لماذا قفز الدولار لمستوى تاريخي في مصر وهل سيستمر في الصعود؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
مصر – قفز متوسط سعر الدولار في بنوك “الأهلي” و”مصر” و”التجاري الدولي” متجاوزا الـ50 جنيها.
جاء ارتفاع الدولار اليوم بعد أن قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي السبت الماضي إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تقلبات في حدود 5% خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الحكومة لن تكرر أخطاء الماضي، حين أدى تثبيت سعر الصرف إلى أزمات اقتصادية أجبرت البلاد على تعويم العملة وفقدانها 40% من قيمتها، مؤكدا ملتزمون بسعر صرف مرن.
كما تزامن ارتفاع سعر الدولار مع إجراء صندوق النقد الدولي المراجعة الرابعة على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري تمهيدا لصرف شريحة بـ1.3 مليار دولار من إجمالي القرض البالغ 8 مليارات دولار.
ترى سهر الدماطي، نائب رئيس بنك سابقا، في حديثها مع مصراوي، إن ارتفاع سعر الدولار جاء لعدة أسباب منها بدء فتح الاعتمادات المستندية لاستيراد مستلزمات شهر رمضان وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار.
كان البنك المركزي سمح للبنوك خلال الشهر الماضي بتدبير الدولار لـ 13 سلعة غير أساسية تطلب موافقة مسبقة منه، في خطوة لرفع كافة القيود على تمويل الاستيراد بعد وفرة النقد الأجنبي.
وأوضحت الدماطي، أن الشركات تعمل حاليا على إغلاق مراكزها بنهاية العام الجاري بالدولار وهو ما قد يكون أدى إلى زيادة سعر الدولار.
واتفق محمد عبد العال، الخبير المصرفي، مع سهر الدماطي، في أن نهاية العام تبدأ بعض الشركات بإغلاق مراكزها المالية بالدولار بما أدى إلى ارتفاع الدولار.
وأضاف أن زيادة مرونة سعر صرف الدولار قد يكون سببه وجود استحقاقات لبعض المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة أو مدفوعات خدمة دين.
أظهرت بيانات الوضع الخارجي للاقتصاد المصري وجود مدفوعات دين مستحقة على مصر بنحو 33.4 مليار دولار خلال العام المالي الجاري الذي ينتهي في يونيو المقبل بعد أن سددت نحو 32.9 مليار دولار العام المالي الماضي.
فيما رجح محمود نجلة المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي للاستثمارات المالية، وجود مستحقات حان وقت أجلها أدت إلى ارتفاع الدولار.
ويرى نجلة أن زيادة الدولار جاءت بشكل طبيعي دون وقوع قفزات سعرية كبيرة لكن بعد تخطيه حاجز 50 جنيها قد يكون كسر الحاجز النفسي لهذا الرقم.
رجح محمد عبد العال أن الدولار سيتحرك بين 49.5 جنيه و50.5 جنيه حتى نهاية العام الجاري والمقبل دون وجود قفزات مبالغ فيها.
وأوضح أن سعر صرف الدولار يتداول بالسعر الرسمي في البنوك سواء صعودا أو هبوطا وهو ما يمثل عامل إيجابي في عدم تعدديةسعر الصرف التي مرت بها مصر في وقت سابق.
في مارس الماضي لجأ المركزي إلى تحرير سعر الصرف بعد تفاقم أزمة النقد الأجنبي وانتشار السوق السوداء لتجارة العملة.
وبعد هذا القرار ارتفع الدولار بنحو 60% مقابل الجنيه من 30.94 جنيه إلى قرب 50 جنيها قبل أن يتخطى هذا الرقم اليوم.
وترى سهر الدماطي، أنه من الصعب التوقع بسعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة في ظل تسارع التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
وأوضحت أن تحديد سعر صرف الدولار سيتوقف على حجم المدفوعات على مصر مقابل المعروض والموارد من النقد الأجنبي.
المصدر: مصراوي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: سعر صرف الدولار سعر الدولار
إقرأ أيضاً:
العودة إلى المِصيدة: بريطانيا تُكرر أخطاء الماضي
بعد أسابيع من إعلان لندن انسحابها من “المغامرة الترامبية” العسكرية، عادت بريطانيا أمس الثلاثاء لتُشارك واشنطن في غارات جوية عدوانية على اليمن، مُستخدمةً طائرات “تايفون” لقصف أحياء سكنية في صنعاء وصعدة تحت جنح الظلام. هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج ذعر “إسرائيلي” من ضربات اليمن المتصاعدة، وفشل أمريكا الذريع في كسر شوكة اليمن.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل تدرك بريطانيا أن عودتها للعدوان لن تُضيف شيئاً لواقع المعركة أو تحدَّ من عمليات اليمن المتصاعدة، بل ستجعلها هدفاً جديداً لصواريخ ومسيّرات اليمن؟
كذبة “حماية الملاحة”.. والهدف الحقيقي
في يناير 2024، أطلقت أمريكا وبريطانيا عدوانهما على اليمن بزعم “حماية الملاحة الدولية”، لكن الحقيقة كانت دوماً أوضح: الهدف هو حماية السفن “الإسرائيلية” وإسكات صواريخ ومسيّرات اليمن التي باتت تُهَدِّدُ عمق كيان العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
– الحظر البحري اليمني أوقف حركة السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية بنسبة 100%.
