واشنطن بوست: أرز العنبر آخر ضحايا مناخ العراق.. كميات محدودة كالمخدرات!
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
السومرية نيوز - محليات
أصبح أرز العنبر "آخر ضحايا" أزمة المناخ، وسط شح المياه وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية في العراق، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. ويعتبر الأرز عنصرا أساسيا في النظام الغذائي العراقي، حيث يتم تناوله في كل وجبة تقريبا. وفي مدينة المشخاب بمحافظة النجف جنوب غربي العاصمة بغداد، تعد زراعة أرز العنبر جزءا لا يتجزأ من الهوية المحلية.
لكن مع تعرض البلاد لآثار تغير المناخ، فإن المزارعين المحليين في هذه المدينة لا يفقدون دخلهم فقط، بل حتى أسلوب حياتهم الذي تغير بسبب الجفاف.
وبعد 10 سنوات قضاها في المملكة المتحدة عند فراره بسبب الحرب الأهلية في إقليم كردستان، عاد نبيل موسى إلى موطنه العراق ليبقى بالقرب من عائلته. لكن بعد عودته إلى موطنه السليمانية، وجد موسى مدينته مختلفة تماما عن تلك التي تركها قبل الغربة.
ويعيش العراق، الذي يسمى "بلاد ما بين النهرين" لمرور نهري دجلة والفرات فيه، انخفاضا في مستوى المياه منذ سنوات، بسبب بناء الجارتين إيران وتركيا سدودا، وتراجع معدل سقوط الأمطار.
ويعاني العراق من أسوأ موجة حرارة منذ عقود. واقتربت تدفقات المياه على نهري دجلة والفرات من مستويات منخفضة قياسية، مما أدى إلى أزمات متتالية في الريف العراقي، حيث لم تكن تقنيات الزراعة مواكبة للتغيرات.
وتتطلب زراعة أرز العنبر، التي تمتد عادة من نهاية يونيو إلى أكتوبر، بقاء الأرز مغمورا بالمياه طوال فصل الصيف.
وفي عام 2021، اتخذت وزارة الزراعة العراقية قرارا "صعبا" بمنع معظم زراعة الأرز، في محاولة للحفاظ على المياه.
ويقول مدير الموارد المائية في محافظة النجف، شاكر فايز كاظم، في تصريح سابق لوكالة فرانس برس، إن "مخزونات الموارد المائية أصبحت قليلة جدا ... أقل بكثير من مؤشرات الخطر، وهي 18 مليار متر مكعب".
وحذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الأربعاء من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع، وذلك في ختام زيارته إلى هذا البلد الذي يعدّ من الأكثر عرضة لبعض آثار التغير المناخي.
وتحتاج زراعة العنبر إلى ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، كما يشرح فايز، وبالتالي "من الصعوبة زراعة محصول الأرز في محافظة النجف والمحافظات الأخرى بسبب استهلاكه العالي للمياه".
وسجل البنك الدولي عام 2021 انخفاضا بنسبة 17,5 بالمئة في النشاط الزراعي بالعراق، خصوصا بعد الجفاف الذي يتعرض له البلد.
بدوره، قال مساعد مدير دائرة الزراعة في النجف، حكيم الخزرجي: "بسبب انخفاض كميات المياه من الدول المجاورة وندرة الأمطار، اضطررنا إلى تقليص مساحات زراعة العنبر".
وأصبح العديد من المزارعين مثل، رياض عبد الأمير، البالغ من العمر 53 عاما، عاطلين عن العمل.
وفي حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، قال عبد الأمير: "اعتدنا أن يكون لدينا اكتفاء ذاتيا اقتصاديا جيدا للغاية، ولم نهتم بالتغيرات السياسية أو ارتفاع سعر صرف الدولار".
وأضاف: "كان العنبر عملتنا، لكن الآن لا يمكنني حتى تغطية النفقات اليومية لمنزلي".
وكان حيدر محمد يزرع القمح والشعير في أرضه في جنوب العراق، كما كان يفعل والده من قبله، لكنه اليوم يكسب قوته كعامل بناء، بعد أن أرغمه الجفاف على تر أرضه والنزوح إلى المدينة في محافظة أخرى.
ويشكل القطاع الزراعي ثاني أكبر مساهم في الناتج الإجمالي المحلي العراق بنسبة 5 بالمئة بعد النفط، ويوظف القطاع نسبة 20 بالمئة من اليد العاملة.
من جانبه، قال الباحث الاجتماعي، مثنى السلامي، إن "معدلات الجريمة في المنطقة آخذة في الارتفاع"، نتيجة انتشار البطالة. وحذر من أن "الشباب ذوي الإمكانات غير المستغلة، قد يتجهون إلى أنشطة أخرى إذا لم تتوفر البدائل الاقتصادية".
واضطر السكان المحليون إلى اللجوء إلى أصناف مستوردة من الهند وإيران، أغلى ثمنا، من أرز العنبر.
وقال حسين عقيل، 41 عاما، وهو يتسوق في إحدى الأسواق المحلية: "ارتفعت أسعار الأرز ارتفاعا كبيرا، لتصل إلى 5 أضعاف السعر المعتاد".
