صحيفة إسرائيلية تُعلن: لقد هُزمنا في لبنان!
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ إسرائيل ارتكبت خلال الأسبوع الماضي أحد أخطر أخطائها الإستراتيجية منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول عام 2024"، مشيرة إلى أن إسرائيل "انتزعت الهزيمة من بين فكّي النصر ووافقت على وقف إطلاق النار في لبنان، مما أثار صيحات الفرح وتنهدات الارتياح في أنفاق حزب الله داخل لبنان".
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "من المؤكد أنَّ إسرائيل وجّهت لحزب الله ضربة غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة، مما أدّى إلى تدهور ترسانته العسكرية وإضعاف هيكله القياديّ وتوجيه ضربة لصورته القتالية". وزعم التقرير أنّ "حزب الله بات ضعيفاً لكنه ليس خارج السيطرة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تستطيع وينبغي لها أن تنهي المهمة بدلاً من التراجع إلى الزاوية مثل الملاكم في الحلبة بين الجولات"، وتابع: "حتى كتابة هذه السطور، كان وقف إطلاق النار على وشك الانهيار، حيث انتهك حزب الله شروطه عمداً وبشكل متكرر، وهو أمر ليس مفاجئاً. وسواء كان الاتفاق سيصمد أم لا، فهذا أمر ليس ذو أهمية، لأن فكرة منح حزب الله قسطاً من الراحة هو أمرٌ ليس عادياً، فهذه المسألة تقدم له فرصة لإعادة تجميع صفوفه، وصقل استراتيجيته والتخطيط لأعمال لهجمات مستقبلية". وذكر التقرير أنّ حزب الله تمكّن بعد حرب تموز عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، من إعادة بناء ما تمّ تدميره، كما وسّع ترسانته بشكلٍ كبير من الناحيتين الكميَّة والنوعيّة، فيما أصبح لدى مقاتلي الحزب القدرة على قيامة دوريات عند الحدود مع إسرائيل. واعتبر التقرير أنَّ "الإتفاق الأخير بين لبنان وإسرائيل فشل في إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، كما سمح لسكان القرى في المنطقة والذين ينتمي العديد منهم إلى حزب الله والمتعاونين معهم، بالعودة إلى ديارهم". وذكر التقرير أن "الإتفاق أهمل تضمين إرشادات وآليات تفصيلة ومحددة لنزع سلاح حزب الله، الأمر الذي ترك له الأسلحة التي يمكنه استخدامها لتنفيذ هجماتٍ مستقبلية"، وأضاف: "إن سكان شمال إسرائيل غاضبون من هذا الترتيب، ولهم الحق في ذلك. لقد عاش هؤلاء على خط المواجهة لعقود من الزمان وشاهدوا الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تفشل في أداء المهمة الأساسية والأساسية المتمثلة في توفير الأمن لهم". وتابع: "إن الحل يكمن في مدة وقف إطلاق النار المُتفق عليها، أي 60 يوماً.. لماذا تم تحديد هذه المدة وليس 15 أو 30 يوماً على سبيل المثال؟ حسناً، إن إلقاء نظرة على التقويم السياسي الأميركي يوفر الإجابة الواضحة. 60 يوماً تمر بنا حتى نهاية ولاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. بعبارة أخرى، يريد بايدن الخروج بـ "فوز" من نوع ما، ويقال إن مبعوثه آموس هوكشتاين هدد إسرائيل خلف الكواليس بكل شيء بدءًا من حجب شحنات الأسلحة إلى الامتناع عن استخدام حق النقض ضد القرارات المناهضة لإسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذا هو التفسير العقلاني الوحيد المحتمل لهذه الصفقة ــ أي محاولة لكسب الوقت حتى يتم تنصيب دونالد ترامب رئيسا في كانون الثاني، وتركه يتعامل مع الفوضى". وأكمل: "مهما كان اعتقاد البعض بأن هذا الاتفاق ضروري سياسياً أو دبلوماسياً، فإنه لا ينفي حقيقة مفادها أن إسرائيل تهدر فرصة تاريخية لتدمير حزب الله واستعادة الردع الوطني. إن ترك حزب الله في مكانه لإعادة تجميع قواته وإعادة بناء قواته، والتخلي عن الأراضي في جنوب لبنان المتاخمة للحدود الشمالية لإسرائيل، من شأنه أن يمهد الطريق لحرب لبنان الرابعة". وختم: "ربما يستغرق الأمر أياماً، أو أسابيع، أو أشهراً، أو حتى سنوات، ولكن، للأسف، سوف يأتي". المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التقریر أن حزب الله
إقرأ أيضاً:
هدنة إسرائيل وحزب الله تترنح... من المستفيد؟!
يوماً تلو الآخر تزداد الأوضاع سخونة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وسط شكوك بشأن إمكانية صمود هدنة هشة أنهت حرباً استمرت أكثر من 14 شهرا بين إسرائيل وحزب الله.
وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، تطلق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، التي لم تتأخر هي الأخرى في الرد بقصف استهدف عدة مناطق في جنوب لبنان في المرة الأولى، ووصل إلى العاصمة بيروت في المرة الثانية.
