ويقع المستشفى في منطقة أثرية، تحيط به المعالم العثمانية من كل جانب، وأشهرها “حمام السمرة” الأثري. كما يقع على مقربة منه مسجد “كاتب ولاية”، الذي يعود بناؤه للقرن السابع الميلادي.
وفي سياق متصل، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، أن معظم مستشفيات القطاع باتت خارج الخدمة، إذ دمّر الاحتلال أكثر من 80 مركزًا طبيًا مختلفًا، منها 36 مستشفى، بالإضافة إلى إخراج 140 مركبة إسعاف عن الخدمة.
وترتكب قوات الاحتلال، المدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد على 11 ألف مفقود.