صحيفة الاتحاد:
2025-03-15@21:20:00 GMT

الثقافة الإماراتية: إبداع.. تسامح.. تنوير

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

محمد عبدالسميع

أخبار ذات صلة «مهرجان أم الإمارات».. أنشطة ومغامرات مستوحاة من عالم الفضاء لوحات تروي عن عشق الإمارات عيد الاتحاد تابع التغطية كاملة

تنهض دولة الإمارات العربية المتحدة بمشروعٍ ثقافي عربي وعالمي، وذلك لأنها تؤمن أشدّ الإيمان بقيمة الثقافة ودورها في رقيّ الإنسان وتصالحيّته مع ذاته، وتشاركه مع محيطه الإنسانيّ، فليست الثقافة في الإمارات مجرد نشاطات موسمية أو منتظمة، بل لقد أصبحت زاداً يومياً لا غنى عنه، وكذلك اندمج فيه بسرعة كبيرة العرب المقيمون في الدولة وخارجها، ووصلت مؤشرات التنمية الثقافية عالمياً إلى نسب مشهودة مجسدة الإبداع والتسامح والتنوير.


اليوم، ونحن نقف على هذا النجاح العالي في الجانب الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومع تعدد المناسبات والمهرجانات والندوات والمؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة العاملة، فإن ذلك كله يعكس في جوهره سعي القيادة الإماراتيّة الرشيدة دائماً إلى التطوير والإضافة في القطاع الثقافي، على اعتبار أنّ الثقافة بوصلة حقيقية للدول، ومؤشر على انفتاح هذه الدول واحترامها لذات أبنائها، وهي الذات المنسجمة مع الذات الجمعية في نهاية المطاف، بما يجعلها وجهاً مشرقاً للتنوير والوعي، وليست فقط للتمثيل الثقافي في هذا الجانب أو ذاك.
ولأنّ الحفاوة بالجانب الثقافي المتألق والناجح في الإمارات لابدّ وأن تقودنا إلى قراءة بدايات التأسيس ورؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أن يكون ثمة عمل متكامل في الإمارات على المستويين الشعبي والرسمي في قراءة وجمع والاحتفاء بكل هذا الإرث العميق والعريق خاصة في المجال التراثي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الناس وأوجه تعبيرهم في الجانب المحكيّ والشعري، وفي جانب الأمثال والأهازيج، وتراث الصحراء والبحر والمدينة والبيئة الزراعية، وغيرها، ولذلك فقد كان لهذه الرؤية الحكيمة ما يبررها في جمع التراث وأرشفته والعناية بتفاصيله، منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو النهج الأصيل الذي يتواصل تحت رعاية وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكلّ ما يتأسس من مشاريع ثقافية يُبنى على هذا النهج الحكيم والراسخ للقيادة الرشيدة، وهو ما يشكل كلّ هذا النجاح الذي نعيش ونحتفل اليوم به في الجانب الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عيد الاتحاد الـ 53.
 وفي كلّ عامٍ جديد نقف على مقترحات وطنية ثقافية جديدة أُنجزت تُضاف إلى العام الذي سبقه، وهكذا تكون الثقافة فعلاً حقيقياً، وليست عملاً عارضاً أو عابراً. ولقد تكرّست هذه الأنشطة بشكلٍ لا غنى عنه في كلّ أرجاء الدولة، والتعداد حتماً يحتاج لصفحات عديدة، ولكننا نلخصها بالقول إن هذه الأنشطة والفعاليات في تنوعها وتعددها الثري في كل إمارة من إمارات الدولة، إنما يجسد تميزاً فريداً في قطاعات الفنون والتراث والمتاحف، وهو اهتمامٌ أكثر من استراتيجي، ويدل على الانسجام في الفعل الثقافي الإنساني، كما أن هذه الأنشطة تحمل أبعادها المحلية والعربية والعالمية، ما يبرز الأثر الكبير والتوجهات الرائدة لصناعة الثقافة في الإمارات.
وهكذا يكون العمل الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة عملاً متواصلاً ومتطوراً في كلّ إمارة، ومتكاملاً على مستوى الوطن، حيث تعمل وزارة الثقافة في الوقت ذاته، بما يؤكّد الرؤى الاستراتيجية التي تنسجم مع رؤية الدولة وتوجهها إلى تحقيق المزيد من نسب الإنجاز والريادة في العمل الثقافي المحلي والعربي والعالمي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الإماراتية الإمارات الثقافة زايد بن سلطان عيد الاتحاد الفنون فی الإمارات

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟

خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.

 

مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.

 

على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.

 

أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.

 

ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.

 

ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.

 

رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.

 

حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.

 

كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.

 

إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

 

لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.

 

التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.

 

تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.

 

تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.

 

علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.

 

على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.

 

والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.


مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك : التزام رئيس الدولة برعاية الطفل تجسيد حي للقيم الإماراتية الأصيلة
  • نهيان بن مبارك: التزام رئيس الدولة برعاية الطفل تجسيد حي للقيم الإماراتية الأصيلة
  • في أمسية رمضانية.. الثقافة والفنون بجدة تبرز الموروث الثقافي في ظل التحولات الاجتماعية المعاصرة
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • الاتحاد النسائي يستعرض نموذج تمكين المرأة الإماراتية بمجالات التكنولوجيا في نيويورك
  • الاحتفاء بأربعة كُتّاب مصريين في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي
  • «طنطا للموسيقى العربية» تفتتح ليالي رمضان الثقافية والفنية بالمركز الثقافي
  • وزارة الثقافة و«الإمارات للمكتبات» تعززان تعاونهما
  • وزارة الثقافة تعلن عن برنامج أنشطة الشهر الوطني للقراءة 2025
  • مجالس «الداخلية» الرمضانية تناقش ميزان الهوية الإماراتية