أوضحت نتائج المرحلة الثانية من تجربة تختبر تأثير إضافة جرعات عالية من فيتامين C  إلى علاجات الكيمياء الوريدية لمرضى سرطان البنكرياس أن الجرعات العالية من الفيتامين المذكور قد تكون خطوة جديدة في علاج هذا النوع من السرطان.

ووفقا للنتائج، فإن إعطاء 75غ من فيتامين C ثلاث مرات في الأسبوع ضاعف معدلات بقاء المرضى المصابين بسرطان البنكرياس المتقدم في المرحلة الانتقالية من ثمانية أشهر إلى 16 شهرا.

كما وجدوا أن بقاء المرضى دون تقدم في المرض امتد من أربعة إلى ستة أشهر.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور جوزيف كولين، أستاذ الجراحة والأورام الإشعاعية في جامعة آيوا، إن هذه النتائج "الرائدة" هي نتيجة 20 عاما من البحث في إمكانات فيتامين C.

وبعد اختبار فيتامين C في المختبر، اكتشف الباحثون في آيوا أن استخدامه بجرعات عالية "عمل بشكل رائع" في قتل الخلايا السرطانية.

وأضاف كولين: "وجدنا أنه عند هذه الجرعات العالية، ينتج فيتامين C في الواقع بيروكسيد الهيدروجين، وهذا هو ما يقتل خلايا السرطان."

وأشار الباحث إلى أن المرضى الذين تلقوا فيتامين C في المرحلة الثانية من التجربة العشوائية  (حيث يتم اختيار المرضى بشكل عشوائي ليتم وضعهم في مجموعة العلاج بفيتامين C أو مجموعة التحكم التي تتلقى علاجا وهميا، ما يسمح للباحثين بمقارنة النتائج بين المجموعات بشكل دقيق ويمنع تأثير العوامل الخارجية أو التحيزات الشخصية)، بدوا أيضا أنهم "يتحملون العلاج الكيميائي بشكل أفضل".

وتابع كولين: "لذلك، حصلوا على مزيد من العلاج الكيميائي لفترات أطول وجرعات أكبر من العلاج الكيميائي، ما ساعد أيضا في قتل خلايا الورم."

يمكن أن يساعد فيتامين C الوريدي في محاربة أنواع أخرى من السرطان أيضا، وفقا لكولين، الذي ذكر أن زملاءه يدرسون استخدامه في علاج سرطان الرئة وسرطان الدماغ.

وأشار الدكتور جورجيوس جورجاكيس، جراح الأورام في مستشفى ستوني بروك في نيويورك، إلى أن هذه النتائج قد تكون "اختراقا محتملا" لمرضى السرطان.

وأضاف جورجاكيس، الذي لم يكن مشاركا في الدراسة: "يبدو أنه يعمل بشكل تآزري مع العلاج الكيميائي".

ويعرف فيتامين  C، أو حمض الأسكوربيك، بأنه "مغذ أساسي" موجود في مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الفواكه الحمضية والطماطم والبطاطا والفراولة والكرنب والسبانخ.

وقال جورجاكيس إن فيتامين C يساعد في نمو الأنسجة وإصلاحها، وإنتاج الكولاجين، وشفاء الجروح، وصحة العظام والجلد، ودعم المناعة.

وعند الجرعات المنخفضة، يعمل فيتامين C كمضاد للأكسدة. وتوصي إدارة الغذاء والدواء (FDA)  التي دعمت التجربة، بالحصول على 75-90 ملغ يوميا مه هذا الفيتامين.

ومع ذلك، أشار كولين إلى أنه بمجرد أن يحصل الجسم على ما يكفي من فيتامين C، يتم إفراز أي فائض من خلال الكليتين ولن يتم امتصاصه.

وعندما يتم زيادة الجرعة إلى مستويات عالية للغاية، مثل 75غ، فإنه يعمل كمؤكسد.

وأضاف كولين: "لذلك، في الواقع، ينتج هذه الأنواع التفاعلية من الأوكسجين التي تقتل خلايا السرطان بشكل فعال."

ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى دعم من شركة صيدلانية لإجراء المزيد من التجارب.

وحاليا، ينصح الفريق مرضى السرطان بالتحدث مع أطبائهم قبل تجربة فيتامين C الوريدي. وأشار الباحثون إلى أن الدراسة لها بعض القيود مثل الحجم الصغير للعينة (34 مريضا فقط)، ما يستدعي تجارب أكبر لتأكيد النتائج.

ورغم النتائج الجيدة للتجربة، أكد جورجاكيس أن فيتامين C ليست "الحل السحري" لعلاج السرطان، لكنه خطوة إيجابية في المعركة ضد المرض.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيتامين C الفواكه الحمضية المناعة السرطان العلاج الکیمیائی فیتامین C إلى أن

إقرأ أيضاً:

علماء يبتكرون أجسام مضادة تدمر سرطان الرئة والقولون (تفاصيل)

في خطوة جديدة للوصول لعلاج جذري للمرض الذي أنهى حياة الكثيرون حول العالم ابتكر مجموعة من العلماء بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو جسمًا مضادًا اصطناعيًا يستطيع الارتباط بالخلايا السرطانية في المستقيم والقولون والرئتين، ومساعدة العلاج الإشعاعي للوصول إليها.

ويقول البروفيسور تشارلي كريك: "بهذا الابتكار نوجه ضربة مزدوجة للورم، وتسمح لنا هذه الطريقة بتدمير الأورام الخبيثة تماما حتى قبل أن تكتسب خلاياها مناعة ضد تأثيرات العلاج المناعي أو الإشعاع، والميزة الخاصة لهذه الطريقة هي إمكانية حساب جرعة الإشعاع الآمنة الأكثر فعالية".

وأشار كريك المسؤول عن الدراسة أنه قبل سنوات ابتكر العلماء  جسما مضادا يمكنه الارتباط بشكل انتقائي بخلايا العديد من أنواع الأورام في الرئتين والمستقيم والمثانة وأعضاء الجسم الأخرى، وجميع هذه الأورام تنتج عددا كبيرا من جزيئات بروتين K-Ras التي تسرع تكاثر الخلايا السرطانية.

ويؤدي كبح نشاط هذا البروتين بمساعدة الأجسام المضادة إلى تباطؤ كبير وموت جماعي للخلايا السرطانية، ولكن مع مرور الوقت، تنخفض فعاليتها ويبدأ السرطان في النمو بسرعة.

 أجرى علماء الأحياء في الولايات المتحدة تعديلا على الأجسام المضادة التي ابتكروها يسمح بربط نوى اللوتيتيوم-177 والأكتينيوم-225 الثقيلة وعناصر أخرى غير مستقرة تستخدم في العلاج الإشعاعي بها.لمنع حدوث هذا السيناريو.

وللوصول إلى النتائج المنشورة اختبر العلماء عمل هذه الأجسام المضادة على فئران زرعت في أجسامها عينات من الأورام مع حدوث طفرات في بروتين K-Ras، المستخرج من المثانة والرئتين وأنسجة أخرى في جسم الإنسان.

 وبعد انتهاء مدة التجربة أظهرت النتائج أن العلاج المركب دمر الأورام تماما ولم يسبب انخفاضا خطيرا في وزن القوارض، كما أنه لم يقلل من مستوى نشاطها البدني.

وأشار الباحثون أنه يسمح غياب الآثار الجانبية المرئية لهذه الطريقة في العلاج بتقليل جرعة الإشعاع المطلوبة لتدمير الأورام بالكامل.

مقالات مشابهة

  • التعب قد يكون علامة واضحة على الإصابة بالسرطان.. دراسة تكشف التفاصيل
  • دراسة تحدد الكمية الآمنة من الحلويات على صحة القلب
  • طبيب يحدد السرطان الأكثر رعبا في العالم| هذه علاماته
  • هل الأطعمة فائقة المعالجة تغذي سرطان القولون؟.. هذا ما قاله الخبراء
  • علماء يبتكرون أجسام مضادة تدمر سرطان الرئة والقولون (تفاصيل)
  • هل تؤثر الأنظمة الغذائية للتوأم على بعضهم البعض؟.. دراسة تكشف التفاصيل
  • السويد تخوض معركة ضد فيروس الورم الحليمي: هل تكون الأولى عالميًا في القضاء عليه؟
  • تطوير اختبار جديد لاكتشاف أعراض سرطان الرئة المبكرة
  • محافظ القليوبية: بدء تدشين مبادرة تطعيم طالبات المدارس الإعدادية ضد سرطان عنق الرحم
  • إطلاق مبادرة تطعيم طالبات المرحلة الإعدادية ضد سرطان عنق الرحم بالقليوبية