ذكرى ميلاد داعية التنوير ومجدد الفكر الإسلامي.. الإمام الغزالي
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في ديسمبر 1917 وُلد أحد أبرز العلماء الذين أضاءوا الطريق للفكر الإسلامي التجديدي، وهو الشيخ محمد الغزالي.
يُعتبر الغزالي من الشخصيات الفكرية التي أحدثت تحولًا كبيرًا في الفكر الإسلامي، حيث جمع بين العلم الشرعي والاهتمام بقضايا الواقع المعاصر للمجتمع الإسلامي. وهو صاحب إسهامات فكرية واسعة، تمثل نقلة نوعية في نظرة الأمة للإسلام في العصر الحديث.
يعد الشيخ محمد الغزالي من أكثر العلماء الذين حاولوا التفاعل مع قضايا العصر والواقع الاجتماعي والسياسي في العالم الإسلامي. ورغم اهتمامه الكبير بالعلوم الشرعية، إلا أنه لم يقتصر على التقليدية في تفسير النصوص الدينية، بل سعى إلى تجديد الفكر الديني بما يتناسب مع احتياجات العصر. كان للغزالي نظرة مغايرة في كيفية تفسير بعض المسائل الفقهية والدينية، فقد دعا إلى فهم الشريعة الإسلامية بما يتلاءم مع التغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
من أشهر مؤلفاته كتاب "الإسلام المفترى عليه" الذي سلط فيه الضوء على كيفية تشويه صورة الإسلام في الغرب وكذلك داخل العالم الإسلامي نفسه، وكذلك كتابه "قضية التغيير في العالم الإسلامي" الذي نادى فيه بأهمية التجديد الديني في العالم الإسلامي وأكد على أن التجديد لا يعني التبعية للأفكار الغربية بل استنباط الحلول من النصوص الدينية بما يتلاءم مع الواقع.
موقفه من قضايا الأمةلقد كان للشيخ الغزالي موقف صريح تجاه العديد من القضايا التي كانت تمثل تحديات كبيرة للعالم الإسلامي، منها قضية التطرف والتشدد، ففي زمن كان فيه الفكر المتطرف يحاول السيطرة على بعض الفئات، كان الغزالي من أوائل العلماء الذين وقفوا ضد تلك التيارات، مطالبًا بتفهم شامل لمقاصد الشريعة وعدم الاكتفاء بالتفسير الحرفي للنصوص.
كما كانت للشيخ الغزالي العديد من المواقف المؤثرة في الدفاع عن حقوق المرأة وتعليمها، حيث كان يعتبر أن المرأة جزء لا يتجزأ من عملية التجديد والتغيير في المجتمع الإسلامي. وقد دافع عن ضرورة تمكين المرأة من المشاركة في بناء المجتمع بجانب الرجل، دون أن يتعارض ذلك مع القيم الإسلامية.
تأثره وتأثيرهكان الشيخ الغزالي من أكثر العلماء الذين أثروا في جيل من المفكرين والدعاة في العالم العربي والإسلامي. وقد سعى إلى إرساء قاعدة فكرية تدمج بين الأصالة والمعاصرة، وأن الإسلام ليس دينًا جامدًا ولكن يتطور مع الزمان والمكان بما لا يتعارض مع مبادئه الأساسية. كان عمله يحمل في طياته رسالة واضحة، مفادها أن إحياء الأمة الإسلامية لا يأتي إلا من خلال تجديد الفكر الديني والعلمي.
يُعتبر الغزالي أحد العلماء الذين ساهموا في تشكيل الوعي الديني المعاصر، حيث لم يكن محصورًا في المسائل الفقهية البسيطة بل كان يطرح حلولًا عملية لمشاكل الأمة، وقد أطلق العديد من المبادرات الفكرية التي شجعت على التفكير النقدي والتجديد.
إن الشيخ محمد الغزالي قد ترك إرثًا فكريًا عميقًا في قلب الأمة الإسلامية، وكان من العلماء القلائل الذين حافظوا على توازن الفكر بين التقليدية والحداثة. من خلال أعماله، رسخ لمفهوم التجديد الذي يتناسب مع احتياجات العصر دون التفريط في الثوابت الدينية، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأمة الإسلامية كأحد رواد الفكر التنويري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الغزالي محمد الغزالي الفكر تطرف الامام الغزالي الفكر المتطرف النصوص الدينية العالم الإسلامي العالم الإسلامی العلماء الذین الغزالی من فی العالم
إقرأ أيضاً:
أسر قلوب العالم.. قطة تقفز على كتف إمام مسجد أثناء صلاته| مشهد يشعل السوشيال ميديا
بفضل عفويته الصادقة، مقطع فيديو كسب قلوب الملايين حول العالم، بمختلف ثقافاتهم وخلفياتهم، بعدما قفزت قطة على كتفه أثناء صلاته، ليجسد أسمى معاني الرفق بالحيوان، سرعان ما أصبح حديث مواقع التواصل ووسائل الإعلام، حيث انتشرت قصته على نطاق واسع، حتى تجاوزت مشاهداتها حاجز الملياري مشاهدة، إنه فى مشهد الذي أسر القلوب وألهم الملايين.
الواقعة التي خطفت انظار العالم أجمع علي مواقع التواصل الاجتماعي بدأت بقطة قفزت على كتف إمام مسجد أثناء الصلاة في الجزائر، في مشهد تكرر في رمضان قبل الماضي وحصد 2 مليار مشاهدة.
ووثقت كاميرا المراقبة في مسجد الشيخ إبراهيم التازي بمدينة وهران القطة وهي داخل المسجد وتحوم حول الإمام، أثناء تأديته الصلاة.
ثم قفزت القطة بشكل مفاجئ على كتف الشيخ خلخال دحو الذي عاملها بلطف، في مشهد أثار تفاعل رواد مواقع التواصل وأعاد للأذهان حادثة سابقة.
وتعامل الإمام بلطف، وبالتي هي أحسن مع القطة التي تحاول مداعبته للحظات، في وقت كان يتلو فيه آيات من الذكر الحكيم، ثم اعتلت كتفه، واقتربت بفمها من فمه، وبعدها فارقته في لحظة سبقت ركوعه بثانية تقريبا.
فقد أعاد رواد "السوشيال ميديا" مقارنة ما حدث بحادثة مشابهة في رمضان قبل الماضي عام 2023 داخل مسجد في ولاية برج بوعريريج، عندما قفزت قطة على كتف الإمام وليد مهساس خلال صلاة التراويح، وتعامل معها برقة بينما كان يواصل تلاوته.
حادثة عفويةوفي رمضان قبل الماضي، نشر الشيخ وليد مهساس الفيديو عبر صفحته على "فيسبوك" حيث ظهر وهو يواصل الصلاة رغم قفز القطة عليه، أثناء إمامته للمصلين في مسجد أبو بكر الصديق.
وقال الإمام، في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بفيسبوك، أن حادثة القطة كانت عفوية، مبديا رغبته في أن تبقى كذلك.
ولفت الإمام وليد مهساس، في معرض كلامه إلى أنه لم يدلِ بأية تصريحات لأية وسيلة إعلامية، ولن يقوم بذلك لأن الأمر بالنسبة إليه عادي وعفوي ولا يوجد ما يستدعي الحديث عنه.
وتصدرت اللقطة العفوية التي جمعت الشيخ والقطة بصلاة التراويح، الترند، وتناولتها كبريات القنوات والوسائل الإعلامية العالمية، لما كان لها من تأثير كبير على قلوب المسلمين وغيرهم.
من هو الإمام صاحب واقعة القطةوولد الشيخ وليد مهساس في الجزائر، وهو إمام مسجد أبي بكر الصديق في حي 12 هكتار بولاية برج بوعريريج شرق الجزائر.
وقد صنف من أجمل الأصوات لتلاوة القرآن الكريم، ويقدم خطب صلاة يوم الجمعة، كما يقدم دروسا خاصة بشرح وتفسير الدين الإسلامي، والعلوم الشرعية، ومنها ما يتعلق كذلك ببر الوالدين.