إظلام غزة .. قرار صهيوني يفاقم معاناة الفلسطينيين في القطاع
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
الثورة/ وكالات
يسير المواطن عبد الرحمن مهنا في شوارع مخيم دير البلح، حائرًا، هائمًا، مسابقًا للزمن، باحثا عن مصدر لشحن بطاريته الفارغة، علّه يحظى بقدرته على إنارة خيمته التي ينزح فيها غرب المدينة التي تكتظ بالنازحين.
يقول مهنا لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن غياب الشمس في أيام الشتاء، يعطل الحياة بشكل لا يوصف، فلا قدرة على شحن الهواتف النقالة، والبطاريات، وكذلك يتوقف عمل الإنترنت ورفع المياه، وغيرها.
إظلام القطاع
ومع بدء حرب الإبادة الجماعية بغزة في 7 أكتوبر 2023، قررت إسرائيل فصل كل مصادر الطاقة الكهربائية عن قطاع غزة، ومنع إدخال الوقود إلى المحطة الوحيدة في القطاع المحاصر، ما أدخل المدن بحالة ظلام دامس، مع تعطل عجلة الحياة.
وحاول المواطنون التكيف قدر الإمكان من خلال أنظمة الطاقة الشمسية التي تضاعفت أسعارها بشكل رهيب، لشحن هواتفهم وبطارياتهم، وتسيير أمور حياتهم بالحد الأدنى، إلا أن هذا الواقع يصطدم بغياب الشمس في أيام الشتاء.
انقطاع الكهرباء يمثل وجهًا من أوجه الإبادة التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، إضافة للقتل والحصار والتجويع، ما مثل حالة إنسانية مرعبة لحد وصف خبراء بالأمم المتحدة الحالة في قطاع غزة بالأقسى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
صعوبات التعلم
الطالبة ميساء الديراوي تسابق الزمن، لإرسال التكليفات عبر الانترنت لمعلميها في الجامعة، قبل انقضاء الوقت المحدد، فبطارية جهازها المحمول في انخفاض، وضعف الانترنت لا يساعدها، وذلك بسبب غياب الشمس، وعدم سطوعها في أيام الشتاء.
ميساء التي تقطن في منطقة عكيلة في دير البلح، تقول إنها لا تحب غياب الشمس، لأنه يعني توقف أجهزة الطاقة عن العمل، فالشمس هي مصدر الطاقة الوحيدة في غزة، إضافة لبعض المولدات التي تعمل بالسولار وإن كان بأسعار باهظة جدًا.
تؤكد أن غياب الشمس في أيام كثيرة خلال الشتاء، يعني عدم قدرتها على مواكبة تسليم الاختبارات والتكليفات للجامعة، وهي التي قررت أن تتخرج من الجامعة بمعدل كبير، وتحقيق حلمها في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
وأعربت عن أملها بانتهاء الحرب، وعودة الحياة إلى طبيعتها، مؤكدة أن التعليم عن بعد غير مجدي كونه يظلم الكثير من الناس، لعدم توفر الانترنت والطاقة الكهربائية لمعظم الناس.
أما المواطن محمد البيرم الذي يقيم مشروعًا لشحن الهواتف والبطاريات في منطقة مواصي خان يونس، يأمل ألا تغيب أشعة الشمس عن لوحات الطاقة الخاصة به، يؤكد في حديث لمراسلنا: المشروع من خلاله أطعم صغاري، وصغار أخي الذي استشهد في بداية الحرب.
ما إن تظهر الشمس حتى يبدأ البيرم باستقبال الجوالات وكل الأجهزة التي تحتاج لشحن، يصفها على رفوف، كما وضع في ركن جانبي غسالة ملابس يغسل فيها المحيطون به ملابسهم بمقابل مادي.
معاناة الطلبة
ووفقا لقرار وزارة التربية والتعليم، فإن طلاب القطاع سيدرسون عن بعد، عبر الانترنت، الأمر الذي احتج عليه الكثير من ذويهم خاصة من سكن منهم في الخيام.
ويرى كثير من أهالي الطلاب أن عدم توفر الكهرباء والانترنت، يقلص فرص أبنائهم في الدراسة.
