حذرت منظمة أطباء بلاحدود من المجاعة والتدهور الاقتصادي في اليمن الذي يشهد حربا منذ تسع سنوات.

 

وقالت المنظمة في تقرير حديث لها نشرته على موقعها الرسمي إن "الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن ليس مدفوعة بالنزاع المسلح فحسب ، بل التدهور اللاحق للاقتصاد.

 

وذكرت أن ذلك أثر أيضًا على الظروف المعيشية للناس وصحتهم وإمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية.

الخدمات الطبية الأساسية الميسورة التكلفة على مستوى المجتمع آخذة في التناقص ، وفي بعض الحالات ، غير موجودة.

 

وأوضحت أن أنشطتها في اليمن تعمل منظمة أطباء بلا حدود على معالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن ، وتوفير الرعاية المنقذة للحياة للأشخاص المصابين في النزاع والاستجابة لارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها.

 

وتابعت "غالبًا ما تمنع الطرق المحصورة والحواجز المالية  الناس من الوصول إلى الرعاية الصحية في الوقت المناسب. كما أن أزمة الوقود ، والتضخم ، وارتفاع تكلفة النقل ، وسوء الأحوال المعيشية تجعل من الصعب الحصول على الرعاية ، خاصة للأسر الضعيفة. الغالبية العظمى من الناس ليس لديهم دخل منتظم ويكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.

 

وأردفت "لقد كاد النظام الصحي في اليمن أن ينهار. وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ، فإن 51 بالمائة فقط من المرافق الصحية تعتبر تعمل بكامل طاقتها. تفتقر معظم المرافق الصحية إلى موظفين (قوة عاملة لا يتم دفع أجرها على الإطلاق ، أو بشكل غير منتظم فقط) ، ومعدات عاملة ، وإمدادات طبية أساسية ، خاصة في المناطق الريفية النائية".

 

وقالت "على مستوى الرعاية الصحية الأولية، يعاني النظام من العديد من الثغرات ، سواء من حيث الخدمات المتاحة أو جودة الرعاية المقدمة. كان التأثير مدمرًا للمرضى وكذلك المستشفيات التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود أو تدعمها ، والتي تغمرها المرضى الذين يجب أن يكونوا قادرين على تلقي العلاج على مستوى الرعاية الأولية ، والمرضى الذين يعانون من حالات طبية حادة أو مضاعفات كان من الممكن تجنبها. الرعاية الأولية المناسبة.

 

وأكدت أن الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي والسرطان يعانون من أجل البقاء على قيد الحياة في المستشفيات العامة مع نقص الأدوية، ولا يستطيع معظمهم تحمل تكاليف السفر إلى الخارج للحصول على العلاج المطلوب. وهذا يعرض الأشخاص المستضعفين بالفعل، مثل النازحين داخليًا والمهاجرين، لخطر أكبر.

 

وأشارت إلى أنه في عام 2022 ، ارتفع معدل القبول في أقسام الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الضاحي في الحديدة بنسبة 65 بالمائة وضاعفنا سعة الأجنحة من 20 إلى 40 سريرًا. وفي تعز الحوبان ، اضطررنا إلى إعادة توجيه أكثر من 9000 حالة غير معقدة إلى مرافق الرعاية الصحية الأولية.

 

وقالت أطباء بلاحدود أن سوء التغذية يشكل خطرا مستمرا على الأطفال في اليمن. تشهد البلاد قممًا موسمية وسنوية ، ترتبط عادةً بموسم العجاف الناجم عن تعطل الإنتاج الزراعي في المناطق الريفية. شوهد هذا النمط قبل تصعيد الحرب في أواخر عام 2014 ، لكنه تفاقم منذ ذلك الحين بسبب الصراع المستمر ، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي للأشخاص الضعفاء بالفعل.

 

ولفتت إلى هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية في اليمن والتي تتجاوز مجرد انعدام الأمن الغذائي. لا تستطيع العديد من العائلات في اليمن تحمل ما يكفي من الطعام المغذي. تسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد في ارتفاع الأسعار. كثير من الناس لا يحصلون على عمل مدفوع الأجر أو فقدوا منازلهم بسبب الحرب. إن تكلفة الغذاء والنقل ، بما في ذلك الوقود ، آخذة في الارتفاع ، مما يزيد من إعاقة وصول الناس إلى الغذاء الكافي.

 

كما أكدت المنظمة الدولية أن هناك أيضًا حاجة كبيرة لزيادة الوصول إلى المعلومات الخاصة بالرعاية السابقة للولادة والرعاية بعد الولادة ، والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمنع سوء التغذية. علاوة على ذلك ، هناك وعي محدود في المجتمع حول أهمية الرضاعة الطبيعية والتطعيمات الروتينية للأطفال. لا يستطيع الآباء أيضًا الوصول إلى معلومات حول تحديد الأعراض الأولية لسوء التغذية ، مما يؤخر اكتشافه.

 

وقالت "سيظل سوء التغذية مصدر قلق في اليمن، لأنه يتسبب في وفيات يمكن الوقاية منها، خاصة للأطفال دون سن الخامسة".

