عربي21:
2025-03-31@22:23:45 GMT

قشة التهدئة!

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

يتابع أهالي قطاع غزة الساحلي، وجلهم نازحون عن بيوتهم أو ما تبقى منها، أخبار التهدئة المملة، ولسان حالهم "بركن تزبط هالمرة"، رغم أنها تكاد تتكرر بذات الصيغ والجمل والعبارات والمصادر والوسائل منذ شهور عديدة، حيث تمنحهم أخبار المفاوضات جرعة كبيرة من الأمل والترقب في بدايتها، ويرهقهم تتابعها ومتابعتها، ثم يحبطهم خبوّها وتراجعها، ذلك أن التهدئة تعني عودة رغيف خبزهم المفقود، وأمنهم المنشود، واستئناف ولو لفترة مؤقتة لحياتهم المعطلة منذ بداية العدوان قبل أكثر من عام، كما أنها فرصة لالتقاط الأنفاس بعدما طالت الحرب وتوسعت وشابها تعقيدات حسابات السياسة المرهقة!

ويتعلق أكثر من مليوني غزي بـ"قشة" أخبار التهدئة المتتابعة رغم إدراكهم للمراوغة الإسرائيلية المعتادة، وخيبة أملهم المتكررة على مدار شهور طويلة من المفاوضات الرامية لوضع حد لعدوان وحشي طال مختلف جوانب حياتهم، إذ لا سبيل أمامهم سوى ذلك، لا سيما أن التهدئة تعني لهم الكثير الكثير، فهي أكثر من مجرد استراحة من موت يطاردهم منذ عام ويزيد، سواء عبر الإصابة المباشرة بصواريخ وقذائف ورصاص جيش الاحتلال، أو كنتيجة متحصلة لآثاره المحيطة بهم، لا سيما جراء المجاعة المتفشية نتيجة نقص وشح الخضروات والمساعدات، ونتيجة الأمراض وضعف الرعاية الطبية جراء إنهاك الطواقم الطبية والاستهداف المتواصل للمرافق الصحية.



وعلى وقع تتابع أخبار مفاوضات التهدئة يتضاعف الأمل بنجاحها وبلوغها محطة الاتفاق ومباشرة التنفيذ، لا سيما بعدما بلغت "البطون" الحناجر جراء افتقاد "رغيف الخبز" نتيجة شح "الطحين" وارتفاع أسعار المتاح منه، حيث يجد غالبية الغزيين أنفسهم وجها لوجه مع شبح الجوع الذي يفتك بهم، ولا حاجة للإشارة إلى اللحوم بأصنافها والفواكه بأنواعها كونها أصبحت خارج قائمة متطلبات أهالي غزة، ليس زهدا فيها، أو اتباعا لنظام غذائي صحي أو ما يعرف بالريجيم، بل قهرا وقسرا لطول فترة حرمانهم منها، وليأسهم من إمكانية التحصل عليها إجمالا، فهي وإن توفر شيء منها، فتكلفتها باهظة جدا لدرجة يعجز معظمهم عن شرائها، وحتى لو امتلاك بعضهم القدرة على شرائها، فالقرار غالبا الامتناع عن ذلك، وتفضيل تأمين "رغيف الخبز" الذي بات عزيزا ومكلفا أيضا، وله الأولوية الأولى عما سواه، فهو سلاحهم لسد الرمق ووأد الجوع.

ودون أدنى مبالغة، فالتهدئة باتت أكثر من مجرد مطلب وحلم لأكثر من مليوني غزي يكابدون ظروفا معيشية تزيدهم وهْنا على وهن، حتى أن مجرد وجود حراك سياسي بشأنها يخفف عنهم شيئا من مكابدة العدوان رغم أن جولات المفاوضات تشهد مجازر دموية وتكثيف لضغوط الاحتلال بصور مختلفة، لا سيما عبر مطالبة الغزيين بإخلاء مناطق جديدة في سياق سعيه لابتزاز المواقف وانتزاع المكاسب من المفاوض الفلسطيني الذي يكرس جهده لوقف العدوان بشكل كامل، فالإخلاء وما أدراك ما الإخلاء؟! عذاب لا يوصف، وجرعة ألم مُرة، وتكرار لمأساة النزوح من جديد، فلا استقرار ولا أمان، بل خوف وقلق وجوع وألم! فمتى ترسو سفينة التهدئة على شاطئ الأمان؟! ومتى يتخلّى المجتمع الدولي عن ازدواجية معاييره؟! ومتى تُشف جراح أهالي غزة ويتم منحهم فرصة لالتقاط الأنفاس وذرف الدموع والحزن على من فقدوا من أحبة؟! ومتى يكف العالم عن صم أذنيه عن أوجاعهم ويلتفت لحقهم بالحياة؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة التهدئة الاحتلال الجوع احتلال غزة جوع تهدئة معيشة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا سیما أکثر من