أما الطالبة مي أبو معليق التي تدرس في مرحلة الثانوية العامة، فتؤكد لمراسلنا أنه في حال غياب الشمس، تتوقف قدرتها على متابعة الدروس عبر الانترنت.
وتقول: أصبحنا نعتمد بشكل أساسي على الشمس، فعيابها يعني توقف الحياة برمتها، وإن كنا نحصل على القليل من الطاقة، مناشدة كل العالم التدخل لوقف الظلم الذي يتعرض له سكان قطاع غزة، والقتل الممنهج الذي يتعرضون له ليل نهار منذ 14 شهرًا.
ويعاني المواطنون في كل أرجاء قطاع غزة من خطر الإخلاء والنزوح، ما يسبب بمتاعب كبرى وآلام لا توصف، حيث الاحتلال الذي يحرم سكان القطاع من الأمن والاستقرار والغذاء منذ بدء الإبادة الجماعية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وزير الري يؤكد تزايد التحديات التي تواجه الموارد المائية عالميا
أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، تزايد التحديات التي تواجه الموارد المائية عالمياً نتيجة لتسارع وتيرة التنمية والزيادة السكانية وتغير المناخ، وهو ما أدى لتراجع نصيب الفرد من المياه والتأثير سلباً على نوعيتها في العديد من دول العالم، وهو ما يعيق قدرة الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف السادس المتعلق بالمياه.
جاء ذلك في كلمة لوزير الري، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لـ المؤتمر العالمي لتحلية المياه، والمنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي تحت شعار معالجة ندرة المياه.
وقال سويلم، إن مصر تواجه تحديات عديدة في مجال المياه والناتجة عن الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المائية وتغير المناخ، حيث يتم العمل حالياً على تنفيذ عملية تطوير شاملة للمنظومة المائية من خلال العديد من المشروعات والإجراءات تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0، والتي يعد من أهم محاورها إدخال تكنولوجيا المعالجة المتطورة وتحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء.
وأشار الوزير إلى أهمية التحول للتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء كأحد الحلول المستقبلية لمواجهة تحديات المياه والغذاء على المستوى العالمي، مع ضرورة النظر لعنصر الطاقة الذي يمثل نسبة كبيرة من تكلفة عملية التحلية، خاصة مع التراجع المستمر في تكلفة إنتاج الطاقة من الخلايا الشمسية، والذي سينعكس على تقليل تكلفة التحلية، وبالتالي فإنه يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية لجعل "تحلية المياه لإنتاج الغذاء ذات جدوى اقتصادية شريطة استخدام المياه المحلاة في الإنتاج الكثيف للغذاء، ومراعاة إعادة دراسة البصمة المائية للمحاصيل، حيث من المتوقع أن تتراجع هذه البصمة المائية مستقبلاً نتيجة استخدام نظم الزراعة المتطورة، مما يعني تراجع معدلات استهلاك المحاصيل للمياه.
وشدد على أهمية استخدام المياه المحلاة بأعلى كفاءة اقتصادية من خلال استخدامها في تربية الأسماك ثم استخدام نفس وحدة المياه في الزراعة بالتقنيات المتطورة، والتي تحقق أعلى إنتاجية محصولية لوحدة المياه تقنية الأكوابونيك، بالإضافة إلى استخدام المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية في تربية الروبيان الملحي الأرتيميا والطحالب التي تتحمل درجات الملوحة العالية.
وأوضح وزير الري أن الدول العربية، والتي تُعد من أكثر مناطق العالم من حيث السطوع الشمسي، لديها الفرصة في إنتاج الطاقة المتجددة واستخدامها في الزراعة بشكل اقتصادي، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال، وهو ما تحقق مؤخرا بتنسيق متميز بين مصر والإمارات والسعودية لتبادل الخبرات في مجال التحلية وإعداد نموذج ناجح للتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء، والذي يُمكن تطبيقه لاحقاً في باقي الدول.
اقرأ أيضاًوزير الري يؤكد حرص مصر على تقديم كافة أشكال الدعم للسودان الشقيقة
وزير الري يشارك في جلسة التحلية باستخدام الطاقة المتجددة ضمن مبادرة AWARe
وزير الري يؤكد أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين لترشيد المياه