سعد عبد الراضي 

أخبار ذات صلة «مهرجان أم الإمارات».. أنشطة ومغامرات مستوحاة من عالم الفضاء الثقافة الإماراتية: إبداع.. تسامح.. تنوير عيد الاتحاد تابع التغطية كاملة

ثمّن مبدعون ومثقفون عرب النهج الثقافي الإماراتي باعتباره نموذجاً عالمياً على الاهتمام الأصيل والدائم بالجانب الثقافي، ودعم المبدعين في كل أرجاء الوطن العربي، عبر ما قدمته وتقدمه دولة الإمارات من مبادرات ومشروعات نوعية وجوائز تعلي من شأن الفنون والآداب، عربياً ودولياً، إضافة إلى ترسيخها لقيم التآخي والسلام والتسامح، وأشاروا إلى أن عيد الاتحاد الثالث والخمسين الذي حل في الثاني من ديسمبر الجاري سيبقى يوماً خالداً ومضيئاً في صفحات التاريخ.


في البداية يقول الشاعر د. منصور جاسم الشامسي (الإمارات): «دولة الإمارات العربية المتحدة في تاريخها المبارك المُتسامق المتصل منذ يوم الاتحاد وحتى الآن، تقدم سياقات حياتية عالية الجَمال والكفاءة والجودة والابتكار والإبداع في أفرع السياسة العامة للدولة، على مستوى العلاقات الدولية والشؤون الداخلية؛ ومجالات الإدارة العامة والخدمات والصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتعليمية، وأمن الحياة وأمن الفرد، وعلى المستوى الثقافي إذا أردنا أن نتخذه نموذجاً، فهناك حركة تنوير شاملة في الدولة بحيث نستطيع القول، إن المؤسسات الثقافية الإماراتية، والمبدعين جسدوا الجَمال المتنوع للإمارات حتى عرفها العالم وانجذب لها كنموذج إبداعي عربي عالمي إنساني. فالسياسات التنموية الإماراتية أعطت قيمة وقيمة مضافة للحياة. فضاءات متنوعة من حب المعرفة صنعتها دولة الإمارات فأصبح هناك ميل طبيعي نحو أنواع المعارف والعلوم والثقافة والتعليم، وهذا جوهر التقدم والازدهار الذي أدركته حكومة دولة الإمارات التي تعمل بشكل مستمر على ترسيخه وتطويره وإنمائه».
التنوع الثقافي
يقول الشاعر الدكتور عبد الله أبو شميس (الأردن): «نحن، كمقيمين في الإمارات، نعيش في مجتمع يجمع بين ثقافات مختلفة، حيث يساهم كل فرد منا في إثراء هذا النسيج الاجتماعي المتنوع. وأضاف: الإمارات، بفضل هذا التنوع الثقافي، أصبحت بيئة خصبة للابتكار والتقدم، حيث تجتمع الخبرات والأفكار من مختلف أنحاء العالم. هذا التنوع يعزز من فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي، ويشجع على تبادل المعرفة والتجارب بين الجميع. وفي كل عام في عيد الاتحاد نحتفل بما تحقق من إنجازات في المجالات كافة، ونفخر بأننا جزء من هذا المجتمع الذي يستفيد من تعدد الثقافات والجنسيات في تعزيز التقدم والنمو المستمر».
وقالت الكاتبة والباحثة في الدراسات الإعلامية ندى أحمد جابر (لبنان): «لقد جئت الإمارات مع عائلتي منذ الثمانينيات، وتلقيت دروسي في مدارسها. وتضيف: الإمارات احتضنت الكثير من اللبنانيين، وفيها كبرت وفيها تعليمي، وفيها عملت، لذلك أشعر بعميق الامتنان لها، ولهذه الأرض الطيبة ولأهلها، ولطالما سميتها وطني، واعتبرتها كما الأم التي تربي وترعى، ولا تقل أهمية عن الأم التي تنجب، لذلك ولائي وحبي لها نابعان من تلك الروح التي هي شعارها روح الاتحاد، الحقيقة أن ما أشعر به يشعر به كل مقيم وجد في هذه البلاد واحة سلام ومحبة ونافذة مشرعة للإبداع والنجاح.. أبارك لها عيدها وروحها الملهمة التي تجلت في نهضتها الباهرة». 
