ظل النظام السابق وعلى مدى عقود من الزمن يُحيك المؤامرات والدسائس بين أبناء البلد الواحد، فعمل جاهداً على إشاعة الفرقة بينهم باسم المذهبية والمناطقية، سارع لشراء ولاءات المشائخ اليمنية لتنفيذ مآربه، جعل من اليمن مجرد حديقة خلفية للسعودية، نهب ثروات الوطن وجعل من تلك الثروات عائدات لا للشعب بل لأفراد أسرته والمقربين من حاشيته فقط.
عانى الشعب في عهده أزمات اقتصادية وجرع تتبعها جرع، ارتفاع في الأسعار، ديون للخارج تُدفع من قوت المستضعفين، حروب أشعلها في ظل حكمه المظلم بداية من حرب صيف 1994م بين شمال اليمن وجنوبه، ومروراً بحروب صعدة الست وانتهاءً بالعدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي على اليمن سنة 2015 م.
لا يذكر له التاريخ صفحة مشرقة واحدة، أو موقفاً مشرفاً، تمر السنون وتتسارع الأحداث ويأتي العدوان الغاشم على اليمن، وتأتي مع هذا العدوان الكثير من التضحيات من شهداء وجرحى وأسرى ومفقودين .
يأتي مع هذا العدوان الحصار والدمار والقتل والتشريد والتجويع والأزمات وانقطاع المرتبات، وفي المقابل وجدت قيادةٌ حكيمةٌ نظرتها مستمدة من القرآن الكريم، أدركت ضرورة أن تُشكل لليمن حكومة وطنية من جميع المكونات السياسية ومن ضمن هذا المكون حزب المؤتمر الشعبي العام والذي كان على رأسه علي عبدالله صالح .
قَبِل به الأنصار على الرغم من كل هو معروف عنه من مكر وخداع وتحايل، قبلوا به على الرغم من ظلمه للناس ومحاربته لهم ست حروب، ومع كل هذا إلا أن ديدنه هو الخيانة والطعن في الظهر .
سنوات طويلة كان يقول فيها بالروح بالدم نفديك يا يمن، إلا أن أفعاله أثبتت أن ما كان يردده في الخفاء بالروح بالدم بعناك يا يمن وبأبخس الثمن، ففي الثاني من ديسمبر ظهر وجهه القبيح كالمعتاد وسقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق، ففي هذا اليوم دعا علي عبدالله صالح تلك الدول التي اعتدت على بلده وقتلت من أفراد حزبه الكثير في الصالة الكبرى كأقل جريمة مست بحزبه، ناهيك عن آلاف القتلى والجرحى في أنحاء اليمن، دعا تلك الدول لفتح صفحة جديدة وتناسى كل شيء قد حصل، تناسى الجرائم والمجازر، تناسى تلك الدماء التي سفكت، وتلك الأرواح التي ضحت بنفسها لكي يعيش هذا البلد عزيزاً كريماً، غض الطرف عن كل شيء أصاب يمن الإيمان والحكمة، حينها اختفت تلك الشعارات الوطنية البراقة والجذابة، ولم يكتفِ بذلك وحسب، بل أرد في ذلك اليوم أن تكون فتنة داخلية يقتل فيها الأخ أخاه والجار جاره، أرادها حرباً أهلية تأكل الأخضر واليابس، حرّض فيها الناس إلى أن ينتفضوا ضد بعضهم البعض.
هذا كان مخطط من كان يقول عن نفسه ” أنه الراقص على رؤوس الثعابين ” ذلك الراقص لم يكن همه الوطن يوما، ولم يكن يهتم لشعبه وما الذي سيعيشه أو يكابده من ويلات لو أن تلك الفتنة التي دعا إليها استمرت وتحققت .
