التوتر يزداد بين إسرائيل وحزب الله.. هل اقتربت الحرب؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
تصاعدت الحرب الكلامية بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ليتزايد التوتر على الحدود مع تعهد كل منهما بإعادة الأخرى إلى "العصر الحجري" والاستعداد لصراع محتمل حتى وإن كانتا تنفيان ذلك.
الهدوء على المحكوتجنبت إسرائيل وحزب الله الدخول في حرب عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ آخر اشتباك كبير بينهما قبل 17 عاماً.
ولكن محللين يقولون إن "الهدوء أصبح على المحك في الآونة الأخيرة بسبب سلسلة من الحوادث التي زادت من مخاطر التصعيد مع احتدام التوترات الإقليمية بشأن برنامج إيران النووي وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتأتي التوترات على خلفية أزمة سياسية في إسرائيل شجعت أعداءها، ويقول حزب الله -الذي يسره رؤية بعض جنود الاحتياط وهم يرفضون تأدية الخدمة- إن إسرائيل الآن أضعف. فيما تقول إسرائيل إن "أعداءها يبالغون في تقدير تأثير الأزمة".
وتقول إسرائيل إن "حزب الله يتصرف بجرأة أكثر من أي وقت مضى وكان ذلك تحديداً في مارس (آذار ) عندما اتهمت الجماعة بالوقوف وراء تفجير بعبوة زرعت على جانب طريق مما أدى إلى إصابة قائد سيارة".
وقال الجيش الإسرائيلي آنذاك إن قوات الأمن قتلت رجلاً كان يحمل حزاماً ناسفاً بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر القنبلة بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل.
ويعد التسلل نوعاً من الهجمات لم يُعرف عن حزب الله أنه حاول تنفيذها من قبل بعيداً عن الحدود. ولم تنف الجماعة مسؤوليتها.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي لرويترز إن الهجوم كان يهدف إلى التسبب في خسائر كبيرة وإنه "لو حدث ذلك لاشتعلت الجبهة الشمالية".
الاستخبارات الإسرائيلية تتوقع حرباً مع "#حزب_الله" بحلول نهاية 2023 https://t.co/k3oeuBLRWG pic.twitter.com/iMadzSNtnJ
— 24.ae (@20fourMedia) August 10, 2023 سلسلة حوادثتضمنت سلسلة الحوادث على الحدود في الآونة الأخيرة إطلاق صواريخ على إسرائيل خلال أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووقوع مواجهات بين أعضاء من حزب الله أو أنصاره مع القوات الإسرائيلية.
كما تصاعدت التوترات بسبب خيمة نصبها حزب الله على أرض تقول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنها تقع على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وهي حدود رسمتها الأمم المتحدة تحدد الخط الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية عندما رحلت عن جنوب لبنان في عام 2000.
وفي غضون ذلك، اتهم حزب الله إسرائيل باتخاذ "إجراءات خطيرة" في قرية الغجر الحدودية التي يطالب لبنان بالسيادة على جزء منها وتحيطها إسرائيل بالكامل بسياج.
جنرال إسرائيلي: يجب حل أزمة خيمة #حزب_الله بالدبلوماسية https://t.co/UvWkM3lXEE
— 24.ae (@20fourMedia) August 16, 2023 "أكثر جرأة"وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، في إفادة إعلامية في السابع من أغسطس (آب) إن حزب الله أصبح "أكثر جرأة"، ورأى أن إيران تحاول إقناع الجماعة "بالإقدام على المزيد والمزيد من المخاطر، وسننزلق إلى هذا الصراع على الرغم من أننا لا نريد أي صراع في لبنان".
ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على طلب للتعليق. ولم يتسن الاتصال بالسلطات الإيرانية للتعقيب.
وقال مصدر مطلع على طريقة تفكير حزب الله إن "الجماعة اتخذت قراراً بعدم السماح بأي استفزازات أن تفجر الحرب وإنها تريد الحفاظ على الهدوء".
وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، أنه "عندما يريد حزب الله خوض الحرب فإن ذلك سيكون نتيجة قرار وليس نتيجة استفزاز".
وتعد إسرائيل جماعة حزب الله، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982، أكبر تهديد على حدودها.
وحصدت حرب عام 2006 أرواح 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و157 إسرائيلياً معظمهم من الجنود. ومنذ ذلك الحين، توسعت ترسانة حزب الله.
وفي كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للصراع، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي إن "الوقائع أثبتت - بما لا يحتاج إلى دليل - أن القوة التسليحية والإعداد الجيد الذي ينتهجه حزب الله من خلال تراكم القوة، هو الذي منع إسرائيل من الحرب على لبنان رغم حاجتها الماسة إلى تلك الحرب التي تساعدها على الخروج من الانقسام الداخلي".
وقال دبلوماسي غربي إن هناك "خطراً بأن يسيء حزب الله والآخرون تفسير ما يحدث في إسرائيل على أنه مؤشر على الضعف.. هم يفرطون في الثقة ويعتقدون أنهم يستطيعون فعل شيء ما".
وأشار الدبلوماسي إلى أن "الإسرائيليين قلقون بشأن احتمال نشوب صراع مع حزب الله أكثر مما كانوا عليه قبل 12 أو 24 شهرا"، مضيفاً أنه في حين أن هذا لم يجعل الصراع أمراً حتمياً، فإن المخاطر تتصاعد.
ما هي سيناريوهات المواجهة المقبلة بين #إسرائيل و #حزب_الله؟
https://t.co/QR3eKShNrP
دعا حزب الله وسائل الإعلام في مايو (أيار) لمشاهدة مقاتليه من وحدة النخبة المعروفة باسم (الرضوان) خلال محاكاة لغزو إسرائيل. وإسرائيل أيضاً تستعد.
وعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في يونيو (حزيران) فيديو يظهر اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في المقر العسكري في تل أبيب لمحاكاة حرب على حزب الله وإيران.
وقال ضابط عسكري إسرائيلي لرويترز "التوتر زاد بشكل كبير خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية. لكن في النهاية تستمر الحياة كالمعتاد".
وقال مهند الحاج علي من مركز "كارنيجي" للشرق الأوسط: إن "حزب الله الذي يتسم بالجرأة يسعى إلى "تغيير قواعد الاشتباك" مع توثيق عرى تحالفه مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وغزة".
وأضاف "هناك قاعدة الآن إذا وقعت انتهاكات للمسجد الأقصى في القدس أو حدث تصعيد موسع في الأراضي الفلسطينية فإن حدود لبنان الجنوبية ستشهد مناوشات أو إطلاق صواريخ".
وتابع "إنه أمر محفوف بالمخاطر للغاية".
ولا يستطيع لبنان تحمل تداعيات نشوب صراع في ظل الانهيار المالي الذي دخل عامه الرابع وأصاب الدولة بالشلل. وأعطى حزب الله العام الماضي موافقته على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل يسمح للبنان بالتنقيب عن الطاقة في البحر.
وقالت اليونيفيل إن "الميجر جنرال أرولدو لازارو ساينز الرئيس والقائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عبر عن قلقه خلال اجتماع مع ضباط إسرائيليين ولبنانيين إزاء الحوادث التي تقع على طول الخط الأزرق والتي زادت من حدة التوترات".
وقال المتحدث باسم اليونيفيل آندريا تينينتي إن أياً من الحوادث لم يتصاعد "بفضل عملنا والتزام الطرفين".
لكنه أضاف "ومع ذلك، يمكن أن يتحول أي حادث إلى شيء أكثر من ذلك".
#إيران تُحرك حزب الله على الحدود.. وإسرائيل تراقب https://t.co/kE0ALEwDkT
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاء
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعتزم التحدث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأشارت إلى أن المفاوضين قد ناقشوا بالفعل إمكانية تقسيم بعض الأصول بين الجانبين.
