المفارقة الصادمة.. كيف يكون البلد الأكثر مساواة بين الجنسين هو الأشد عنفًا ضد النساء؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
رغم تصدر أيسلندا التصنيف العالمي للمساواة بين الجنسين لمدة 15 عامًا على التوالي، تكشف دراسة جديدة عن جانب مظلم يثير القلق، اذ تعرضت نحو 40% من النساء الأيسلنديات للعنف الجنسي أو الجسدي، مع معاناة العديد منهن من اضطراب ما بعد الصدمة.
اعلانالدراسة، التي نُشرت في مجلة "جاما نيتورك أوبن"، شملت 28,200 امرأة أيسلندية تتراوح أعمارهن بين 18 و69 عامًا.
وأظهرت النتائج أن 15.9% من النساء يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة، وكانت احتمالية إصابة النساء اللاتي تعرضن للعنف الجنسي أعلى بكثير من ضحايا الصدمات الأخرى.
صدمة تطارد النساء لعقودتوضح رانفيغ سيغورفينسدوتير، أستاذة علم النفس بجامعة ريكيافيك، لـ"يورونييوز هيلث" أن المفارقة في بلدان الشمال الأوروبي تكمن في التوقع بأن الدول التي تحقق مساواة عالية بين الجنسين ستكون أقل عرضة للعنف ضد النساء، إلا أن الواقع مغاير.
وتشير إلى أن تعرض النساء للعنف الجنسي أو الاحتجاز القسري يزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة مقارنة بتجارب حياتية أخرى مثل وفاة مفاجئة أو كارثة طبيعية.
Related"دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات".. أستراليا ترفض منح تأشيرة دخول لوزيرة إسرائيلية خشية "التحريض"تظاهرات في فرنسا وإيطاليا تنديدًا بالعنف ضد النساءوفقًا لدراسة حديثة.. النساء المصابات بالاكتئاب قد يواجهن آلام حيض أشدالدراسة وجدت أن النساء اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي في سن مبكرة (قبل 12 عامًا) أو من قبل أحد أفراد العائلة، مثل أحد الوالدين، هن الأكثر عرضة للإصابة بالصدمة النفسية المزمنة. وتشير البيانات إلى أن آثار الاعتداء قد تستمر لعقود، اذ كشفت الدراسة أن العديد من النساء استمررن في المعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة لفترة طويلة بعد الحادثة الأخيرة.
وأظهرت النتائج أن النساء كنّ أكثر عرضة بأربعة أضعاف مقارنة بالرجال ليكنّ ضحايا للعنف الجنسي. في أماكن العمل، كان للعنف الجنسي تأثير أعمق، حيث واجهت الضحايا مشكلات في الصحة النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم، والإفراط في شرب الكحول.
المفارقة الاسكندنافيةالمفارقة لا تقتصر على أيسلندا وحدها، فقد أبلغت كل من فنلندا، السويد، والدنمارك عن مستويات أعلى من الاعتداء الجنسي مقارنة ببقية دول أوروبا. تشير سيغورفينسدوتير إلى أن ارتفاع هذه النسب قد يكون مرتبطًا بالشفافية الاجتماعية في هذه الدول، حيث يشعر الأفراد بحرية أكبر في الإبلاغ عن حوادث العنف مقارنة بالدول الأخرى.
دراسات أخرى ربطت هذا الاتجاه بتعدد العلاقات العاطفية في بلدان الشمال الأوروبي، مما يزيد من فرص وقوع حوادث العنف، وليس بالضرورة لأن الرجال هناك أكثر عنفًا بطبيعتهم. وترى سيغورفينسدوتير أن "المساواة بين الجنسين لا تتعلق بغياب العنف، بل بكيفية استجابة المجتمع له".
Relatedأم مغربية تبيع فيديوهات جنسية لطفلتها البالغة 10 سنوات والمقابل.. 300 دولار! نكت جنسية وتحرش.. مقدم برنامج "ماستر شيف" يجبر "بي بي سي" على إلغاء حلقات عيد الميلادجرأة محفوفة بالمخاطر.. شهادات علنية لضحايا اعتداء جنسي تتحدى ثقافة العار.. جيزيل بيليكوت غيرت المشهدجهود مكافحة العنفلمواجهة الظاهرة، كثفت الحكومة الأيسلندية تمويل ملاجئ النساء وأطلقت حملات توعية عامة. كما أجرت تعديلات على القانون الجنائي في عام 2018، ليشمل تعريفًا أوضح للاغتصاب، مع التأكيد على "الموافقة الصريحة" في العلاقات الجنسية.
سيغورفينسدوتير شددت أيضاً على ضرورة تحسين نظام العدالة الجنائية وتقديم خدمات أسرع وأكثر كفاءة للناجيات من العنف الجنسي، إلى جانب تعزيز الدعم الاجتماعي. وأكدت أن الضحايا اللواتي يحصلن على استجابات داعمة من أفراد العائلة أو الأصدقاء يصبحن أقل عرضة للإصابة بمشكلات نفسية مقارنة بمن يواجهن ردود فعل سلبية بعد الإفصاح عن تجاربهن.
تخلص سيغورفينسدوتير إلى أن العنف الجنسي ليس مرتبطًا فقط بالفجوة بين الجنسين، بل هو تحدٍ ثقافي يتطلب استجابة مجتمعية شاملة للتخفيف من آثاره.
