في ذكرى ميلاده.. كرم مطاوع سيد خشبة المسرح و صانع الإبداع المختلف (تقرير)
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
صاحب صوت لا يُنسى وموهبة استثنائية، تميز الفنان الراحل كرم مطاوع بقدرات فنية فريدة جعلته أحد أعلام المسرح المصري، و في مثل هذا اليوم، السابع من ديسمبر، نحتفي بذكرى ميلاده، مستذكرين إرثه الفني الذي لا يزال يلهم أجيالًا من الفنانين والمبدعين.
و من خلال هذا التقرير سيبرز لكم الفجر الفني أبرز التفاصيل عن حياة الفنان الموهوب كرم مطاوع:الفنان المبدع كرم مطاوع
البداية والمشوار الفني
ولد كرم مطاوع عام 1933، وبدأ شغفه بالمسرح منذ سنواته الأولى، حتى التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد تخرجه، قرر أن يوسع آفاقه الفنية بالسفر إلى إيطاليا لدراسة المسرح في روما، حيث عايش التجارب العالمية وزار مسارح مختلفة اكتسب منها رؤى وتجارب جديدة، حيث عاد كرم إلى مصر محملًا بالخبرات ليقدم أعمالًا تجاوزت حدود التقليدية ووضعت بصمته في تاريخ المسرح.
"الفرافير".. علامة فارقة
كان كرم مطاوع شخصية متمردة بطبيعتها، وهذا التمرّد انعكس على مسيرته المسرحية، حيث قدم واحدة من أعظم مسرحياته، "الفرافير"، التي تعد علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري، و هذه المسرحية مثلت قفزة نوعية في أسلوب الطرح المسرحي بمزجها بين الرمزية والتجريب، مما جعلها نقطة تحول ليس فقط في مسيرته، بل في المسرح المصري ككل.
أعماله المسرحية
لم يقتصر إبداع كرم مطاوع على "الفرافير" فقط، بل توالت الأعمال المسرحية الناجحة التي أبدع فيها كممثل ومخرج، و من أبرز هذه الأعمال "يا بهية وخبريني" و"الفتى مهران"، حيث أظهر فيها موهبة استثنائية في التمثيل والإخراج معًا، كما عمل كأستاذ للمسرح، ودرس أجيالًا من الفنانين الذين أصبحوا نجومًا في عالم المسرح والفن.
السينما والتلفزيون
برغم عشقه الكبير للمسرح، كان لكرم مطاوع بصمة في السينما والتلفزيون، ومن أبرز أعماله السينمائية فيلم "سيد درويش"، حيث قدّم شخصية الموسيقار العبقري بمهارة فائقة، وشاركه البطولة الفنانة الراحلة هند رستم، ومع ذلك، ظل المسرح عشقه الأول، فابتعد عن السينما لمدة عشرين عامًا تقريبًا ليُكرس وقته للإخراج والتدريس المسرحي، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس البيت الفني للمسرح.
فنان متعدد المواهب
كرم مطاوع لم يكن مجرد فنان بل كان أيقونة متعددة المواهب، صوته الإذاعي المميز كان جزءًا من شخصيته، حيث قدّم أعمالًا إذاعية تركت بصمة لا تُنسى، إلى جانب المسرح والسينما، شارك أيضًا في الدراما التلفزيونية، من أبرزها مسلسل "الأيام" الذي جسد فيه شخصية طه حسين ببراعة أثارت إعجاب الجمهور والنقاد.
إرث خالد
رحل كرم مطاوع عن عالمنا في عام 1996، لكنه ترك إرثًا فنيًا خالدًا، أعماله لا تزال تدرس في معاهد المسرح وتُلهم الأجيال الجديدة، وشخصيته الفريدة كمبدع متمرد على القوالب التقليدية جعلته رمزًا لا يُنسى في تاريخ الثقافة المصرية والعربية، هو مثال للفنان الذي تجاوز حدود الزمن بإبداعه وإنسانيته.
