كليجدار أوغلو يواجه حكما بالسجن 65 عاما وحظر نشاطه السياسي
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
أنقرة- في قلب المشهد السياسي التركي المليء بالتوترات والصراعات، يقف كمال كليجدار أوغلو، الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري وأحد أبرز رموز المعارضة، في مواجهة معركة قضائية تهدد مستقبله السياسي والشخصي، حيث يُتهم في قضايا قد تصل عقوبتها إلى السجن 65 عاما، فضلا عن حظر نشاطه السياسي للمدة ذاتها.
وكشف جلال تشليك، محامي كليجدار أوغلو، أن موكله يواجه حتى الآن 18 قضية، تتراوح تهمها بين "إهانة رئيس الجمهورية وتمجيد الجريمة والمجرمين"، بالإضافة إلى تصريحات أخرى اعتُبرت خطيرة.
تتعلق إحدى أبرز هذه القضايا بمطالبته بالإفراج عن السياسي الكردي صلاح الدين دميرطاش، وتصريحاته ضد قرارات المجلس الأعلى للانتخابات عقب قراره إلغاء الانتخابات المحلية في إسطنبول عام 2019، وانتقاداته اللاذعة للعمليات العسكرية التركية في شمال سوريا.
كما يواجه كليجدار أوغلو عددا من القضايا التي أقامها ضده الرئيس رجب طيب أردوغان على خلفية اتهامه بالفساد، وتبديد 128 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي بالبنك المركزي التركي، لم تكشف السلطات عن مصيرها.
وهنالك بعض القضايا المرفوعة بناء على شكاوى نواب رئيس "حزب الحركة القومية" حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم، فيتي يلدز، وعزت أولفي يونتر، وإسماعيل فاروق أكصو، والتي قد يصل الحكم فيها إلى السجن 3 سنوات مع حظر النشاط السياسي خلالها.
ووصف المحامي تشليك هذه القضايا بأنها "حملة ممنهجة" لإسكات صوت كليجدار أوغلو الذي يعتبره خصومه حجر عثرة أمام استقرار هيمنة النظام الحالي. مشيرا إلى أنها تفتح بابا واسعا للتساؤل حول معايير العدالة في تركيا ومدى تسييس القضاء.
إعلانفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مثُل كمال كليجدار أوغلو أمام المحكمة في الجلسة الأولى لقضية إهانة رئيس الجمهورية المرفوعة من أردوغان. ويواجه فيها حكما محتملا بالسجن 11 عاما و8 أشهر، وحظر نشاطه السياسي لمدة 5 سنوات.
وقدم كليجدار أوغلو دفاعا مكتوبا من 25 صفحة أمام قاضي الدائرة 57 للمحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة، حيث بدأ دفاعه قائلا "لم آت هنا للدفاع عن نفسي كمُتّهم، بل لتسجيل الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق الشعب، وللمطالبة بالمحاسبة. من حسن حظي أنني لم أُتهم بالسرقة أو باختلاس أموال الأيتام، ولم أقف أمامكم بتهمة الخيانة".
ووجه انتقادات حادة للنظام الحالي، قائلا إن "أردوغان يسعى إلى تأسيس حكم الرجل الواحد حيث تتركز جميع السلطات في يده. مثل هذه الأنظمة، التي تفتقر إلى الشفافية والمحاسبة وتعتمد على التعيينات المبنية على الولاء بدلا من الكفاءة، لا تدوم طويلا".
وتجمّع مئات من أنصاره وشخصيات بارزة من المعارضة أمام قاعة المحكمة، مطالبين بالعدالة ومنددين بما وصفوه بـ"تسييس القضاء".
وعُقدت الجلسة وسط تصاعد التوتر بين الحكومة والمعارضة، حيث أدلى وزير العدل التركي يلماز تونتش بتصريحات عشيتها، وأكد وجود 9 قضايا و5 تحقيقات جارية تتعلق بكليجدار أوغلو وجرى فتح تحقيق فيها. وأضاف "أقول للسياسيين من الشعب الجمهوري إنهم إذا استمروا في السياسة ذاتها فسينتهي بهم الأمر مثل رئيسهم السابق".