من جانبها، تقول القاصة فاطمة المزروعي (الإمارات): «واحدة من أهم الإنجازات الثقافية التي تحققت في الإمارات هو إنشاء العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، هذه المؤسسات أدت دوراً حيوياً في توثيق التاريخ والتراث الإماراتي، وتعزيز الوعي الثقافي بين الأجيال الجديدة. وأضافت: في عيد الاتحاد الـ 53 نؤكد أن الإمارات تواصل مسيرتها في تعزيز الثقافة والتراث، حيث تم إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز الفنون والآداب، كما تم إنشاء العديد من المهرجانات الثقافية التي تسلط الضوء على التنوع الثقافي في البلاد، ما يعكس التزام الإمارات بالحفاظ على هويتها الثقافية». 
واحة التعايش
يؤكد الشاعر والإعلامي جمال فتحي (مصر) أن الإمارات هي واحة التعايش وقبول الآخر، ويضيف: «استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تؤكد حضورها على الساحة الدولية مثالاً للحكمة، وعنواناً لقيم الإنسانية، واختار لها مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مساراً يرفع شأن الإنسان وهو نهج أصيل للقيادة الرشيدة، حتى صارت دولة الإمارات دولة التعايش والتعدد وقبول الآخر، وصارت الأكثر استقراراً وجذباً للعقول والقلوب معاً».
ويقول الشاعر الدكتور أحمد الحريشي (المغرب): «الإمارات جمعت بين العقول النيرة والقلوب الطموحة، لتحقيق رؤية مستقبلية تتسم بالتنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي، والنهوض الفذ بالمسألة الثقافية الإبداعية. كما تمثل الإمارات بقيادتها وشعبها نموذجاً يحتذى به، ونبراساً يقتدى به بملامح تجربتها الناجحة في زمن التكتلات والتلاحم والدفاع عن الهوية، دون إقصاء لغَيْرِيَةِ الآخر حتى صارت مقصد القلوب لكل الشعوب».
 من ناحيته يتناول الإعلامي أحمد عيسى حماطي (السعودية) مناسبة عيد الاتحاد التي حلت في الثاني من ديسمبر الجاري، قائلاً: «يمثل عيد الاتحاد لدولة الإمارات العربية المتحدة محطة تاريخية فارقة ومناسبة وطنية غالية تعكس مسيرة الاتحاد المباركة منذ عام 1971. ويجسد هذا اليوم روح الوحدة والاتحاد التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسون الذين وضعوا أسس نهضة تنموية شاملة جعلت الإمارات نموذجاً عالمياً للريادة والازدهار. والاحتفاء بهذا اليوم لا يقتصر على استذكار الماضي، بل يمثل استشرافاً لمستقبل زاهر في ظل قيادة حكيمة رسمت ملامح الغد برؤية طموحة تستهدف تحقيق استدامة التنمية، وتعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والإنجاز. ونحن في المملكة العربية السعودية نشارك القيادة والشعب الإماراتي الشقيق هذه المناسبة العزيزة في كل عام، معبرين عن أسمى آيات التهاني والتبريكات، ومتمنين لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار». 
