اقتربت نهاية الفصل الدراسى بما يرتبط بها من خوف وتوتر وترك لسبل التسلية والترفيه من أجل المذاكرة وتحصيل المواد الدراسية استعداداً لخوض الامتحانات وحرصاً على النجاح أو التفوق فى بعض الأحيان؛ فالحياة تجعل من العلم أشياء روتينيّة، فيجد البعض أنّه مُجبر على الاستمرار فى مراحله التعليمية بما تتضمنه من امتحانات دون أن يعرف الجدوى من ذلك، فهو مُسير من قِبَل والديه ومدفوع للمذاكرة وبذل الجهد لاجتياز مراحل التعليم، دون أن يعرف السبب.
فالامتحانات وسيلة وليست غاية، هى وسيلة للتمييز بين ما بذله الإنسان من جهد فقط، وليس غاية كما يتصور البعض، فنتيجة الامتحان لن تقدم حكماً مطلقاً على الطلاب؛ فكل طالب قد يمر بظروف قد تساعده أو قد تمثل له عقبة خلال فترة الامتحانات، وقد تكون الفروق الفردية بين الطلاب إحدى هذه العقبات.
وهنا يقع العاتق الأكبر على الأستاذ سواء أكان معلماً بالمدرسة أو أستاذاً بالجامعة، وذلك بكثير من تلبية الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية للطلاب خلال فترة الامتحانات، والتحلى بالصّبر والحكمة فى التعامل معهم، وإتاحة الفرصة للجميع للتّعبير عن مخاوفهم ومشاعرهم وقلقهم، والعمل على نصحهم وخفض حدة التوتر لديهم، فلا يكون سبباً فى أن يكره الطلاب الدراسة، لا يعاملهم كأطفال، ولا يجعل همهم فى الامتحانات الدرجات فقط، ولا يرهقهم بأعمال غير مجدية، ولا يكون عقبة فى طريق نجاحهم، كما أنه من الضرورى عدم التّمييز بين الطّلاب فتكون فرصة لكى ينجح المُقصّر وأن يتفوّق المجتهد، وهذا يتطلب أن يكون الأستاذ معتدلاً أثناء وضع الامتحانات بما يراعى الفروق الفردية بين الطلاب، فلا يكون الامتحان شديد الصعوبة أو تعجيزياً بشكل قد يحبط تعب الطلاب وجهدهم.
وفى هذا الإطار تجدر الإشارة إلى عدة نصائح من شأنها أن تساعد طلابنا الأعزاء على تجاوز فترة الامتحانات بشكل جيد؛ وهي: تخصيص الوقت الكافى للدراسة قبل الامتحان، وتنظيم الوقت، ووضع جدولٍ مناسبٍ للدراسة، ويُنصح بالإفادة من نماذج الامتحانات السابقة أثناء الدراسة كنوعٍ من التدريب والاستعداد للامتحان، كما يُنصح الطالب بالاهتمام بصحته وعدم إهمالها بسبب الدراسة، ويجب الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم فى الليلة السابقة للامتحان وتجنّب السهر طوال تلك الليلة، ويجب دراسة المادة بشكل منظّم وذكى حسب أولويتها؛ وذلك بمراجعة جميع أجزاء المقرر سريعا عبر دراسة المفاهيم والأفكار الرئيسة فى المادة بشكل عام، ثمّ الرجوع إلى الموضوعات الصعبة ودراسة كلّ موضوعٍ فيها بشكلٍ تفصيلي، ويُنصح الطالب أيضا بالابتعاد عن أيّ وسيلة من شأنها تشتيت تفكيره أو تركيزه عن الدراسة، لذلك يُنصح بالدراسة فى مكانٍ هادئ بعيدًا عن أيّ وسيلة ترفيه أو أجهزة إلكترونية، مثل: الهاتف.
وفى النهاية، طلابى الأعزاء.. فمهما كانت فترة الامتحانات صعبة وعصيبة؛ «فإن هذا الوقت سيمضى».
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب – جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان الفصل الدراسى المواد الدراسية فترة الامتحانات
إقرأ أيضاً: