الأسد يعرض على أمريكا قطع علاقاته مع روسيا وايران مقابل انقاذ نظامه- عاجل
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
بغداد اليوم- ترجمة
كشفت شبكة بلومبيرغ الإخبارية، اليوم السبت (7 كانون الأول 2024)، عن تقديم الرئيس السوري بشار الأسد "عرضا" الى الولايات المتحدة الأمريكية عبر وساطة إماراتية وهنغارية لإنقاذ حكومته.
وقالت الشبكة في تقرير ترجمته "بغداد اليوم"، إن "مصادرا مقربة من الأسد اكدت لها تقديمه عرضا للرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب عبر الامارات، يتضمن قيام حكومته بقطع العلاقات الدبلوماسية والتعاون مع روسيا وايران مقابل انقاذ حكومته من المسلحين".
وأضافت أن "الأسد ارسل أيضا مبعوثا من كبار ممثلي الطائفة المسيحية في سوريا الى الرئيس الهنغاري المعروف بصداقته مع ترامب فيكتور اوبران، يعرض من خلاله على الولايات المتحدة التفاوض ومنحه ضمانا بالخروج من سوريا الى المنفى بأمان في حال رفض البيت الأبيض المفاوضات".
الشبكة اكدت أيضا ان "هناك انباء متضاربة حول موقع الأسد حاليا"، مشيرة الى "تاكيد بعضها تواجد الأسد في العاصمة الإيرانية طهران، فيما تؤكد أخرى تواجده في منطقة القرداحة حيث مسقط راسه داخل دمشق وبالقرب من مطار تميم العسكري الذي تسيطر عليه القوات الروسية".
وأشارت الشبكة الى ان "الأسد امر قواته بالتراجع الى العاصمة لحمايتها من تقدم المسلحين"، مؤكدة ان "القوات السورية لم يتبقى منها سوى ثلاثين الى أربعين الف جندي فقط متواجدين الان بمعظم عديدهم داخل العاصمة دمشق استعدادا لمواجهة مع المسلحين".
الشبكة استبعدت ان "تؤدي محاولات الأسد للتفاوض الى أي نتيجة"، لافتة الى ان "الأوضاع على الأرض لها زخمها الخاص خصوصا مع اقتراب المسلحين من العاصمة والانباء عن هروب العلويين الموالين للاسد الى قراهم".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
دور روسيا في إضعاف عبدالناصر وإسقاط الأسد
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
في عام 1966 التقى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر في القاهرة، برواد الفلسفة الوجودية في فرنسا والغرب آنذاك، الفيلسوف جان بول سارتر والفيلسوفة سيمون دي بوفوار، بناءً على طلبهما، وكان اللقاء في سياق الزخم الناصري العارم، والذي جعل من مصر محط أنظار العالم بمختلف شرائحه، من مُعجب ومهتم بالتجربة الناصرية وثقافتها التحررية التي بسطت تأثيرها على الوطن العربي وأفريقيا، ومنظومة عدم الانحياز.
وبما أن الزعيم عبدالناصر لم يكن شخصًا عاديًا؛ بل شخصية موسوعية حوت مفاهيم وقيم التحرر وفلسفة الثورات وقيمها، والصراعات الفكرية والطبقية منذ نشوئها، فقد كان هذا اللقاء بمثابة درس مهم وعصف ذهني حاد لسارتر وسيمون، وهو ما اعترفا به بعد عودتهما لبلادهم.
الخلاصة المثمرة من هذا اللقاء العاصف، كانت في توضيح الزعيم لضيفيه أنه لا وجود حقيقي للشيوعية أو اليسار بعمومه في أوروبا، بدليل أن "جي موليه" زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي ورئيس الحكومة الفرنسية سمح لبلاده بالمشاركة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، رغم أن أبسط قناعات اليسار في العالم تتمثل في احترام سيادة الدول وخيارات الشعوب!! وهذا دليل صارخ على أن اليسار والشيوعية في الغرب عبارة عن مُنتج فكري أُعيد إنتاجه ليتناغم مع الرأسمالية الغربية ويخدم مصالحها، أي شيوعية ويسار بنكهة إمبريالية صِرفة. بينما بقيت الشيوعية واليسار الحقيقي سجالًا في خندق الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي لعقود خلت. ثم عرَّج الزعيم في درسه التاريخي لضيفيه على أهمية التفريق بين الشيوعية كتحزُّب "بغيض" كما وصفها، وبين الماركسية كنظريات علمية يُؤخذ منها ويُرد.
