دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي علي محمد الصلابي المعارضة السورية إلى قراءة تجارب الثورات العربية جيدا، وعدم تكرار الأخطاء القاتلة التي تسمح للثورات المضادة بالعودة بسوريا إلى الوراء.

وجاء في رسالة مفتوحة وجهها الصلابي إلى السوريين، بعنوان: "تذكير الإخوة السوريين بالأخطاء التي وقعت بها الثورة في ليبيا":

"بعد كل ثورة ثورة مضادة.

. لعلكم تذكرون أن النظام الدولي تدخل لمنع تقدم الثوار من بنغازي باتجاه العاصمة، وتكرر  قصف الثوار مرات لما حاولوا تجاوز خط البريقة في وسط ليبيا".  

وتابع: "تذكروا أن الثوار انقسموا بعد الوصول إلى العاصمة إلى فريقين، فريق الإسلاميين تسابقوا لاحتلال المعسكرات والسلاح. وفريق العلمانيين تسابقوا لاحتلال الاستديوهات والقنوات. وبعد فترة ظهر أن الإعلام أقوى تأثيرا من السلاح، فقد استطاع الإعلاميون تحريض الشارع على الثورة ورفع شعار: "نريد جيش وشرطة، لا نريد ميليشيات". وكانت النتيجة هجوم الجماهير على المعسكرات ونجاح الثورة المضادة..".

وأضاف: " كان الخطباء يذكرون الثوار بتواضع النبي ﷺ وتسامحه وعفوه في فتح مكة. ولكن سذاجة تنزيل هذا الخطاب على الواقع ظهرت بعد قيام أزلام القذافي بالثورة المضادة. فلما نجحوا لم يرقبوا في الثوار وأهاليهم إلا ولا ذمة".

وأكد الصلابي أن "الثورة المضادة أعادت تنظيم أجهزة الأمنية بسرية تامة ونظمت اغتيالات تبدو انتقامية تتهم بها التكفيريين من أجل تحريض فلول الثورة والناس على الثورة".

وقال: "نجح العلمانيون في استغلال سذاجة المظاهرات المسلحة التي خرجت للمطالبة بتطبيق الشريعة. فتحولت الشريعة في صورة العوام إلى تطبيق للجلد وقطع الأيادي. وازداد تأكيد هذه الصورة المشوهة بعد تسمية أحد التشكيلات باسم «أنصار الشريعة»، وكان عناصرها متشددين سطحيين في فهم الإسلام وتطبيقه، فكانوا خير منفر عن الإسلام وأعظم دعاة للعلمانية والردة والإلحاد من حيث لا يشعرون".

وأضاف: "إلى يومنا هذا تستمر الثورة في ليبيا في صراع مستمر مع الثورة المضادة التي نجحت فيما فشلت فيه الثورة، وهو التحضير المبكر والتخطيط من أجل الانتقام من الثورة وتحميلها عبء الفشل في إدارة الدولة".

وتابع: "يظهر هذا واضحاً في الصراع السياسي بين «المجلس الوطني الانتقالي»= (برلمان الثورة) وضده «برلمان حفتر».. فقد سقط (برلمان الثورة) في إدارة الدولة بسبب الفشل المتراكم من أربعين سنة من ميراث نظام القذافي. لكن الثورة المضادة نجحت في توجيه سخط الناس نحو الثورة، فأسرع الناس إلى انتخاب (برلمان حفتر)، ووجد الدعم الدولي والإقليمي من الدول التي تدرك خطر نجاح الشعوب في الثورة وبناء الدولة".

ورأى الصلابي "أن الدول التي شاركت في وأد الربيع العربي تعلم علم اليقين أن خطر نجاح الثورة السورية بعد هذه السنوات أعظم خطراً عليها من نجاحها في السنة الأولى قبل 11 عاماً. لأن نجاحها يعني عند الشعوب أن الثورة ستنتصر ولو اجتمع عليها أهل الأرض والروس وإيران ومليشياتها وغيرهم.. فهل ستقف هذه الدول مكتوفة المكر؟؟.

وأجاب قائلا: "بالتأكيد: لا. وبكل تأكيد ليس لديهم جديد لم يستخدموه في وأد الثورة التونسية والمصرية واليمنية وغيرها. (الإعلام والمخابرات والاغتيالات ومحاربة الشعب في الخدمات والكهرباء ...)".

وفجر اليوم الأحد دخلت قوى المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة السورية دمشق من دون إراقة دماء، وأعلنت إدارة العمليات العسكرية مدينة دمشق حرة من الطاغية بشار الأسد .

ووجه أحمد الشرع المكنى بـ "الجولاني"، كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، بأنه يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من سيطرة المعارضة المسلحة على محافظة حمص (وسط) بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.

واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب في 30 نوفمبر، وعلى محافظة إدلب (شمال غرب) بشكل كامل.

والخميس، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

والجمعة، واصلت الفصائل تقدمها لتسيطر على مناطق جديدة بمحافظة حمص، التي تحظى بأهمية استراتيجية على طريق دمشق.

وبسطت فصائل المعارضة السورية، مساء الجمعة، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.

والسبت، سيطرت مجموعات معارضة محلية على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوبي البلاد.

تزامن ذلك مع عملية "فجر الحرية" التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا، وتمكن من تحرير تل رفعت من إرهابيي تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الثورة سوريا سوريا تحديات ثورة سياسة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة المضادة قوات النظام

إقرأ أيضاً:

هذه الدول الأوروبية التي علقت طلبات لجوء السوريين.. ستعيد النظر

بدأت عدة دول أوروبية، منها ألمانيا والنمسا واليونان وبريطانيا، إعادة النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، وأعلنت تعليق البت في هذه الطلبات.

