شمسان بوست / تقرير.. هشام الحاج – بسام البان:

تُعدّ ظاهرة التهريب واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني في أي دولة، حيث تؤثر سلباً على الإيرادات الحكومية وتضرّ بالصناعات المحلية. لما لها من آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي وعلى وجه الخصوص على اقتصاديات الدول الفقيرة ومنها بلادنا اليمن.

#ظاهرة التهريب ومكافحة تداعياته

تعتبر مصلحة الجمارك العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني في الوقت الحاضر، وتقع عليها مسؤوليات كبيرة، لا تتمثل فقط في تحصيل الإيرادات كما يعتقد الكثيرون، بل هي خط الدفاع الأول لحماية أمن الوطن والمواطن.



تعمل المصلحة مع كافة الشركاء من الجهات الحكومية الأخرى والقطاع التجاري لخدمة الوطن والمواطن وتسهيل الحركة التجارية داخل الموانئ والمنافذ الجمركية البرية والجوية مع الحفاظ على هيبة الدولة من خلال تطبيق كافة القوانين والأنظمة المعمول بها وخاصة قانون الجمارك.

وفي مدينة عدن، التي تُعدّ بوابة اقتصادية مهمة لليمن، تبرز الجهود المبذولة من قِبل مصلحة الجمارك اليمنية لمحاربة هذه الظاهرة، بقيادة رئيسها الأستاذ “عبدالحكيم ردمان القباطي” الذي بذل جهوداً كبيرة واتخذ خطوات جادة ومؤثرة للحد من ظاهرة التهريب ومكافحة تداعياته.

#تعزيز الرقابة على المنافذ الجمركية

أولى رئيس مصلحة الجمارك اليمنية “القباطي” أهمية كبيرة لتعزيز الرقابة على المنافذ البحرية والبرية والجوية، حيث تم تزويد هذه المنافذ بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تساعد في كشف عمليات التهريب، بما في ذلك أجهزة الفحص بالأشعة السينية (X-ray) كما تم تدريب الكوادر الجمركية لرفع كفاءتهم في الكشف عن السلع المهربة والتعامل مع الحالات المشتبه بها بفعالية.

#تفعيل التعاون مع الجهات الأمنية

عمل رئيس المصلحة على بناء شبكة تعاون قوية مع الجهات الأمنية الأخرى مثل الشرطة وخفر السواحل وأجهزة الاستخبارات. هذا التعاون أثمر في إحباط العديد من محاولات التهريب الكبرى، خاصة تلك المتعلقة بالمواد الممنوعة كالمخدرات والأدوية والأسلحة وأجهزة الإتصالات اللاسلكية ، التي تشكل تهديداً مباشراً على الأمن القومي.

#إطلاق حملات تفتيش مفاجئة

من ضمن الاستراتيجيات الفعالة التي تبناها رئيس الجمارك، تنظيم حملات نزولات وتفتيش مفاجئة للمنافذ البرية والبحرية والمخازن والأسواق.

هذه الحملات لم تقتصر على ضبط المهربين، بل ساعدت أيضاً في ضبط السلع التي لا تحمل شهادات استيراد رسمية، مما أسهم في تقليص حجم السوق السوداء وحماية المستهلكين من البضائع غير المطابقة للمواصفات.

#التوعية المجتمعية بخطورة التهريب

لم تقتصر الجهود على الجوانب الأمنية فقط، بل امتدت إلى تنظيم حملات توعية تهدف إلى تعريف المجتمع بمخاطر التهريب على الاقتصاد المحلي، مثل انخفاض الإيرادات الحكومية، وتأثير ذلك على الخدمات العامة كالتعليم والصحة. كما تم إشراك المؤسسات الإعلامية لنشر الوعي والتأكيد على أهمية الالتزام بالقوانين الجمركية.

#عامان من التدريب والتأهيل وبناء القدرات

في العام 2022م أنشأت مصلحة الجمارك اليمنية “مركز التدريب الجمركي” ، حيث نفذ المركز عدداً من البرامج التدريبية والتأهيلية وبناء القدرات لكوادرها ، كما نظمت عدداً من ورشات العمل والفعاليات والدورات التدريبية ، حيث بلغ عدد أنشطة المركز منذ مارس 2022م حتى مارس 2024م إجمالي (71) دورة وفعالية داخلية وخارجية .

#تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد داخل الجمارك

أدرك رئيس مصلحة الجمارك اليمنية أن مكافحة التهريب تتطلب بيئة عمل خالية من الفساد، لذا اتخذ إجراءات صارمة لتعزيز الشفافية داخل مصلحة الجمارك. شملت هذه الإجراءات تحسين نظام الرقابة الداخلية، والتحقيق في أي مخالفات تتعلق بالتواطؤ مع المهربين.

#النتائج المحققة

بفضل هذه الجهود المتكاملة، سجلت عدداً من المدن اليمنية انخفاضاً ملحوظاً في عدد محاولات التهريب خلال الفترة الأخيرة. كما ارتفعت الإيرادات الجمركية، مما يعكس نجاح السياسات التي تم تطبيقها.

#الخاتمة

إن الدور التي تقوم به مصلحة الجمارك اليمنية ممثلة برئيسها الاستاذ عبدالحكيم ردمان القباطي، يُعد نموذجاً يُحتذى به في التصدي لظاهرة التهريب، التي تُعتبر تحدياً كبيراً أمام تطور الاقتصاد الوطني واستقراره. ومع استمرار هذه الجهود، يمكن لمدينة عدن أن تكون نموذجاً مشرقاً للإدارة الفعّالة التي تسهم في حماية الاقتصاد الوطني وتعزيز أمن البلاد.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

فرنسا ترصد عودة ظاهرة رحيل المتطرفين إلى سوريا

رصدت دراسة حديثة للاستخبارات الإقليمية الفرنسية ظاهرة متجددة تتمثّل في رحيل مُتشددين يحملون جنسيات فرنسية وأوروبية إلى أراضي دول إسلامية، وخاصة سوريا بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، حيث تكثر على شبكات التواصل الاجتماعي "سناب شات" وإنستغرام، مقاطع الفيديو لتشجيع الشباب المسلمين على "الهجرة".

وبينما هاجر الآلاف من المتطرفين من مختلف أنحاء العالم منذ العام 2011 إلى الأراضي السورية للقتال ضدّ القوات الحكومية، إلا أنّ ظاهرة الهجرة الجديدة تختلف، حيث تأتي من مُنطلق العودة للعيش في بلد إسلامي قد يطغى فيه الدين على الدولة.

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي ويليام موليني في تحقيق له نشرته مجلة "لو جورنال دو ديمانش" الأسبوعية: هل تجتذب سوريا الإسلاميين الفرنسيين؟ ولماذا يرحل المزيد والمزيد من الإسلاميين الفرنسيين عن بلادهم التي يحملون جنسيتها؟.

[Exclusif] Hijra : pourquoi de plus en plus d’islamistes français quittent la France

???? Article JDNews : https://t.co/U5An6YagWs pic.twitter.com/tk4eZoRzdX

— Le JDD (@leJDD) January 2, 2025 "الهجرة" خديعة إخوانية!

وحذّرت أجهزة الأمن الفرنسية من أنّ ظاهرة رحيل، أو الهجرة المُعاكسة، للفرنسيين من أصول مسلمة إلى سوريا، تأتي بتحريض من تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي يستخدم "الهجرة" كأداة انفصالية عن المُجتمع، ويخدع الآخرين بمصطلح "الهجرة إلى دار الإسلام"، ليغدو ذلك علامة ملحوظة في الخطاب الإخواني والأصولي، حسب "لو جورنال دو ديمانش".

ومن الواضح عبر مقاطع الفيديو المتواصلة التي تبثّها شبكات إخوانية أنّه يُطلب من المسلمين مُغادرة فرنسا، حيث يزعم دُعاة مُتشددون أنّ ممارساتهم الدينية وهويتهم مهددة. لذا يتم تشجيعهم على الانضمام إلى دولة يُشكّل فيها المجتمع المُسلم الأغلبية، وفي المقام الأول البلدان التي يندمج فيها الدين مع الدولة.

وعلى الرغم من أنّ غالبية المنشورات تدعو للهجرة إلى سوريا تحديداً، إلا أنّ هناك دعوات مماثلة تُسلّط الضوء على الرحيل إلى تركيا، على الرغم من مبدأها الدستوري العلماني. كما أنّ بعض المنشورات تُقدّم إنجلترا باعتبارها "أرض الترحيب" المُحتملة، نظراً لتساهلها تجاه الطائفية الدينية.

