الثورة نت:
2025-02-11@09:03:51 GMT

الفتنة الديسمبرية

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

 

 

ظل النظام السابق وعلى مدى عقود من الزمن يُحيك المؤامرات والدسائس بين أبناء البلد الواحد، فعمل جاهداً على إشاعة الفرقة بينهم باسم المذهبية والمناطقية، سارع لشراء ولاءات المشائخ اليمنية لتنفيذ مآربه، جعل من اليمن مجرد حديقة خلفية للسعودية، نهب ثروات الوطن وجعل من تلك الثروات عائدات لا للشعب بل لأفراد أسرته والمقربين من حاشيته فقط.


عانى الشعب في عهده أزمات اقتصادية وجرع تتبعها جرع، ارتفاع في الأسعار، ديون للخارج تُدفع من قوت المستضعفين، حروب أشعلها في ظل حكمه المظلم بداية من حرب صيف 1994م بين شمال اليمن وجنوبه، ومروراً بحروب صعدة الست وانتهاءً بالعدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي على اليمن سنة 2015 م.
لا يذكر له التاريخ صفحة مشرقة واحدة، أو موقفاً مشرفاً، تمر السنون وتتسارع الأحداث ويأتي العدوان الغاشم على اليمن، وتأتي مع هذا العدوان الكثير من التضحيات من شهداء وجرحى وأسرى ومفقودين .
يأتي مع هذا العدوان الحصار والدمار والقتل والتشريد والتجويع والأزمات وانقطاع المرتبات، وفي المقابل وجدت قيادةٌ حكيمةٌ نظرتها مستمدة من القرآن الكريم، أدركت ضرورة أن تُشكل لليمن حكومة وطنية من جميع المكونات السياسية ومن ضمن هذا المكون حزب المؤتمر الشعبي العام والذي كان على رأسه علي عبدالله صالح .
قَبِل به الأنصار على الرغم من كل هو معروف عنه من مكر وخداع وتحايل، قبلوا به على الرغم من ظلمه للناس ومحاربته لهم ست حروب، ومع كل هذا إلا أن ديدنه هو الخيانة والطعن في الظهر .
سنوات طويلة كان يقول فيها بالروح بالدم نفديك يا يمن، إلا أن أفعاله أثبتت أن ما كان يردده في الخفاء بالروح بالدم بعناك يا يمن وبأبخس الثمن، ففي الثاني من ديسمبر ظهر وجهه القبيح كالمعتاد وسقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق، ففي هذا اليوم دعا علي عبدالله صالح تلك الدول التي اعتدت على بلده وقتلت من أفراد حزبه الكثير في الصالة الكبرى كأقل جريمة مست بحزبه، ناهيك عن آلاف القتلى والجرحى في أنحاء اليمن، دعا تلك الدول لفتح صفحة جديدة وتناسى كل شيء قد حصل، تناسى الجرائم والمجازر، تناسى تلك الدماء التي سفكت، وتلك الأرواح التي ضحت بنفسها لكي يعيش هذا البلد عزيزاً كريماً، غض الطرف عن كل شيء أصاب يمن الإيمان والحكمة، حينها اختفت تلك الشعارات الوطنية البراقة والجذابة، ولم يكتفِ بذلك وحسب، بل أرد في ذلك اليوم أن تكون فتنة داخلية يقتل فيها الأخ أخاه والجار جاره، أرادها حرباً أهلية تأكل الأخضر واليابس، حرّض فيها الناس إلى أن ينتفضوا ضد بعضهم البعض.
هذا كان مخطط من كان يقول عن نفسه ” أنه الراقص على رؤوس الثعابين ” ذلك الراقص لم يكن همه الوطن يوما، ولم يكن يهتم لشعبه وما الذي سيعيشه أو يكابده من ويلات لو أن تلك الفتنة التي دعا إليها استمرت وتحققت .
خطط هو والخونة من عملاء الداخل وأعداء الخارج، لكن حينها قضى الله أمراً كان مفعولا، كانت إرادة الله الحكيم أن تظهر حقيقته للكثير من الناس الذين كانوا ليل نهار يثقون في وطنيته وحبه لبلده، وأنه من المستحيل أن يأتي منه ما يهدد أمن اليمن واليمنيين، كانت إرادة الله حاضرة بأن يتم تطهير اليمن من رجسه- الذي امتد لسنوات- أن يُقطع دابر القوم من القاعدة المتمثلة في حزب الإصلاح الذي كان يمدهم عفاش بكل ما كان ينقصهم، وسمح لهم بأن يسرحوا ويمرحوا في وزارات ومؤسسات الدولة، فعاثوا فيها فسادا.
كانت إرادة الله بأن تقطع اليد التي كانت تطعن في ظهر المجاهدين والشرفاء، فكان يوم الرابع من ديسمبر الذي أُعلن فيه وأد الفتنة ومقتل الخائن عفاش، لينتصر اليمن من جديد، حينها فقط أصبح اليمن أنظف وأطهر.
كان يوم الرابع من ديسمبر -كما قال عفاش- صفحة جديدة في تاريخ اليمن المشرق، فبمقتله أصبح اليمن يعيش عهداً جديداً خالياً من الخيانة والعمالة، أصبح اليمن حراً مستقلاً قوياً، فلم يعد حديقة خلفية لأحد، صار اليمن بلد يقاتل دفاعاً عن المستضعفين في فلسطين، ونصيراً لمن ناداه من أبناء الأمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ليلة النصف من شعبان 2025 .. موعدها وفضلها وأفضل الأدعية المستحبة فيها

