رسالة إلى صناع القرار: الثورة السورية ليست خيار فصيل بل نداء شعب
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
#سواليف
رسالة إلى #صناع_القرار: #الثورة_السورية ليست خيار فصيل بل نداء شعب
بقلم: أ. د. #محمد_تركي_بني_سلامة
في خضم اللحظة التاريخية التي نعيشها، تشهد منطقتنا تحولات جذرية وغير مسبوقة تمتد من #غزة وجنوب #لبنان إلى دمشق وحلب. هذه التحولات تفرض علينا كأردنيين، قيادةً وشعبًا، الوقوف عند مسؤولياتنا التاريخية تجاه أشقائنا في سوريا.
ما يحدث في سوريا ليس مجرد صراع فصائل أو تنافس جهات، بل هي ثورة شعب بأكمله. شعب عانى لعقود من الاستبداد والقمع والحرمان، وثار ليطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة الوطنية. هذا الواقع يجب أن يكون واضحًا في أذهاننا، فنحن لا نتعامل مع منظمة أو جهة محددة، بل مع نداء جماعي لشعب عظيم يناضل لاستعادة وطنه من براثن الطغيان.
#الأردن، بحكم موقعه الجغرافي وارتباطه التاريخي والاجتماعي بسوريا، لا يمكنه أن يقف متفرجًا أو ينتظر تبلور الحلول. نحن الأقرب إلى #سوريا وجدانًا وروحًا، والأكثر تأثرًا بما يجري على أراضيها. علينا أن ندرك أن أي تأخير في التواصل مع قيادة الثورة السورية يعني خسارة فرصة ذهبية ليس فقط لدعم حق الشعب السوري، بل أيضًا لحماية مصالحنا الوطنية وتعزيز استقرار منطقتنا.
لقد كان الأردن دائمًا على الجانب الصحيح من التاريخ، داعمًا لحق الشعوب في تقرير مصيرها. واليوم، مع تقدم الثورة السورية واقترابها من تحقيق أهدافها، يجب أن يكون للأردن موقف واضح وثابت في دعم الشعب السوري. هذا الموقف لا ينبع فقط من التزامنا الأخلاقي والإنساني، بل أيضًا من إدراكنا العميق بأن استقرار سوريا هو مفتاح استقرار المنطقة بأكملها، وأن الأردن سيظل شريكًا أساسيًا في إعادة بناء سوريا الحرة الديمقراطية.
تواصل الأردن مع قيادة الثورة السورية لا يعني فقط تأكيد موقفه المبدئي، بل هو أيضًا خطوة استراتيجية لحماية مصالحه الوطنية. نحن الأكثر تأثرًا بما يحدث في سوريا، سواء من حيث الأوضاع الأمنية أو الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن أزمة #اللاجئين. عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل سوريا حرة مستقرة، وهذا يتطلب دعم الثورة بكل السبل الممكنة.
إن اتخاذ قرار تاريخي بدعم الثورة السورية يعني أن الأردن سيكون حاضرًا في صياغة مستقبل سوريا الجديدة، وسيكون له دور محوري في ضمان استقرارها والمساهمة في إعادة إعمارها. هذا ليس خيارًا ثانويًا أو رفاهية سياسية، بل هو ضرورة تمليها علينا مسؤوليتنا تجاه أشقائنا وتجاه أمننا القومي.
إنني أوجه ندائي إلى صناع القرار في الأردن: لا تتأخروا في اتخاذ هذا القرار التاريخي. دعم الشعب السوري في نضاله ليس فقط موقفًا أخلاقيًا، بل هو أيضًا مصلحة وطنية عليا. فلنعمل معًا لما فيه خير الأردن وسوريا، فمصيرنا مشترك، وتاريخنا شاهد على عمق الأخوة التي تجمعنا. سوريا الحرة الموحدة الديمقراطية ليست حلمًا بعيد المنال، بل هي واقع يلوح في الأفق، ويتطلب منا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف صناع القرار الثورة السورية محمد تركي بني سلامة غزة لبنان الأردن سوريا اللاجئين الثورة السوریة
إقرأ أيضاً:
الساروت.. الحاضر الغائب في الذاكرة السورية
منذ بدء عملية ردع العدوان في شمال سوريا، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بذكر المنشد الراحل عبد الباسط الساروت، المعروف بـ"بلبل الثورة وحارسها"، والذي قُتل دفاعا عنها عام 2019 خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في إدلب.