خطط هو والخونة من عملاء الداخل وأعداء الخارج، لكن حينها قضى الله أمراً كان مفعولا، كانت إرادة الله الحكيم أن تظهر حقيقته للكثير من الناس الذين كانوا ليل نهار يثقون في وطنيته وحبه لبلده، وأنه من المستحيل أن يأتي منه ما يهدد أمن اليمن واليمنيين، كانت إرادة الله حاضرة بأن يتم تطهير اليمن من رجسه- الذي امتد لسنوات- أن يُقطع دابر القوم من القاعدة المتمثلة في حزب الإصلاح الذي كان يمدهم عفاش بكل ما كان ينقصهم، وسمح لهم بأن يسرحوا ويمرحوا في وزارات ومؤسسات الدولة، فعاثوا فيها فسادا.
كانت إرادة الله بأن تقطع اليد التي كانت تطعن في ظهر المجاهدين والشرفاء، فكان يوم الرابع من ديسمبر الذي أُعلن فيه وأد الفتنة ومقتل الخائن عفاش، لينتصر اليمن من جديد، حينها فقط أصبح اليمن أنظف وأطهر.
كان يوم الرابع من ديسمبر -كما قال عفاش- صفحة جديدة في تاريخ اليمن المشرق، فبمقتله أصبح اليمن يعيش عهداً جديداً خالياً من الخيانة والعمالة، أصبح اليمن حراً مستقلاً قوياً، فلم يعد حديقة خلفية لأحد، صار اليمن بلد يقاتل دفاعاً عن المستضعفين في فلسطين، ونصيراً لمن ناداه من أبناء الأمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: المال الذي فيه شبهه حرام يجوز التصدق به بشرط
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المال الذي يحتوي على شبهه حرام، يجوز للإنسان التصدق بهذا المال بشرط أن يتوب إلى الله ويشعر بالندم على ما فعله.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، اليوم الثلاثاء، أن المال الذي يحتوي على شبهه حرام (أي لم يكن كله حرامًا) يمكن التخلص منه عن طريق التصدق به في المصالح العامة التي تفيد الناس، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة يكون المال قد تم تطهيره ولا يوجد فيه أي ضرر.
وأضاف: "المال الذي يحتوي على شبهه حرام يمكن التصدق به، ولكن يجب على صاحب المال أن يتوب إلى الله، ويشعر بالندم، وإذا كان المال قد تم أخذه من شخص بعينه، يجب عليه أن يرده إلى صاحب الحق إذا كان يعرفه، وإذا لم يعرف صاحب المال، فيمكنه إخراجه للفقراء والمحتاجين بنية تطهير المال من الشبهه".
وأشار إلى أن من المهم أن يسعى المؤمن دائمًا إلى أن يكون مطعمه ومشربه حلالًا، مؤكدًا على أن كل بدن نبت من مال حرام فإن النار أولى به إلا إذا تاب صاحبه وأدى المظالم إلى أصحابها، موضحا أن مسألة قبول الصدقة التي تحتوي على شبهه حرام هي أمر غيبي بيد الله، ولكن يمكن للإنسان التصدق من هذا المال وتطهيره، على أن يتجنب العودة إلى المال المشبوه في المستقبل.
وفيما يتعلق بالاستعجال في كسب الرزق، نصح بأن التسرع في الحصول على المال بطرق غير مشروعة مثل الرشوة أو الغش هو تصرف غير مبرر، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد فتح أبواب الحلال للإنسان، وقال: "الله عندما خلقنا لم يغلق عنا أبواب الحلال، ولكن البعض يستعجل في كسب الرزق، فيلجأ إلى طرق غير مشروعة. ولكن إذا صبر الإنسان، سيصل إليه رزقه بالطريق الحلال".
وأضاف مثالاً من سيرة سيدنا علي بن أبي طالب، حيث دخل السوق ووجد دابة بها خطام، وعندما ذهب لبيع شيء، اكتشف أنه كان يمكنه الحصول على المال من الحلال إذا صبر قليلاً.