سوريا.. الجُرح الغائر
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تضخَّمت كُرة اللهب في سوريا بغضون سويعات قليلة، وسط دهشةٍ من المُراقبين، الذين انتباتهم مشاعر القلق الشديد من احتمالية السقوط الحر للدولة الوطنية، في ظل التآمر المُتواصِل الذي يستهدف المنطقة، لخدمة الأهداف التي يعلمها الجميع، وفي مقدمتها حماية دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ما يجري في سوريا لا يُمكن نزعه من المشهد العام الذي يتبلور ويتشكل مثل حبيبات الفُسيفساء، منذ اندلاع "طوفان الأقصى"، ولا يجب أن نضعه في معزلٍ عمّا يُحاك لمنطقتنا من مشروعات تخدم الأجندة الغربية، وتضمن الأمن للمشروع الصهيوني، دون النظر إلى أي اعتبارات تضع سلامة المنطقة وسيادة الدول على أراضيها.
ربما لا يُمكن الجزم بمآلات ما تشهده سوريا، لكن بات من شبه المؤكد أنَّ ثمّة أطراف لطالما كانت تقتات على الأزمة السورية، وتسعى لزعزعة استقرارها بأي ثمن، من أجل تحقيق مآربها الخاصة، بينما تتجاهل مصالح الشعب السوري الذي اكتوى بنيران فتنةٍ حارقةٍ، أسهم في إشعالها الجميع بلا استثناء، من حيث سوء التقدير أو استباحة الدماء وحرمان الأبرياء من الحق في الحياة. لقد ارتكب الجميع الأخطاء، نظامًا ومُعارضةً، تلطخت الأيادي كُلها بالدماء، لكنْ مُخطئٌ من يسعى للثأر بينما المنطقة فوق فوهة بركان ثائر.
إنَّ السوريين هم الأحق بتقرير مصيرهم، لكن دون أن يكون ذلك ذريعة لهيمنة قوى إقليمية أو دولية، ولا يتسبب في هدم الدولة الوطنية؛ فالنماذج السابقة أثبتت أن انهيار الدولة الوطنية يعني فناء الأوطان!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: السلام العادل هو الخيار يجب أن يسعى إليه الجميع
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن التاريخ يشهد، أن السلام بين مصر وإسرائيل، الذى تحقق بوساطة أمريكية، هو نموذج يحتذى به، لإنهاء الصراعات والنزعات الانتقامية، وترسيخ السلام والاستقرار.
وأضاف الرئيس السيسي، أن اليوم، نقول بصوت واحد: "إن السلام العادل، هو الخيار الذى ينبغى أن يسعى إليه الجميع" .. ونتطلع فى هذا الصدد، إلى قيام المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة، والرئيس ترامب تحديدا، بالدور المتوقع منه فى هذا الصدد.
واضاف الرئيس خلال كلمته للشعب بمناسبة عيد تحرير سيناء: وكما كان تحرير سيناء واجبا مقدسا، فإن السعى الحثيث لتحقيق التنمية
فى مصر، هو واجب مقدس أيضا ..وإننا اليوم، نشهد جهودا غير مسبوقة،
تمتد عبر كل ربوع مصر، لتحقيق نهضة شاملة، وبناء مصر الحديثة.. بالشكل الذى تستحقه، وفى الختام، حرى بنا الوقوف وقفة إجلال وإكبار، أمام شهدائنا الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم، فداء للوطن،ودفاعا عن المواطنين، وستبقى مصر بوحدة شعبها، وبسالة جيشها ورعاية ربها، رافعة الرأس.. عزيزة النفس.. شديدة البأس، ترعى الحق وترفض الظلم.
وأوضح الرئيس السيسي، أنه فى ظل ما تشهده المنطقة، من تحديات غير مسبوقة، تستمر الحرب فى قطاع غزة، لتدمر الأخضر واليابس، وتسقط عشرات الآلاف من الضحايا، فى مأساة إنسانية مشينة.. ستظل محفورة فى التاريخ.
وتابع أنه منذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر جليا لا لبس فيه، مطالبا بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورافضا بكل حزم، لأى تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم.
وقال إن مصر تقف - كما عهدها التاريخ - سدا منيعا، أمام محاولات تصفية
القضية الفلسطينية .. وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن تتم وفقا
للخطة العربية الإسلامية، دون أى شكل من أشكال التهجير، حفاظا على
الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصونا لأمننا القومى.