فضل ليلة النصف من شعبان ، في الأحاديث الصحيحة التي تدل على أنها ليلة مباركة تُرجى فيها مغفرة الذنوب، وليلة النصف من شعبان ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، ومن الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، ما روي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.

وعن فضل ليلة النصف من شعبان ورد حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني وصححه ابن حبان.

واستطردت: حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.

 ليلة النصف من شعبان لها مكانة عند الله فعلنا أن ندعوه فيها بالعفو والمغفرة وصلاح الحال، وينبغى على المسلم أن يترك الحقد المشاحنة والخصام، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان قد بين أن الله سبحانه وتعالى يغفر للناس في ليلة النصف من شعبان إلا المشاحن وهو الذي خاصم أخاه أو أخته، أو قطع الرحم، فيجب ترك هذه الأفعال في مثل هذه الأيام المباركة، كما ينبغي أن نترك الحقد عن قلوبنا ونصلح ذات بيننا ونسأل الله تعالى في تلك الليالي المباركة أن يُصلح لنا الأحوال ويهدينا إلى الصواب.

واستثنى الله  تعالى من مغفرته المنزلة في ليلة النصف من شعبان: المشرك والمشاحن، الشحناء وتقع غالبًا بسبب النفس الأمارة بالسوء التي تؤذي الناس، فتفسد الود والوئام القائم بينهم.

ونصح النبي -صلى الله عليه وسلم- نصح بالبعد كل البعد عن كل ما قد يؤدي إلى بث الفرقة والشحناء بين الناس سواء في ليلة النصف من شعبان أو غيرها من الأيام والليالي فقال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه» (صحيح مسلم).

متى موعد ليلة النصف من شعبان 2025 ؟

يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة في ليلة النصف من شعبان 1446 هجرية، والتي يوافق موعد ليلة النصف من شعبا 2025 ميلادية مغرب يوم الخميس 14 شعبان 1446 الموافق 13 فبراير 2025م، وتنتهي فجر الجمعة 15 شعبان 14 فبراير، ووردت أحاديث نبوية صحيحة تؤكد فضل ليلة النصف من شعبان، وأن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وذكر العلماء عدة أسماء ليلة النصف من شعبان، ومنها أنها سميت ليلة النصف من شعبان بـ«ليلة البراءة» أو «الغفران» أو «القدر» ولا مانع منها شرعًا، من هذه التسمية، فالمعنى المراد من ذلك أن ليلة النصف من شعبان ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو معنى صحيحٌ شرعًا.

ليلة النصف من شعبان 


أعمال ليلة النصف من شعبان

1)الصيام

2) قراءة القرآن

3) الدعاء

4) الصدقة

5) كثرة الاستغفار

6) الصلاة على النبي

7) إقامة الصلاة

8) صلاة قيام الليل

9) صلة الرحم

10) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


دعاء ليلة النصف من شعبان


«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

تسمية ليلة النصف من شعبان بـ"ليلة البراءة" أو "الغفران" أو "القدر"
أفادت دار الإفتاء بأنه لا مانع منها شرعًا؛ فالمعنى المراد من ذلك أنها ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو معنى صحيحٌ شرعًا، وموافقٌ لما ورد في السنة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.

واستشهدت دار الإفتاء، بحديث عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.