من كلمات الشهيد الساروت عن النصر والشهادة
أستذكرك في هذا اليوم المباركة وقد بدأت حمص تلبس ثوب النصر #حمص_تتحرر
pic.twitter.com/GLIBG96iOI
— Wolverine (@Wolveri07681751) December 6, 2024
وعند السيطرة على كل منطقة، كان ذكره أول ما يخطر ببال كل السوريين، معبرين عن حزنهم لغيابه عن "فرحة التحرير"، ومتمنين له الرحمة ومنزلة الشهداء في الجنة، على حد قولهم.
رحم الله #الساروت #حماة_تتحرر pic.twitter.com/kYr5dCMlAX
— خَاتُونُ الرِّنْتِيسِي???? (@khaatun74) December 4, 2024
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لأسباب طبية.. إيران تطلق سراح نرجس محمدي لثلاثة أسابيعlist 2 of 2رايتس ووتش تبدي مخاوفها من "تكتيكات وحشية" للنظام السوري تجاه المدنيينend of listالساروت التحق بركب الثورة السورية منذ بدأت في مارس/آذار 2011، وبات أحد أيقوناتها.
وترك عبد الباسط حينها نادي الكرامة، حيث لعب حارسا لمرمى فئة الناشئين، وخرج في المظاهرات والاعتصامات بمدينته حمص.
عُرف بحبه للأهازيج والهتافات والأناشيد الثورية، وقاد المظاهرات في حيي البياضة والخالدية، رغم صغر سنه، فقد كان يبلغ 19 عاما.
إعلانوظهر محمولا على الأكتاف، محفزا المتظاهرين، فأطلق عليه لقب "منشد الثورة".
رغم وجود @syr_rev_archive من عشرات آلاف المظاهرات التي قام بها الشعب السوري
إلا أن مظاهرة حي البياضة بصوت #الساروت تبكيني، رحم الله الشهداء ????????#حمص#سوريا#سوريا_تتحرر #الثورة_السورية_العظيمة pic.twitter.com/UYc2FoxCHj
— سَلمَانـ | Salman Alnajjar (@salman_Syr) December 6, 2024
ولجرأته وشجاعته كشف عن وجهه مبكرا في الأشهر الأولى للثورة، في حين كان كثير من المتظاهرين يتجنبون الكشف عن وجوههم خوفا من الملاحقات الأمنية.
وتداول المدونون خلال الأيام الماضية، وصية الساروت للسوريين "بأن يسجدوا لله شكرا عند تحرير مدينة حمص من حكم بشار الأسد وحكومته.
اسجدو سجدة شكر إلى رب العالمين يا احرار سوريا كما اوصاكم #عبد_الباسط_الساروت pic.twitter.com/cXxWIeABQq
— رعد بن خالد (@raad_of) December 8, 2024
ونفذ الرفاق وصية الساروت بالسجود عن مدخل حمص، وأكدوا من خلال فيديوهات نشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنفيذ الوصية.
وصيت الساروت نسجد بحمص
سجدنا ياساروت سجدددنا ياشهيد pic.twitter.com/N4Xj5KB23V
— ماجد الخالدي Majed Alkhalde (@majedalkhalda) December 8, 2024
وفي مقطع مؤثر، زار أحد المقربين من "الساروت" قبره ليخبره بأن ما تنبأ به من تحرير حمص قد أصبح حقيقة قائلا: "يا عبد الباسط يا أبو جعفر يا حارس الثورة، أبشرك حمص حرة ولبست الثوب الأخضر، دخلوها الشباب ساجدين أخذوا بوصيتك ولم يخونوا دمك ودم الشهداء".
عند قبر الساروت: جيتك تحت الليل لقلك حمص حرة يا عبد الباسط.. دخلوها ساجدين متل ما قلتلهن pic.twitter.com/cUk3RAm3zX
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 8, 2024
وبث الإعلامي موسى العمر مقطع فيديو عبر حسابه في "إكس"، قال إنه قد خبّأه لحين إعلان تحرير حمص، ويظهر فيه الراحل ينشد متعهدا بتحرير المدينة، ودون عليه: "هذا تسجيل خاص للشهيد الرمز عبد الباسط الساروت ابن حمص البار كنت أخفيه حتى فرحة تحرير حمص.. كم نفتقدك".
