عربي21:
2025-01-16@19:44:34 GMT

قشة التهدئة!

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

يتابع أهالي قطاع غزة الساحلي، وجلهم نازحون عن بيوتهم أو ما تبقى منها، أخبار التهدئة المملة، ولسان حالهم "بركن تزبط هالمرة"، رغم أنها تكاد تتكرر بذات الصيغ والجمل والعبارات والمصادر والوسائل منذ شهور عديدة، حيث تمنحهم أخبار المفاوضات جرعة كبيرة من الأمل والترقب في بدايتها، ويرهقهم تتابعها ومتابعتها، ثم يحبطهم خبوّها وتراجعها، ذلك أن التهدئة تعني عودة رغيف خبزهم المفقود، وأمنهم المنشود، واستئناف ولو لفترة مؤقتة لحياتهم المعطلة منذ بداية العدوان قبل أكثر من عام، كما أنها فرصة لالتقاط الأنفاس بعدما طالت الحرب وتوسعت وشابها تعقيدات حسابات السياسة المرهقة!

ويتعلق أكثر من مليوني غزي بـ"قشة" أخبار التهدئة المتتابعة رغم إدراكهم للمراوغة الإسرائيلية المعتادة، وخيبة أملهم المتكررة على مدار شهور طويلة من المفاوضات الرامية لوضع حد لعدوان وحشي طال مختلف جوانب حياتهم، إذ لا سبيل أمامهم سوى ذلك، لا سيما أن التهدئة تعني لهم الكثير الكثير، فهي أكثر من مجرد استراحة من موت يطاردهم منذ عام ويزيد، سواء عبر الإصابة المباشرة بصواريخ وقذائف ورصاص جيش الاحتلال، أو كنتيجة متحصلة لآثاره المحيطة بهم، لا سيما جراء المجاعة المتفشية نتيجة نقص وشح الخضروات والمساعدات، ونتيجة الأمراض وضعف الرعاية الطبية جراء إنهاك الطواقم الطبية والاستهداف المتواصل للمرافق الصحية.



وعلى وقع تتابع أخبار مفاوضات التهدئة يتضاعف الأمل بنجاحها وبلوغها محطة الاتفاق ومباشرة التنفيذ، لا سيما بعدما بلغت "البطون" الحناجر جراء افتقاد "رغيف الخبز" نتيجة شح "الطحين" وارتفاع أسعار المتاح منه، حيث يجد غالبية الغزيين أنفسهم وجها لوجه مع شبح الجوع الذي يفتك بهم، ولا حاجة للإشارة إلى اللحوم بأصنافها والفواكه بأنواعها كونها أصبحت خارج قائمة متطلبات أهالي غزة، ليس زهدا فيها، أو اتباعا لنظام غذائي صحي أو ما يعرف بالريجيم، بل قهرا وقسرا لطول فترة حرمانهم منها، وليأسهم من إمكانية التحصل عليها إجمالا، فهي وإن توفر شيء منها، فتكلفتها باهظة جدا لدرجة يعجز معظمهم عن شرائها، وحتى لو امتلاك بعضهم القدرة على شرائها، فالقرار غالبا الامتناع عن ذلك، وتفضيل تأمين "رغيف الخبز" الذي بات عزيزا ومكلفا أيضا، وله الأولوية الأولى عما سواه، فهو سلاحهم لسد الرمق ووأد الجوع.

ودون أدنى مبالغة، فالتهدئة باتت أكثر من مجرد مطلب وحلم لأكثر من مليوني غزي يكابدون ظروفا معيشية تزيدهم وهْنا على وهن، حتى أن مجرد وجود حراك سياسي بشأنها يخفف عنهم شيئا من مكابدة العدوان رغم أن جولات المفاوضات تشهد مجازر دموية وتكثيف لضغوط الاحتلال بصور مختلفة، لا سيما عبر مطالبة الغزيين بإخلاء مناطق جديدة في سياق سعيه لابتزاز المواقف وانتزاع المكاسب من المفاوض الفلسطيني الذي يكرس جهده لوقف العدوان بشكل كامل، فالإخلاء وما أدراك ما الإخلاء؟! عذاب لا يوصف، وجرعة ألم مُرة، وتكرار لمأساة النزوح من جديد، فلا استقرار ولا أمان، بل خوف وقلق وجوع وألم! فمتى ترسو سفينة التهدئة على شاطئ الأمان؟! ومتى يتخلّى المجتمع الدولي عن ازدواجية معاييره؟! ومتى تُشف جراح أهالي غزة ويتم منحهم فرصة لالتقاط الأنفاس وذرف الدموع والحزن على من فقدوا من أحبة؟! ومتى يكف العالم عن صم أذنيه عن أوجاعهم ويلتفت لحقهم بالحياة؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة التهدئة الاحتلال الجوع احتلال غزة جوع تهدئة معيشة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا سیما أکثر من

