صحيفة الاتحاد:
2025-02-11@13:52:20 GMT

الثقافة الإماراتية: إبداع.. تسامح.. تنوير

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

محمد عبدالسميع

أخبار ذات صلة «مهرجان أم الإمارات».. أنشطة ومغامرات مستوحاة من عالم الفضاء لوحات تروي عن عشق الإمارات عيد الاتحاد تابع التغطية كاملة

تنهض دولة الإمارات العربية المتحدة بمشروعٍ ثقافي عربي وعالمي، وذلك لأنها تؤمن أشدّ الإيمان بقيمة الثقافة ودورها في رقيّ الإنسان وتصالحيّته مع ذاته، وتشاركه مع محيطه الإنسانيّ، فليست الثقافة في الإمارات مجرد نشاطات موسمية أو منتظمة، بل لقد أصبحت زاداً يومياً لا غنى عنه، وكذلك اندمج فيه بسرعة كبيرة العرب المقيمون في الدولة وخارجها، ووصلت مؤشرات التنمية الثقافية عالمياً إلى نسب مشهودة مجسدة الإبداع والتسامح والتنوير.


اليوم، ونحن نقف على هذا النجاح العالي في الجانب الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومع تعدد المناسبات والمهرجانات والندوات والمؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة العاملة، فإن ذلك كله يعكس في جوهره سعي القيادة الإماراتيّة الرشيدة دائماً إلى التطوير والإضافة في القطاع الثقافي، على اعتبار أنّ الثقافة بوصلة حقيقية للدول، ومؤشر على انفتاح هذه الدول واحترامها لذات أبنائها، وهي الذات المنسجمة مع الذات الجمعية في نهاية المطاف، بما يجعلها وجهاً مشرقاً للتنوير والوعي، وليست فقط للتمثيل الثقافي في هذا الجانب أو ذاك.
ولأنّ الحفاوة بالجانب الثقافي المتألق والناجح في الإمارات لابدّ وأن تقودنا إلى قراءة بدايات التأسيس ورؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أن يكون ثمة عمل متكامل في الإمارات على المستويين الشعبي والرسمي في قراءة وجمع والاحتفاء بكل هذا الإرث العميق والعريق خاصة في المجال التراثي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الناس وأوجه تعبيرهم في الجانب المحكيّ والشعري، وفي جانب الأمثال والأهازيج، وتراث الصحراء والبحر والمدينة والبيئة الزراعية، وغيرها، ولذلك فقد كان لهذه الرؤية الحكيمة ما يبررها في جمع التراث وأرشفته والعناية بتفاصيله، منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو النهج الأصيل الذي يتواصل تحت رعاية وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكلّ ما يتأسس من مشاريع ثقافية يُبنى على هذا النهج الحكيم والراسخ للقيادة الرشيدة، وهو ما يشكل كلّ هذا النجاح الذي نعيش ونحتفل اليوم به في الجانب الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عيد الاتحاد الـ 53.
 وفي كلّ عامٍ جديد نقف على مقترحات وطنية ثقافية جديدة أُنجزت تُضاف إلى العام الذي سبقه، وهكذا تكون الثقافة فعلاً حقيقياً، وليست عملاً عارضاً أو عابراً. ولقد تكرّست هذه الأنشطة بشكلٍ لا غنى عنه في كلّ أرجاء الدولة، والتعداد حتماً يحتاج لصفحات عديدة، ولكننا نلخصها بالقول إن هذه الأنشطة والفعاليات في تنوعها وتعددها الثري في كل إمارة من إمارات الدولة، إنما يجسد تميزاً فريداً في قطاعات الفنون والتراث والمتاحف، وهو اهتمامٌ أكثر من استراتيجي، ويدل على الانسجام في الفعل الثقافي الإنساني، كما أن هذه الأنشطة تحمل أبعادها المحلية والعربية والعالمية، ما يبرز الأثر الكبير والتوجهات الرائدة لصناعة الثقافة في الإمارات.
وهكذا يكون العمل الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة عملاً متواصلاً ومتطوراً في كلّ إمارة، ومتكاملاً على مستوى الوطن، حيث تعمل وزارة الثقافة في الوقت ذاته، بما يؤكّد الرؤى الاستراتيجية التي تنسجم مع رؤية الدولة وتوجهها إلى تحقيق المزيد من نسب الإنجاز والريادة في العمل الثقافي المحلي والعربي والعالمي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الإماراتية الإمارات الثقافة زايد بن سلطان عيد الاتحاد الفنون فی الإمارات

إقرأ أيضاً:

مجلة "تراث" ترصد حضور الفخار في الأمثال والأهازيج والحكايات الشعبية الإماراتية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثاً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، العدد (304) لشهر فبراير 2025، من مجلة "تراث" التي تصدرها هيئة ابو ظبي للتراث، وتعني بملفات التراث وقضاياه إماراتياً وعربياً ودولياً.

وتصدّر العدد ملفاً بعنوان: " الفخار في الإمارات: رحلة عبر التاريخ والثقافة"، تضمن اثنى  عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.

وفي افتتاحية العدد أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، أهمية صناعة الفخار كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لدولة الإمارات. وأشارت إلى أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على هذا الإرث العريق من خلال دعم الحرفيين وتشجيع الشباب على تعلم هذه الحرفة.