وأكدت فرنسا أنها تعمل على تعليق طلبات اللجوء السوريين، ومن المرجح التوصل إلى قرار قريبًا.

وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الاثنين الماضي، تعليق البت في طلبات اللجوء للسوريين بسبب "عدم وضوح الوضع" في بلادهم بعد سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد. تستضيف ألمانيا ما يقارب مليون سوري، وهو العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ومعظمهم وصل خلال عامي 2015 و2016 في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. وفيما يلي ما فعلته دول أوروبية:


النمسا
أعلنت حكومة تصريف الأعمال في النمسا، الاثنين الماضي، وقف معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين. وأوضح وزير الداخلية، جيرهارد كارنر، أنه وجّه الوزارة للتحضير لبرنامج يهدف إلى تنظيم عمليات "إعادة وترحيل" اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

بلجيكا
أعلنت المفوضية العامة للاجئين، الاثنين الماضي، تعليقها المؤقت للنظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، موضحة أن القرار سيظل ساريًا حتى تتوفر معلومات كافية لتقييم الوضع الأمني في سوريا ومخاطر الاضطهاد المحتملة. 

بريطانيا
أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية الاثنين الماضي أن بلاده قد علقت البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين لتقييم الوضع الحالي في بلادهم.


كرواتيا
أعلنت كرواتيا أمس الثلاثاء أنها علقت مؤقتاً استقبال طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، في خطوة لتقييم الوضع الحالي.

جمهورية التشيك
أعلنت وزارة الداخلية التشيكية الاثنين الماضي أنها أوقفت البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، نظراً للتغيرات الطارئة على الوضع في سوريا. وتقدم 38 سورياً بطلبات للحصول على الحماية، في حين تقدم 37 آخرون بطلبات لتمديد الإقامة.

الدنمارك
أعلنت الدنمارك الاثنين الماضي تعليق النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين. كما أكدت أن السوريين الذين رُفضت طلباتهم وتم منحهم مهلة للمغادرة، سيُسمح لهم بالبقاء لفترة أطول بسبب حالة الغموض الحالية.

 فنلندا
أعلنت هيئة الهجرة الفنلندية أمس الثلاثاء أنها علقت التعامل مع 350 طلب لجوء مقدمة من مواطنين سوريين. يأتي هذا القرار في ظل التغيرات الطارئة على الوضع في سوريا.

فرنسا
أعلنت وزارة الداخلية الاثنين الماضي أنها تعمل على تعليق حالات اللجوء الحالية من سوريا. ومن المتوقع أن يتم صدور قرار بهذا الشأن في القريب العاجل.
 ألمانيا
أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الاثنين الماضي عن تعليق جميع الطلبات المقدمة من المواطنين السوريين حتى إشعار آخر.


اليونان
صرح مسؤول حكومي كبير الاثنين الماضي أن اليونان قد علقت النظر في طلبات اللجوء المقدمة من نحو تسعة آلاف سوري. وأوضح أن اجتماعًا مزمعًا سيُعقد يوم الجمعة القادم لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطوة.

أيرلندا
أعلن وزير العدل الأيرلندي لرويترز الأربعاء أن مكتب الحماية الدولية سيوقف مؤقتًا إصدار القرارات النهائية في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، بينما يظل الوضع في سوريا قيد المراجعة.

إيطاليا
أعلنت الحكومة الإيطالية الاثنين أنها ستعلق استقبال طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، في ظل التغيرات المستجدة في الأوضاع بسوريا.


هولندا
أعلنت وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية، ماريولين فابر، في مذكرة الاثنين الماضي، أن أمستردام ستعلق لمدة ستة أشهر البت في طلبات اللجوء التي تم تلقيها قبل أقل من 21 شهراً.
 النرويج
أعلنت سلطات الهجرة النرويجية الاثنين الماضي أنها لن تتخذ قرارات بالرفض أو الموافقة بشأن طلبات اللجوء المقدمة من السوريين في الوقت الحالي.

بولندا
أعلن نائب وزير الداخلية البولندي أمس الثلاثاء في منشور على منصة "إكس" أن المكتب البولندي لشؤون الأجانب سيعلق إصدار قرارات بشأن طلبات الحماية الدولية المقدمة من السوريين، وذلك حتى يتضح الوضع في سوريا.


السويد
أعلنت وكالة الهجرة السويدية الاثنين الماضي عن تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، مشيرة إلى أنه لم يعد من الممكن تقييم مدى الحاجة إلى توفير الحماية في الوقت الحالي.

سويسرا
أعلنت الحكومة السويسرية أمس الثلاثاء تعليقًا مؤقتًا لإجراءات اللجوء بالنسبة للسوريين، موضحة أنها تسعى إلى تقييم الوضع في البلاد بشكل أفضل قبل اتخاذ أي قرارات جديدة.

مقالات مشابهة

  • هذه الدول الأوروبية التي علقت طلبات لجوء السوريين.. ستعيد النظر
  • "خذوا زينتكم عند كل مسجد"
  • دروس الثورة المصرية للثورة السورية: قراءة في المسارات والآفاق
  • ما قصة علم سوريا الأخضر ذو الثلاث نجمات؟
  • عبد العزيز: سقوط الأسد عبرة للطغاة وفرصة للثوار في ليبيا لاستعادة المبادئ
  • الصلابي: من احتمى بتركيا لن يكون ضحية
  • الميت في الشام.. والعزاء في مصر.. لماذا الفزع؟!
  • هل انتصرت الثورة السورية؟
  • العرموطي يطالب الحكومة الاعتراف بـ (الثورة السورية)
  • المجلس العربي يهنئ بإنتصار الثورة السورية وإنهاء نظام الأسد