وتقول الناقدة والأكاديمية الدكتورة أماني فؤاد (مصر): «للإمارات أن تتعدَّد احتفالاتها، ولها أن تزهو بإنجازاتها الحضارية المتنوعة. وفي رؤية شاملة أدركت القيادات الحكيمةُ في الدولة دورَ الثقافة والفنون في بناء الإنسان؛ فعملت الإماراتُ - منذ عقود، وبطريقة طبيعية - في دعْم مواطنيها، وإتاحة الفُرَص الكاملة للتزوُّد بكُل ما يُعلِي من إنسانية البشر، والارتقاء بوجداناتهم وعقولهم».
وتضيف: «طُموح الإمارات - كدولة تزدهر - يعلو في وثبات واثقة، وتعمل باستمرار على تعزيز مكانتها وفاعلياتها الدولية، شريكاً في صُنع القرار وتنفيذه على أرض الواقع والمبادرة به، شريكاً اقتصادياً وتجارياً، شريكاً في رؤية شاملة لصالح الإنسانية والكُرَة الأرضية وتغيُّراتها، شريكاً في التسامح والسلام، وقبول الآخَر والتعايُش معه تحت سماء واحدة». 
ازدهار ثقافي
قول الروائية مريم محيي الدين ملا (سوريا): عندما ننظر بعين ثاقبة للتطورات والمبادرات التي عملت عليها دولة الإمارات بهمة وعزم وتصميم على مدى خمسة عقود سنرى أنها نجحت بسرعة كبيرة في دعم كل المشاريع، وأخص بالذكر المشاريع الثقافية من تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بفروعه في أنحاء الإمارات والمجمع الثقافي في أبوظبي الذي لعب دوراً مهماً من خلال مكتبته الضخمة وأنشطته المتميزة، وكذلك النوادي الثقافية المزدهرة في كل مكان، وبعد مرور تلك العقود أصبحنا نرى بفرح  كل ما تم بناؤه والتخطيط له بنجاح باهر، مع توسع تلك المشاريع التي ضمت العديد من المتاحف وعلى رأسها متحف اللوفر أبوظبي.
وتضيف مريم ملا: أتذكر أنني وصلت الإمارات في عيدها الوطني التاسع، كان موقع الاحتفال عند كورنيش أبوظبي، وكانت الإمارة مضاءة بألوان مختلفة والفرقة الوطنية الشعبية تؤدي العيالة وسط الشارع، وأذكر أن الحضور كان كبيراً، بينما طيور النورس تحلق في سماء أبوظبي فرحة بالعيد الذي لايزال محفوراً في ذاكرتي إلى أن جاء العيد 53 للدولة، فهنيئاً للإمارات بعيد الاتحاد، وأدام الله عليها الأمن والأمان.
ويقول الشاعر علي مي (فلسطين): يحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة لاهتمامها الدائم بالنمو والتطور الاقتصادي، هو رعايتها الكبيرة للشأن الثقافي على المستوى المحلي والعربي والدولي. ويتمثل هذا في استضافتها للكثير من الفعاليات والمؤتمرات الثقافية، وتعزيز الأواصر بين التراث والحاضر والمستقبل من خلال الأنشطة المستمرة على مدار العام. و لا يحتاج المرء إلا لجولة قصيرة في أي مدينة إماراتية حتى يشاهد بعينيه تلك البنية التحتية المهيأة لاستضافة هكذا فعاليات. فهناك المسارح و المتاحف والمعارض أينما تجولت، والتي تهيئ الأرضية المناسبة لتغذية المجتمع بالمعرفة والوعي، وهذا في رأيي هو أحد غايات الثقافة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الآدب عيد الاتحاد الثقافة الإمارات الفنون دولة الإمارات العربیة المتحدة عید الاتحاد