Israel Orders Residents in Neighborhood Near Beirut to Evacuate - The command for people to leave parts of the suburbs south of the Lebanese capital where Hezbollah holds sway is the first since a cease-fire went into effect in November. via @nytimes:https://t.co/hKesWCETRZ
— ???????? Viking Resistance HQ ???????? (@VikingFBR) March 28, 2025 اتفاق هشوهذه هي المرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، التي يشن فيها الجيش الإسرائيلي غارات جوية على الضواحي الجنوبية لبيروت، فيما اعتبرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "نهاية لأشهر من الهدوء المتوتر في العاصمة اللبنانية" تثير مخاوف من تصعيد جديد.
وكما هو الحال مع واقعة السبت الماضي، نفى حزب الله اللبناني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، واعتبرها "جزءً من محاولة مشبوهة لاختلاق الذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان"، قائلاً إنه "يحترم" اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جهته، قال الجيش اللبناني إنه يحقق فيما جرى لمعرفة الجهة التي تقف وراء ذلك، لتثار العديد من التساؤلات بشأن المستفيد من وراء إعادة التوتر إلى هذه الجبهة وما إذا كان هناك من يسعى إلى توريط الدولة اللبنانية.
ووفقاً لخبراء، فإن حزب الله، الذي يكافح للتعافي من الصراع المدمر مع إسرائيل، ليست لديه رغبة كبيرة في المخاطرة بإشعال الصراع من جديد، حسبما نقلت "نيويورك تايمز"، التي ألقت الضوء على احتفاظ جماعات فلسطينية مسلحة، مثل حماس، بوجود كبير في لبنان، وعملها في الغالب من مخيمات اللاجئين هناك منذ عقود.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه خلال الحرب على غزة، أطلقت هذه الجماعات صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل بشكل متقطع من لبنان.
واستدعت الصحيفة مشهد انخراط حزب الله في الحرب تضامناً مع غزة بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 والذي بدأ بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على المواقع الإسرائيلية وتصاعد إلى حرب شاملة واجتياح بري إسرائيلي قبل أن يتفق الطرفان على وقف إطلاق النار.
ووصفت "الصحيفة" هذا الصراع بأنه الأعنف والأكثر دموية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً في البلاد والتي انتهت عام 1990.
Israel carried out its first major airstrike on Beirut's southern suburbs in months, retaliating for an earlier rocket launch from Lebanon in the most serious test of a shaky-ceasefire deal agreed in November https://t.co/wFUrfcRJKb pic.twitter.com/AHa7QEcF4c
— Reuters (@Reuters) March 28, 2025 انتهاك الاتفاقوركز موقع "المونتيور" الإخباري على كون استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة هو الأول من نوعه منذ إبرام الهدنة، مشيراً إلى مواصلة إسرائيل شن الغارات الجوية المميتة في كثير من الأحيان على جنوب وشرق لبنان منذ وقف إطلاق النار، بدعوى استهداف مواقع عسكرية لحزب الله تنتهك الاتفاق.
ولم تختلف مبررات إسرائيل هذه المرة، فقالت إن هجومها استهدف "موقعاً تستخدمه الوحدة الجوية (127) التابعة لحزب الله لتخزين الطائرات بدون طيار في منطقة الضاحية" التي تعتبر معقلاً رئيسياً لحزب الله في جنوب بيروت، والتي قصفتها إسرائيل بكثافة خلال حربها مع الحزب العام الماضي، بحسب الموقع.
وبعد توجيه إسرائيل إنذار شديد اللهجة للحكومة اللبنانية، محملة إياها مسؤولية ضبط الأمن وفرض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار "وإلا سنفرضه نحن"، أمر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، قوات الأمن في بلاده بسرعة ضبط المسؤولين عن إطلاق الصواريخ، واصفاً ذلك بأنه أمر "غير مسؤول" ويشكل تهديداً "لاستقرار لبنان وأمنه".
ويرى مراقبون أن تطورات الساعات الأخيرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تعيد إلى الواجهة قضية شائكة بالنسبة للحكومة اللبنانية، وهي السلاح الخارج عن القانون وكيفية معالجة هذه المعضلة التي لطالما شددت حكومة بيروت على موقفها منها، وهو حصر السلاح بيد الدولة، حتى لا تكون رهينة افتعال أي إشكالات، تعرض أمن الدولة للخطر والتهديدات.
كما تحمل تلك التطورات في طياتها الكثير من المخاطر التي تحدق بالمنطقة في ظل تشابك المواقف واستئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة، والغموض الذي يكتنف مصير الرهائن الذين تحتجزهم الحركات المسلحة الفلسطينية في القطاع.
وتتزامن هذه المستجدات والتساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان، مع تطورات لافتة تمثلت في تزايد الضغوط على حركة حماس للخروج من المشهد، والتي لم تقف عند حد كونها مواقف دولية بهدف التوصل إلى وقف دائم للحرب في غزة، بل تعدت ذلك إلى موقف شعبي نادر تجسد في خروج مظاهرات في القطاع تطالب بذلك كسبيل لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين.