باريس- بالتزامن مع وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، السبت، إلى باريس لحضور افتتاح كاتدرائية نوتردام، نظمت عدة جمعيات مناصرة لفلسطين مظاهرة حاشدة للتنديد بسياسة ترامب، الذي من المقرر أن يتولى منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، إذ بدأت ملامح سياسته تتكشف بشأن الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة.

وعلى درجات القصر الرئاسي، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بترامب الذي قال أمام الكاميرات: "حققنا نجاحا كبيرا في العمل معا، يبدو أن العالم أصبح مجنونا بعض الشيء في الوقت الحالي".

فرنسيون يتظاهرون دعما لغزة ورفضا لحضور ترامب حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس (الجزيرة) ضغوط

وفي أثناء المظاهرة، اقترب رجل مؤيد لإسرائيل من الموكب وهاجم المتظاهرين بمسدس بعد تمزيق لافتات داعمة لفلسطين، مما أدى إلى تدخل الشرطة التي كانت قريبة من المكان واعتقاله على الفور.

وقال أحد الشهود على هذه الحادثة -فضّل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت "أتى إلي أحد الأصدقاء ليخبرني أن هناك صهيونيا مزق لافتته وقام بتصويره، وعندما اقتربت منه لتصوير ما حدث، فتح سترته وأظهر سلاحا في حزامه ثم ركضت فورا إلى عناصر الأمن".

إعلان

وتعكس هذه الواقعة، التي كان من الممكن أن تنتهي بمأساة داخل مسيرة سلمية، حجم الضغوط والهجمات التي يتعرض لها أنصار فلسطين في فرنسا.

لافتة تنتقد ترامب ونتنياهو وماكرون (الجزيرة)

 

مخاوف

وحمل المتظاهرون لافتات تصف ماكرون وترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"مجرمي الحرب" و"الداعمين للإبادة الجماعية". كما دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف كامل للتعاون مع دولة الاحتلال.

وطالب المتظاهرون أيضا بإطلاق سراح المناضل اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج إبراهيم عبد الله، الذي يعد أقدم سجين في العالم مرتبطا بالصراع في الشرق الأوسط، إذ قضى 40 عاما في السجون الفرنسية.

لافتات تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة (الجزيرة)

وفي حديث للجزيرة نت، أكد النائب جيروم لوغافر عن حزب فرنسا الأبية اليساري أن هذا النوع من المظاهرات سيستمر في فرنسا للضغط والمطالبة بوقف كامل لعمليات تسليم الأسلحة، وتعليق وحظر جميع الاتفاقيات التجارية بين دول الاتحاد الأوروبي والحكومة الإسرائيلية.

وأضاف "نعلم أن ترامب سيدعم نتنياهو، وهو ما يثير الخوف من المستقبل في الشرق الأوسط، وقد شاركنا في هذه المظاهرة لإزعاج كل المتواطئين في الإبادة الجماعية الذين يلتقون في أمسيات احتفالية ويمضون العقود ويهنئون أنفسهم على كل ما يقترفونه من جرائم".

المتظاهرون الفرنسيون حملوا الأعلام الفلسطينية واللبنانية (الجزيرة) تواطؤ

وتابع النائب الفرنسي لوغافر "كانت سياسات الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن مقلقة وإجرامية إلى حد كبير من خلال كمية الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لكن التصريحات الأخيرة لترامب مخيفة".

وأضاف أن "ترامب هدد بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط إذا لم تتم إعادة المحتجزين، لكن الفلسطينيين يعيشون في الجحيم الآن"، واصفا شمال غزة بـ"فخ الموت"، حيث يفر السكان من الدمار ويتعرضون "للذبح" على يد جيش الاحتلال.

إعلان

وشدد على أن "إسرائيل متورطة في غزة ولبنان، واليوم نراها تفعل الأمر ذاته في سوريا، إذ هددت إيران بالانتقام الدموي إذا أرسلت الأسلحة والقوات المسلحة إلى سوريا، مما يدل على تواطئها في كل مكان بالمنطقة المشتعلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ستيفن ويتكوف مستثمر عقاري رشحه ترامب مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط

ستيفن ويتكوف، مستثمر عقاري، وُلد عام 1957 في مدينة نيويورك من أسرة يهودية من الطبقة العاملة. بدأ العمل محاميا في العقارات، وسرعان ما نما شغفه بالمجال، فتنقل بين الشركات العقارية حتى أسس مجموعة تحمل اسمه عام 1997.

ارتبط بعلاقة وثيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ كان زميلا له في قطاع العقارات بنيويورك، فدعم سياساته في الشرق الأوسط أثناء فترة ولايته الأولى من 2016 إلى 2020، وحشد له الدعم في انتخابات عام 2024.

وبعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية 2024، أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني من السنة نفسها تعيين ويتكوف مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط.

المولد والنشأة

وُلد ستيفن تشارلز ويتكوف يوم 15 مارس/آذار 1957 في حي ذا برونكس بمدينة نيويورك الأميركية، من أسرة يهودية من الطبقة العاملة، ونشأ في منطقة لونغ آيلاند، التي كان يعمل فيها والده صانعا لمعاطف السيدات.

تزوج ويتكوف من لورين رابوبورت عام 1987، وأنجبا 3 أبناء هم: أندرو وأليكس وجوناثان، وفقدا ابنهما الأكبر "أندرو" عام 2011 بسبب إفراطه في تناول المخدرات.