إقرأ أيضاً:

مركز أبحاث أمريكي: ما التحديات التي ستواجه ترامب في اليمن وما الذي ينبغي فعله إزاء الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)

سلط "المركز العربي واشنطن دي سي" الضوء على التحديات الجيوسياسية والعسكرية التي ستواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن، في ظل تصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر واختلاف وتباين أجندات السعودية والإمارات في البلاد التي تشهد صراعا مذ 10 سنوات.

 

وقال المركز في تحليل للكاتبة والباحثة اليمنية غير المقيمة، أفراح ناصر، وترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن "التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن له آثار كبيرة على مستقبل اليمن. ومع استمرار الحوثيين في تعزيز سيطرتهم على العاصمة صنعاء، فإن مشاركة واشنطن ستلعب دورًا حاسمًا في المسار السياسي والعسكري للبلاد".

 

وأضاف "بالنسبة لإدارة ترامب القادمة، فإن التحديات التي يفرضها اليمن تلوح في الأفق، وتقدم مجموعة معقدة من المخاطر الجيوسياسية ذات الآثار المباشرة على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. لكن المسار إلى الأمام يجب أن يكون واضحًا: لا ينبغي للبيت الأبيض في عهد ترامب أن يتمسك بنهج بايدن الفاشل تجاه اليمن.

 

وترى الباحثة ناصر أن مفتاح النجاح هو التعاون. ويتعين على الولايات المتحدة أن تعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتطوير إطار موحد للسلام ــ إطار شامل ومستجيب لاحتياجات جميع الفصائل اليمنية.

 

وقالت "هذا يعني ضمان ألا تكون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مجرد واجهة، بل سلطة فعّالة وقادرة على تولي القيادة".

 

ودعت الولايات المتحدة أيضاً إلى أن تضغط على الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، وخاصة السعودية والإمارات، لتوحيد جهودها في اليمن. مشيرة إلى أن التنافس بينهما لفترة طويلة كان عقبة رئيسية أمام أي وحدة ذات مغزى في اليمن.

 

وأردفت ناصر "فقط من خلال وضع خلافاتهم جانباً وتنسيق جهودهم يمكنهم المساعدة في استقرار البلاد. وبفضل النفوذ الدبلوماسي الأميركي، يمكن لهذه الجهات الفاعلة أن تشكل إطاراً تعاونياً يتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه اليمن".

 

التحدي الحوثي

 

وقالت "مع تصعيد الحوثيين أصبح البحر الأحمر - شريان الحياة الحيوي للتجارة الدولية - ساحة معركة خطيرة، وهدد بتوسيع حرب إسرائيل على غزة. ولم تكن تحركات الحوثيين مجرد بيان سياسي موجه إلى الولايات المتحدة: بل إنها تحدت مصالحها الاستراتيجية.

 

وأردفت "مع تعرض استقرار الطرق البحرية للخطر، تحول الوضع في اليمن فجأة إلى أزمة عالمية بعيدة المدى. وبات مستقبل اليمن ومستقبل التجارة الدولية مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بأفعال الحوثيين والاستجابة الدولية".

 

وذكرت أن الولايات المتحدة نفذت العديد من الهجمات الأخرى منذ ذلك الحين. ولكن على الرغم من الجهود الهائلة، كانت النتائج بعيدة كل البعد عن الحسم. فقد استمر الحوثيون العنيدون في كونهم مصدر قلق للولايات المتحدة وحلفائها.

 

وأوضحت أن السياسات الأميركية في الواقع فشلت في كبح جماح قوة الحوثيين وأنشطتهم في البحر الأحمر وفي الداخل. وبدلاً من ذلك، ساهمت الجهود الأميركية في استمرار الصراع في اليمن وتفاقم معاناة المدنيين في البلاد.

 

وترى ناصر أن إدارة ترامب الثانية تحتاج إلى استراتيجية لمعالجة القضايا الأعمق المطروحة وتوفير أساس مستقر للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط. ولكن من المرجح أن تواجه الإدارة الجديدة تحديا في الموازنة بين الحاجة إلى تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن ومعالجة الأزمة الإنسانية وعدم الاستقرار السياسي في اليمن.

 

وأشارت إلى أن هذا التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة في اليمن منذ عام 2011، قد تعقد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. ولكن إعطاء الأولوية للحلول العسكرية يخاطر بتفاقم الأزمة الإنسانية وتعميق عدم الاستقرار الإقليمي. وهذا يتطلب استراتيجية دبلوماسية لمعالجة قوة الحوثيين مع تجنب المزيد من زعزعة الاستقرار.