ورد كليجدار أوغلو في كلمة مصورة عبر منصة إكس قائلا "إذا كنت شجاعا، تعال إلى المحكمة غدا واستمع لما سأقوله لسيدك. ربما تتعلم درسا"، وفق تعبيره.
في تصريحات له في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ذكّر المحامي حسين آيدن ممثل الرئيس التركي بقرار أردوغان التخلي عن جميع القضايا المرفوعة ضد كليجدار أوغلو، وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو/تموز 2016. وأوضح أنه جاء في إطار "الأمل والإرادة لترسيخ الحد الأدنى من اللياقة السياسية بشكل دائم في الحياة السياسية".
إعلان استغلالومع ذلك، وبعد مرور 8 سنوات على هذا القرار، أكد المحامي آيدن أن "الجانب الآخر (في إشارة إلى كليجدار أوغلو) لم يحقق أي تقدم في ترسيخ اللياقة السياسية، بل تحولت الفظاظة والأسلوب القبيح إلى نمط سلوكي دائم".
وأضاف "في القضية التي تنازلنا عنها سابقا، والتي لم نطالب فيها بالعقوبة أو فرض حظر سياسي، تم استغلال الأمر لخلق وهم زائف بالمظلومية، كما أُسيء استخدام حق الدفاع للإساءة بشكل خطير إلى حقوق رئيسنا الشخصية".
ووفقا له، تقدم فريق الدفاع عن الرئيس أردوغان بشكوى جنائية إلى النيابة العامة في أنقرة ضد كليجدار أوغلو بتهمة "إهانة الرئيس" بسبب تصريحاته في المحكمة و"التي كانت عبارة عن ملخص للإهانات والقذف ضد الرئيس"، إضافة إلى رفع دعوى تعويض معنوي بقيمة 500 ألف ليرة تركية (14 ألفا و400 دولار) أمام محكمة الحقوق المدنية.
بالمقابل، اعتبرت سيدا ترك أوغلو، عضو حزب الشعب الجمهوري، أن القضايا المرفوعة ضد رئيس الحزب السابق هي "محاولة صريحة لتقويض الديمقراطية وإسكات المعارضة".
وقالت إن رفع 18 قضية جنائية ضد زعيم سياسي بحجم كليجدار أوغلو يعكس مدى تسييس القضاء واستخدامه كأداة ضغط سياسي. و"نرفض هذه الممارسات التي تهدف إلى إضعاف المعارضة وإسكات أصوات الشعب، يجب أن يكون القضاء مستقلا ونزيها لا أداة في يد السلطة التنفيذية. ما يحدث يشكل خطرا حقيقيا على مبادئ التعددية والشفافية التي يقوم عليها أي نظام ديمقراطي".
ودعت ترك أوغلو جميع القوى السياسية في البلاد إلى التكاتف من أجل حماية الديمقراطية وضمان محاسبة عادلة وشفافة. وأكدت "هذه ليست معركة كليجدار أوغلو وحده، بل معركة جميع من يؤمنون بحرية التعبير والعدالة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب الشعب الجمهوری کلیجدار أوغلو
إقرأ أيضاً:
السجن المشدد 15 عاما لـ الفارس الأسود بقضية استدراج 100 قاصرة أجنبية
قضت محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الإرهاب، برئاسة المستشار خالد الشباسي، وعضوية المستشار محمد القرش، والمستشار تامر فرجاني، والمستشار رامي حمدي.
وبحضور على أحمد أبو سريع رئيس النيابة، بمعاقبة "م.م" المتهم بالاتجار فى البشر باستقطاب أكثر من 100 فتاة أجنبية قاصر، وعدد من الفتيات المصريات عبر الإنترنت، بقصد التربح منهن، بالسجن المشدد 15 عاما وغرامة 4 ملايين جنيه ومصادرة المضبوطات.
