عين ليبيا:
2025-04-01@10:49:10 GMT

عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

لا شك أن العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي كانت في أبهى أيامها منذ أقدم العصور، يدعم ذلك التواجد المغاربي في شمال أفريقيا والإسلام المغاربي المختلف عن لعقلانية المشارقة، إضافة إلى الأصول الجينية الواحدة للشعبين، واشتراكهم تاريخيا كجزء من ممالك شمال أفريقيا المغاربية، ناهيك عن طموح البلدين إلى السير قُدما لبناء دولة المؤسسات في البلدين والتعاون المشترك لصالح الشعبين الشقيقين.

بعد استقلال ليبيا كانت هناك علاقة وطيدة بين المملكة المغربية والمملكة الليبية، تم تفعيل التعاون بعدة اتفاقيات منها قيام شركات مغربية للبناء بتنفيذ مشروع إدريس للإسكان، وهو مشروع كبير على مستوى ليبيا كاملة، وتلك المساكن بنمطين لازالت تساهم في إسكان قطاع كبير من الشعب الليبي، إضافة إلى مساهمة العمالة المغربية الماهرة في بناء المساجد ومقرات الدولة، حيث يبرز المغاربة في زخارف الجبس بلا منازع الى الان.

عند وصول القدافي للحكم في سنة 1969 ساءت العلاقات الليبية المغربية إلى درجة كبيرة بسبب التوجهات الناصرية للقدافي، وفي أول زلاته قام القدافي بتأييد انقلاب أوفقير في 16-8-1972م لإغتيال الملك الحسن الثاني، وهو تدخل سافر في شؤون دولة مستقلة لها قيادة حكيمة، ذلك الانقلاب قوبل بالرفض من الحكومة المغربية فاستقبلت المعارضين الليبيين الفارين من أتون الحكم العسكري في ليبيا، أدى ذلك إلى صناعة القذافي لجبهة البوليساريو في 20-5-1973م وإغداقها بالمال والسلاح، حيث أتذكر جيدا مئات الشاحنات التي تتجه من طرابلس غربا لتصل إلى الساقية الحمراء على بعد قرابة 2000 كم، وبذلك تم إهدار أموال الشعب الليبي وخلق القلاقل للشعب المغربي، واستمر دعم القدافي للبوليساريو لأكثر من 20 عاما. بالمقابل، لم تجد المعارضة الليبية سندا سواء المغرب التي دعمتها وفتحت لها الأبواب لايصال صوتها إلى الشعب الليبي ووفرت لهم سبل العيش الكريم، عندما تنكر لهم الجميع,

بعد ثورة 17-2-2011م في ليبيا، كانت الفرصة سانحة لتوطيد العلاقات الليبية المغربية، وكانت المغرب بمؤسساتها العتيدة، خير سند للشعب الليبي سياسيا وثقافيا، وكان التعامل الشعبي سهلا لوجود أواصر قديمة تم احيائها، قدمت المغرب مساعدات عينية، وأهم من ذلك المساعدات الثقافية والتعليمية، منها البعثات الليبية للدراسة العليا بالمغرب في العلوم الإنسانية وخاصة القانون، ومنها إرسال أساتذة مغاربة للتدريس في ليبيا، والأكثر من ذلك أهمية محاولات المغرب المتعددة لجمع الفرقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حلول توافقية، ولقد كلل ذلك بالعديد من الاتفاقيات، منها اتفاق الصخيرات بتاريخ 17-12-2015م والذي نتج عنه إنشاء حكومة الوفاق الوطني بعد 9 أشهر من المداولات في الكثير من دول العالم، وهناك تفاهمات بوزنيقة وغيرها من الاجتماعت والاتفاقيات.