الختام
في ذكرى ميلاده، نُحيي ذكرى كرم مطاوع الذي لم يكن مجرد فنان، بل كان مدرسة فنية وإنسانية، من خلال أعماله وتجربته المميزة، يظل حاضرًا في ذاكرة الفن والمسرح، شاهدًا على رحلة إبداع لا يمكن أن تتكرر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفنان الراحل كرم مطاوع فيلم سيد درويش
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة الكوميديان غريب محمود.. كيف تعامل مع أسرته؟
أدوار الكوميديا الممزوجة بخفة الظل التي أبدع في تجسيدها الفنان غريب محمود جعلته رمزًا للطرف والإبداع في المسرح والسينما والمسلسلات التليفزيونية في مصر والوطن العربي، حتى لقبه النقاد بـ«أبو العريف، ولكن في حياته الحقيقية كان أبًا حنونًا يحنو على أسرته ويحب زوجته وأبنائه، وفي ذكرى وفاته اليوم، نستعرض كواليس من حياته وعلاقته بأسرته.
محطات في حياة الفنان غريب محمودوُلد في 10 مايو عام 1945 في القاهرة، ودرس في معهد الفنون المسرحية. بدأ مسيرته الفنية من على خشبة المسرح، ليقدم العديد من المسرحيات مع كبار النجوم في مصر، حتى أصبح من أهم الوجوه المعروفة للمشاهدين، سواء على شاشة السينما أو التليفزيون. وكان من أبرز أعماله التي اشتهر بها: «جحا يحكم المدينة»، و«شارع محمد علي»، وشارك في السينما في أفلام مثل «المولد»، و«بخيت وعديلة»، و«بوحة».
واستمر عطاؤه الفني الذي بدأ مع ثمانينيات القرن الماضي منذ أول عمل له بمسرحية «جحا يحكم المدينة» عام 1985، وكما روى ابنه محمود غريب خلال لقاء تليفزيوني سابق له: «والدي كان من أكتر فنانين الكوميديا الموجودين على الساحة، وكان يعشق المسرح لدرجة كبيرة»، وأدرك الجمهور حضوره في الأعمال الفنية إذ كان يجسد بدقة شديدة بروحه المرحة.
علاقته بأسرتهظل نجم غريب محمود ساطعًا حتى أصبح واحدًا من أبرز الوجوه الفنية في مصر. ووصفه ابنه بأنه كان أبًا ديمقراطيًا وحنونًا، يشاركه حياته ويمنحه نصائحه دائمًا. وعبر «محمود»، ابنه، قائلاً: «محظوظ إني أتربيت في بيت فيه الفنان غريب محمود، استفدت منه في الحياة وفي الفن، وكان خفيف الظل جدًا». وذكر أن والده سُمي بـ«أبو العريف» بسبب الحملة التي قدمها في التليفزيون لمحو الأمية في فترة التسعينات والألفينات.
وأضاف «محمود»، ابن الفنان غريب محمود، أن والده كان يحب الفنان نجاح الموجي والفنان أحمد راتب، وكان يحب العمل مع الفنان سيد زيان، وذكر أنه تربى على يده فنيًا حتى درس هو أيضًا في معهد الفنون المسرحية، حتى دخل الفن عن طريق المخرج جمال عبد الحميد، وقال: «خدت دور في زيزينيا 2، وقعدت أعمل أدوار صغيرة، وسيرة والدي الحسنة سهلت لي كتير أوي».
وفاة الفنان غريب محمودظل الفنان غريب محمود يعيش مع أسرته ويحنو عليهم، وكانت حياته حافلة بالنجاحات، حتى توفي في 10 ديسمبر عام 2006، أثناء أدائه لإحدى الشخصيات في مسرحية «حمام مغربي»، وكانت المسرحية بطولة الفنانة وفاء مكي والشحات مبروك.