إقرأ أيضاً:

???? خطاب حميدتي .. صوت الهزيمة واعتراف غير مباشر بالانكسار

???? خطاب حميدتي.. صوت الهزيمة واعتراف غير مباشر بالانكسار
???? “انسحابنا كان قرارًا جماعيًا” .. أم هروب تحت النيران؟
حميدتي يحاول تبرير فرار مليشياته من الخرطوم بادعاء أن “الانسحاب كان مخططًا”، لكنه يتجاهل الحقيقة الواضحة: قواته فرت بعدما تلقت ضربات قاصمة من الجيش، ولم يعد بإمكانها الصمود.
???? “الحرب لم تنته” .. لكن جيشك انهار!
الحديث عن استمرار الحرب مجرد محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه، فالمليشيات انهارت في الخرطوم، وتعاني من انقسامات داخلية، بينما الجيش يواصل تقدمه بثبات.
???? “مصممون على الانتصار” .. لكن أين قواتك؟
بينما يدعي أنه “مصمم على النصر”، فإن الواقع يشير إلى انهيار قواته، واستسلام العشرات، وفرار قادته الميدانيين، مما يجعل حديثه عن الانتصار مجرد أوهام لا تسندها الوقائع.
???? “السيطرة على 18 ولاية” .. حميدتي يحلم في العلن!
لم يتمكن من الاحتفاظ بمواقعه في الخرطوم، لكنه يتحدث عن السيطرة على السودان بأكمله! هذا التصريح يعكس حجم التخبط والانفصال عن الواقع، حيث باتت مليشياته مجرد فلول تتنقل بين الولايات في حالة انهيار تام.
???? “لن نتفاوض” .. لأنك فقدت أوراق اللعبة!
رفضه التفاوض ليس دليل قوة، بل اعتراف غير مباشر بأنه لم يعد لديه ما يقدمه سوى الشعارات، فالمليشيات فقدت الدعم، والأرض، والقدرة على فرض أي شروط.
???? هروب إلى تشاد.. نهاية التمرد تقترب!
مع اشتداد ضربات الجيش، فرّ العشرات من عناصر الدعم السريع إلى تشاد بحثًا عن مأوى آمن، في دليل واضح على أن المليشيات فقدت أي أمل في المواجهة. هذا الانسحاب يؤكد أن المعركة حُسمت عسكريًا، ولم يعد أمام فلول التمرد سوى الهرب أو الاستسلام.
???? حميدتي يهدد.. لكنه هو من يهرب!
خطابه الأخير لم يكن إعلان تحدٍ، بل كان خطاب مهزوم يحاول إنكار الواقع. مليشياته في حالة تفكك، وقيادته مشتتة، والقوات المسلحة تقترب من الحسم النهائي.
✊ السودان ينتصر، الخرطوم تتحرر، والتمرد يتهاوى إلى زوال.
#السودان #الخرطوم #القوات_المسلحة #هزيمة_المليشيات #النصر_حتمي

** متداول

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عيد الفطر في تعليم الجيزة.. تهانٍ ورسائل تعزز روح الفريق
  • ???? خطاب حميدتي .. صوت الهزيمة واعتراف غير مباشر بالانكسار
  • وفاة أكثر من 300 شخص من جراء تفشي وباء الكوليرا في أنغولا
  • الصحة العالمية: وفاة أكثر من 300 شخص جراء تفشي وباء الكوليرا في أنغولا
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • الفنانة سميرة عبد العزيز: لن أقبل أن يشارك حمو بيكا في المسرح
  • هاكر في الظل.. المحتال المتخفى وراء قناع فيسبوك
  • أهالي اللاذقية يشيدون بانتشار رجال قوى الأمن العام والشرطة في ظل الازدحام الذي تشهده الأسواق
  • مدينة تحت الأهرامات .. اكتشاف خطير أم مجرد وهم؟
  • هاكرز فى الظل.. المحتال الرقمى سرقة بلا أثر