المرصد السوري لحقوق الإنسان: أبواب السجون والمعتقلات تفتح في يوم الحرية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
فتحت أبواب سجن "صيدنايا" في دمشق فجر اليوم الأحد أمام آلاف المعتقلين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية السورية طوال حقبة حكم النظام، حيث خرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشديدة من شتى أشكال التعذيب الوحشي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ذلك جاء أيضا بالتزامن مع فتح سجن عدرا المركزي بريف دمشق أمام جميع السجناء، ما أدى إلى خروجهم بعد سنوات طويلة قضوها خلف القضبان.
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمشاهدة السجناء منتشرين في عدة مناطق، منها الأوتستراد الدولي قرب مخيم الوافدين، يحملون حقائبهم ويؤكدون أن أبواب السجن فُتحت لهم.
وفي مدينة دوما، التقى بعض الأهالي بعدد من السجناء المفرج عنهم، بينما أبدى آخرون حيرتهم بشأن وجهتهم المقبلة بعد خروجهم من السجن.
وأمس فتح عناصر الشرطة أبواب السجن المركزي بحمص أمام المساجين دون تقديم أي تفسيرات. وعقب خروجهم، تجمع عدد من السجناء في منطقة الكراج بالقرب من فرع المخابرات الجوية، وسط حالة من الذعر والتخوف من احتمال استخدامهم كدروع بشرية من قبل قوات النظام.
وبحسب شهادات السجناء، فإن عملية الإخلاء تمت دون أي إنذار مسبق، مما أثار حالة من القلق والاستغراب بينهم، في الوقت نفسه، تمكن بعض السجناء من الوصول إلى عائلاتهم في مناطق قريبة، بينما بقي آخرون في حالة ترقب خشية تعرضهم لأي مكيدة أو استهداف.
يذكر أن سجن صيدنايا هو أحد أشهر السجون السورية وأكثرها إثارة للجدل بسبب التقارير التي تفيد بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان داخله.
يقع السجن في مدينة صيدنايا، شمال العاصمة السورية دمشق، ويُعتبر واحدًا من أكثر السجون تحصينًا وسرية في البلاد. يُديره الجيش السوري، ويخضع لسلطة المخابرات العسكرية.
تم افتتاح السجن في عام 1987 ليكون مركزًا لاحتجاز المعتقلين العسكريين بالأساس. وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، أصبح السجن مكانًا رئيسيًا لاحتجاز المعارضين السياسيين والمدنيين، بمن فيهم الصحفيون، النشطاء، والمدنيون الذين يُتهمون بمعارضة النظام السوري.
يخضع السجن لسيطرة المخابرات العسكرية السورية، وتم تصميمه بشكل يسمح بتحكم كامل في المحتجزين، مع تقييد حركتهم بشكل صارم.
السجن مكوّن من مبنيين رئيسيين، يُعرفان بـ"المبنى الأحمر" و"المبنى الأبيض"، ويقال إن لكل مبنى منهما دورًا مختلفًا.
اكتسب السجن سمعة سيئة بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب، الإعدام الجماعي، الاختفاء القسري، وسوء المعاملة.
في 2017، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا شهيرًا بعنوان "مسلخ بشري"، أشارت فيه إلى أن ما بين 5000 إلى 13000 معتقل أُعدموا شنقًا في صيدنايا بين عامي 2011 و2015.
ووثقت المنظمات الحقوقية شهادات معتقلين سابقين تحدثوا عن أساليب تعذيب وحشية، منها: الضرب المبرح باستخدام العصي والهراوات، التعليق من الأطراف لفترات طويلة، الحرمان من الطعام والرعاية الصحية، التعذيب النفسي، مثل الحرمان من النوم، الإهانات، والإذلال.
ويُقال إن الإعدامات في سجن صيدنايا تتم في محاكمات صورية تستغرق بضع دقائق فقط، وغالبًا ما تتم ليلاً وبشكل سري.
يتم نقل السجناء المحكوم عليهم بالإعدام إلى غرفة خاصة تُعرف باسم غرفة الإعدام، حيث يُشنقون، وتُلقى جثثهم في مقابر جماعية غير معروفة.
ونددت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بفظائع السجن، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة داخله.
يُعتبر سجن صيدنايا من بين أكثر السجون رعبًا في العالم، وغالبًا ما يُقارن بسجون أخرى سيئة السمعة مثل أبو غريب في العراق.
الناجون من السجن قدموا شهادات صادمة عن الانتهاكات الممنهجة التي تحدث داخله. وصف بعضهم الظروف بأنها غير إنسانية تمامًا، حيث يكون الضوء الطبيعي محجوبًا، ولا يُسمح لهم بالكلام أو النظر إلى الحراس.
وفجر اليوم الأحد دخلت قوى المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة السورية دمشق من دون إراقة دماء، وأعلنت إدارة العمليات العسكرية مدينة دمشق حرة من الطاغية بشار الأسد .
ووجه أحمد الشرع المكنى بـ "الجولاني"، كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، بأنه يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من سيطرة المعارضة المسلحة على محافظة حمص (وسط) بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.
واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب في 30 نوفمبر، وعلى محافظة إدلب (شمال غرب) بشكل كامل.
والخميس، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
والجمعة، واصلت الفصائل تقدمها لتسيطر على مناطق جديدة بمحافظة حمص، التي تحظى بأهمية استراتيجية على طريق دمشق.
وبسطت فصائل المعارضة السورية، مساء الجمعة، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.
والسبت، سيطرت مجموعات معارضة محلية على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوبي البلاد.
تزامن ذلك مع عملية "فجر الحرية" التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا، وتمكن من تحرير تل رفعت من إرهابيي تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المعتقلون السجون سوريا سوريا معتقلون سجون افراج المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحقوق الإنسان قوات النظام من السجن
إقرأ أيضاً:
سائق اردني قضى 17 عاما في السجون السورية يروي التفاصيل
#سواليف
“دخلت وعمري 53 عاما وخرجت بعمر الـ 70 من سجون سوريا” بهذه الجملة بدأ #السجين رقم 31 في فرع “فلسطين” وهو أردني الجنسية.
#إبراهيم_فريحات الملقب بـ (أبو أيمن)، كان يعمل #سائق_أجرة على خط سفريات “الأردن، دمشق، لبنان” واعتقل لدى #سجون #نظام #بشار #الأسد 17 عاما.
“كنت أقف أمام مكتب سفريات في منطقة العبدلي في العاصمة عمّان بانتظار ركاب للتوجه إلى دمشق، إلى أن وصل أشخاص وبدأت بتجهيز نفسي للتحرك” وفقا للفريحات الذي تحدث لبرنامج “صوت المملكة”.
مقالات ذات صلة الأربعاء .. أجواء مائلة للبرودة الى لطيفة 2024/12/11وقال الفريحات، إنّه استلم أمر حركة من المكتب الذي يعمل لديه لنقل الركاب إلى سوريا.
وأضاف أنّ شابا حضر للمركبة قبل المغادرة وبيده حقيبة صغيرة طلب مني نقلها إلى “الشام (العاصمة السورية دمشق) وتسليمها لشخص هنالك، وبعد التأكد من أن الحقيبة فارغة غادرت”.
وتابع أنه تواصل مع شخص زوده برقم هاتفه ومعلوماته من الشاب في عمّان، حيث بقي في انتظاره قرابة نصف ساعة إلى أن توقفت مركبة بداخلها شاب سألني عن الحقيبة وعند لحظة التسليم سمعت أصوات أسلحة نارية من الخلف!.
ولفت إلى أن “أشخاصا أخذوا مني الحقيبة ثم كبلوا يدي، ثم تم عُصبت عيني، وتم تحويلي إلى فرع فلسطين”.
وتحدث أنه “أجبر على خلع ملابسه، وتم سكب الماء على جسمه بعد وصوله السجن… ولكن أنظر إلى الحقيبة التي مزقها أحد الشرطة الموجودين بأداه حادة، وأخرج منها ورقة ليقرأها بصوت مرتفع لمعرفة سبب وجودي في السجن”.
“الرسالة بداخلها معلومات خطيرة (…) ولكني أنكرت معرفتي بالرسالة فورا”. ومن هنا بدأ التحقيق مع فريحات لمعرفة الأشخاص الذين زودوه بالحقيبة.
ومن بعد ذلك بدأ التعذيب في سجون الأسد بطرق مختلفة، وكانت بداية الفريحات من إيقافه في ممر بين “غرف زنازين” وتعليقي بسقف الممر مكبل اليدين بملابس داخلية فقط.
وتابع أن السجانين وضعوا الكهرباء على جسمي واستمر التعذيب الأولي مدة 24 ساعة، ثم تم إيقافي أسفل فتحة مكيف بارد لا يمكن الوقوف فيها حتى سقطت أرضا.
وبصوته الحزين، وتجاعيد الكبر على وجهه الواضحة لدى جميع المشاهدين لتقدمه بالعمر، والأثر النفسي السيئ من التعذيب، وتذكره لتلك الأيام الموجعة، تحدث عن تحويله إلى “زنزانة منفردا، برقم للمناداة بدلا من الاسم”.
وقال: ” لا يمكن الحديث عن جميع أنواع التعذيب”، ولكن أكّد أن التعذيب في سجون نظام الأسد مخيف، ويذهب العقل و”بقيت تحت التعذيب حتى الأحد الماضي”.
“31 رقم غرفتي بالمنفردة بفرع فلسطين، بقيت فيها 9 أشهر، ولن أنسى هذه الأيام من حياتي!” حيث إنّ الغرفة كانت وفقا للفريحات بطول مترين وعرض 140 سم، وبداخلها “بطانية للنوم، وأخرى لوضعها تحت الرأس للنوم”.
وخلال حديثه قال: “الطلعة على الحمامات مرة واحدة باليوم و(بكيفهم) أي باختيار السجانين داخل الفرع”.
واستكمل أنه كان في الغرفة “أنبوبتان فارغتان واحدة للتبول، والأخرى للشرب، وعلبتان أيضا فارغتان واحدة للأكل وأخرى للفضلات”.
وقبل تلك الأيام كان الفريحات موجودا في السجن الأخطر في العالم “صيدنايا” لمدة عامين.
“وصلت الفصائل المسلحة إلى السجون، وبدأوا بفتح الأبواب وإخراج المساجين” وفقا للفريحات الذي سار مشيا على الأقدام 30 كيلومترا للوصول إلى دمشق.
“مشيت تقريبا 30 كيلومترا من السجن ( سجن عذرا المدني) حتى وصلت إلى أشخاص من الفصائل المسلحة في دمشق، وبعد التعريف بنفسي طلبت إيصالي إلى حدود الأردن”.
وقال، إنه وصل للحدود واستقبل من الأجهزة الأمنية ثم خرج لذويه الذين كانوا بانتظاره أمام أبواب معبر جابر الحدودي.