إقرأ أيضاً:

الشهيد القائد.. صوت الحق في وجدان الأمة

 

ليست الشهادة نهاية للرجال العظام، بل هي بداية لخلود أبديّ، يُضيء دروب الأجيال القادمة في ذكرى استشهاد السيد القائد حسين بدر الدّين الحوثيّ، لا نتحدث عن رحيل جسدٍ، بل عن بقاءِ رسالةٍ، وعن فكرٍ ثائرٍ لم تُخمدهُ رصاصاتُ الظلم، بل ازداد تألقاً بشهادة سجلت اسمه في سجل الخالدين، تضحيته لم تكن عبثًا، بل كانت بذرة أثمرت عزةً وكرامةً، وألهمت أمةً بصمودها.

كان الشهيد القائد، رحمه الله، أكثر من مجرد رجلٍ سياسي، كان رمزا للمقاومة والثبات، صوتًا يرن في وجدانِ الأمة، ينادي بالحرية والاستقلال، فكره كان ملهمًا، كلماته كانت مؤثرة، وأفعاله كانت شاهدة على إيمانه الراسخ بقضيته لم يكن يخشى الموت، بل كان يرى في الشهادة النصر والخلود.

اختار الطريق الصعب، الطريق الذي يقتضي التضحية والصمود، الطريق الممطر بدماء الشهداء لم يكن ذلك مجرد اختيار شخصي، بل كان اختيارًا لرسالة وقضية عظيمةٍ، قضيةٌ تتجاوز الحدود والثقافات، وتمثل أَمل الأُمة في التحرر من الظلم والاستبداد كان يؤمن بقدرة الشعب على صنع مستقبله، وكان يحارب من أجل كرامة الإنسان، ومن أجل بناء مجتمع عادل، يحكم بالعدل والإنصاف.

دعوته لم تكن مجرد كلمات، بل كانت أفعالاً دعا إلى العودة إلى أصول الدين الحنيف، إلى إحياء قيم الأخوة والعدل والحرية، إلى بناء مجتمع يحترم فيه كرامة الإنسان لم يكن هدفه مجرد تغيير سياسي، بلْ كان يسعى إلى تغيير جذري في النفوس والقلوب أراد بناء مجتمع يحكم بالقانون، وترعى فيه حقوق المُستضعفين، ويحافظ على هويته وثقافته.

في ذكرى استشهاده، لا نتذكر مجرد رجلٍ سقط شهيدًا، بل نتذكر فكرًا وإرثًا يستمر في الإلهام، ورسالة تتجاوز حدود الزمان والمكان يجب علينا أن نستلهم من حياته ومثله، أن نسير على نهجه، أنْ نكمل رسالته بالجد والعزم قضيته لم تزل تستدعي الجهاد والنضال، وإرثه يتطلب منا أن نكون أوفياء لعهده، أوفياء للمثل والقيم التي دافع عنها بروحه.

شهادة السيد القائد لم تكن نهاية، بل كانت بداية لمسيرة طويلة، مُسيرةٍ تَستدعي الصَّمودَ والثَّباتَ، والإيمان بالنصر، والعزيمة على تحقيق الأهداف إن ذكرى استشهاده ليست مجرد يوم نتذكر فيه رجلًا شريفًا، بل هي يوم نجدد فيه العهد مع المبادئ والقيم، مع الحرية والعدالة، مع الأمل في مستقبل أفضل للأُمة فليشهد التاريخ أن تضحيته لم تكن عبثًا، بل كانت بذرة أثمرت عزة وكرامة لليمن وللأُمة.

 

مقالات مشابهة

  • منذ اتفاق التهدئة.. مقتل 83 فلسطينياً في 50 غارة على غزة
  • أكثر من 45 مليون طن من الركام في غزة
  • افرام بعد لقائه سلام: بحثنا في أمور بنيوية لا سيما القانون الانتخابي
  • الأردن ليس رغيف شعير على موائدكم!
  • أكثر من 1800 فرصة عمل متاحة برواتب مجزية والتقديم حتى هذا الموعد- التخصصات وخطوات التقديم
  • إعلام فلسطيني: أكثر من 80 شهيدا منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • أكثر من 40 شهيد وعشرات المصابين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • الشهيد القائد.. صوت الحق في وجدان الأمة
  • نهاية حرب غزة
  • سعر رغيف الخبز في التموين اليوم الإثنين 13 يناير 2025