المصادر الإضافية • Gabriela Galvin
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سكان دمشق يعيشون حياة طبيعية وسط مخاوف من تقدم الفصائل المعارضة نحو الضواحي بعد وفاته بعام.. 400 سيدة يدعين أنهن ضحايا اعتداء جنسي من رجل الأعمال المصري محمد الفايد ما هو السر الغامض وراء تحوّل الأطفال إلى "مستذئبين" في أنحاء أوروبا؟ اعتداء جنسيالمساواة بين الجنسينعلم النفسمواجهات واضطراباتأيسلندانساءاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next اليوم الـ 428 للحرب: قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة ورهينة إسرائيلي: نتنياهو وحكومته أهملونا يعرض الآن Next باريس تستضيف قادة العالم وماكرون يلتقي بترامب وزيلينسكي في الإليزيه قبل حفل نوتردام يعرض الآن Next الجيش السوري يعلن تعزيز انتشاره في ريف دمشق والجولاني : اتركوا المدن المحررة للشرطة ودمشق تنتظركم يعرض الآن Next "ضرورة لأمن أوروبا".. جمهورية الجبل الأسود تُخطط للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2028 يعرض الآن Next ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراع في سوريا اعلانالاكثر قراءة زلزال بقوة 7 درجات يضرب كاليفورنيا وتحذيرات من تسونامي مقتل 5 إسرائيليين في حادث مروع في المغرب أردوغان يخاطب الأسد: مددنا لك يدنا فلم تستجب.. واجتماع بين طهران وموسكو وأنقرة بالدوحة لتهدئة النفوس فنجان القهوة أصبح أغلى..ارتفاع قياسي في أسعار البنّ بنسبة 70% في بضعة أشهر والقادم أسوء حرب غزة: حماس تصر على مطالبها في مفاوضات وقف النار وإسرائيل تواصل هجماتها وتقتحم مستشفى كمال عدوان اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومبشار الأسدالحرب في سورياالجيش السوريدونالد ترامبإسرائيلروسيافرنساالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيمانويل ماكرونفولوديمير زيلينسكيتدمرقطاع غزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: بشار الأسد الحرب في سوريا الجيش السوري دونالد ترامب إسرائيل روسيا بشار الأسد الحرب في سوريا الجيش السوري دونالد ترامب إسرائيل روسيا اعتداء جنسي المساواة بين الجنسين علم النفس أيسلندا نساء بشار الأسد الحرب في سوريا الجيش السوري دونالد ترامب إسرائيل روسيا فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيمانويل ماكرون فولوديمير زيلينسكي تدمر قطاع غزة ما بعد الصدمة للعنف الجنسی یعرض الآن Next بین الجنسین إلى أن
إقرأ أيضاً:
عام 2024 الأشد حرارة في التاريخ
أكد خبراء بالمناخ أن 2024 كان أول عام تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وفقا لبيانات خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأشارت البيانات، التي تم الكشف عنها اليوم الجمعة، إلى أن تغير المناخ يدفع كوكب الأرض إلى مستويات حرارية غير مسبوقة في العصور الحديثة.
ووصف كارلو بونتيمبو مدير خدمة كوبرنيكوس الوضع لوكالة رويترز الروسية بأنه "مسار لا يصدق"، مشيرا إلى أن كل شهر من عام 2024 كان أكثر الشهور حرارة أو ثاني أكثر الشهور حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
وأضاف بونتيمبو أن متوسط درجة حرارة الكوكب في عام 2024 كان أعلى بمقدار 1.6 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، وهي الفترة التي سبقت بدء البشر في حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع، مما أدى إلى انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
وقبل عام 2024، كان 2023 أكثر الأعوام حرارة منذ بدء التسجيلات. كما أظهرت البيانات أن كل سنة من السنوات العشر الماضية (2015-2024) كانت من بين الأعوام العشرة الأكثر سخونة منذ بدء التسجيلات المناخية.
من جهته، رجح مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تكون درجات الحرارة قد تجاوزت عتبة 1.5 درجة مئوية في عام 2024، مع تقديرات تشير إلى أن الارتفاع بلغ 1.53 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة. ومن المقرر أن تنشر جهات علمية أميركية بياناتها الخاصة بمناخ عام 2024 في وقت لاحق من اليوم.
إعلانويأتي هذا الارتفاع في درجات الحرارة في وقت تعهدت فيه الحكومات بموجب اتفاق باريس لعام 2015 ببذل الجهود لمنع متوسط درجات الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية، وذلك لتجنب كوارث مناخية أكثر حدة وتكلفة.
وحذر بونتيمبو من أن ارتفاع انبعاثات "الغازات الدفيئة" يشير إلى أن العالم في طريقه لتجاوز هدف باريس قريبا، لكنه أكد أن الوقت لم يفت بعد لاتخاذ إجراءات سريعة لخفض الانبعاثات وتجنب الارتفاع الكارثي في درجات الحرارة. وقال "لم ينتهِ الأمر بعد، لدينا القدرة على تغيير المسار بدءا من الآن".
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشير فيه البيانات إلى أن العالم يشهد تغيرات مناخية غير مسبوقة مع تزايد وتيرة الظواهر الجوية القاسية مثل موجات الحر والفيضانات والأعاصير، مما يزيد الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لتكثيف جهودها في مواجهة تغير المناخ.
وخلص التقرير إلى أن عام 2024 يمثل نقطة تحول في تاريخ المناخ الحديث، حيث أصبحت آثار تغير المناخ أكثر وضوحا من أي وقت مضى، مما يتطلب تحركا عالميا عاجلا لمواجهة هذه التحديات.