هذا تسجيل خاص للشهيد الرمز عبد الباسط الساروت ابن حمص البار كنت أخفيه حتى فرحة تحرير حمص كم نفتقدك ❤️.. pic.twitter.com/0S9INxacqN
— موسى العمر (@MousaAlomar) December 7, 2024
إعلانفي حين كرم ناشطون المقاتل برفع أناشيد -كان يرددها بصوته إبان الاحتجاجات- في شوارع دمشق بعد إعلان سقوط الأسد.
ونشر صانع المحتوى راتب يبرودي مقطع فيديو لاحتفال سوريين في دمشق على أنغام أنشودة عبد الباسط الساروت بعد إعلان سقوط الأسد وعلق عليه: "عبد الباسط في نصف دمشق، الله يرحمك يا بُلبل الثورة ستبقى في قلوبنا ما حيينا".
- عبد الباسط الساروت في نصف دمشق، الله يرحمك يا بُلبل الثورة، ستبقى في قلوبنا ما حيينا! ????????pic.twitter.com/hgvpxEXlol https://t.co/GSC77IqUx0
— راتب يبرودي | Rateb Yabroudi (@rateb_yabroudi) December 8, 2024
وكان الساروت أول من يُبشر بتحرير المناطق على مواقع التواصل وبعد إعلان إدارة العمليات.
وقال الناشط مضر في حسابه بعد تحرير حمص مترحما ومبشرا الساروت بدخول رفاقه إلى حمص: "الله يرحمك ويتقبلك يا عبد الباسط الساروت، حمص حرة يا ساروتنا ورجعوا الشباب فاتحين يا ريتك معنا".
الله يرحمك ويتقبلك يا عبد الباسط الساروت، حمص حرة يا ساروتنا ورجعوا الشباب فاتحين.
ياريتك معنا #ردع_العدوان pic.twitter.com/KMDO1hkbav
— مُضَر | Modar (@ivarmm) December 7, 2024
وأعاد المدون فهد العتيبي نشر عبارة الساروت التي قال فيها "هاي الثورة ثورة شعب ما لها حل إلا النصر".
عبد الباسط الساروت رحمة الله. pic.twitter.com/evVZvbAVPA
— فهد العتيبي (@OfficiaI_Fahad) December 8, 2024
وردت فاطمة عبد الحميد على ذلك بالقول: الثورة انتصرت يا عبد الباسط.
-
«هاي الثورة ثورة شعب، مالها حل إلا النصر!»
الثورة انتصرت يا عبد الباسط#ردع_العدوان #الساروت #حمص_تتحرر pic.twitter.com/U4G1TYJkU8
— فاط????مة عبدالحميد (@fatemaabdelhmid) December 8, 2024
وأرعبت شعبية الساروت المتزايدة أجهزة الأمن السورية، فلاحقوه محاولين كسرها وتفريق الجموع من حوله عبر بث شائعة وصفته بـ"الإرهابي السلفي".
إعلانوخرج الساروت نافيا التهمة في تسجيل مصور، مؤكدا رفضه للطائفية.
كما عرض النظام السوري عليه تسوية أمنية تتضمن زيارة دمشق والقصر الجمهوري، والظهور على قناة موالية للنظام وتأييده له، مقابل استعادة مكانته كلاعب في المنتخب السوري، لكنه رفض العرض.
وبسبب رفضه، أصبح عبد الباسط على قائمة المطلوبين للنظام، واتهم بالإرهاب.
وفي أواخر عام 2011، اقتحم الجيش السوري حي البياضة بحثا عنه.
وتمكن الساروت من الهرب مع عائلته، لكن قوات النظام قتلت شقيقه الوليد وعددا من أقاربه وأصدقائه، ودمرت بيت عائلته.
ورصد النظام مكافأة لمن يقتل أو يعتقل منشد الثورة، لكنه استمر في قيادة المظاهرات والاعتصامات، مرددا الأناشيد التي اشتهر بها مثل "جنة يا وطنا" و"حانن للحرية".
ومع بداية عام 2012، تحولت الثورة إلى العسكرة نتيجة القتل والاستهداف، وفقد النظام السيطرة على أحياء من حمص. وأسس الساروت كتيبة "شهداء البياضة" للدفاع عن حيه، وضمت الكتيبة عددا من إخوته وأقربائه وأبناء حيه.
شهد المقاتل حصار حمص، وأصيب مرات عدة، هجّره النظام إلى الشمال وبقي على الجبهات إلى أن أصيب وقتل في الثامن من يونيو/حزيران 2019.