 

انتقادات للسياسة الأميركية

 

وطبقا للباحثة ناصر فإن عسكرة الولايات المتحدة للبحر الأحمر لم تفشل في الحد من قدرات الحوثيين فحسب، بل شجعتهم عن غير قصد، الأمر الذي يكشف تقدما مذهلا في القدرات العسكرية للحوثيين.

 

"مع تزايد التزام الجيش الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن، أصبح من الواضح أن التركيز الأساسي كان على حماية المصالح الأمنية لإسرائيل. ولكن مع مرور الأشهر، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن هذا النهج العسكري جاء بتكلفة. تم إهمال القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية العميقة الجذور في اليمن لصالح الأهداف العسكرية قصيرة الأجل" وفق التحليل.

 

 وزادت "وبدلاً من تخفيف المعاناة أو جلب الفصائل المتحاربة إلى طاولة المفاوضات، أدى الوجود العسكري الأمريكي إلى تغذية حلقة من العنف. يبدو أن الضربات الجوية والتدخلات العسكرية، على الرغم من أنها تهدف إلى حماية المصالح الاستراتيجية، تتجاهل المبادئ الإنسانية التي كانت الولايات المتحدة تدافع عنها سابقًا. في النهاية، لم تقدم الاستراتيجية أي مسار واضح للسلام".

 

التحديات ستواجه استراتيجية واشنطن باليمن

 

تقول ناصر "كان الحوثيون قوة متنامية في اليمن لسنوات، ولكن في عام 2024، وصلت قدراتهم العسكرية إلى آفاق جديدة. ولم يعد الحوثيون معزولين، بل شكلوا تحالفات جديدة قوية. وتبرز اتصالاتهم المتعمقة مع روسيا بشكل خاص: فقد بدأت موسكو في تقديم الاستخبارات العسكرية وبيانات الأقمار الصناعية للحوثيين، كما شملت المناقشات أيضًا عمليات نقل الأسلحة الروسية المحتملة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن.

 

وزادت "لكن الحوثيين لم يتوقفوا عند موسكو. فقد امتدت تحالفاتهم إلى الجماعات المسلحة العراقية مثل المقاومة الإسلامية في العراق وحتى وصلت إلى جماعات مثل الشباب في الصومال. ولم تكن هذه الروابط تتعلق بالأسلحة فحسب: بل كانت تتعلق بالمصالح المشتركة والجهود المنسقة لتحدي القوى الإقليمية".

 

الاتجاهات السياسية للإدارة القادمة لترامب

 

تقول "نظرًا للقيود المفروضة على العمل العسكري الأمريكي - بسبب افتقار الجمهور الأمريكي إلى الرغبة في المزيد من الصراعات، والحالة الضعيفة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وإمكانية قيام حملة عسكرية بتعزيز الحوثيين عن غير قصد - يجب على إدارة ترامب التركيز على الدبلوماسية والتفاوض والحلول السياسية باعتبارها الوسيلة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل أزمة البحر الأحمر واستقرار اليمن".

 

لمعالجة التحديات بشكل فعال، قالت ناصر "يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى استراتيجية تتجاوز الإجراءات العسكرية الضيقة ضد البنية التحتية للحوثيين. يكمن العمل الحقيقي في معالجة الأسباب الأوسع التي تغذي العنف. ستكون الخطوة الأولى الحاسمة في غزة، حيث أن وقف إطلاق النار هناك من شأنه أن يقلل من الإجراءات التي تؤجج التوترات".

 

ودعت واشنطن إلى أن تتبنى استراتيجية تتجاوز الإجراءات العسكرية الضيقة ضد البنية التحتية للحوثيين، وقالت ثم، يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى نهجًا جديدًا في اليمن لمعالجة جذور قوة الحوثيين. مشيرة إلى أن إيران وروسيا والشباب والميليشيات العراقية كانوا يلعبون دورًا في تعزيز التمرد الحوثي.