– ضربات صاروخية نوعية أجبرت حاملة الطائرات “ترومان” على الهروب إلى أقصى شماليِّ البحرِ الأحمرِ باتجاهِ قناةِ السويس.
– تصعيد غير مسبوق نحو عمق العدو الإسرائيلي (يافا، عسقلان، حيفا) كشف عجز الكيان عن مواجهة التهديد اليمني.
الهدنة التي كشفت زيف الغرب: اليمن يربط مصير غزة بمصيره
في فبراير 2025، أوقفت القوات المسلحة اليمنية عملياتها بعد تهدئة غزة، لكن استئنافط الكيان الصهيوني للعدوان أعاد الضربات البحرية والصاروخية. هذا الترابط – بين وقف العدوان على غزة ووقف العمليات اليمنية – لم يترك للعالم شكاً في أن اليمن يُدير معركته بأخلاقيات عالية، بينما أمريكا وبريطانيا تستخدمان الاستباحة والهمجية ضد الأبرياء والأعيان المدنية.
ترامب يُعيد الكَرَّة.. وبريطانيا تُكذب نفسها
مع عودة ترامب للسلطة في يناير 2025، أطلق حملة عدوانية جديدة على اليمن، مدعياً “سحق الحوثيين”. لكن المفارقة كانت في الموقف البريطاني المتناقض:
– 15 مارس 2025: تعلن لندن رسمياً عدم مشاركتها في “مغامرة ترامب”.
– 29 أبريل 2025: تشارك الطائرات البريطانية في قصف صنعاء، وتتباهى باستهداف المدنيين ليلاً.
تصريحات وزارة الدفاع البريطانية – التي اعترفت باستخدام أسلوب “الترويع الليلي” – لم تترك مجالاً للشك: لندن تائهة بين خوفها من الرد اليمني وتبعيتها لواشنطن.
لماذا تُسرع بريطانيا نحو الهاوية؟
1. الذعر الإسرائيلي: الضربات اليمنية على عمق كيان العدو، ما دفعه للضغط على واشنطن لجر بريطانيا إلى المعركة مجددا.
2. الفشل الأمريكي: عجز ترامب عن حماية سفنه وسفن كيان العدو جعله يطلب النجدة من حليفته القديمة، رغم معرفته أن مشاركتها لن تغير الواقع، وإنما بهدف توريطها.
3. الغطرسة التاريخية: بريطانيا – التي صنعت كيان الاحتلال عام 1948 – تعتقد أنها قادرة على إعادة السيطرة بالأساليب الاستعمارية ذاتها.
بريطانيا تعود.. لكن بشروط الهزيمة
العدوان البريطاني الجديد ليس سوى محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من هيبة أمريكا إن بقي لها شيء من الهيبة، لكنه يحمل في طياته ثلاثة مخاطر قاتلة للندن:
1. تهديد الملاحة البريطانية:
قرار إدراج السفن البريطانية في قائمة الحظر البحري اليمني يعني تعريضها لخطر الاستهداف في أيٍّ من الممرات المائية الحيوية (البحر الأحمر، العربي، أو حتى المحيط الهندي، وربما أبعد من ذلك). هذه الخطوة قد تُعطِّل شحنات النفط والتجارة البريطانية، وتُكبد لندن خسائرَ اقتصاديةً فادحةً في ظل أزمات الطاقة العالمية.
2. استنزاف داخلي:
مشاركة بريطانيا في حربٍ خاسرةٍ في اليمن تُفاقم الأزمات الداخلية، حيث تُنفق الحكومة البريطانية ملايين الدولارات يوميًّا على غاراتٍ غير مُجدية.
3. تداعيات قانونية ودولية:
استخدام قنابل “بافواي 4” المحرمة دولياً ضد المدنيين، كما اعترف بيان وزارة الدفاع البريطانية نفسه.
رسالة إلى لندن..
بريطانيا تعتقد أنها قادرة على لعب دور “المنقذ” لأمريكا، لكنها في الحقيقة تُسرع بنفسها نحو الهاوية. اليمن، الذي حوَّل حرباً ظنها الغرب “سهلة” إلى كابوسٍ، قادرٌ على إرسال رسالةٍ إلى لندن بصواريخٍ لن تخطئ أهدافها.
السؤال الآن: هل تتعلم بريطانيا من درس أمريكا، أم تنتظر حتى تُدرج اسمها مُجددا في سجل الهزائم التاريخية؟