في تحدٍ صارخ لقانون البيئة، أزال جهاز مدينة العاشر من رمضان، خلال الفترة الماضية، أجزاء كثيرة من الأشجار الموجودة داخل مناطق الحزام الأخضر الممتدة على طول 3 كيلو متر بالحي الثالث غرب المجاورات «19،21،23،25»؛ بدعوى التطوير وإقامة أنشطة ترفيهية!، وقام بطرح آخر لعدد 4 قطع أراضي مسطحات خضراء بالحي الأول شرق المجاورات «2،4،6،8».

 

ورغم التصريحات الرسمية، لوزارة البيئة عن زراعة ملايين الأشجار في كافة المحافظات، لزيادة المسطحات الخضراء، ومواجهة التغيرات المناخية، وتعظيم دمج البعد البيئي كمحور أساسي لتعزيز الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والاستثمار فيها مع توفير بيئة نظيفة وصحية وآمنة للمواطنين، طرح جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان أراضي بالمسطح الأخضر لإقامة أنشطة ترفيهية، وذلك في تحدٍ صارخ لمساعي الدولة بشأن الحفاظ على التوازن البيئي، والحد من مستويات ملوثات الهواء الناتجة من عوادم المحركات والشركات العاملة في مدينة العاشر التي تعتبر أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط.

 

ونشر جهاز المدينة عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك منشورًا بعقد جلسة مزايدة علنية في اليوم الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2024، لطرح عدد 4 قطع أراضٍ مسطحات خضراء، لاقامة أنشطة ترفيهية، بمساحات متعددة ما بين 4500 م إلي 11778 م بالحي الثالث غرب المجاورات «19،21،23،25» وذلك بنظام حق الانتفاع لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، بحجة تحقيق أقصى استفادة من هذه الأماكن الحيوية وزيادة الإيرادات التي ستساهم في تطوير البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات المقدمة لسكان المدينة.

 

 وعزز رئيس جهاز المدينة لعملية طرح المسطحات الخضراء لإقامة أنشطة ترفيهية عبر المنشور الرسمي، بأن هذا الطرح يمثل خطوة هامة في دعم رؤية المدينة لتوفير مساحات عامة ترفيهية تُسهم في تعزيز رفاهية السكان.

 

«تحويل المسطحات الخضراء إلى أنشطة ترفيهية في العاشر: خسارة بيئية تضر بالمواطن والمناخ

 

يد الهدم التي أصابت الحزام الأخضر بمدينة العاشر من رمضان، أثارت غضب كثير من أهالي المدينة، لما كانت تتّسم به المدينة من طبيعة خاصة بشأن انتشار المسطحات الخضراء في كافة أرجائها سواء السكنية أو الصناعية، يقول المهندس محمد حافظ الزاهد النائب الوفدي السابق عن مدينة العاشر من رمضان، أن ما يجرى في مدينة العاشر الآن من إزالة الأشجار والقضاء على المسطحات الخضراء لهو أمر عظيم يخالف تعليمات وتوصيات رئيس الجمهورية والذي تبنى مبادرة «اتحضر للأخضر» وزراعة المليون شجرة بمختلف المحافظات، وذلك من أجل رفع الوعي البيئي بقضية التغيرات المناخية، في إطار الإستراتيجية القومية للتنمية المستدامة «مصر 2023»، فضلًا عن استضافة مدينة شرم الشيخ لقمة التغير المناخى القادم «cop27» والتي استهدفت وضع الآليات النافذة للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحد من تأثير النشاط البشري على المناخ العالمي.

 

وأشار الزاهد، إلى أن مدينة العاشر من رمضان، هي من المدن الجيل الأول في مصر وأكبرها في مصر والشرق الأوسط، وتم أنشأها بالقرار 249 لسنة 1977، ومقامة على مساحة 95 ألف فدان، وتضم أكثر من 6000 مصنع وشركة ما بين المصانع الكبيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ويعيش فيها أكثر من مليون مواطن مواطنة، وتوفر أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وتساهم بأكثر من 30 مليار جنيه في الناتج القومي، ولذلك فإن أي إجراء يتعلق بالحفاظ على منطقة الأشجار والمسطحات الخضراء المدينة كان يتطلب من مسؤولي الجهاز تقييم الأثر البيئي والإجتماعي والاقتصادي قبل البدء في المذبحة التي طالت الأشجار التي تعد أحد أهم عناصر الموارد الطبيعية المتجددة التي تقوم بحفظ التوازن البيئي وتساعد استدامة الحياة للأجيال الحالية والقادمة.

 

وقال أشرف بيومي رئيس اللجنة الثالثة بوفد العاشر ، إن الأشجار التي كانت عنوان للمناطق السكنية بالمدينة ومظهرها المتميز عبر الأربعين سنة الماضية، كانت تُساهم في تحسين نوعية الهواء لقاطني وزوار المدينة، خاصة وأن مدينة العاشر التي نفتخر بأنها تضم الألف المصانع؛ ترتفع فيها مستويات التلوث، الناتج من عمليات الإنتاج ببعض هذه المصانع، فضلا عن آثار المحروقات الأخرى الناتجة من  المركبات المتحركة، لذلك كان يجب العمل بالقوانين المخصصة لحماية الأشجار، بدلًا من التعدي عليها، وتحويل مسار المنطقة التي تم اعتمادها من قبل كمتنفس طبيعي.