 

وشددت على السلطات الصحية والمنظمات الإنسانية والجهات الفاعلة الصحية الأخرى على العمل على استجابة شاملة تهدف إلى تعزيز نطاق وكفاءة مراقبة التغذية في جميع أنحاء البلاد، لتحسين تحليل البيانات، ومعالجة الثغرات في مرافق الرعاية الصحية الأولية من أجل توقع ومنع الذروة من سوء التغذية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أطباء بلاحدود الأطفال سوء التغذية أوبئة الرعایة الصحیة سوء التغذیة الوصول إلى فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: تطبيق البروتوكولات الإكلينيكية عزز الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة

ترأس الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الطبي للهيئة لعام 2025، لاستعرض إنجازات المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية ومناقشو خطوات التطوير المستقبلية.

وحضر الاجتماع، الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، واللواء طبيب مراد ألفي، نائب رئيس المجلس، وأعضاء المجلس من كبار العلماء، الوزراء السابقين، الخبراء، والأساتذة في مختلف التخصصات الطبية، الذين كان لهم دور بارز في دعم الهيئة وتعزيز قدرتها على تقديم خدمات صحية متميزة وفقًا لأعلى المعايير العالمية.

منظومة الشكاوى تتلقي بلاغات بشأن الرعاية الصحيةبالأرقام.. صندوق الرعاية الصحية بالمهندسين يحقق 1.357مليون جنيه عجزارئيس الرعاية الصحية وسفير رواندا يبحثان تعزيز السياحة العلاجيةرئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث مع سفير كوريا الجنوبية تعزيز التعاون في التكنولوجيا الطبية

في مستهل الاجتماع، أعرب الدكتور أحمد السبكي عن شكره وتقديره للمجلس الاستشاري الطبي على جهوده الكبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيدًا بدورهم الوطني التطوعي في دعم منظومة الرعاية الصحية دون أي مقابل مادي بالهيئة العامة للرعاية الصحية.

وأكد السبكي أن المجلس كان له دور محوري في تعزيز جودة الخدمات الصحية بالهيئة، حيث ساهم بشكل فعال في وضع وتطوير السياسات والبروتوكولات الإكلينيكية، التي كان لها أثر مباشر في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتعزيز كفاءة التشغيل بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة.

واستعرض الدكتور أحمد السبكي أبرز إنجازات المجلس الاستشاري الطبي، التي تضمنت مراجعة واعتماد أكثر من 520 بروتوكولًا إكلينيكيًا لضمان تقديم خدمات صحية وفق أعلى المعايير العالمية.

كما أشاد بوضع المجلس بروتوكولات متخصصة للرعاية الحرجة، تشمل ضوابط إعطاء الألبومين والمضادات الحيوية، مما عزز من كفاءة الخدمات الطبية وساهم في تحسين النتائج العلاجية للمرضى.

 تخطيط الخدمات الإكلينيكية

وفي إطار جهود تطوير الخدمات الطبية، أسند الدكتور أحمد السبكي إلى المجلس الاستشاري الطبي مهمة إعادة تخطيط الخدمات الإكلينيكية في المنشآت التي انضمت حديثًا إلى الهيئة.

وتشمل هذه المنشآت مستشفيات صحة المرأة والطفل والأورام، بالإضافة إلى تحويل مستشفى الجهاز التنفسي والرعاية الرئوية بالسويس إلى مركز تميز للأمراض الصدرية في مصر، واستحداث خدمات الرعاية التلطيفية ضمن الرعاية المركزة للحالات الطبية المتقدمة، فضلًا عن التخطيط الإكلينيكي لمنشآت المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل.

وأكد المجلس الاستشاري الطبي استمرار جهوده لمواجهة أي ممارسات طبية مخالفة للأعراف الطبية، من خلال تطبيق الآليات المعتمدة في فحص شكاوى المرضى، وذلك عبر اللجان العلمية والفرعية التابعة للمجلس في مختلف التخصصات الطبية.

 وأشار أعضاء المجلس إلى أن هذه الجهود تساهم في ضمان تقديم خدمات طبية آمنة وعالية الجودة، وفقًا للمعايير الإكلينيكية المعتمدة.

وأكد الدكتور أحمد السبكي أن تطبيق أدلة العمل والبروتوكولات الإكلينيكية المعتمدة عزز من كفاءة استخدام موارد الهيئة، وأسهم في الحد من الهدر الطبي وترشيد النفقات.

وأضاف أن تطبيق نظام الجرعة المفردة لصرف الأدوية بالأقسام الداخلية للمرضى أسهم في تحقيق وفر مالي تجاوز 62 مليون جنيه شهريًا في تكلفة العلاج، مما يعزز الاستدامة ويضمن استمرار تقديم خدمات طبية عالية الجودة.

ووافق المجلس الاستشاري الطبي على تعميم بروتوكول تطعيم الإنفلونزا لمرضى القلب في منشآت الهيئة، وذلك لأول مرة في مصر، وفقًا لأحدث التوصيات العالمية.