ومع اختفاء أرز العنبر من الأسواق، نشأت سوق سوداء، حيث يزرع ويباع سرا بعيدا عن أعين السلطات.
وقال حسين علي، تاجر يبلغ من العمر 20 عاما: "السؤال عن ذلك الآن يشبه السؤال عن المخدرات، هناك من يزرعها سرا ويبيعها سرا، لكن بكميات محدودة للغاية".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
«واشنطن بوست» تفضح تورط «جوجل» في حرب غزة.. هل زودت إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن وثائق تؤكد أن شركة «جوجل» كانت تساعد جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على غزة، عبر تزويده بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية»، وأفادت الوثائق الداخلية لـ«جوجل»، التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، أن الشركة ساعدت جيش الاحتلال بشكل مباشر، رغم احتجاجات الموظفين ضد عقد الحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية.
تفاصيل طرد موظفي جوجلوطردت شركة جوجل أكثر من 50 موظفًا لديها، العام الماضي، بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم «نيمبوس»، بسبب مخاوف من أنه قد يؤدي إلى مساعدة تكنولوجيا جوجل للبرامج العسكرية والاستخباراتية، التي استخدمها جيش الاحتلال في حرب الإبادة على الفلسطينيين داخل غزة.
ورغم محاولة جوجل الظهور بشكل حيادي، ونفيها تورطها العسكري مع الحكومة الإسرائيلية من خلال عقد «نيمبوس»، تشير الوثائق إلى أن الشركة متورطة لأغراض تجارية خوفًا من فقدان الصفقة لصالح شركة أمازون؛ لتخرج الشركة وتقول أن ذلك العقد مع الحكومة الإسرائيلية ليس موجهًا لأعباء عمل حساسة أو عسكرية ذات صلة بالأسلحة أو الاستخبارات، كما أن سياستها الأخلاقية للذكاء الاصطناعي تلزمها بـ«عدم تطبيق التكنولوجيا التي تضر بالناس».
ماذا أظهرت الوثائق التي حصلت عليها «واشنطن بوست»؟ومع بدء الحرب على غزة في7 أكتوبر 2023، صعد موظف في قسم الحوسبة السحابية في «جوجل» طلباته للحصول على مزيد من الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، حسبما تظهر الوثائق التي حصلت عليها «واشنطن بوست».
وتشير الوثائق التي تفصل المشروعات داخل قسم الحوسبة السحابية في جوجل، إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية، أرادت بشكل عاجل توسيع نطاق استخدامها لخدمة جوجل المسماه «فيرتيكس»، التي يمكن للعملاء استخدامها لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.
وحذّر موظف في جوجل بإحدى الوثائق من أنه إذا لم توفر الشركة بسرعة المزيد من الوصول، فإن جيش الاحتلال سيلجأ بدلًا من ذلك إلى شركة أمازون، منافس جوجل السحابي التي تعمل أيضًا مع حكومة إسرائيل بموجب عقد نيمبوس.
وأظهرت وثيقة أخرى، تعود إلى منتصف نوفمبر 2023، أن الموظف يشكر زميله في العمل لمساعدته في التعامل مع طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولا تشير الوثائق على وجه التحديد إلى الكيفية التي خططت بها وزارة الدفاع لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من جوجل، أو كيف قد تسهم في العمليات العسكرية.
وتُظهر وثائق أخرى يعود تاريخها إلى ربيع وصيف عام 2024، أن موظفي جوجل يطلبون وصولًا إضافيًا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أدوات اعتمد عليها جيش الاحتلالوحتى نوفمبر 2024، وهو الوقت الذي حولت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من غزة إلى أنقاض، تظهر الوثائق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يستعين بشركة جوجل للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي أواخر الشهر ذاته، طلب أحد الموظفين الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي «جيميني» الخاصة بالشركة لصالح جيش الاحتلال، الذي أراد تطوير مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص به لمعالجة المستندات والصوت، وفقًا للوثائق.
وسبق أن كشفت «واشنطن بوست» قبل أسابيع، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى أداة ذكاء اصطناعي متقدمة تعرف باسم منظومة «هبسورا» Habsora، يمكنها أن تولد بسرعة مئات الأهداف الإضافية، ووفقًا للصحيفة، يُعد ذلك مثالًا لكيفية مساهمة برنامج استمر 10 سنوات لوضع أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في محور العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في الحرب على غزة.
ولجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة الذكاء الاصطناعي «جوسبل»، وهو برنامج للتعلم الآلي يعتمد على مئات الخوارزميات التنبؤية، ما يتيح للجنود البحث بسرعة في قاعدة بيانات ضخمة تُعرف داخل الجيش باسم «المخزون».
ومن خلال فحص كميات هائلة من البيانات المستخلصة من اتصالات يجري اعتراضها ولقطات أقمار اصطناعية، ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، تنتج الخوارزميات إحداثيات تتعلق بالأنفاق والصواريخ والأهداف العسكرية الأخرى.