  الحكمة من صيام شعبان


عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

وفي هذا الحديث فوائد عظيمة: 

1ـ "أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولًا عنه وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك

2ـ فيه إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.

3ـ وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة وأن ذلك محبوب لله - عز وجل - ولذلك فُضِلَ القيام في وسط الليل لغفلة أكثر الناس فيه عن الذكر.

4ـ في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها: أنه يكون أخفى وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ومنها: أنه أشق على النفوس: وأفضل الأعمال أشقها على النفوس.

5ـ ومنها إحياء السنن المهجورة خاصة في هذا الزمان وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء». وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبادة في الهرج كالهجرة إلي» وخرجه الإمام أحمد ولفظه: «العبادة في الفتنة كالهجرة إلي» وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به متبعًا لأوامره مجتنبا لنواهيه ومنها أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم.

6 ـ أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرفع العمل لله -تعالى-والعبد على أفضل حال وأحسنه وأطيبه لما في الصوم من فضائل عظيمة، وليكون ذلك سببًا في تجاوز الله -تعالى-عن ذنوب العبد حال توسله بلسان الحال في هذا المقام.

لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم؟


شهر شعبان كغيره من الشهور القمرية التي سميت أيام الجاهلية، فقد كان العرب يطلقون الأسماء على الشهور معتمدين على بعض الأحداث أو الأمور التي وقعت فيها.

شعبان : هو مصطلح يدل على التشعب والتفرق، وقال اللغوي أبو عباس أحمد بن يحيى ثعلب: "إنما سمي شعبانُ شعبانَ، لأنه شعب" أي ظهر بين شهري رجب ورمضان.

وتوجد عدة أسباب لـ تسمية شهر شعبان بهذا الاسم، وهي: هناك من قال إنه سمي بهذا الاسم، لأنه الشهر الذي يفصل بين شهر رجب وشهر رمضان. وبعض الروايات تقول إنه سمي بهذا الاسم لأن القبائل العربية تتفرق فيه للذهاب إلى الملوك لقصدهم والتماس العطية منهم. وأحد أسباب تسميته بهذا الاسم، هو أن القبائل كانت تتفرق فيه بحثا عن الماء والمرعى، وكذلك لأن العرب كانت تتشعب فيه للقيام بالغزو والغارات، بعد امتناعهم عن القتال في شهر رجب، لأنه من الأشهر الحرم، وكذلك سمي بشعبان لأن الأغصان تتشعب في هذا الشهر.

وقال الإمام ابن حجر في كتابه فتح الباري (4/213): «وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد شهر رجب الحرام».

فضل ليلة النصف من شعباناستحباب صيام شهر شعبان


عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ» (صحيح النسائي: 2176). عن عَائِشَةَ رضي الله عنها - قَالَتْ: « لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا»(صحيح النسائي: 2178).

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: « كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا» (صحيح ابن ماجه: 1398).

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ» (صحيح الترغيب: 1025)، وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلًا بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ» (صحيح الترغيب: 1024).

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ» (سنن أبي داود:2336).

عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ». عن أنس بْنَ مَالِكٍ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ فَلا يُفْطِرُ، حَتَّى نَقُولَ مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ، ثُمَّ يُفْطِرُ فَلا يَصُومُ، حَتَّى نَقُولَ مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ».

وليس هناك تعارض بين الأحاديث السابقة وحديث النهي عن الصوم بعد نصف شعبان. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلا تَصُومُوا».

قال الترمذي: وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُفْطِرًا فَإِذَا بَقِيَ مِنْ شَعْبَانَ شَيْءٌ أَخَذَ فِي الصَّوْمِ لِحَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا يُشْبِهُ قَوْلَهُمْ حَيْثُ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِصِيَامٍ إِلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» (رواه البخاري)، وَقَدْ دَلَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّمَا الْكَرَاهِيَةُ عَلَى مَنْ يَتَعَمَّدُ الصِّيَامَ لِحَالِ رَمَضَانَ.