وأوضح الزعيم عبدالناصر أنه لا وجود لمصطلح "الشيوعية الماركسية" أصلًا إلّا في سياق الوجاهة الفكرية المُزيَّفة لدى أغرار اليسار من غير العارفين بالفكرين الشيوعي والماركسي ونشأتهما. (للعلم كان الزعيم جمال عبدالناصر محاربًا شرسًا للفكر الشيوعي، ومن رِفاقه ماركسيين أمثال خالد محيي الدين كدلالة على قناعته بالفرق بين الفكرين). الخلاصة من هذا المثال التاريخي أنه لا وجود ليسار حقيقي في الغرب وأن المنتج الموجود هو يسار إمبريالي بامتياز.
في السابع من يونيو عام 1981، أقدم الكيان الصهيوني على تدمير مفاعل تموز العراقي، والغريب أن عدم تواجد خبير روسي واحد بداخل المفاعل ذلك اليوم بالتحديد!! (يعمل به 1500 خبير روسي). ليلة الخامس من يونيو 1967 طلب السفير السوفييتي بالقاهرة لقاءً عاجلًا مع الزعيم جمال عبدالناصر؛ حيث نقل له تطمين القيادة السوفييتية بأنها لم ترصد أي حراك حربي مريب للعدو الصهيوني، وأن القيادة السوفييتية ستقف إلى جوار مصر في مواجهة أي اعتداء ومن أي طرف كان. وفي صبيحة الخامس من يونيو 1967، قام العدو الصهيوني ورعاته ومموليه بالقضاء على القوة العسكرية المصرية، وبسط يديه على سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة!!
وفي يوم الثامن من ديسمبر 2024 اختفى الرئيس السوري بشار الأسد فجأةً من دمشق، لتُعلن موسكو أنه موجود على أراضيها، بعدما غادر سوريا انطلاقًا من قاعدة حميميم الروسية بسوريا، وهذه عملية اختطاف روسي شبيهة باختطاف الفرنسيين للجنرال ميشيل عون من قلب السفارة الفرنسية ببيروت وترحيله قسرًا إلى باريس.
الدور الروسي تجاه عبدالناصر كان بتوافقٍ دولي وقناعات دولية بضرورة تحجيم تغوُّل عبدالناصر إقليميًا ودوليًا، بعد أن خطف الزعيم كل الأضواء من الحلفاء والخصوم معًا. كما توافق الروس مع قوى دولية ترى ضرورة تحجيم دور بشار الأسد ونظامه إقليميًا لتمرير مصالح قوى إقليمية تعطَّلت بفعل الصمود الأسطوري للدولة السورية في ظل قيادة بشار الأسد، رغم عمق الجراح جراء الإرهاب الدولي والحصار الجائر. يكفي أن أهم دور لسوريا -مؤرق للخصوم- كان دورها كعقدة مواصلات وتنسيق ومقر غرفة عمليات موحدة لكافة عناصر وفصائل محور المقاومة.
سعى الروس إلى ترميم صورتهم مع الزعيم جمال عبدالناصر بعد تمرير المخطط الدولي ونجاحه في تحجيم دور "مصر عبدالناصر" وشغلها بقضايا جديدة نتجت عن حرب يونيو 1967، بتزويده بسلاح جديد يخوض به حرب استنزاف مع العدو، بعد إعادة هيكلة وتشكيل وحدات الجيش المصري. فماذا يُعد الروسي اليوم لجبر ضرر سوريا ومحور المقاومة برمته بعد أن كانت دمشق موطن إشهار روسيا البوتينية للعالم؟!
قبل اللقاء.. السياسة هي فن تحكيم العقل، وفن ضبط النفس؛ لأننا في عالم افتراضي مُزيَّف.
وبالشكر تدوم النِعم.
رابط مختصر