أكثر من 200 جمعية ومؤسسة ودور رعاية ومنظمة أغلقت أبوابها بسبب الوضع المادي
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
نحو 90% من الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من 170 ألف حرموا من مستحقات الضمان الاجتماعي أكثر من 200 ألف معاق بحاجة إلى متطلبات مدرسية وأدوات مساعدة للوصول إلى المدارس
الثورة / محمد الروحاني
في الخامس من نوفمبر من كل عام يحتفل الأشخاص ذوو الإعاقة باليوم العالمي لهم ومنهم الأشخاص ذوو الإعاقة في بلدنا اليمن، ولكن احتفال هؤلاء في بلدنا مختلف عن الاحتفالات في جميع أنحاء العالم نتيجة المعاناة الكبيرة لهؤلاء الأشخاص التي تسبب بها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على مدى العشر السنوات الماضية .
وفي تقرير حديث كشفت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل عن أرقام صادمة حول حجم المعاناة التي يعيشها الأشخاص ذوو الإعاقة في اليمن جراء العدوان حيث ذكر التقرير أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن وصل إلى 4.9 مليون شخص، أي ما يعادل 15 % من السكان، منوهة إلى أن الرقم الفعلي قد يكون أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة وتأخر الإحصاءات.
وحسب التقرير فقد تسبب العدوان في زيادة كبيرة في عدد الأشخاص ذوي الإعاقة نتيجة الألغام الأرضية والمتفجرات، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الصحية، ما أدى إلى تقييد حصولهم على الرعاية الصحية والتأهيل، موضحًا أن أكثر من 16 ألف حالة من النساء والأطفال بحاجة إلى تأهيل حركي، وأكثر من 460 ألف شخص بحاجة إلى أجهزة مساعدة، وأكثر من 153 ألف شخص بحاجة إلى أطراف صناعية أو أجهزة تقويمية.
وأضاف التقرير أن أكثر من مليوني معاق محرومون من أي خدمات صحية أو اجتماعية، وأكثر من أربعة ملايين بحاجة إلى خدمات إعادة التأهيل.. مشيرا إلى أن 90 % من الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر، و40 % منهم محرومون من العلاج المستمر بسبب الحصار المفروض على استيراد الأدوية ومنع السفر للخارج.
ووفق تقرير لاتحاد جمعيات المعاقين فقد كانت هناك أثار مدمرة على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة نتيجة العدوان والحصار المستمر على اليمن منذ عشر سنوات حيث أدى العدوان إلى تدمير عدد من البنى التحتية وإغلاق أكثر من “200” جمعية ومؤسسة خدمية، ودور رعاية ومنظمة مدنية عاملة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة .
وذكر التقرير ان هناك الآلاف من المعاقين بفئاتهم المختلفة الذين نزحوا من محافظات، ومناطق إلى أخرى يعيشون في أوضاع نفسية واجتماعية وصحية مأساوية وبحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة .
وقال التقرير ان هناك أكثر من مائتي الف معاق، ومعاقة بحاجة إلى متطلبات مدرسية، وبحاجة إلى أدوات مساعدة للوصول إلى المدارس .. مشيرا إلى أن هناك 170 الف معاق ومعاقة، حرموا من مستحقات الضمان الاجتماعي منذ بداية العدوان.
وحسب التقرير فهناك 11 الفاً، و500 معاق ومعاقة من الموظفين حرموا من رواتبهم الشهرية طيلة سنوات العدوان والحصار .
ووفق التقرير يوجد ما نسبته 90 % من إجمالي الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر، وفي ظروف إنسانية صعبة للغاية بسبب العدوان والحصار .
ومن أثار العدوان على هذه الفئة حسب ما جاء في التقرير : انقطاع الأدوية والعلاجات اللازمة لعدد كبير من ذوي الإعاقة وخاصة منهم أولئك الذين يحتاجون للعقاقير والأدوية بشكل مستمر .. بسبب غلاء أسعار تللك الأدوية، وأيضا بسبب توقف صندوق المعاقين لصرفها لهم، والظروف المادية الصعبة، وإيضا بسبب العدوان والحصار المفروض على اليمن .
يعاني آلاف من ذوي الإعاقة لعدم توفر الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة التي تمكنهم من الحركة، والتنقل مثل ” العربيات – العكاكيز – الأطراف الصناعية – الأجهزة الداعمة – السماعات- العصي الخاصة بالمكفوفين ……..وغيرها.
توفى أعداد كبيرة من ذوي الإعاقة نتيجة إغلاق المطارات، وعدم مقدرتهم على السفر للعلاج في الخارج.
اهتمام حكومي
وأمام المعاناة الكبيرة التي تسبب بها العدوان على الأشخاص ذوي الإعاقة ورغم العدوان والحصار فقد أولت الجهات المعنية في صنعاء جل اهتمامها بهذه الفئة، حيث تركزت التوجهات الحكومية منذ بداية العام 2021م، على تحديث قانون صندوق، ورعاية وتأهيل المعاقين بما يضمن إضافة موارد جديدة وبما يكفل حقوق ورعاية، وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة.. إضافة إلى تدشين مشاريع التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والذي جاء بمناسبة اليوم الوطني والعربي والعالمي لهذا العام والذي صادف الـخامس من نوفمبر لعدد 500 حالة من مختلف المحافظات في مجالات مختلفة، من كل الجمعيات، والمراكز.. إلى جانب استكمال تنفيذ القروض البيضاء للأشخاص ذوي الإعاقة، وأسرهم، وتمكينهم اقتصاديا في المجالات ” الزراعية – الثروة الحيوانية والسمكية للعام 1446 هـ لعدد “1000” حالة ضمن مشاريع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وتقديم المساعدات النقدية لعدد 100 الف حالة من الأشخاص ذوي الإعاقة ..