للأسف، رغم عمق العلاقات الوطيدة بين الشعبين، نرى هناك مناكفات بين الحكومتين الليبية والمغربية في الأشهر الماضية، والتي لا مبرر لها، وقد عكرت صفو المواطنين في البلدين، فمن الجانب الليبي فان حكومة الوحدة الوطنية لم تضع كل جهودها لتنمية التبادل التجاري بين البلدين والذي لم يتجاوز 178 مليون دولار سنة 2022م حتى بعد الاتفاق بين وزير الإقتصاد الليبي محمد الحويج ووزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور في نوفمبر سنة 2023 لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، ولم يتم إشراك الشركات المغربية كما هو مع الشركات المصرية في إعادة الاعمار والتي ستستمر في إحتكار المشاريع طالما هناك حكومة خاصة للشرق الليبي لاسباب جيوسياسية، رغم شهرة المغرب بالعمالة الماهرة التي لها فرص واعدة مع الحكومة المعترف بها دوليا ومنها المغرب. بالمقابل غياب السفارة والقنصلية المغربية عن مقرها بطرابلس فاقم الوضع للمغاربة المتواجدين في ليبيا مثل تجديد جوازات سفرهم وإقاماتهم، وأن إتصالهم بسفارتهم بتونس به مشقة كبيرة. هناك عمل كبير يتحثم على الحكومتين المضي فيه لتطوير الشراكة بين البلدين ووضع حلول عملية للمشاكل القائمة، منها دعوة الشركات المغربية للعمل في ليبيا وفتح خط جوي وأخر بحري بين المواني المغربية وطرابلس والغاء الضرائب الجمركية عن البضائع الوطنية المصدر في البلدين، ومنها إلغاء التاشيرات بين البلدين كما كانت سابقا. أخيرا أن القبول والتفاهم بين الشعبين لا نظير له، والذي يمكن البناء عليه دون الدخول في مناكفات سياسية تكتيكية لا طائل منها.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: بین الشعبین بین البلدین فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب ووزارة الخارجية يهنئون الشعب الليبي بمناسبة «عيد الفطر»

هنّأ وزير الخارجية بالإنابة بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، الشعب الليبي والأمة العربية والإسلامية، بمناسبة حلول عيد الفطر.

وتقدم الطاهر الباعور، باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي، “بأحر التهاني وأطيب التمنيات إلى الشعب الليبي الكريم والأمة العربية والأسلامية والعاملين بالوزارة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يعيده علينا وعلى أبنائنا بالخير واليمن والبركات”.

وقال: “نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفقنا جميعا لمواصلة العمل من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة”.

بدوره، قال مجلس النواب في بيان: “يطيب لرئيس ديوان مجلس النواب الليبي وجميع العاملين بالديوان أن يتقدموا بخالص التهاني وأطيب التبريكات إلى كافة أبناء الشعب الليبي وإلى مجلس النواب رئاسة وأعضاء بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على شعبنا وكافة الشعوب الاسلامية بالخير واليمن والبركات، داعين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وأن يمن علينا بالأمن والاستقرار”.

مقالات مشابهة

  • سفير مصر في ليبيريا يؤكد أهمية الارتقاء بالعلاقات التجارية بين البلدين
  • السلطات المغربية تحبط تحضيرات لاقتحام سبتة المحتلة ليلة العيد
  • «المنفي» يهنّئ الشعب الليبي بمناسبة «عيد الفطر»
  • مجلس النواب ووزارة الخارجية يهنئون الشعب الليبي بمناسبة «عيد الفطر»
  • “گروك” يكشف المستور: كيف فضح الذكاء الاصطناعي أكاذيب الجزائر عن الصحراء المغربية؟
  • خالد جلال : التحدى الليبي تأهل إلى دور الـ16 بكأس ليبيا بأداء ونتيجة مستحقة
  • نار الغلاء تشتعل في بيت الحكومة المغربية.. فهل تؤثر على انسجامها؟
  • البعثة الأممية تطلق «منصة المرأة الليبية»
  • إلغاء رحلتين لـ«الأجنحة الليبية» إلى تونس  
  • الأوجلي: الدراما الليبية تعيش في أزمة