وذكر الحافظ: وَلا تَعَارُضَ بَيْن هَذَا وَبَيْن مَا تَقَدَّمَ مِنْ الأَحَادِيث فِي النَّهْي عَنْ تَقَدُّمِ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْم أَوْ يَوْمَيْنِ، وَكَذَا مَا جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْ صَوْم نِصْف شَعْبَانَ الثَّانِي، فَإِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا ظَاهِرٌ بِأَنْ يُحْمَلَ النَّهْيُ عَلَى مَنْ لَمْ يَدْخُلْ تِلْكَ الأَيَّام فِي صِيَامٍ اِعْتَادَهُ، وَفِي الْحَدِيث دَلِيلٌ عَلَى فَضْل الصَّوْم فِي شَعْبَان. وَأَجَابَ النَّوَوِيُّ عَنْ كَوْنِهِ لَمْ يُكْثِرْ مِنْ الصَّوْم فِي الْمُحَرَّمِ مَعَ قَوْله إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَام مَا يَقَع فِيهِ بِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون مَا عَلِمَ ذَلِكَ إِلا فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ كَثْرَةِ الصَّوْمِ فِي الْمُحَرَّمِ، أَوْ اِتَّفَقَ لَهُ فِيهِ مِنْ الأَعْذَار بِالسَّفَرِ وَالْمَرَضِ مَثَلًا مَا مَنَعَهُ مِنْ كَثْرَةِ الصَّوْمِ فِيهِ.

وعلى هذا فالسنة المقررة هي صيام شهر شعبان أو أكثره من مبتدأه إلى منتهاه، أما من لم يصمه من أوله ثم أراد الصيام بعد منتصفه فإن هذا هو الذي يتناوله النهي، كما أن النهي يتناول من أراد الصيام في آخر شعبان لاستقبال رمضان، والله تعالى أعلم.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام لمن فاته الصيام في شعبان: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ أَصُمْتَ مِنْ سُرَرِ شَعْبَانَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ». سرر شعبان: أي وسطه.


أدعية ليلة النصف من شعبان

اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسّرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الفضل والإنعام، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقتّرًا عليّ في الرزق، فامحُ اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني، وأثبِتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات. فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب.

اللهم نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنب، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسّرتها لنا يا رب العالمين.

إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان، التي يُفرق فيها كل أمر حكيم، أن تكشف عنّا البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.

اللهم أنت حسبنا حين تضيق الحياة، وأنت المنتصر لنا حين تغلبنا الأوجاع، وأنت عوننا ونجاتنا حين تفقدنا الحيلة. اللهم إنا نسألك راحة المتقين، وسعادة المؤمنين، وأجر الصابرين، ودعاء الصالحين، وأن تغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا، ومن له حق علينا، يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعلنا من الذين اصطفيتهم برحمتك، ووفّقتهم لطاعتك، ورضيت عنهم بمغفرتك، واكتب لنا في هذه الليلة المباركة عفوًا ورحمةً وبركةً في العمر والعمل والرزق والصحة، ولا تجعل لنا في قلوبنا غلًّا ولا حسدًا، واهدِنا إلى صراطك المستقيم.

اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تحرمنا أجر الصيام، والقيام، وزيارة بيتك الحرام، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح لنا أمورنا، وبارك لنا فيما أعطيتنا.

اللهم إني استفتحت يومي بالصلاة على سيدنا محمد، فافتح لي أبواب الخير، واكتب لي السعادة والبركة، واصرف عني كل سوء، واغفر لي ببركة الصلاة على سيدنا محمد، وبارك لي في أيامي وأقداري.

اللهم في هذه الليلة المباركة، نسألك أن تجعل لنا فيها نصيبًا من رحمتك، وأن تغفر ذنوبنا، وتقبل توبتنا، وتفتح لنا أبواب الخير والبركة، وتكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة.

 

مقالات مشابهة

  • فضل ليلة النصف من شعبان.. هل حقا يغفر الله فيها لجميع عباده؟
  • ليلة النصف من شعبان 1446: فضلها وأفضل الأعمال المستحبة فيها
  • الأمم المتحدة توقع اتفاق شراكة مع مؤسسة تابعة لبيت هائل سعيد لدعم التحديات التي تواجه النازحين في اليمن
  • أجمل ما قيل عن النصف من شعبان.. ليلة مباركة يفتح الله فيها الخير
  • دعاء ليلة النصف من شعبان.. ترفع فيها الأعمال إلى الله
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • ليلة النصف من شعبان .. فضلها والأدعية المُستحبة فيها
  • ليلة النصف من شعبان 2025 .. موعدها وفضلها وأفضل الأدعية المستحبة فيها
  • تفاصيل اتفاقية الترتيبات المالية التي وقعتها اليمن مع الكويت
  • هل كانت إسرائيل وراء غلق حسابات الشيخ عبد الله رشدي؟