وأضافت "الظاهري" بأن الدولة تقوم بتنظيم  معارض سنوية تعرض فيها الأعمال الفخارية، لتسليط الضوء على الإبداع المحلي وفتح المجال أمام المصممين والمبدعين للاستفادة من الإرث التقليدي في ابتكار تصاميم حديثة تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

واوضحت أن الفخار حاضر بقوة في الأدب الشعبي الإماراتي، حيث يستلهم الشعراء من أدوات الفخار رموزاً للكرم والأصالة. وتناولت الحكايات الشعبية قصص الحرفيين المهرة، معبرة عن تقدير المجتمع لهذه الحرفة، ولفتت إلى أن الفخار يستخدم في الأمثال الإماراتية كدلالة على كيفية انعكاس شخصية الإنسان من خلال أعماله.

وفي ختام حديثها، أكدت شمسة الظاهري، على أن الجهات المختصة في الدولة تعمل على توثيق هذه الحرفة في السجلات الوطنية للتراث غير المادي، بهدف حفظ تفاصيلها الدقيقة وأساليبها التقليدية، وضمان انتقالها بسلاسة إلى الأجيال القادمة، ونوّهت إلى أن هذه الصناعة ليست مجرد حرفة، بل هي قصة تاريخية تعكس الإبداع الفني والثقافي للمجتمع.

سمات حضارية
وفي ملف العدد: نقرأ لخالد صالح ملكاوي  "الفخار الإماراتي والسمات الحضارية عبر العصور"، وتكتب  نجلاء الزعابي:"صناعة الفخار في الإمارات: حرفة تجسد الدهشة البصرية والبراعة الحرفية"، وتُسلط لولوة المنصوري الضوء على:"أفران الفخار في رأس الخيمة"، وتُناقشالدكتورة وضحى حمدان الغريبي عن: "الهوية الثقافية وأثرها على الخزافين الإماراتيين"، وجاءت مشاركة اماني ابراهيم ياسين بعنوان :"بلاطة القصيدة من تايلر جريجيسون إلى عمر بن ربيعة "الفخار الشعري..ثنائية تنطق بالفن والإبداع"، فيما توقف الأمير كمال فرج عند صورة الفخار في الشعر، وفي ذات السياق جاء مقال عادل نيل "الفخار وتشكيل الصورة الشعرية في بناء المعنى الإنساني"، واستعرضت عائشة الغيص:" حضور منتجات الفخار الإماراتي في التداولات الشعبية: الشعر والأمثال والأهازيج". 
وفي الملف أيضاً: يكتب أحمد حسين حميدان عن: "الصناعة الفخارية الحاضرة من تربتها التراثية حتى اليوم"، وتُسلط مريم علي الزعابي الضوء على "المنتجات الفخارية الإماراتية إبداع وظيفي وجمال تراثي"، ونُطالع لمحمد نجيب قدوره:"الفخاريات في الإمارات صناعة الهوية والوجود"، ونقرأ لمروان محمد الفلاسي:"الفخار الإماراتي..مهارة وفن تعبيري عبر التاريخ".
الحكايات الشعبية
وفي موضوعات العدد: يستكمل محمد فاتح صالح زغل سلسلة مقالاته "بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح"، ويواصل عبدالفتاح صبري حديثه عن: "الباب والنافذة.. أية علاقة"، وتقدم لنا نايلة الأحبابي قصيدة بعنوان"القضا" للشاعر سعيد بن راشد بن عتيج الهاملي، وتنشر المجلة قصيدة للدكتور شهاب غانم قصيدة جديدة بعنوان "سحر"، ونتابع لقتيبة أحمد المقطرن "معالم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في شعر الإمارات قبل عصر النفط"، ويستعرض لنا خالد عمر بن ققه، كتاب "الحكاية الشعبية في الأدب الإماراتي"، ونعود لمحمد فاتح صالح زغل، في مقال بعنوان "من ذاكرة الطين: أسرار قلعة الغانكة العسكرية"، وتُسجل أماني محمد ناصر:"حياة البحر ومصطلحاتها كما يرويها البحار الإماراتي محمد عبد الله النقبي"
تخوم جَرَامْشِي العابرة 
وفي موضوعات العدد أيضا: يكتب علي تهامي عن:"تُخوِّمُ جَرَامْشِي العَابِرَةُ: ترحال دائم وأحداث غريبة بين الجغرافيا والتاريخ"، وتُضيىء مريم النقبي على سيرة:"الشاعرة بشاير المقبل التميمي" وإسهاماته في إثراء الشعر العربي. وفي الصفحة الأخيرة تحكي لما عائشة علي الغيص عن :"مسعودة أطيب الخبر من غير منشودة".
يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة، تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.
وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.

مقالات مشابهة

  • هنو: نجاح الأسبوع الثقافي المصري في قطر يعكس مكانة القاهرة الرائدة على الساحة الدولية
  • وزير الثقافة: «مؤتمر جدة» يدعم التعاون الثقافي بين الشعوب الإسلامية
  • وزير الثقافة يتسلم تقريرا حول فعاليات "الأسبوع الثقافي المصري في قطر"
  • «الثقافة»: 20 ألف زائر يوميا في فعاليات «الأسبوع الثقافي المصري» بقطر
  • وزير الثقافة يتسلم تقريرًا عن فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في قطر
  • 70 دولة تستقبل صادرات «إمستيل» الإماراتية
  • قضايا الثقافة والفنون الإماراتية في «نيودلهي الدولي للكتاب»
  • مبروكة: نحتاج إلى مواكبة التطورات في المجال الثقافي
  • مجلة "تراث" ترصد حضور الفخار في الأمثال والأهازيج والحكايات الشعبية الإماراتية
  • سفير الأرجنتين في القاهرة يعلن عن فخره بالتعاون الثقافي بين مصر وبلاده