ستيفن ويتكوف بدأ عمله محاميا في العقارات واستطاع تأسيس مجموعته العقارية الخاصة (أسوشيتد برس) الدراسة والتكوين العلمي

درس ويتكوف في مدرسة "ستايفيسنت" الثانوية، إحدى المدارس المرموقة في نيويورك، ثم التحق بجامعة "هوفسترا"، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1980، ثم نال عام 1983 شهادة في القانون من الجامعة نفسها.

التجربة العملية

بدأ ويتكوف حياته المهنية مع شركة "دراير آند تراوب" للمحاماة في مجال العقارات، والتي كان ترامب من بين عملائها. وقال ويتكوف في مقابلة معه عام 2017 إنه كان في تلك الأيام يرتدي "قمصانا مهترئة" من متجر للملابس الرجالية المخفضة.

إعلان

كما عمل ويتكوف أيضا لدى شركة "روزيمان آند كولين". ومع نمو شغفه بمجال العقارات، أسس مع شريكه لورانس غلوك عام 1985 شركة "ستيلر مانجمينت" التي استحوذت على مجموعة من المباني السكنية في مدينة نيويورك وأعادت تطويرها.

وفي عام 1996، تحصل ويتكوف على تمويل من بنك "كريدي سويس فيرست بوسطن" من أجل شراء برج "ميدن لين 33" المكون من 27 طابقا.

ترامب (يسار) اقترح ويتكوف مبعوثا أميركيا خاصا إلى الشرق الأوسط (رويترز)

وبسبب انهيار مفاجئ لسوق العقارات، فُضت الشراكة بين طرفي شركة "ستيلر مانجمينت"، وأسس ويتكوف عام 1997 "مجموعة ويتكوف العقارية".

استفاد ويتكوف من خبرته الواسعة في مجال العقارات، واستطاع جلب التمويل الكافي، وأنشأ أكثر من 70 عقارا في مناطق الأعمال الرئيسية في الولايات المتحدة وخارجها.

ومع توسع مجموعة ويتكوف العقارية، افتتحت مكاتب لها في كل من نيويورك ولوس أنجلوس وميامي. ومن مشاريعها البارزة: فندق "بارك لين"، وفندق "تايمز سكوير إيديشن"، وبرج "111 موراي ستريت".

أنشأ ويتكوف بعد وفاة ابنه أندرو عام 2011 مؤسسة باسمه تكريما لذكراه، وعملت على تمويل برامج التعافي من الإدمان، وزيادة التوعية بشأن مخاطر تعاطي المخدرات، إلى جانب دعم برامج الصحة النفسية.

وقد مُنح ويتكوف عضوية كل من اللجنة التنفيذية لمجلس العقارات في نيويورك، ومجلس إدارة مؤسسة جيفري موديل فاونديشن، ومجلس أمناء جامعة هوفسترا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، كُرم بتعيين رئاسي في مجلس أمناء مركز "جون إف كينيدي" للفنون المسرحية.

ستيفن ويتكوف متحدثا في تجمع انتخابي لترامب أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2024 (أسوشيتد برس) علاقته بترامب

تربط ستيفن ويتكوف ودونالد ترامب علاقة وطيدة، تعود إلى خلفيتهما المشتركة في قطاع العقارات بمدينة نيويورك، كما كان ويتكوف نديما له في لعب الغولف.

إعلان

وفي ولاية ترامب الأولى عام 2016، أشاد ويتكوف بسياساته في الشرق الأوسط، بما في ذلك اعترافه بسيادة إسرائيل على القدس والجولان المحتلين، وتخفيضات المساعدات الأميركية للفلسطينيين.

وقد حضر خطابا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي في يوليو/تموز 2024، وقال ويتكوف "لقد كان الأمر روحانيا"، منتقدا الديمقراطيين لعدم تفاعلهم بالطريقة نفسها.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2024، حشد ويتكوف الدعم لترامب من مجتمع الأعمال اليهودي الأميركي.

وبعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية عام 2024، أعلن في 12 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه اختيار ستيفن ويتكوف مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط.

وقال ترامب عن ويتكوف إنه " قائد محترم للغاية في مجال الأعمال والعمل الخيري، وقد جعل كل مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهارا"، وأضاف أنه سيكون "صوتا لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعا فخورين".

مقالات مشابهة

  • "الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط".. ماذا حدث بعد تصريح ترامب؟
  • "قال ترامب سأشعل الشرق الأوسط فاشتعلت أمريكا".. كيف ربط رواد الإنترنت بين الحرائق وحرب غزة؟
  • حرائق أمريكا هل توقف تهديدات ترامب للشرق الأوسط ؟
  • أبين.. مظاهرة غاضبة منددة بتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء
  • مفارقة غريبة.. جحيم الشرق الأوسط يرتد على ترامب بـحرائق كاليفورنيا
  • فرصة ترامب لتحديد مستقبل الشرق الأوسط
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. ترامب يُكرر تهديداته: الجحيم ينتظر الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح الرهائن الإسرائيليين
  • ترامب يُكرر تهديداته: الجحيم ينتظر الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح الرهائن الإسرائيليين
  • ستيفن ويتكوف مستثمر عقاري رشحه ترامب مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط
  • ما وراء تصريحات ترامب في الشرق الأوسط.. مفاوضات الرهائن بين التهديد والواقع