 

ولفت إلى أن سكان المجاورات «19،21،23،25» اختاروا مكان لإقامة أُسرهم لهذه المجاورات قبل أن ينتقلوا إليها من عشرات السنين لها، كنوع من التميز لم لها من طبيعة خاصة وهي المسطحات الخضراء، مشيرًا إلى أن قرار رئيس المدينة بتحويل هذه المناطق لأنشطة ترفيهية، سيسبب ضجيجًا لسكانها، خاصة وإنه لم يحدد طبيعة الأنشطة الترفيهية والتي قد تتنوع ما بين قهاوي أو كافيهات أو أندية ليلية وقاعات أفراح، والتي تتعدى نشاطها لبعد منتصف الليل، الأمر الذي يضر بطبيعة سكان المدينة الذي اعتادوا على الاستيقاظ مبكرة للذهاب إلى مصانعهم والتي تعمل معظمها في السابعة صباحًا، وبالتالي سيؤثر ذلك على إنتاجية هذه الشركات ومن ثم ستضر الإقتصاد الوطني.

 

ووصف النائب الوفدي، أن إجراء تحويل المسطح الأخضر لأنشطة ترفيهية من قبل رئيس الجهاز بمثابة «دعوة للفوضى»، خاصة وأن هناك أماكن شاغرة في كثير من أرجاء المدينة، يمكن له أن يحولها لأنشطة ترفيهية تكون بعيدة عن أماكن سكن الأهالي، مشيرًا إلى أن مدينة العاشر هي مدينة وزير الإسكان الحالي واثنين من نوابه، وإنه لا يعتقد أن وزير الإسكان يعلم بمذبحة الأشجار التي تتم في المدينة، وإلا كان له رأي آخر بوقف هذه الأعمال، والتوصية بمزيد من زراعة الأشجار بدلاً من إقلاعها كونها تزيد من القدرة على إنتاج الأكسجين وعزل انبعاثات الكربون الضارة الناتجة من الأنشطة التنموية التي تجرى في المدينة.

Messenger_creation_8A7BF2A6-DE3C-479F-B360-AFE443334312 Messenger_creation_21050B3B-C2C4-4DED-B442-8EDB263FD8AA Messenger_creation_0C49587B-EB77-40FE-9513-E1BF07FA34F3 Messenger_creation_EF7793DE-97D9-44D5-B523-E98129178D76 Messenger_creation_51B9B009-1BCC-48B6-875D-854A2323A76A Messenger_creation_CBCA26D4-7E1A-481C-911E-8CEF8B50CC0C

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التصريحات الرسمية المسطحات الخضراء العاشر من رمضان وزارة البيئة أنشطة ترفيهية الحزام الأخضر قانون البيئة المدينة الصناعية كارثة بيئية مدینة العاشر من رمضان المسطحات الخضراء أنشطة ترفیهیة Messenger creation إلى أن

إقرأ أيضاً:

أزمة بيئية مستفحلة.. جهود علمية لمعالجة التلوث في خليج إزمير

تعد قضية التلوث في خليج إزمير التركي من القضايا البيئية الملحة التي تهدد النظام البيئي البحري في منطقة بحر إيجه، وقد انعكست آثارها على عدد من المناطق السكنية الواقعة على ساحل المدينة.

وشهد الخليج تفاقما واضحا في مستويات التلوث مؤخرا، مما أدى إلى ظواهر مثل نفوق الأسماك وانبعاث روائح كريهة على طول الساحل، الأمر الذي دفع وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ التركية إلى تشكيل لجنة تعمل حاليا على وضع خطة تحرك طارئة، بالتزامن مع تعاون عدد من العلماء والباحثين من جامعات مختلفة في مشاريع تهدف إلى مواجهة هذه المشكلة البيئية الخطيرة.

مقالات مشابهة

  • تفسير رؤية الأشجار الخضراء في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل
  • رئيس جهاز العاشر: الأسواق تُنشيط الحركة الاقتصادية وتلبي احتياجات سكان المدينة
  • أزمة بيئية مستفحلة.. جهود علمية لمعالجة التلوث في خليج إزمير
  • وزير الإسكان يُصدر قرارا بتقسيم مساحة مدينة العاشر من رمضان إلى تجمعين لكل منهما جهاز منفصل
  • تقسيم مساحة مدينة العاشر من رمضان إلى تجمعين لكل منهما جهاز منفصل
  • وزير الإسكان يُصدر قرارا بتقسيم مساحة مدينة العاشر من رمضان إلى تجمعين
  • دبلوماسية البلقان التي تنتهجها إدارة ترامب الجديدة في كوسوفو تثير التساؤل والحيرة
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تدين الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي للجيش على عدد من أحياء مدينة نيالا
  • تجارب ترفيهية وثقافية استثنائية ضمن "موسم مدينة السلطان هيثم"
  • تركيا.. وفاة مسنّ على كرسي متحرك أمام مستشفى تثير الغضب