كما تقرر إطلاق حملات توعوية للتوجيه والوقاية، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم للحد من مضاعفات الإنفلونزا لدى مرضى القلب، مما يسهم في تقليل معدلات دخول المستشفيات وتحسين جودة الحياة للمرضى.

وفي خطوة نوعية تهدف إلى استكمال الخدمات الطبية المتخصصة، وافق المجلس الاستشاري الطبي على البدء في إعداد خطة لاستحداث خدمات زراعة النخاع بإقليمي القناة والصعيد، لأول مرة ضمن منظومة هيئة الرعاية الصحية. 

يأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية الهيئة لتوفير خدمات طبية متكاملة ومتقدمة، والتطوير المستمر تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل في تلبية احتياجات المرضى في مختلف محافظات تطبيق المنظومة.

وأعلن المجلس الاستشاري الطبي عن بدء التحضيرات لتنظيم المؤتمر العالمي الأول لجراحات المخ والأعصاب في عدد من محافظات التأمين الصحي الشامل، والمقرر عقده في يوليو المقبل، تزامنًا مع اليوم العالمي للدماغ.

ومن المنتظر أن يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء الدوليين، بهدف تبادل الخبرات ومناقشة أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز الطبي في جراحات المخ والأعصاب.

من جانبه أكد الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، أن التطوير المستمر للخدمات الإكلينيكية يمثل أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على إدخال أحدث التقنيات الطبية وتدريب الأطقم الطبية على استخدامها بكفاءة عالية.

وأضاف أن المجلس ملتزم بتطبيق المعايير العالمية في تطوير الخدمات الصحية، بما يضمن تقديم رعاية طبية متميزة للمواطنين، ويعزز من تنافسية القطاع الصحي المصري على المستوى الإقليمي والدولي.

وأعرب الدكتور شريف وديع عن فخره بالإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن المجلس الاستشاري الطبي سيواصل دوره الحيوي في دعم منظومة هيئة الرعاية الصحية.

 واختتم تصريحه قائلًا: "نحن فخورون بتقديم كل خطوة تسهم في تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر، وخدمة المريض المصري وفقًا لأفضل المعايير العالمية."

وحضر الاجتماع كل من: الدكتور شريف وديع، أستاذ ورئيس مجلس قسم التخدير والرعاية المركزة وعلاج الألم بكلية الطب جامعة عين شمس، ورئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، واللواء طبيب مراد ألفي، مستشار طب الأطفال وحديثي الولادة والمبتسرين بمستشفيات القوات المسلحة، ونائب رئيس المجلس. كما شارك الدكتور حسين خالد، أستاذ طب وعلاج الأورام، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور حسام محمد كامل، أستاذ متفرغ أمراض الدم وزرع النخاع بالمعهد القومي للأورام، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، والدكتور حسام المصري، مساعد أمين عام مجلس الوزراء للشئون الطبية، والمستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء.

كما حضر الدكتور أحمد يوسف جمال، أستاذ بكلية طب الفم والأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور سمير الجزار، أستاذ متفرغ العلاج الطبيعي للجهاز التنفسي وأمراض الباطنة بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، والدكتورة نجوى عيد، أستاذ متفرغ الطب الباطني وطب الأسرة بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والدكتور محمد مراد يوسف، استشاري متفرغ النساء والتوليد بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتور حمدي نبوي مصطفى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور محمد السنافيري، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة ومساعد المدير التنفيذي بهيئة الرعاية لشئون تطوير وتقييم الخدمات الإكلينيكية ومدير إدارة التخطيط الإستراتيجي والسياسات بالهيئة.

كما شارك في الاجتماع أعضاء الأمانة الفنية للمجلس الاستشاري الطبي، برئاسة الدكتورة آية سعيد سليمان، وعضوية كل من الدكتورة هالة عادل عراقي، والدكتورة هدى كرم محمد، و بسام سيد عبد العزيز.

مقالات مشابهة

  • مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتفقد مستشفى حورس
  • هل الخضوع للجراحة يوم العطلة يشكل خطرا على حياة المرضى؟!
  • الرعاية الصحية: الكشف على 110 آلاف منتفع ضمن حملة "رمضانك صحة"|صور
  • رسالة شكر من سماحة المفتي إلى اليمن.. ويناشد ذوي الضمائر الإنسانية حول العالم
  • هيئة الرعاية الصحية: 110 آلاف منتفع من «رمضان بصحة لكل العيلة» خلال الأسبوع
  • رئيس الرعاية الصحية يترأس الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الطبي لعام 2025
  • الرعاية الصحية: تطبيق البروتوكولات الإكلينيكية عزز الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة
  • منظومة الشكاوى تتلقي بلاغات بشأن الرعاية الصحية
  • 200 مستفيد من خدمات «رحمة» لتعزيز الرعاية الصحية المنزلية في الشارقة
  • بالأرقام.. صندوق الرعاية الصحية بالمهندسين يحقق 1.357مليون جنيه عجزا