[INFO @LeJDNews] Les islamistes français de plus en plus séduits par la “Hijra”, utilisée comme un instrument de séparatisme par les fondamentalistes et les Frères musulmans. ⬇️ https://t.co/NxJo9WwPra

— William Molinié (@WilliamMolinie) January 2, 2025 ناقوس الخطر

ويُشكّل الاتجار بالمخدرات والنزعة الانفصالية الإسلاموية لتنظيم الإخوان الخطرين الرئيسيين على التماسك الوطني في فرنسا، بحسب رئيس المخابرات الإقليمية برتراند شامولو، الذي دقّ ناقوس الخطر من أنّ تنظيم الإخوان عاد لينشط في جميع أنحاء الأراضي الفرنسية.

وحذّر من أنّ يكون الهدف على المدى الطويل هو جعل فرنسا وأوروبا أرضاً للإسلام والتوافق مع الشريعة حيث يُمكن إعلان الخلافة في مناطق محددة. ويتبع للإخوان في فرنسا نحو 100 ألف شخص من خلال المراكز الدينية والثقافية والمُجتمعية التي يُديرونها، بالإضافة لتغلغلهم في جميع مناحي الحياة كالرياضة والصحة والتعليم وحتى في الإدارة والمؤسسات الرسمية.

ويتخذ تنظيم الإخوان الإرهابي من خطاب الضحية كأسلوب عمل منهجي يتمثّل بإدانة ما يُسمّى بالدولة المُعادية للإسلام خاصة عندما يتم إغلاق أحد المساجد التابعة لهم والتي يدعو أئمتها للعنف والجهاد. ومن هنا تأتي دعواتهم الأخيرة للرحيل إلى سوريا والعيش فيها.



قوانين الجمهورية "قمعية" للإخوان

بالمُقابل، تقول فلورنس بيرجود بلاكلر في المركز الفرنسي الوطني للبحوث العلمية إنّ الإخوان يُواجهون صعوبات جمّة للانتشار والتوسّع في دول العالم الإسلامي، حيث يتم إدراجهم هناك في قوائم الإرهابيين. أما في الغرب، فهم يتطورون دون عوائق حيث ينظر لهم البعض باعتدال، خاصة في فرنسا وبلجيكا؟ إلا أنّ التطوّرات الأخيرة في سوريا قد تدفع الكثير من العائلات المسلمة، حتى المعتدلة منها" وبتحريض من الإخوان على الهجرة إلى هناك وسط مخاوف من سيطرة التيار الإسلامي على شؤون الدولة والمُجتمع.

"Les frères musulmans ont de grosses difficultés à s'implanter dans le monde musulman car souvent listés comme terroristes. En occident ils se développent sans entrave car considérés comme modérés, de gauche, surtout en Belgique et en France." [Florence Bergeaud-Blackler] pic.twitter.com/4zsjPxtAbd

— ⛓️???? #LiberezBoualemSansal ✍️ (@IslamismeFrance) January 3, 2025

ويخلص الباحث الفرنسي جوليان تالبين، وهو عالم اجتماع في المركز الوطني للبحث العلمي، إلى أنّ قوانين الجمهورية الفرنسية، التي تحمي الحريات ولا تمنح امتيازات لأي دين معين، تُعتبر قمعية للغاية بالنسبة للإخوان. ولكي يشعروا بمزيد من "التقدير"، يُفضّل بعضهم الذهاب إلى المنفى في بلدان غير ديمقراطية، حيث الظروف الدينية والحكومية أفضل بالنسبة لهم، وقد يُمارس في دولهم الجديدة بالمُقابل التمييز ضدّ غير المسلمين.






مقالات مشابهة

  • عبر اتصال هاتفي.. البديوي يبحث مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي دعم جهود الاستقرار بالمنطقة
  • السيسي ورئيسة البرلمان الأوروبي يبحثان قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب
  • حصاد الطيران المدني المصري في 2024.. رؤية وإنجازات على أرض الواقع
  • الحرب على المخدرات.. علاج المدمنين وضرب شبكات التهريب
  • الجمارك التجارية: شاحنة محملة بالبضائع تعبر معبر باب سبتة
  • رئيس مجلس الوزراء يلتقي رئيس مصلحة الجمارك
  • 3 مليارات دينار تنقذها هيئة المنافذ من براثن التهريب
  • الرهوي يشيد يجهود مصلحة الجمارك في تسهيل الاجراءات
  • وزير التجارة السوري للجزيرة نت: سنخفض الجمارك ونوفر السلع ونعتمد الاقتصاد الحر
  • فرنسا ترصد عودة ظاهرة رحيل المتطرفين إلى سوريا