إلى جانب ذلك هناك توجهات مستقبلية لحكومة التغيير والبناء خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة ومنها :إنشاء وتجهيز مستشفى الإحسان المتخصص بالخدمات الطبية للأشخاص ذوي الإعاقة والذي تم افتتاحه منتصف الأسبوع الماضي .
منح الأشخاص ذوو الإعاقة بمن فيهم الأطفال حصصهم من كافة المساعدات، والتدخلات، والخدمات، والمنح الدولية في مختلف المجالات ” صحية – طبية – تعليمية – تدريب وتأهيل – تمكين اقتصادي – مشاريع صغيرة مدرة للدخل – مأوى ومواد غير غذائية، ومساعدات نقدية متعددة الأغراض والأمن الغذائي ” بما يتوافق مع نسبتهم في المجتمع وفقا للتشريعات، والقوانين المحلية والدولية، من خلال تنفيذ مشروع حشد الموارد الخاص بخدمات واحتياجات، ومشاريع الأشخاص ذوي الإعاقة، ومؤسساتهم على مستوى جميع المحافظات .
وضع الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن
ليس هناك بيانات دقيقة عن حجم الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، ولكن وفقا للمنظمات العاملة في اليمن فـ 15 % من سكان اليمن هم من ذوي الإعاقة، ويشكلون أربعة ونصف المليون إنسان .
وحسب المسح الوطني للصحة والسكان في العام 2013م، فان 3 % من الأطفال اليمنيين لديهم نوع من الإعاقة.
مقترحات لجنة الحقوق والحريات
وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ومن أجل حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فقد قدمت لجنة الحقوق والحريات العامة العديد من المقترحات للاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين ومنها: العمل على توجيه الهيئة العامة للزكاة، والهيئة العامة للأوقاف، والصناديق والجهات المكونة لشبكات الضمان الاجتماعي، بضرورة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، في البرامج والمشاريع، والخدمات التي تقدمها بما يوازي حجمهم في المجتمع الذي يقدر بـ 15 % من إجمالي عدد السكان خاصة في مشاريع التمكين الاقتصادي .
رفع نسبة 10 % للإنتاج المحلي من السجائر والتبغ، و20 % من التبغ المستورد تستقطع لصندوق رعاية المعاقين.
العمل على سرعة تقديم الدراسات الخاصة بإنشاء مصنع للأجهزة التعويضية في اليمن، وكذلك التصور الخاص بإنشاء مصنع للأطراف الصناعية إلى الحكومة والتنسيق معها بالشراكة مع المانحين من أجل دعم، وإسناد، وتمويل تنفيذ هذه المشاريع التي ستؤمن متطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة .
الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تعزيز دور صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، ودائرة الرعاية الاجتماعية، والاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين، لتقديم أحدث وأفضل البرامج والمشاريع التي تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة ليصبحوا أصحاب إرادة قوية، وهمة عالية .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"رعاية الطلاب ذوي الإعاقة" بجامعة أسيوط ينظم دورة تدريبية عن تصميم الجرافيك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز رعاية الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة أسيوط، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط؛ دورة تدريبية في مجال تصميم الجرافيك، في إطار مبادرة "تمكين"، تحت إشراف الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة أمنية عبد القادر مدير المركز، والدكتور جمال الصاوي المدير الإداري للمركز.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي؛ حرص جامعة أسيوط على تعليم ، وتدريب الطلاب ذوي الهمم؛ مبادئ تصميم الجرافيك، والتدريب على التقنيات الحديثة، والتي تسهم بدورها في تأهيلهم لسوق العمل، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز ، في إطار رؤية الجامعة ؛ لتحقيق مبدأ دمج الطلاب ذوي الهمم في المجتمع، وتطوير مهاراتهم التعليمية، والأكاديمية.
وأوضحت الدكتورة أمنية عبد القادر؛ إن مدة الدورة التدريبية شهر، ونصف، وتضم (٢٥) طالباً ، وطالبة، من مختلف الإعاقات ، باستثناء الإعاقة البصرية، ويتم التدريب على برنامجين؛ الأول برنامج "Photoshop"؛ لتحرير الرسومات النقطية، والفن الرقمي، وتصميم الدعاية، والإعلان، واللوجوهات، وترميم الصور القديمة، وتعديل الصور المختلفة، وعمل البانرات، والمطويات، أما البرنامج الثاني فهو Adobe illustrator vector، ويتم من خلاله؛ عمل رسوم كارتونية ثنائية الأبعاد، ورسم شخصيات، وعناصر، ولوجوهات، وتصميمات عالية الجودة، بشكلٍ احترافي، وتقوم بالتدريب نخبة من المتخصصين، منهم: المهندسة لمياء عبد الحليم، المدربة المعتمدة من مايكروسوفت، بالتعاون مع الأستاذ خالد مجلي مترجم لغة الإشارة.
وجدير بالذكر، إن مركز الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعة ؛ ينظم دورات تدريبية بانتظام؛ لمساعدة الطلاب على اقتحام المجال الرقمي، وتعريفهم بأهداف تصميم الجرافيك، وأنواعه، وأشهر برامج التصميم، وأكثرها استخداماً، ومجالات توظيف التصميم الجرافيكي، منها: تصميم المجلات، والإعلانات، ومنتجات التعبئة، والتغليف.