 

وقالت إن إدارة ترامب لابد وأن تمارس ضغوطاً دبلوماسية واقتصادية على هذه الجهات الخارجية لوقف دعمها العسكري والمالي للحوثيين. ولكن هذا لن يكون كافياً. بل لابد وأن تدرك الولايات المتحدة مدى إلحاح قطع خطوط إمداد الحوثيين بالأسلحة التي تعتمد على التهريب. ولابد وأن تركز على طرق التهريب الرئيسية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تتسرب الأسلحة من خلال الشقوق. ولابد وأن تكثف عمليات الحظر البحرية والبرية، مما يجعل من الصعب على الحوثيين الاستمرار في تلقي الموارد العسكرية".

 

دروس مستفادة من الماضي

 

إن معالجة الانقسامات الداخلية في اليمن أمر بالغ الأهمية. ويتعين على الولايات المتحدة -وفق الباحثة- أن تركز على نهج متكامل يوازن بين التدابير المناهضة للحوثيين والجهود الرامية إلى مساعدة اليمن على إعادة بناء حكمه والمصالحة بين الفصائل المتنافسة.

 

وبنظر الباحث فإن هذا ضروري لتجنب تفاقم تفتت البلاد. وإلا فإن اليمن تخاطر بأن تصبح ساحة معركة بالوكالة بشكل دائم، محاصرة بين قوى خارجية، بلا أمل في الحل الداخلي. وقالت "يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، والذي بدوره يمكن أن يضمن الأساس لتعافي اليمن مع تعزيز الأمن الإقليمي".

 

بالنسبة لإدارة ترامب القادمة، ترى أن الدروس المستفادة من الماضي واضحة. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتمد بعد الآن على استراتيجيات مجزأة تعالج أعراض الأزمة اليمنية فقط. ولإحداث تحول حقيقي في مسار الصراع في اليمن، يتعين على الولايات المتحدة أن تعالج القوى الأعمق وراء الصراع.

 

كما حثت أمريكا على العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتطوير إطار موحد للسلام ــ إطار شامل ومستجيب لاحتياجات جميع الفصائل اليمنية. وهذا يعني ضمان ألا تكون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مجرد واجهة، بل سلطة فعّالة وقادرة على تولي القيادة.

 

وبشأن تباين واختلاف أجندات السعودية والإمارات في اليمن قالت الباحثة ناصر "يتعين على الولايات المتحدة أيضاً أن تضغط على الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، وخاصة السعودية والإمارات، لتوحيد جهودها في اليمن.

 

وأكدت أن التنافس بين الرياض وأبو ظبي لفترة طويلة كان عقبة رئيسية أمام أي وحدة ذات مغزى في اليمن. وقالت "فقط من خلال وضع خلافاتهم جانباً وتنسيق جهودهم يمكنهم المساعدة في استقرار البلاد. وبفضل النفوذ الدبلوماسي الأميركي، يمكن لهذه الجهات الفاعلة أن تشكل إطاراً تعاونياً يتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه اليمن".


مقالات مشابهة

  • مركز أبحاث أمريكي: ما التحديات التي ستواجه ترامب في اليمن وما الذي ينبغي فعله إزاء الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • الموروث الثقافي الإنساني وقضاياه في العدد الجديد من مجلة تراث
  • الإمارات و«الاتحاد الأوراسي» يختتمان مفاوضات اتفاقية الشراكة الشاملة
  • اختتام مفاوضات الشراكة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والإمارات
  • ثاني الزيودي: الشراكة مع الاتحاد الأوراسي تعزز التجارة العالمية
  • اختتام مفاوضات “الشراكة الاقتصادية” بين الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي
  • الإمارات والفلبين توقعان مذكرة لإثراء الحوار الثقافي وتعزيز المعرفة المتبادلة
  • مذكرة تفاهم تعزز التعاون الثقافي بين الإمارات والفلبين
  • عبدالله بن زايد وممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للشؤون الخارجية يبحثان التطورات الإقليمية
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان”: إنجازات متفردة للإمارات في حقوق الإنسان