وأصدر محكمة أول درجة حكما ضد المتهم بالسجن لمدة 5 سنوات، وتقدم المتهم باستئناف على الحكم، كما تقدمت النيابة العامة باستئناف على الحكم لوجود خطأ فى تطبيق القانون.
وقبلت محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الإرهاب، طعن النيابة العامة وقررت إلغاء حكم أول درجة ومعاقبة المتهم بالسجن المشدد 15 عاما وغرامة 4 ملايين جنيه ومصادرة المضبوطات.
وتمكنت هيئة الرقابة الإدارية والأجهزة الأمنية بالتنسيق مع الـFBI الأمريكية، من اسقاط أخطر "هكر مصري دولى"، بتهمة الاتجار بالبشر وهتك عرض بعض الفتيات القصر من الاجانب والمصريين وتهديدهن بنشر صور ومقاطع خادشة للحياء لهن عبر شبكة المعلومات الدولية "الانترنت"، مقابل الحصول على مبالغ مالية منهن.
وتعد الواقعة التى ارتكبها المتهم سابقة هى الأولى من نوعها ففى إطار مكافحة جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة عبر الوطنية "العابرة للحدود"، وبعد تعدد البلاغات أمام المباحث الفيدالية الأمريكية الـFBI، من أكثر من 100 فتاة أجنبية قاصرة مقيمات فى ولاية نيوجرسى وولايتين أخريتين، رصدت الأجهزة المعنية المتهم على شبكة الانترنت باسم كودى "الفارس الأسود".
وقام المتهم بتهديد الفتيات لاجبارهن على دفع مبالغ مالية له وقام بتنفيذ تهديداته بإرسال شكاوى من خلال إحدى عناوين البريد الإلكتروني السابق إنشائه بمعرفته إلى الجهات التعليمية وبعض المؤسسات الرياضية التي ينتمي إليها الضحايا لفضحهن.
وتبين أن المتهم لديه سجل إجرامى بشأن الجرائم الالكترونية والصادر فيها أحكام بالحبس لمدة عام و6 أشهر وغرامة مالية فى 3 قضايا مختلفة، كما تبين ابتزازه لـ4 مصريات و3 يحملنا جنسيات عربية ، بالاضافة الى أكثر من 100 فتاة أجنبية، وتحصل منهم على 130 ألف دولار ونحو 80 ألف جنيه مصر.
وبضبط المتهم وعرضه على النيابة العامة تم إحالته إلى محكمة الجنايات والتى أصدرت حكما ضده بالسجن لمدة 5 سنوات الا انه بالاستئناف على الحكم تم احالة القضية الى محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الارهاب والتى وجهت للمتهم تهم الاتجار بالبشر.
ورفضت محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الارهاب، دفوع محامى المتهم الذى دفع بوقوع الجريمة خارج البلاد وأن الجريمة غير معاقب عليها فى مصر، وردت المحكمة على هذا الدفع بأن المتهم ارتكب جرائم عابرة للوطنية وفقا للبروتوكول الدولى الموقعة عليه مصر والذى يتضمن منع وقمع جرائم الاتجار فى البشر، وأن التهم ثابتة ضد المتهم وفقا للقانون رقم 64 لسنة 2010 الخاص بالاتجار بالبشر.
وناشدت المحكمة أهالى الضحايا وجميع أوليا الأمور بإحكام الرقابة على ما يتداوله ابنائهم على الانترنت لمنع تكرار هذه الجرائم، كما طالبت المحكمة بوجوب تفعيل المؤسسات التوعوية للحد من هذه الظاهرة.
واشادت المحكمة بثمرة جهود التعاون الدولى بين الجهات القانونية والشرطية فى مصر وفى الخارج التى اسفر عن الايقاع بالمتهم.