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة "إير فورس وان" خلال رحلة عودته إلى واشنطن من فلوريدا، قال ترامب إن العمل على هذا الملف استمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، معربًا عن أمله في إمكانية إنهاء الحرب، رغم إقراره بعدم وجود ضمانات بذلك.
يأتي هذا الطرح في إطار جهود ترامب لإقناع بوتين بقبول مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي وافقت عليه أوكرانيا الأسبوع الماضي، في وقت استمرت فيه الضربات الجوية المتبادلة بين الطرفين، فيما أحرزت القوات الروسية تقدمًا في منطقة كورسك الروسية التي كانت تحت سيطرة الأوكرانيين منذ أشهر.
وعندما سُئل عن التنازلات المحتملة، أوضح ترامب أن المناقشات تشمل الأراضي ومحطات الطاقة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه القضايا تمت مناقشته بالفعل بين الجانبين.
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن بوتين يتقبل الفلسفة العامة لوقف إطلاق النار وشروط السلام التي طرحها ترامب، مضيفًا أن المحادثات التي أجريت بين الطرفين الأسبوع الماضي كانت إيجابية وركزت على الحلول. لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل المطالب الروسية، التي يُعتقد أنها تشمل اعترافًا دوليًا بسيطرة روسيا على الأراضي التي ضمتها، ووقف المساعدات العسكرية الغربية لكييف، وحظر نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا. كما أعربت موسكو عن رفضها القاطع لنشر قوات أوروبية لضمان أمن أوكرانيا بعد أي اتفاق لوقف القتال.
وفي هذا السياق، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن موافقة روسيا ليست ضرورية لنشر قوات حليفة في أوكرانيا، معتبرًا أن كييف، باعتبارها دولة ذات سيادة، لها الحق في طلب الدعم العسكري دون تدخل موسكو.
تصريح الرئيس الفرنسي ماكرونمن ناحية أخرى، نقلت وسائل الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو تأكيده أن أي اتفاق سلام طويل الأمد يجب أن يتضمن ضمانات أمنية صارمة لموسكو، بما في ذلك إبقاء أوكرانيا على الحياد ورفض انضمامها إلى حلف الناتو.
وسط هذه التطورات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تغيير في قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة. وبحسب بيان رسمي، تم تعيين الجنرال أندري غناتوف بدلًا من أناتولي بارغيليفش، وكُلف بمهمة رفع كفاءة القيادة العسكرية.
وفي تعليق له على التغيير، قال زيلينسكي: "غناتوف رجل قتال. مهمته تتمثل في تعزيز الخبرات القتالية، والاستفادة من تجارب ألوية الجيش في التخطيط للعمليات الدفاعية والهجومية، بالإضافة إلى تطوير نظام الفرق العسكرية بشكل أكثر فاعلية".
Relatedنعم ولكن.. بوتين يوافق على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لكن مع "فروق دقيقة"بالزي العسكري.. بوتين يأمر قواته بأن تلحق بـ "العدو المتحصن في كورسك هزيمة ساحقة وبأسرع وقت"بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلامويأتي هذا التغيير في إطار إعادة تنظيم الجيش الأوكراني الذي توسع بشكل كبير منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022، حيث تسعى أوكرانيا إلى تحسين تنسيق العمليات العسكرية عبر إعادة هيكلة فرق الجيش.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار المعارك على الأرض، بينما تسعى الجهود الدبلوماسية، بقيادة ترامب، إلى إيجاد حل لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط تساؤلات حول فرص نجاح هذه المحادثات الجديدة بين واشنطن وموسكو.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يشيد بـ"محادثات مثمرة" مع بوتين في خضم جهود وقف إطلاق النار هل كان دونالد ترامب فعلا عميلا للمخابرات السوفياتية تحت اسم "كراسنوف"؟ زيلينسكي: وافقنا على هدنة الـ30 يوما لتحقيق السلام وأريد أن يرى ترامب ذلك فلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبوقف إطلاق النارهدنة